صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Friday, June 06, 2025
لِمَ مات العراق ؟
لِمَ ماتَ العراق:
[ الحديث الشريف يقول : الجاهل ميت و إن كان حياً, و العالم حي و إن كان ميتأً ]!
صحيح أنك تشهد أحيانا الكثير مِمّن يتحركون بأبدانهم ؛ إلا أن حقيقتهم ليست كذلك , لأن معظمهم في عداد الموتى .. و هكذا موجات الشعوب و إن خرجت تتظاهر أحياناً ضد الحكام, و هي تفتقد البوصلة و الهدف الذي تريد تحقيقه! فيتحول الشعب إلى ربوت مستهلك لا ضمير ولا فكر و لا وجدان فيه سوى أجهزة لقياس الطول و الأرقام؛
و لذلك بات الشعب العراقي يتطفّل على الآخرين , بسبب النفط , حيث تحوّلوا إلى موجودات لا تعمل ولا تنتج, ولا تستطيع إطعام نفسها و توفير حاجاتها اللازمة لأمنها الحياتي و إستقلالها!
وآلسبب بكل ذلك؛ هي أنّ الحكومات الجاهليّة التي تسلطت بآلتآمر وآلسيف والمكر ومنذ بداية التأريخ للآن لم تحيد عن نهجها الصامد الذي لا فكر ولا أنتاج و لا إبداع في مسيرتها!
[الشعب الذي لا ينتج أفكاره ؛ لا ينتج أدواته].
و علة العلل ترجع إلى المثلث المشؤوم الذي قوّض بلادنا وكبّلها بحكومات جاهلية لا تتقن سوى الكذب و التحايل و التزوير و السرقات, و يمكننا تلخيص ثلاث عوامل تأسس عليها الفساد الذي قتل العراق, و هي :
فشل التربية والتعليم وإنعدام البرامج و المناهج – الكونية !
فقدان جوهر الدِّين والتركيز على الظاهر والعبادات التقليدية.
إعلام سطحيّ و تافه لأبعد الحدود يشيرون للتفاصيل ويتركون الجذور والأسباب, و أتعجب كيف يمكن علاج مشكلة دون معرفة السبب؟
أما آلجهاز القضائي الذي يفترض أن يكونوا المُقوّم لمسيرة الدولة والشعب لتحقيق الأهداف وآلسعادة فأن حالهم يجسدها التالي:
قال القاضي : أين المتهم ؟
فدخل المتهم القاعة مبتسماً, و قال : نعم يا سيدي!
قال القاضي : هل سرقت الوزارة و زورّت العقود؟
قال المتهم بكل صراحة: نعم سيدي .. فعلت ذلك .
و هل أعطيت مناصب الوزارة لأقربائك و ذويك بمن فيهم الجهلة و الأميين؟
قال المتهم : نعم يا سيدي فعلت ذلك!
فأطرق القاضي رأسه و قال ؛ (النّجاة في الصدق) (النجاة في الصدق) قالها القاضي ثلاثاً .. تعظيماً للموقف!
ثمّ رفع القاضي رأسه مستدركاً, و قال للمتهم :
والله لا أقضي عليكَ إلّا بآلحقّ, و إنّ الحقّ يقضي بأنّ (مَنْ إعترف بذنبه فلا ذنب عليه).
و بما أنك إعترفت بذنبكَ .. فلا ذنب عليكَ, و ليس لي إلّا أنْ أُخلي سبيلك .. فإرجع إلى عملك فإنك حرٌّ طليق!
فضجّت القاعة بآلصّلاة على محمد و آل محمد, و إنبهر الحضور من عدالة المحكمة و القوانين المتبعة!
فبكى المتهم , و بكى القاضي , و بكي الحضور و بكى المحامون و بكت الحماية حتى أبكوا كل من حولهم!
و بعد أن خفّ حدّة البكاء و العويل, إلتفتَ المُتهم للقاضي و قال له :
الآن حَصحصَ الحقّ, و بما أنّ الله مَنّ علينا من فضله و إحسانه فإنّي مُرسلٌ إليك بجكسارة لم يجلس على كشنها أحد من قبل إكراماً!!
فتبسّم القاضي و قال معلّقاً:
[ربيّ أوزعني أنْ أشكر نعمتكَ التي أنعمتَ عليَّ و على والديَّ و أن أعمل صالحاً ترضاه و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين].
ثمّ رُفعت الجلسة و تصافح الحضور بعضهم مع بعض مستبشرين بمستقبل واعد للعراق نتيجة العدالة و التواصي بآلحق و الوعي على نهج أهل البيت(ع) من قبل المتحاصصين لقوت الفقراء وسط شعب ضاع.
و رحم الله مَنْ قرأ سورة الفاتحة على روح العراق أرضا و شعباً و عاقبةً.
عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment