صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Sunday, October 24, 2021
بلا عنوان ؛ للبطون الطاهرة
بلا عنوان .. للبطون ألطاهرة:
أليوم بعد إنتهاء علاجيّ أليوميّ ألذي ما زلتُ مستمراً عليه منذ 10 أعوام في مستشفى(سن مايكل) و العودة للبيت كان سائق التاكسي تعجّ منهُ رائحة العطور الهنديّة – ألباكستانية المنوّعة – فأكثر العمال و سواق المدن في البلاد الغربية إما هنود أو عرب أو عراقيين أو كُرد لكونهم لا يملكون مهن و إختصاصات أخرى و لكون الأموال آلمكتسبة من وراء تلك المهن لا تكشفها الحكومة لكونهم يعتاشون على رواتب دائرة المساعدات سراً - هذا و القانون الكنديّ لا يسمح للسائقين و كذا المرضى إستخدام العطور أثناء التنقل لتلافي ( تهيّج الحساسية لدى آلمصابين), كما أنّ مظهره و لحيتهُ آلكثّة و العطور التي إستخدمها دلّت جميعها أنهُ من الهند و آلباكستان, حيث قدّم نفسه مع إبتسامه خفيفة زيّنت محياة بعد السلام الذي هو أحلى كلام لمن يفهم الكلام بكونه عالم دين والذي جذبني هي إبتسامته لأني أعتقد بأنّ الوجوه الباسمة تمتلك شيئاً من الحقيقة والمحبة رغم ضغوط الحياة و تعقيدات المعيشة والصعوبات التي تواجه آلجّميع في معركة الحياة القاسية, و لأني ملتحٍ أيضا و ربما نظراتي هي الأخرى وحيائي دلّتهُ إلى أنيّ مُؤمن أيضاً؛ فبدء بآلحديث طارحاً الأسئلة المعتادة, منها كآلعادة: (في أيّ مسجد تصلّي) و آلغاية من معرفة المسجد – خصوصاً وآلمساجد معروفة في تورنتو – هي معرفة ما إذا كنتَ سُنيّاً أم شيعياً!؟ أجبته بأني لا أؤمن بمذهب من المذاهب الأسلاميّة المختلقة سوى بمبدأ خالق الكون و الأنسان و الزمان و العدل!
و الباكستاني كما العربي كما باقي القوميات وكل حزبي و مذهبي متعصب؛ لكُلٍّ منهم مسجده و منساته و شرعته و أنا الوحيد الذي لا أعتقد بتلك المساجد التي لم تُخرّج مؤمناً شاباً واحداً من هذا الجيل مع إحترامي لمناهجها و هيئآتها المختلفة كلّ بحسب منهج مؤسسه لكونها تخلوا من الأخلاص و الحكمة و الأدب و الأخلاق ألكونيّة, لمعاداتهم للفكر و لأهل الفكر, لذلك تخصصت بآلفواتح و الأموات و إحياء المناسبات الموسمية, و لا مكان للفكر ناهيك عن الفلسفة والعرفان فيها كما لا معنى للمعاني والقيم التي نحملها في أوساطهم.
وهنا في مدينة (تورنتو) العاصمة الأقتصادية لكندا؛ حين تُصاحب شرقيّاً أو حتى غربياً عادّة مّا يبادر أحدهما الآخر بآلحديث و بآلكلام كشيئ فطري و يتم الأسترسال حتى في الخصوصيات أحياناً .. والكلام يجرّ الكلام خصوصاً في ديار الغربة.
بعد استقراري داخل سيارته(التويوتا) .. و تعيّن الأتجاهات والعنوان المطلوب على جهاز (الجي بي إس) بدأ آلسير لقطع مسافة أكثر من 20 كم من البيت حتى المستشفى؛ بادرته بآلقول بعد ما أشار بأنه مسلم و يصلي في المسجد (خمس) مرات باليوم بحسب توصية الرسول(ص) و الحمد لله .. قلتُ له: و هل تعتقد بأنّ الصّلاة و الصّوم و الزيارات و العبادات الشخصيّة من دون يقظة القلب و خدمة الناس بآلأنتاج العلمي و العملي؛ تكفي لنجاتك و تأدية رسالتك الكونيّة لتفوز و تصبح على الأقل مسلماً ناهيك عن أن تكون مؤمناً مساهماً في عملية البناء و الحضارة لا طفيّليّاً كما أكثر اهل الشرق!؟ قال: نعم أعتقد إني أفعل ذلك .. و إستَدَلّ بحديث عن الرسول (ص) مبرّراً موقفه بآلقول؛ نقلا عن شيخه(...) في المسجد(...):
[سأل صحابي نبيّنا محمد (ص) ؛ ما تقول في رجل يسرق الليل كلّه ثمّ يُصلي النهار جماعة في المسجد, قال(ص) : لا بأس, فإنّ صلاته ستمنعهُ يوماً من إرتكاب السرقة]! قلت لهُ: يا أخي: و هل إمامَكم هذا ذكر مصدر الحديث؟
قال نعم: لكني لا أتذكره! قلتُ له: حاشا الرّسول(ًص) أن يشجع على الفساد علناً](1): و أنا يا شيخ قد جاوزت هذه الأمور منذ شبابي بعد ما أنهيت دراسة الفقه و الفلسفة و العرفان و أنا في العقد الثالث من العمر ثمّ صرت فيلسوفاً كونيّاً و عارفاً(2) بفضل الله و أسعى لأنقاذ العالم رغم تغلغل وتعمّق الجّهل والمسخ في أوساط الجامعات والأكاديميات والحوزات والمثقفين وحتى أوساط الناس والمؤمنين العوام, بل وفي أوساط العلماء و الأكاديميين و المثقفين وأهل الأدب والمنابر بحيث إستغلوا آلدين لتفعيل دكاكينهم وترويج بضاعتهم!
و لهذا أشكّ بل و أرفض مثل هذه الأحاديث ألموضوعة, خصوصاً تلك آلمرويّة عن عكرمة و أبو هريرة و مروان بن الحكم وعمران بن حطان وحريز بن عثمان و سمرة بن جُندب و غيرهم من الذين باعوا ضمائرهم للمستكبرين كمعاوية(3) كما “مؤمني و حركيّ و سياسيّ” اليوم ألمتحاصصون الذين باعوا و فعلوا كل شيئ لخدمة ألأستكبار العالمي و رضاه بثمن بخس مقابل بيع و هدم أوطانهم!
و الرّسول (ص) كما الأئمة(ع) حاشاهم: أن يُشجّعوا على الفساد و السّرقة وهكذا الصالحون على أجازة مثل هذه الأعمال التي تدخل حيّز النفاق, لأنّ الفاعل يكون عمله شيئ و قوله و صلاته شيئ آخر(4) و بآلتالي يكون منافقاً ..
بإختصار هذا الشخص و أمثاله في عصرنا يعتبرون من المنافقين و هم كُثر للأسف, حيث يتظاهرون أمام الناس بآلعمل و الأيمان و الجهاد في سبيل الله لكنهم في الحقيقة حين يخلون إلى شيطانهم؛ يستغيبون وينافقون ويكذبون و يسرقون أموال الناس بشكل عادي.
و أخيراً قلت له: (القلب أيها السائق آلشيخ هو الأساس و ليست الأجساد ولا اللحية و آلعمامة و “الدشداشة” و الحركات المصطنعة و التزويقات اللفظية والحزبيات المقيتة!
دعني الآن أنقل لك حديثاً عن (ألحُسين بن منصور) رغم أنك كما ملياري مسلم لا يعرفونه ولا يعرفون فلسفة الأسلام و الغاية منه:
كان (حسين بن منصور) الفارسي الملقب بآلحلّاج يملك دكاناً في أسواق بغداد, و ذات يوم إحترق السوق كلّه و إذا بآلناس قد هرعوا ليبلغوا جُنيد الذي كان له دكاناً يكسب رزقه - ككل العرفاء و العلماء الصالحين كانوا يأكلون من كدّ يدهم - في ذلك السوق بآلحريق قائلين له:
يا (حلّاج) لقد إحترق آلسوق كلّه إلّا محلّكَ (دكانكَ), عندها رفعَ رأسهُ للسماء منشرحاً وقال بكل غرور: [ الحمد لله ], لكنهُ و بسبب هذه (الجملة ألهنيّة) نَدَمَ بشدّة و إستغفر ربه أربعين عامأً .. و كان كثير الأستغفار لله, لأعتقاده لحظة بأنّ الباري لم يُحرق دكانه إكراماً له, بينما إحترق كل دكاكين الناس من حوله, و هذا غرور لا يخلوا تدخل الشيطان فيه.
بعد سماع السائق ألشيخ لهذه القصة التي تهزّ وجدان كلّ إنسان سوي له فطرة صافيه و قلب سليم لم يأكل من كدّ الآخرين أو الحرام من قوت الفقراء و المرضى: إنزعج و قال لقد أخطأ آلحلّاج, و كان عليه أنْ يشكر الله على عطائه و تقديره ..
قلتُ له؛ الفرق بينك و بين آلحلّاج بإختصار شديد, هو:
(ألحلاج) يملك قلباً كبيراً يحب الفقراء لكن يختلف عن قلبك لهداية الناس؛ قلباً ينبض بآلحُبّ و الأخلاص و الحياء من آلله و عباده, أما أنت فتملك جسدأً و نفساُ و بطناً تضحي بكلّ الوجود وحقوق الناس و تكذب بسلاسة لأجل ملئه, ثمّ تُصلّي لأجل آلله, لإيهام نفسك بأنك مؤمن به! و هكذا ذلك المعمم (الأمام) الذي يُذنب “يُجاهد” و “يحاضر” و “يُزور” لنفسه و تثبيت مكانته .. لا لإحياء الناس و خدمتهم بآلتضحية بمصالحه و وقته و كما فعل جُنيد و أئمتهُ الهادين !
للمزيد من قصص العرفاء راجعوا كتاب (أسفار في أسرار الوجود)(5).
ثم ودّعته و أنا فرح بوداعه لأن لقائهُ أحزنني كما لقاء معظم الناس إن لم أقل كلهم بسبب لهوثهم لبطونهم و التي عندها يكون الفارق بينكَ و بينهم كما الفرق بين السماء و الأرض.
عزيز الخزرجي/ عارف حكيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن من رواة الصحيح غير الذي عدوهم من الصحابة و اصطلحوا على تعديلهم (مروان بن الحكم) القائل للحسن بن علي (ع): (1)
[أنكم أهل بيت ملعونون]، و (سمرة بن جندب) الذي قال ما قال في عليّ(ع) لأجل المال وعمران بن حطان الخارجي القائل الأبيات المشهورة يثني بها على أشقى الآخرين (إبن ملجم) يثلب الإمام علي بن أبي طالب، و (حريز بن عثمان الرحبي) الذي نقل عنه صاحب التهذيب إنه كان ينتقص علياً و ينال منه, و قال إسماعيل بن عياش عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسبّ علياً و يلعنه وقال : أيضا سمعت حريز بن عثمان يقول هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لعلي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى حقّ) و لكن أخطأ السامع قلت فما هو قال: (إنما هو أنت مني بمنزلة قارون من موسى) و ذكر الأزدي أن حريز بن عثمان روى أن النبي صلى الله عليه و آله لما أراد أن يركب جاء علي بن أبي طالب فحلّ حزام البغلة ليقع النبي صلى الله عليه وآله , و قيل ليحيى بن صالح لم لا تكتب عن حريز فقال كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة, و قال: (ابن حبان) كان يلعن عليا بالغداة سبعين مرة و بالعشي سبعين مرة, فقيل له في ذلك, فقال هو القاطع رؤوس آبائي و أمثال هؤلاء الرواة كثيرون, و لكن هؤلاء الثلاثة (مروان و عمران و حريز) عنوان ومثال لأنهم من رواة صحيح البخاري الذي قالوا عنه أنه أصح كتب الحديث و قال: الذهبي في ترجمة المصعبي أنه أنصر أهل زمانه للسُّنة و أنه وأنه ... ثم قال: و لكنه يضع الحديث وقال في ترجمة الجوزجاني أنه من الحفاظ الثقات وكان يتحامل على عليّ وفيه انحراف فيه.
فهل مساجد يسبون فيها أهل البيت(ع) و في مقدمتهم عليّ(ع) تعتبر مساجد للعبادة وذكر الله؟
(2) مراتب العلم في الفلسفة الكونية هي سبعة كآلتالي: قارئ-مثقف-كاتب-مفكّر-فيلسوف- فيلسوف كونيّ-عارف حكيم.
(3) للمزيد من البيانات و العبر و الحكم ؛ راجع مؤلفاتنا و مقالاتنا الكونيّة التي وحدها تدلك على الحقيقة في هذا العصر المزيف الذي يكرم فيه المنافق و يُذلّ فيه المؤمن, و المتطفل على الفكر و الثقافة, يُنتقد الفيلسوف الرّباني العارف و هو لا يعرف حتى معنى الفيلسوف أو العارف أو الفرق بين المثقف و القارئ و المفكر و الفيلسوف و الفيلسوف الكوني!
و هكذا إنقلبت القيم بعد ما تدنّست البطون و آلفروج بآلحرام و حتى الألسن بـ (آلغيبة)!
(4) كان أحد العرفاء من تلامذة الأمام الصادق(ع) يسرق من الأغنياء و يعطيها للفقراء, مثلاً يسرق عشرة أقراص من الخبر و يوزعها على الفقراء و يبرر موقفه بآلقول مستدلاً بآلآية[مَنْ جاء بآلحسنة فله عشر أمثالها], فكان يقول سيئة واحدة بعشر حسنات!
لكن الأمام(ع) بيّن له الأمر بأن أصل عمله خطأ وهي السرقة, و لا يطاع الله من حيث يعصى, هذا أولا, و ثانياً؛ إطعام الناس من المال الحرام خطيئة أخرى له تبعات سيئة, لهذا لا يجوز فعل ذلك كما قد يعتقد بعض المؤمنين بسبب قلة الوعي و العرفان.
(5) أسفار في أسرار الوجود : https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-(5) %D8%A7%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF-pdf
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment