صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Friday, November 12, 2021
أفكار كونيّة بلا حدود
أفكار كونيّة بلا حدود:
[حكمة كونية: لا تصبح فيلسوفاً كونياً حتى تفقد هويتك].
بل و [أفتخر أنّني لا أملك هوية].
" الهوية " كلمة رفضها القرآن كما الأديان و الفلاسفة .. بأدب و حكمة .. حين خاطبنا الخالق بـ (يا أيها الناس) و كرّر خطابه ليعلّمنا و يدلنا على الهويّة الكونيّة بدلا من العصبيات القومية و القبلية و الحزبية و الوطنية و القطرية و هكذا كان الفلاسفة العظام بلا إستثناء!؟
لهذا ألهوية من الكلمات التى أكرهها و نبذتها ، وأتمنى أن تزول من الفكر الانسانى كليّةً . و ليس عندى شكّ ، أنّ كلمة " الهوية " ، هى وراء جميع أشكال ، ودرجات ، القهر ، والاستعباد ، وغسيل الأدمغة ، وتبرير الأفكار الوحشية العنيفة ، والعادات والتقاليد منتهية الصلاحية للاستهلاك البشرى السوى ، الصحى .
" الهوية " مصطلح ارهابى ، فى المقام الأول ، ممتلئ بالغطرسة ، والتعالى ، والتعصب و الفساد ، والجهل المقصود أو غير المقصود .
و لا أشك بأن الهوية هي العامل الأول في فساد بلادنا و ضياع العالم و فقدان الرحمة و آلأمان و العدالة!
كما لا أشك بأن الطبقيّة الظالمة التي تتوسع و فككت أواصر المحبة و المجتمع الأنساني هي نتاج للهوية!!
لا أدرى، ما الهوية، أو الخصوصية، التى نحميها؟.
هل يكون مثلًا؛ البامية و الفول المدمس، أو الفسيخ، أو عصير القصب، «هويتنا»؟
هل تحجيب أو إخضاع النساء، أو جرائم الشرف ، هو «خصوصيتنا»؟.
هل فتاوى التكفير و دوائر الأفتاء ، بجواز جمع أموال الفقراء و وضعها تحت تصرف العوائل المالكة للدين و العشيرة !؟
هل فتاوى ترقيع غشاء البكارة ، " هويتنا " التى نتشبث بها ، ونحميها من الاختراق ، و " الفض " ؟؟.
هل توزيع حقوق الفقراء على أعضاء الأحزاب و المليشيات هويتنا!؟
هل " طاعة النساء " للذكور ، " خصوصيتنا " ، غير القابلة للنقاش أو المسائلة ، والتى نضعها تاجا فوق رؤوسنا ؟؟.
هل " أسلمة أوروبا " جزء من هويتنا ، رضى الله عنها ، و أرضاها ؟؟.
هل ادانة غير المسلمين بل و حتى بعض المسلمين ، بالكفر ، والضلال ، والانحلال ، والفجور والفسق ، من مكونات أصالتنا ، وخصوصيتنا ؟؟؟
هل شهوات الذكور المنفلتة ، ورغباتهم الأنانية ، ونزعات التملك الضاربة فى وجدانهم ، وبها نبرر تكفين النساء ، وهن أحياء ، هويتنا ؟؟.
حقا ، لست أدرى ، ما هى " الهوية " ؟؟؟.
وأجهل فعليا ماذا تعنى كلمة
" الخصوصية ".
هل عندما أستمع إلى مطرب أو مطربة كـ «أم كلثوم»، و«عبدالوهاب»، و«عبدالمطلب» ؛ أكون قد حافظت على هويتى؟ . ولكن عندما أستمع إلى «فرانك سيناترا»، و" دين مارتن " ، و" مات مونرو " ، و «أديث بياف»، و«شارل أزنافور»، و«إنجل بيرت»، " وشيرلى باسى " ، و" أندريه بوتشيلى؛ أكون قد تنازلت عن خصوصيتى القومية ؟.
عندما أشرب الكوكاكولا ، والفودكا ، والنبيذ ، وأتناول البيتزا، وأعشق أفلام «هيتشكوك»، و«كلود ليلوش»، و«فيللينى»، و " هنرى كينج " ، و" مارتن سكورسيزى " أكون قد خنت «هويتى» الأصلية.. أو تهاونت فى حق «خصوصيتى»؟.
و هل استمتاعى بتمثيل " كَريكَورى بك " ، و " شارل بوييه " ، و" جارى كوبر " ، و " جيمس ستيوارت " ، و" بول نيومان " ، و " أنتونى هوبكنز" ، و " هيدى لامار " ، و" بيتى ديفيز " ، و" جون فونتين " ، و" كيم نوفاك " ، يعد خيانة عظمى للهوية ؟؟.
واذا حرصت على قراءة ، واقتناء مؤلفات " جورج برنارد شو " ، و " فرويد " ، و" اريك فروم " ، و" كولن ويلسن " ، و" هربرت ماركيوز " ، و " سيمون دى بوفوار " ، و " البير كامو " ، أكون متلبسة بفعل يضرب الخصوصية فى مقتل ؟؟.
كل فلاسفة العالم منذ عهد اليونان القديم و للآن لم يعيروا أدنى أهمية لموطنهم أو هويتهم أو قوميتهم أو منطقتهم .. لأنهم كانوا ينتمون لكل هذا الكون .. لهذا إعتبروا أية حكومة غير عادلة أو حزب معيّن أو نظام ديمقراطي هوية من لا فكر له!
الأمر لا يقتصر على الفلاسفة ورفضهم للهوية مهما كانت .. بل حتى على الفنانين و الكتاب و الممثلين؛ فجميعهم لا يعترفون بآلهوية .. لانها منقصة لشخصياتهم .
إن اهتمامى بثقافة الهنود الحمر ليس فقط لا يدلل على ضياع خصوصيتي ؛ بل يؤكد على عالميتي .. بل على فكري الكوني ..
و هكذا بالشِّعر، والرقص الإفريقى، و بالأدب فى أمريكا اللاتينية .. كل ذلك لا يشير إلى «ضياع خصوصيتى»، و«ذوبان هويتى» بل العكس من ذلك على عظمتي و كونيّتي؟.
ان"الهوية " ، كما أراها، هى مزيج من أشياء كثيرة، متنوعة. لا نستطيع أن نفصل عناصرها.
إن الهوية الثابتة، النقية، الخالصة، المعقمة، غير ممكنة.
«الهوية»، ليست صفة، أو كتلة ثابتة، نسد بها خانات الأوراق الرسمية.
وهى ليست قطعة حجر، محنطة، لإبهار الأفواج السياحية فى المتاحف.
الهوية «عملية» ديناميكية، و«حركة» متجددة، مع تجدد الحياة، ومع تغير الناس.
قال الفيلسوف هيرقليطس، ٥٤٠ ق. م- ٤٨٠ ق. م ، مقولته السحرية الثرية ، [التغير هو الثابت الوحيدد].
لكن التغير المستمر، عند غالبية البشر، يقلق، و يفزع، ويهدد .. لأن غالبية البشر لا يثقون بأنفسهم ، و لا يقرأون التاريخ ، و لا يستخدمون عقولهم فى التفكر والتأمل والانفتاح لأجل الأنتاج.
من هنا، يأتى البحث عن هوية «ثابتة»، تعطى الأمان المزيف، وخصوصية «محصنة ضد التغير»، تمنح الطمأنينة الوهمية .
كل حديث عن «الهوية»، و«الخصوصية»، يتضمن بالضرورة ، شعورًا، بالاستعلاء، والغطرسة، والتعصب الجاهل الجامد ، والرغبة فى السيطرة ، واخفاء العيوب ، والسلبيات ، والأمراض المتوطنة المزمنة .
باسم «الهوية الألمانية»، النقية، وتحت عنوان «خصوصية الجنس الآرى الأرقى»، وتحقيقًا لما سماه «العِرقية النظيفة»، أو التطهير العِرقى، والقومية،
وهوية«الانتماء» الأصيل، أشعل «هتلر» ٢٠ أبريل ١٨٨٩ ٣٠ أبريل ١٩٤٥ الحرب، وقتَل الملايين من المدنيين والعسكريين.
و هكذا كان صدام الجاهل ؛ حين أعلن عن الهوية القومية ؛ أشعل معها عشرات الحروب الداخلية و الخارجية ..
و هكذا وصلت التيارات الإسلامية التكفيرية الجهادية إلى الإرهاب المتوحش نتيجة البكاء على «الهوية الضائعة» و (الخلافة) المتخلفة، حيث إعتبروا تشكيل و استعادة الخلافة الإسلامية؛ استعادةً «للهوية المفقودة»!!؟
باسم «الهوية» الإثنية العِرقية، و«الخصوصية» الطائفية، والقبلية، يتم تقسيم الدول ، الى ولايات ، ودويلات ، ومقاطعات ، وشمال وجنوب, و حزب شمالي و آخر جنوبي و يساري و يميني وووو .
وباسم «الخوف من ضياع الهوية»، خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، و تحت عنوان «الخصوصية الكتالونية»، تريد كتالونيا الانفصال و الاستقلال عن إسبانيا.
«العدالة»، «الحرية»، «المساواة»، «الصدق»، «الكرم»، «التضامن»، «النبل»، التعاون ، والانفتاح ، هذه «المعانى السامية»، التى يجب أن تحل محل جميع الهويات والخصوصيات و المذهبيات.
تلك هى «القيم العليا»، التى يجب أن نتشبث بها و نضحي من أجلها، ونحميها من محاولات الطمس، ومخططات الإبادة، تحت أسماء براقة، مخادعة.
صفحات التاريخ ، تؤكد أن الحضارات والثقافات ، التى عرفها الجنس البشرى ، على مدى الأزمنة ، " كوكتيل " ممتزج المكونات ، وأن أى حضارة تقدمت كان بسبب هذا " الكوكتيل " ، وأى حضارة تجمدت ، كان بسبب حديث " الهوية " .
ان حديث الهويات ، حديث فاسد ، مخوخ ، فارغ ، أجوف ، فقير الشكل ، عنيف المحتوى ، لا يخدم الا التفرقة بين البشر ، وبين الدول .
أجمل البشر ، نساء ، و رجال ، فى رأيى ، وحسب هذا المنطلق ، هم منْ لا هوية لهم . أو لنقل أن " هويتهم " ممتدة ، ذائبة ، و قديمة ، قدم البشرية نفسها ، وجديدة ، متجددة ، متغيرة ،مثل تغير الهواء ، وأمواج البحر ، وقصص العشق و كل الأفلاك.
لهذا أفتخر أننى بلا هوية, و أدعوا الناس أن يحطموا كل هوياتهم و ينضووا تحت هوية واحدة .. هي الأنسانية الكونية.
و يتم عبر :
1/ الإنسحاب من الفوضى لا يقدر بثمن.
2/ حيثُما وجدتَ سَكِينةَ روحك، أقِم فذاكَ موطِنُك.
3/ الثقة بالنفس ليست الإعتقاد بأن الجميع سيعجب بك، بل الثقة بالنفس هي إعتقادك بأن إعجاب الناس أو عدمه لن يؤثر على شخصيتك.
4/ يأتي كل شيء في توقيته المناسبً لنا وتجهلهُ محدودية بصيرتنا وأنا أومن جدًا بذلك، فكل شيء بميعاد، وكل شيء له وقت، وعندما يأتي الوقت المناسب ستجد كل شيء يحدث بأدنى حد من المجهود، ما قُدِّرَ له الإنتهاء سينتهي، وما قُدِّرَ له البدء سيبدأ، وما قُدَّر له النسيان ستنساه، و كل شيء سيأخذ مساره الصحيح، الضغط على النفس لتغيير واقع لم يحن وقت تغييره جهد مهدور و هَلكة للنفس.
5/ الأكوان الموازية ليست موجودة كقيم ثابتة، إنها موجودة كقيم إحتمالية، نحن فى الحقيقة لا نعيش فى كون محدد، نحن نعيش فى أكوان إحتمالية، لا يوجد كون ثابت على الإطلاق، الأكوان إنعكاس تذبذب وعينا، وعندما يختلف وعينا يحضر الكون الموازي وكأنه لم يتغير شئ، و لأن التغيرات في وعينا طفيفة لا نلمس تبدل الأكوان ولأننا نعتقد ثبات كوننا فالوعي مغلق على رصد هذا التغير، و عندما ينفتح وعينا فثمة ثقب دودي يمكنك من خلاله المرور و رؤية و رصد هذا الحضور الكوني.
6/ إن أصعب مرحلة قد نمر بها هي مرحلة الوهم، فيها تتعطل كل البوصلات عندك، لا بوصلة العقل و لا بوصلة القلب قد تخرجك من هذه الدائرة، هي كالعنقاء تغذي نفسها بالرماد و تحيى من جديد و تموت أنت داخلها، هذه الدائرة تخلق نفسها من شعور نقي و لكنها تسلب قدسيته و حقيقته و نقائه و تلبسه بالشك كخمار، يخفي الحقيقة تحته و يظهر هو، فيصبح الوهم نسخة من وعيك الحالية و تبدو و كأنها وعيك الحقيقي، هذه الدائرة تضعك في مواقف و أحداث و تجليات حقيقية جدا بالنسبة لك، و لأنك سكران بالوهم، كلما أردت أن تقوم آلمك الإستيقاظ، تبدو محاولة الخروج من هذه الدائرة كالسير عكس تيار نهر دافق، متعب و مرهق و مؤلم جدا، وحده الوهم يسعدك، وحده الوهم يغيبك فتنتشي بالغياب، و تظل تدور و تدور و الدائرة تنتقي من وعيك ما يناسب لتخلق به عالمك الجديد و تصدق الوهم أكثر و يقوى الوهم بتصديقك له، و تضعف أنت أمامه و يستمر في إبعادك عن الحقيقة، سيكون الخروج من هذه الدائرة السهل الممتنع، ستخرج عندما تتسائل هل ما أعيشه حقيقي؟ و تترك السؤال دون أن تجيب، و دون أن تعطي أي دلائل لأنها ستكون مستقاة من دائرة الوهم نفسها و ستعيد نفسها. ثم إختفي تماما، أخرج من كل ما يذكرك بهذه الدائرة كأن تهجر بلدك رغم حبك له، أترك كل ما يغذيها من الخارج، و حاول تحييد ما يغذيها من الداخل، مهما كان الشعور الذي قد يزورك كن مستمعا له فقط لا تسقط عليه أي حكم، كل ما قد يزورك سوف يحاول إعادتك إلى هذه الدائرة، و لكن وحدها رغبتك الحقيقية و الدفينة و العميقة و المنطلقة من قلب خالص بدون أي خوف أو مقاومة في معرفة الحقيقة، وحدها هذه الرغبة ستظهر الحقيقة، الحقيقة ستأتي إليك راكضة، ستجرك إليها مستسلما، دون أن تفعل أي جهد، دون أن تكون حاضرا بأي صورة، الحقيقة التي نطلبها هنا هي الله، وحده الحقيقة و وحده يظهر لك الحقيقة، عندما تطلب الله، عندما تختار الله، عندما تدعو الله، دون أن تسقط لوعتك بأي موضوع، عندها تأتيك الحقيقة راكضة إليك من الله، من المطلق لأنك في مقام المطلق تطلبه و لا تشرك به أحدا، نقاؤك و صدقك و إخلاصك لله وحده هو الطريق.
7/ كلما صغر شأنك في نظرك، زادت قدرتك على التحمل. و حين ترى نفسك لا شيء على الإطلاق فسوف تستطيع أن تتحمل كل شيء
8/ الأغاني الحزينة التي تسمعها ستزيد واقعك سوء و حزن، لأنك تثبت أكثر و أكثر في عقلك الباطن أنك حزين، و بناء عليه فالعقل الباطن والكون المسخر لك يعطيك ما تثبته لنفسك، إفهم اللعبة.
9/ سلبية الآخرين ليست مشكلتك، هناك شخصيات سامة يكون لديها الرغبة في التحكم بك أو السيطرة عليك أو إبتزازك لفعل شيء، قد تكون آرائهم السلبية بدافع الرغبة في التحكم بك أو التسلط، أو قد يكون إنتقادهم بدافع الحقد و الحسد، البعض لا يعجبهم أي شيء، و أفكارهم و آرائهم السلبية سببها الوحيد أنهم سلبيون.
10/ أصبحت الأيام مخيفة، أصبح الأسبوع يوم و الشهر أسبوع و السنة شهر، لابُدّ للإنسان أن يَختلي بِنفسه قَليلاً، حتى يَستطيع إحتمال هَذه الحياة، يا صديقي إذا لم يكن لديك أي جراح كيف لك أن تعرف أنك على قيد الحياة."عِش من أجل نفسك". أدِر ظهرك لكل من لا يستحقك، فلا غياب إلا غياب راحتك، ولا فقد إلا فقد ذاتك و روحك، لا تلتفت للماديات حتى إن دخلت حادث وخسرت سيارتك الفخمة، لا يهم هذه رسالة من الله لجعل روحك سليمة مقابل أي شي تملكه، نحن نعيش الحياة مرة واحدة، فعِش حياتك بالطريقة التي تعجبك و التي تجعلك تشعر بالسعادة في حدود المبادئ فالعمر الذي يمضي لن يعود و الأيام لن تتكرر.
11/ إنه عندما نتوقف عن تغيير الآخرين، و نركز على تغيير أنفسنا عندما نتقبل الآخرين كما هم، عندما نفهم أن كل منا على حق حسب نظرته للأمور، عندما نتعلم كيف نتحرر، عندما لا تكون لدينا أي "توقعات" في علاقاتنا ونطلق أنفسنا ونستمتع بالعطاء، عندما نفهم أننا نعمل ونعمل لأجلنا نحن ولسلامنا الداخلي، عندما نتوقف عن إظهار أنفسنا للآخرين على أننا الأفضل والأكثر تميزا، عندما نتوقف عن الإهتمام برأي الآخرين بنا، عندما نتوقف عن مقارنة أنفسنا بالآخرين، عندما نعيش بسلام مع أنفسنا، النضج الروحي هو عندما نميز بين ما "نحتاجه" وبين ما "نريده" ونكون قادرين على التحرر مما "نريده" وأخيرا والأهم نصل إلى النضج الروحي عندما نوقف ربط "السعادة" بالأشياء المادية أي ما كانت.
12/ نسافر في الكون لدهور، أحيانا معا، وأحيانا منفصلين، عانينا من ألم غياب بعضنا، إختبأنا خلف الشمس، أو في مكان ما في المجرة، ضحكنا معا، تمسكنا بذيل أحد المذنبات، لآلاف المرات قلنا وداعا، و لآلاف أخرى عدنا و إلتقينا، و مرات عديدة مررنا بجانب بعضنا دون أن يعرف أحدنا الآخر، العمر يمضي و إقتربنا من النهاية، ربما هذه رحلتنا الأخيرة، لكنني هنا، في مكان ما على هذا الكوكب، أنتظر، ربما نلتقي في رحلتنا هذه، و ربما في رحلات أخرى، و سنعرف كما دوما من
سيصل إلى "بيتنا" قبل الآخر.
13/ مواجهة الإثارة و الفضول تبقى مكلفة في الكثير من الأحيان، ليست دائما مسألة معارك، فهي أصغر الأشياء التي يمكن فعلها، ليس من الضروري أن نستفيد من أي فرصة فأحيانا تكون خادعة، عندما تصر على تدمير الآخرين يمكن أيضا أن تدمر نفسك.
14/ الحياة تحدي، عشها، إشعر بها، أحبها، إضحك، إبكي، إربح، إخسر، لكن دائما إنهض من جديد و إستمر، الأحلام ستبقى أحلام إلى أن تملك الشجاعة والتصميم لجعلها حقيقة، إستمر بوعي عالي، و لا تخاف الفشل، و تذكر أنه بالوعي فقط حتى الفشل يصبح إلهاما، لا تبحث عن الشخص المثالي، بل إبحث عن شخص يجعل حياتك مثالية.
15/ يا صديقي قد تكسب يومآ ما شخصآ يعادل كل ما خسرته في حياتك كلها.
16/ كل واحد يمسك ورقة و قلم و مسدس و يحاسبك على أتفه الأشياء، ثم إذا وفيت له ما يريد علق لك تهما وحقوق باطلة، إنتفض لروحك وأنهى هذه المهزلة.
17/ في مسرحية الحياة لكل واحد منا دوره، إما أن يكون دور ثانوي أو رئيسي، هو من يحدد ذلك، إياك أن تعتاد لعب دور النعجة الذي يحاول إقناع الجميع أنه طيب بما يكفي لحفلات الشواء.
18/ لا يا صديقي الحياة لا تقبل الضعفاء، الإنسان القوي خير من الإنسان الضعيف، لا تدع ضعفك يلتهمك، فلا عزاء لحملِ وديع في فك ذئب نذل لا يرحم، لم توجد في هاته الحياة لتتسول فتات الوجود أو فتات الرحمة، أخرج إلى الشمس وخذ منها القوة و الضياء.
19/ ما جدوى الإنسان إن لم يكن له موقف بطولي، فالحياة رحلة واحدة و تنتهي، لا تخف أكثر من ثواني حتى، لا تدع الخوف يتسلل لروحك فيلتهمها، لن تسمع صوت الطلقة الأخيرة، فلا داعي لتأبه لضجيج المعركة.
20/ تتأرجح الأيام بين السعادة و المرارة، تذوق الأولى و تعلم كيف تبصق الثانية، بل ستصنع ترياق للوصول إلى أعلى قمة، غامر و إلا ما أهمية أنفاسك؟.
21/ لا تثق كثيرا بالطيبين، ولا قليلا بالأوغاد! للخذلان دائما لونه الرمادي! و اللون المتغير دوما!
22/ يمنحك السقوط فرصة ثانية للتحليق، و أنت مجموع فرصك، إنهض من جديد، إغتسل من الفشل، تمضمض جيدآ و أزفر الخوف و الأوهام، في كل مرة خذ الكتاب بقوة، هذه التجارب من أول الطريق، كل ما تحركت ١٠٠ متر سيتضح لك الطريق و كن بطل الملحمة، عندما تتحداك الحياة و يوجه لك الآخرون سهام النقد، عندما يتفوه أحدهم بكلام يثير غضبك، هدىء من روعك.
23/ يا صديقي تنفس، إحتسي كوبك المفضل، لا تأخذ كل ما يحصل في الحياة مأخذ الجد، عندما يرن جرس الهاتف أو رسالة في مواقع التواصل الإجتماعي دعه يرن كما يشاء، أنت لست ملزماً بالرد على الهاتف أو الرسائل، إنه قرارك أنت، إختيارك أنت.
24/ إياك، حذاري، لا تتطوع في الإشتراك في أية معركة يدعوك إليها الأخرون أو الإنخراط في كل جدلٍ عقيم يفرضونه عليك، بل أرقص أين ما تشاء و كيفما تشاء.
25/ إعتمد على نفسك في توجيه مسار حياتك و حل معضلاتك ومشاكلك، إستند علي نفسك في دفع حياتك نحو الأفضل، إستند على عامودك الفقري، لأنك إذا إعتمدت على الآخرين سيخيب ظنك، أنت صانع تاريخك و باني مجدك وأحلامك في الحياة، أنت ربان السفينة و لا أحد يستطيع أن يقودك لبر الأمان مثل نفسك و لن يقوم الآخرون بذلك الدور من أجلك، لا تجعل سيل افكارك يغرقك، بل وجهه نحو أرضك الخصبة ليثمر لا ليدمر، كن صلباً متماسكا كالصخرة من الداخل، و رحيمآ مثل رقراق النهر من الخارج، كن راسخاً ثابتاً مليئاً بنفسك و قدراتك من الداخل، و متخفزاً للعون والنجدة من الخارج، أوقد شغفك في كل مرة تحتاجه، كن قوياً محصناً من الإنكسار مع نفسك، وطيبا و رحيمآ كالعصافير التي لن تدخل إلا الجنة.
26/ تقبل كل مراحلك و إنكساراتك لأن لو لا ها ما كنت على وضعك المميز الآن، فالشعر الأبيض زادك جمالا وخبرة و وقار، لا تنظر إلى أولئك الذين يكتبون عن السعادة اللامشروطة والحب اللامشروط (بلاحدود) وتكتئب لأنك لا تشعر بذلك، لا تأخذ بكلام من يقول لك أنّه سعيد بوجود من يحب وأسعد بغيابه فتلك مرحلة متقدمة جداً من الوعي، لا تستعجل الخطوات و لا تجبر نفسك على ما لست مستعداً لخوضه بعد، كن سعيداً بما أنت عليه، فقط تقبل أن تفتح ذراعيك لكل هدايا الكون من متغيرات أو تقبل أن تبقى عالقاً بمرحلة معينة إن كان ذلك مناسباً لك إلى أن تشعر أن التغيير يناديك من الأعماق، نعم تلك الأعماق هي كنزك الحالي و كل رأس مالك.
27/ لا تستمع أبدا للإشاعات التي تطلق حول شخص ما و تعلّم أن يكون لديك وجهة نظر خاصة بك، لأنك تخاطر بالحكم على أشخاص رائعين بسبب الأشخاص ذو النوايا السيئة و الذين يحبون تشويه سمعة الآخرين.
28/ الشخصية الوقحة هي شخصية ضعيفة جدا تشعر بداخلها بنقص شديد مما يجعلها تلجأ لأسلوب إستفزاز الآخرين و الغطرسة و خصوصا إذا شعرت أن أحد الأشخاص يفوقها في صفة ما فتلجأ إلى محاولة تحقيره و السخرية منه حتى تسد النقص الحاصل في شخصيتها.
29/ بعض العلاقات علاجها في هدمها، قد يؤذيك ذلك الهدم، قد يشعرك بالندم و الألم، قد يحرق صبرك و أيام من عمرك، و لكن إنقاذك يبدأ من هنا.
30/ إن وجدت نفسك في حفرة فتوقف عن الحفر فوراً، ماضيك و ما مررت به من مواقف سلبية يمكن أن يتعسك فترة من الزمن، لكنه لن يجعلك تعيسا للأبد ما لم تختر أنت ذلك، عندما تأتيك تلك الذكريات ذكر نفسك أن لديك مستقبلاً و أمورا أهم لتقوم بها، إنسى الماضي و تعلم منه الدروس و العبر وإجعله بداية مرحلة وعي و صحوة و إرتقاء روحي لك، و لا تجعل أخطاء الماضي حتى لو بدت هائلة أن تعيق سعادتك.
31/ لم تجد نفسك في هذا العالم؟ ثق أنك تعرف ما تريد، وما تتعطش إليه "الطموح"، ضع هدفك فقط أمامك و عشه يقينا، بادر بالبدأ فقط و الحلم سيأخذك بين يديه و يعتني بك
يحافظ عليك كطفله الصغير، في البداية تيأس و تشعر بالإحباط، و تقول كيف و من أين سأبدا، و لكنك الآن تبدأ رويدا رويدا، حلمك تتفعل قواه،تحتويك طاقته، و يصبح ملهما لك، و سيأتي ذاك اليوم الذي تصبح فيه أنت نفسك ملهما للعالم، نعم كن حلمك.
32/ حتى تكسب راحتك النفسية، عامِل الناسَ وكأنّك تتصفَّحُ كتاباً، تطوي الصفحاتِ السخيفة، وتُهمِلُ السيّئة، و تتوقّف بإهتمامِكَ عندَ الأجمل.
33/ كثيرون لا تربطنا بهم علاقة شخصية لكن أرواحنا تعتاد وجودهم فتحبهم و تحترمهم لأننا نراهم من الخارج فقط.
34/ الجروح ليست سوى هدايا من أشخاص لديهم ذوق سيء للغاية.
35/ عندما تبكينا أقل الكلمات فهذا يعني أننا إما أن نكون في أقصى حالات الوجع أو في أشد أوقات الحاجة.
36/ أحسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير و إعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس.
37/ وحدها الحياة التي يحياها المرء من أجل الآخرين هي حياة ذات قيمة.
38/ إذا أخطأ شخص بكلام لا يليق بك فلا تحزن، بل إبتسم لأنه قد وفر عليك عناء إكتشاف شخصيته.
39/ من يتجاهلك و يتكبر عليك لا تنفعل من أجله و إستخدم القاعدة المكتوبة على مرايا السيارات " الأشياء التي تشاهدها أصغر مما تبدو عليه في الواقع ".
40/ عندمـا تؤلمك ذكرى هذا لا يعني أنك تتألم و حسب بل يعني أنك حينما أحببت أحببت بصدق.
41/ المقدرة ممكن أن توصلك إلى القمة لكن الأخلاق وحدها تبقيك هناك.
42/ أشد الألم حين لا تستطيع الإفصاح عن أسبابه و تكتفي بقول أشعر بالضيق و لا أعلم رغم أنك تعلم يقيناً ما السبب و لكنه لا يحكى و لا يبكى.
43/ لا يوجد في العالم من هو مخطئ دائما، حتى الساعة المتوقفة تكون على حق مرتين في اليوم، إنتبه!
44/ قد يجعل القدر من الذي لا تتوقع مصافحته أقرب الناس إليك، إحذر من الجميع و تأهب فلا تدري المستقبل بمن يجمعك.
45/ أكثر ما قد يؤلمنا هي تلك الأشياء التي ندرك حقيقتها بعد فوات أوانها.
46/ في بعض الأحيان تكون نوايانا أنقى من قطرات الندى لكن تتلوث بظنون الآخرين.
47/ فكرة واحدة تكتشفها في كتاب واحد يمكن أن تغير الطريقة التي ترى بها العالم.
48/ لا تعاشر أشخاصا لا تجد نفسك فيهم، تتصنع شخصياتهم لتكون مثلهم فتكون معدوم الوجود، كن أنت أينما كنت.
49/ عندما تتذوق الصعوبات في حياتك سيصبح عقلك أكبر من عمرك بكثير، فكل أذى هو مستوى جديد من النضج.
50/ إذا طعنك أحد بخناجر لسانه لا تطعنه بنفس الخناجر ما دام بإمكانك قتله بسيف لامبالاتك.
51/ لا تنتظر لطفا من أحد، تعلم أن العطاء و الإحسان تعامل و ليس تبادل.
52/ المشكلة ليست في قليل العقل فحسب و إنما في قليل العقل المتيقن من عظمة عقله
53/ في نظري يبقى حل إشكالية العلاقة بين الأخلاق و العلم، السبيل الوحيد من أجل تحقيق إنسانية الإنسان.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment