ألجَّور ضَاقَ
بـ 5 مليار:
أجَدّد ندائي الكونيّ لتفعيل دور
ألأمم ألمتحدة وكل صاحب ضمير من أحرار و مُفكريّ ألعَالم(1) بعقد مؤتمر بلا عصابات
و أحزاب و حكومات, وبمشاركة المنظمات ألمهنيّة وألاعلاميّة الحُرة والأنسانيّة بظل
ألفلاسفة لتحديد مخرجات التغيير بحسب معايير (الفلسفة ألكونيّة), فمِن دون فعل
فكريّ – ثقافيّ كونيّ - ينهض بحراك مدنيّ ميدانيّ ستستمر جرائم و ظلم الحكومات و الأحزاب
وآلعصابات ألسّياسيّة, ولا بُدّ من فتح المنتديات و المراكز الفكريّة وآلثقافية وعقد
المؤتمرات لتخريج النّخب التي تُترجم الواقع بعد جعل السلطة بيد المثقفين ألنّخبة
التي تملك ألوجدان و القرار و آلقدرة على إدارة البلاد بدل النهب و القتل و
الأجرام و الفوارق الطبقيّة و الحقوقيّة ألمتوارثة من أنظمة الحكم والأحزاب والعشائر التي بيّضت صفحات القرون الوسطى.
و لهذا أفوّضُ
أمري و أمركم أيّتُها النّخب المثقفة إلى الله و الوجدان, و الله يغلب بعباده,
خصوصا الذين يتطهّرون ويدرؤون لقمة الحرام بآلحلال و الأرباح السريعة بآلخطط الستراتيجيّة
ليكونوا مُؤهلين للنصر و دفع الظلم و الجّور (2) وسلام للمسؤوليين في المواقع
والمراكز ألأحرار ألذين عليهم ألحذر من المفاجآت
القادمة بدعم ثورة الفقراء التي ستنطلق قريباً!
إن إشاعة ألكراهيّة و البغض و الفوارق
الطبقيّة (بين باحث عن دولار واحد و بين الذي يلعب بآلمليارات) و رفض نشر الخير و آلمحبة
و دعوات ألتآلف و الوحدة و العدالة .. و إلهاء الناس بالمظاهر والمخدرات و القضايا
اللاأخلاقية و الأباحيّة بين الناس الذين يُعانون على كلّ صعيد بعد ما تغيّرت
عقائدهم الدّينية إلى شكليّات بسبب الأعلام الغوبلزي .. فإنّكم إنّما تدعمون آلظلم
و مصالح الأثرياء و حكوماتكم التي تسرق وتقتل بلا وازع ولا رادع و الحق لا يمكن أن
يبقى دون مدافع عنه!
لقد تعاظمت الأخطار من تلك الحكومات التي تعمل لـ (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة):
بعد تأسيسهم و دعمهم و إبرازهم لدولة (الفاتيكان) بإسم المسيحيّة لإخلاء الجّو لمشاريعهم
الأقتصادية وغيرها .. كما يسعون اليوم لتأسيس دولة أخرى بإسم (ألأسلام) التقليديّ لحصره
بحدود النّجف شيعيّاً و بحدود الأزهر سُنّياً كدولة الفاتيكان لإيصال رسالة نهائية
للعالم بكون الدِّين هو هذا المطبق بدولتهم كل على حدة ولا علاقة لهُ بالسياسة وآلأقتصاد
التي هي شأن المنظمة الأقتصاديّة التي تُسيطر حقاً على منابع القدرة في العالم, و
كأنها تقول للناس: (هذا هو آلدّين الذي عليكم الألتزام به و أنتم أحرار في ذلك و
هو مُجزئ و مبرئ للذمة) و يُمثلهُ في الغرب ألبابا في الفاتيكان التي لا تتجاوز
مساحتها 40 كم2, حيث قرؤوا الفاتحة عليه-أيّ المسيحية للأبد, و في الشرق دولة مشابهه
لدفن الأسلام فيه للأبد! والسؤآل: ما فائدة الدِّين بإطار قرية آلفاتيكان أو بلدة
النجف أو الأزهر والحال أنّ 56 دولة إسلاميّة اليوم لا أثر لها ؛ ما لم يكن أهلها
يتعاملون بآلأخلاق و المبادئ و القيم بدافع التوحيد!؟
لهذا فإنّ الهدف من الدسائس و الحروب؛ أجهاض
وإفشال ألدِّين الرافض لمسخ الناس
وتسخيرهم .. خصوصا بعد ما بزغ نور آلإسلام و القيم و المحبة من جديد وكَشَفَ زيف ألأساليب
التي مَحَقَتْ الشعوب بإسم الدّيمقراطيّة(3) و التي سبّبت الظلم والفوارق و آلحروب!
بإختصار وجيز : ألأستكبار لا يُريد من يدافع عن الشّرف و الأخلاق وآلعدالة و حقوق
الفقراء ضدّ الجشعين و الحاكمين, لأنهُ خلاف مآربهم, حيث يرهبهم مقال يكشف حقيقة واقعهم الذي نعيشه, و حفظ الأمن و
الوحدة و تحقيق الرفاه و المُثل العليا لا تتحقق بفصل الدِّين الذي وحده مصدر
الأخلاق مع وجود الفوارق الطبقيّة و جيوش العاطلين عن العمل مع الفقراء و المرضى يضاف
لها حروبهم و حكوماتهم الصّنميّة التي تعمل ضدّ مصالح الناس للمستكبرين!؟
نسعى لدولة تضمن ألحقوق بآلتساوي و ترفض ألفوارق الطبقيّة في العالم بما فيها دول
الأسلام؛ نريد دولة يتحقق بظلها المساواة بين سيّد وعاميّ ورئيس ومرؤوس ولا فضل
إلا بآلتقوى؛ أيّ العمل ألصالح الذي لا يستفيد عامله شخصيّاً منه.
ختاماً؛ أتمنى ممّن يُحبّ أن يشيع الأمن و العدالة و الرّفاه و المحبّة بين الناس؛
نشر هذا النداء ليكون إعلاناً للمظلومين الذين تجاوز عددهم 5 مليار! وآلسؤآل
الأخير: [هل إنّ الحكومات و الأحزاب وحدها المسؤولة عن الظلم أم المحكومين أيضاً؟].
ألعارف الحكيم: عزيز حميد مجيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
ألمُفكّر في (الفلسفة الكونيّة) يعني ألذي يعرف معايير ألجّمّال و العِلم و العمل
الصّالح.
(2) الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان أهم وأولى وثيقة صوّب عليها رجال القانون في العالم في
باريس في 10 كانوان الأول/ ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف .. وصفت المعايير
المشتركة التي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم, حيث حددوا للمرّة الأولى،
حقوق الإنسان الأساسيّة التي يتعيّن توفرها و حمايتها عالمياً, و ترجمت لأكثر من
500 لغة عالمية, و من ضمن الحقوق التي يسعى (العهد) و هو أعظم من مجرد (قانون)
تحديدها و تعزيزها و حمايتها و تطبيقها هي بآلنصّ:
[ألحقّ في العمل في ظروف
عادلة و مرضية؛ الحق في الحماية الاجتماعية و الصحية؛ ألحق لتحقيق مستوى معيشي
لائق؛ الحق لنيل أعلى مستوى يُمكن بلوغه من الرفاه الجسدي و العقلي و الرّوحي؛ الحقّ
في التعليم والتمتع بفوائد الحرية الثقافية والتقدم العلمي],و الحال أننا لو نقيس
أي مجتمع خصوصا بآلشرق؛ لا نجد حتى أدنى مستوى لذلك فيها!.
(3) ألدّيمقراطية التي كشف أكثر الناس حقيقتها ؛ لم تعد بعد الآن هي الحلّ لمحنة
الشعوب و جورها, لا بدّ من توائم الديمقراطية مع الدّين لتحقيق مبادئ الأمم
المتحدة التي يؤيدها الدين.
No comments:
Post a Comment