صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Thursday, April 25, 2024
ألإعتراف بآلخطأ فضيلة :
الأعتراف بآلخطأ فضيلة:
كما إنّ الأعتراف بآلذنب و الخطأ و الأعتذار ممّن تعرّض للتجاوز أو الأهانة فضيلة .. بل و دلالة على الثقة بآلله و بآلنفس و الأيمان بآلحق؛ فآلأعتذار لا ينتقص من كرامة المعتذر أو شخصيّته كما يعتقد أكثر الناس .. بل العكس كما تؤكد الأحاديث و الحِكَم و الوقائع عن ذلك .. بل و يتسبب في
رفع شأن المُعتذر و زيادة المحبة بينه و بين المعتذى عليه !
كان لي صديق مجاهد ما زال حيّاً و يصلي في مسجد أهل البيت في حي البنوك كما في النجف حيث يُدرّس البحث الخارج و هو آية الله السيد البدري الذي حكى لي حكاية ظريفه أيام وجودنا معاً في جبهات الحرب ضد الظلم الصدامي الجاهلي, قائلاً:
كنت أماماً في أحد المساجد أصلي في الناس جماعة, و ذات يوم و بينما حضر جمع غفير من الناس و تقدمت للصلاة بهم, لكن أثناء الركعة الثانية بطل وضوئي لحدثٍ طارئ .. و كنت في حيرة لحظتها و الناس خلفي, و تساءَلت مع نفسي ؛ هل أقطع الصلاة و أتوضأ من جديد و أرجع لإمامتهم ثانيةً , أم أستمر مع هذا الوضع حتى النهاية كي لا ينفضح أمري؟
فأكون في الحالة الأولى؛ قد أرضيتُ رب العالمين و في الحالة الثانية أكون قد سترتُ على نفسي أمام الناس و لكن بآلكفر, لأني خالفت ربي ولم ألتزم بشرعه الذي لا يجيز الصلاة مع تلك الحالة!؟
و بينما أنا مُتحيّر بين هذين الخيارين؛ قررتُ قطع الصلاة و ليكن ما يكن و إلتفت لحظتها للمصليّن و أعلنت لهم بوجوب إعادة وضوئي و إعتذرت منهم .. و في أثناء وضوئي كانت نفسي تحدّثني بكون شأني سيقل وسط و أمام المصلين و سينفضح أمري بين الناس .. و هكذا إعتقدت ..!!
لكن الذي حدث بعد تجديد وضوئي و إتمام الصلاة جماعة؛ هو أن إحترامي و تقديري قد تضاعف بين الناس على عكس ما ظننت و الله!!
و تلك هي نتيجة الصدق مع الله و التواضع أمام الناس, فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته, وهكذا بدأ الناس يكرمونني أكثر من ذي قبل و زادت محبتي بينهم .
الكرامة جزء هامّ من تكويننا الأنسانيّ لأنها من الله تعالى(و كرّمنا بني آدم ...) بل و فضل ادم على جميع الخلق تقريباً, و فوق ذلك أمر بسجود الملائكة له، لذلك فكل انسان في العالم يعتز بتلك الكرامة و بنفسه و يحرص الحفاظ عليها ولا فرق في ذلك بين مؤمن و كافر أو مسلم أو غير مسلم و بين صغير أو كبير و بين وزير أو غفير , حتى أكثر الحيوانات تعتبر لذلك بنسب و درجات معينة!.
وقد ينتفض أنسان بسيط أذا مسّت كرامته بشيء لا يذكر، مقابل ذلك ؛ قد لا ينتفض مسؤول كبير لكرامته مهما قيل عنه وحتى لو مسحوا به الكون كله لأسباب معروفة كلقمة الحرام بسبب الرواتب الحرام المنتشرة اليوم بين مرتزقة الأحزاب و قادتهم أو بسبب الخيانة العظمى التي إمتاز بها الأحزاب و الأئتلافات , حيث أصبح تقريباً مباحا في العراق و أكثر بلادنا للأسف !.
مع إن العرب منذ جاهليتهم كما الأقوام الأخرى أصحاب كرامة و عزة وأنفة ، الى درجة المبالغة في ذلك والتقاتل فيما بينهمم عليها! .
لكن الكثير من العراقيين و غيرهم مع ذلك، يسيئون الفهم بين (الأعتذار) و (أنتقاص الكرامة) !؟
فالأعتذارعن خطأ أرتكبته سواء كان بالكلام أو بالتصرف ، لا يعني الأنتقاص من كرامتك أبداً ولا يقلل من شانك و من قيمتك ، بل سيجعلك كبيراً في أعين الناس ، أما مَنْ يفهم غير ذلك؛ فهو ناتج عن قلة الثقافة والوعي والأدراك وضعف في أنسانيته و وعيه!.
العراقيين أكثر الناس بحاجة الى أن نفهم لغة المحبة و الأعتذار بسبب من عصبيتنا المفرطة الى حد الجنون, و نتيجة الثقافات الحزبية المختلفة التي بدل أن تنشر الوعي ؛ تنشر الجهل و الغباء و بشكل متقصد قد يسهل سرقتهم, و في مقدمتهم المرتزقة !؟!
فالأعتذار لغة المحبة والسلام والتسامح والصفاء و الوحدة، وهو بالتالي سلاحنا الأنساني والأجتماعي الذي نرد به على من يريدون بالعراق وشعبه السوء.
و قبل أن أختم حديثي هذا ؛ من الضروري تذكير الناس بأن هناك مرحلة سامية للنفوس المطهرة و السامية التي لا تنزعج من قول الزور فيها عند محاولة بعض ضعاف النفوس من توجيه الأهانة لهم, مثل هؤلاء هم الحكماء العارفين فقط الذين يمتازون بآلحكمة و بآلحلم لأنهم وصلوا درجة الحكمة و العرفان, و لا ينزلون لمستواهم, أي لمستوى أؤلئك الذين تربوا في المؤسسات العسكرية و الحزبية و بين تنظيمات البعث و الفاسدين, بل و عبروا مراحل ليس من السهل أن يصلها صغار القلوب و العقول الذين لم يتحرروا من شهواتهم و نفوسهم الضيقة التي تعودت على الظلم .. و هذا هو حال أكثر البشر للأسف خصوصا في العراق و في بلادنا, مثلما وصفهم الشاعر بقوله :
و الظلم من شيم النفوس فإنْ .. تجد ذا عفّةٍ فلِعلّة لا يظلم
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment