حذاراً أيّها آلكونيّ!
علّمتُ نفسي أنْ أقرأ بقلبي .. لا بعقليّ الظاهر فقط, كي أصل سرِّ آلوجود, و ليس
كما يقرأ النّاس بطرف عيونهم – هذا إنْ قرؤوا أو نظروا – لأن القراءة لا تنحصر في
الكتب و صفحات الكومبيوتر بل كل صورة في الطبيعة تحوي كتباً و مقالات تحتاج ربما
لكل العمر كي تفهم واحدة منها, ولكي تقرأ بقلبك تحتاج كشف العلاقة بينهما؛ بين(
القلب و العقل) أو (العقل الظاهر و آلعقل الباطن) أو(ألحواس و الضمير) و لهذا رأيتُ
ما رأيت من الأسرار و المعارف حين تعلّمت لغة و قوانين القلب و الوجدان .. حتى صرّحتُ
بها من خلال (فلسفتي الكونيّة ألعزيزيّة), و قلت:
[ألعقل الظاهر لا يصل أبداً لوحده إلى سرّ الوجود], و لا بُدّ من عقل كليّ يرتبط
بآلقلب الذي يمثل بصيرة الأنسان.
و لمعنى آلصبر و الأستقامة و التحمل لأجل المحبة لحفظ كرامة الأنسان التي تحفظ
بحفظها حرمة عرش الرّحمن؟
و بآلتأكيد تدركون ما معنى أنْ يهز عملٌ ذلك العرش العظيم, و ربما يعده أكثر الناس
صغيراً حين يتسبب عمل معين بهزّ عرش الرحمن كآلطلاق و الخيانة بحقّ المحسن و
آلكبائر من الإثم .. و تعرفون ما هو (عرش الرحمن) الذي لا يهزه كل جيوش و ملوك و
رؤوساء العالم وقنابلهم ألذرية و النيتروجينية و لا حتى كل عقول و نوابغ آلخلق و
الوجود و فنونهم لو إجتمعت و صارت بعضها لبعض ظهيراً؛ لا يمكن أن تؤثّر في ذلك,
سوى (الطلاق) حتى قتل النفس لا يكون جرمهُ بمصاف ذلك!؟
إنّه – الطلاق - تلك آلمسألة ألمؤلمة
للغاية بآلنسبة لله و أثرها يمتد عبر آلآفاق و الوجود في معادلة مُعقّدة, تمتد
جذورها من حريم الحرية أو (الأختيار) ألأنساني الذي وهبهُ صاحب العرش العظيم و ليس
من حقّك أيها الأنسان ألمتأدّب بأخلاق الله ولا من حقيّ ولا حتى من حقّ أكبر رئيس
و ملك و حتى الله تعالى نفسه الذي أهداه لخلقه أن يتلاعب أو يؤثر أو يحجّمها,
لأنها الحرية و (الأختيار) الذي يميّز و يُلّون حياة المخلوق .. كل مخلوق خصوصاً
الأنسان لأن (الأختيار) هو المعنى الآخر للكرامة (و كرّمنا بني آدم ...) و لو
فُقِد لأنتهي الوجود الحقيقي للأنسان و ليس من حقّ أحد مهما مَلَكَ من أساليب
القوة و التسلط و العنجهية أن يتحكّم بها أو يحاول تحجيما أو محوها, لأنها حقّ
وجودي .. طبيعي أكرم الله به عباده و ميّزهم عن كل المخلوقات الأخرى.
و لو ترى و تتأمل و تقرأ بعمق القرآن الكريم و حتى تواريخ الأنبياء و الأئمة :
فأنك لا تشهد حالة طلاق واحدة على أيديهم رغم إن بعض نساء الأنبياء كانت تأتي
بآلكبائر كإمرأة لوط و زوجة الأمام الحسن(ع), و غيرهم كثير وتحملوا العناء و صبروا
بل و إستشهدوا و لم يهزّوا عرش آلرّحمن, فحذاراً من ذلك .. و حرّي بكلّ مُؤمن
الحفاظ على تلك الأمانة الكبرى التي ترتبط بعزّ و كرامة الله تعالى مباشرة.
قد يصعب على الكثيرين في العراق و العالم درك هذه النقطة ألجوهريّة و التي منها
ينطلق آلمآسي في حال حصرها و تحطيمها أو العكس ينطلق آلخير و كل السعادة منها في
حال إطلاقها و الحفاظ عليها .. لذلك فإنها حقاً تحتاج لوعيّ كونيّ و عمق و دراسات
و عبادات و رياضات و أسفار عظيمة كونية لا أرضية للوصول لأسرارها التي معـها تُحلّ
كل ألغاز الوجود أمام طالبيها!
و الفلسفة الكونية العزيزية هي آلضامنة لإرشادكم للوصول إلى مدينة العشق التي
تتكامل فيها كرامة الأنسان.
محبتي لكم أيّها
آلأعزاء ألكُرماء.
ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي.
No comments:
Post a Comment