صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Thursday, March 07, 2024
لماذا تركت العراق - الحلقة الخامسة
لماذا تركت العراق!؟
الحلقة الخامسة :
كل ثورة كما هو المعروف و المشهود ورائها حركة فكريّة يبدعها و يُنظّر لها المفكرون المخلصين و الفلاسفة من فوقهم ويُنفذها الفقراء ويأكل ثمارها الإنتهازيون, و قد ثبت هذا في معظم بلدان العالم التي قامت فيها الثورات و الأنتفاضات و شهدناها حتى مع رسالة الأسلام بعد وفاة الرسول(ص) .. و شهدناها في بلادنا بوضوح و في العراق خصوصاً بشكل لا مثيل له رغم وجود حالة خاصّة ترتبط بدول كبرى تدخلت في تحرير العراق بقيادة أمريكا و الأتيان بنظام جديد لم يشهده العالم من قبل .. إلاّ أن القرآن الكريم أشار لها بدقة أيضا و كما سيأتي بيانه :
جاء في الأمثل لتفسير القرآن لآية الله ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى :
[وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَ لَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَ وَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ] (العنكبوت 10).
شركاء في الانتصار أمّا في الشدّة فلا: حيث أنّ الآيات المتقدمة تحدثت عن المؤمنين الصالحين و المشركين بشكل صريح، ففي الآيات الأولى من هذا المقطع يقع الكلام على الفريق الثّالث أي المنافقين فيقول القرآن فيهم:
[وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ], فلا يصبرون على الأذى و الشدائد، و يحسبون تعذيب المشركين لهم و أذى الناس عذاب من اللّه, [وَ لَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ] فنحن معكم في هذا الافتخار و الفتح.
ما حدث في العراق بعد سقوط الصنم البعثي الصدامي؛ تصْدُق عليه تلك الآية الآية .. ذلك أن المعارضة العراقية قد إنتهت تقريباً و إستشهد معظم أعضائها, و لم يكن أحد الموجودين الآن بدءاً بآلسوداني و المالكي و الجعفري و الخزاعي و البياتي و الركابي و من حكم أو ناب الشعب في مجلس النهاب أي وجود أو دور أو حتى موقف لهم في معارضة النظام..
و لأنهم تعلموا النفاق و التكبر و اللا دين و آللاأخلاق من نظام البعث و أمثاله من الاحزاب عندما كانوا يعملون فيها كأعضاء مرتزقة كما هم اليوم مرتزقة في احزاب التحاصص في السلطة؛ لذلك تراهم تسلّلوا كآلحيتان الصغيرة و بسرعة في مواقع السلطة و البرلمان و غيره و تأقلموا مع النظام الغريب الجديد السائد اليوم ليظهروا أنفسهم بأنهم مؤمنين و يعارضون الظلم و يريدون خدمة الناس .. بينما هم أنفسهم بنفاقهم و كما شهدالعالم؛ أسوء و أظلم حتى من كفر البعث و ظلمهم, لأنهم أثبتوا بأنهم منافقين ولا يمتون للأسلام أو القيم و الاخلاق بصلة.
لهذا ليس فقط تركت حكم العراق و لم أتحمل أية مسؤولية فيه لأني أساساً لا أحب السلطة و الرئاسة خصوصا في العراق الخالي من القيم و الأخلاق والوعي و الثقافة ؛ بل و تركت كل شيئ ربما للأبد و الله الأعلم.
و هكذا .. و لتلك الأسباب التي أشرنا لعناوين بعضها آنفا أو في الحلقات السابقة؛ لا مستقبل ولا نتيجة ولا عدالة و لا محبة في حكمهم لما فعلوا و يفعلون بحقوق الناس و بدين الله و عباده و آلوطن.
و لا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز حميد مجيد؟
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment