Wednesday, May 15, 2024

كيف يتعامل الرب مع عباده ؟

قصة وعبرة أحد العارفين يقول: إنه في إحدى الليالي كنت في الشارع ورأيت على جانب الطريق طفلاً يبكي، فسألته: مِمَّ بكاؤك يا بني؟ قال: إن أمي طردتني من المنزل وقالت بأنها لن تفتح الباب لي . فجلس العارف يبكي قرب الطفل و يبكي مع بكائه وأخذ يقول لنفسه: إن هذا الطفل يبكي لأن أمه طردته عن بابها، ❗️فكيف لا أبكي على حالي إذا ربي طردني عن بابه .. وأخذ يبكي بكاءً عالياً ثم قام ليمشي فأمسك الطفل بعباءته وقال: سيدي ومولاي هل يمكن أن تكون لي شفيعاً عند أمي فهي تُحبك وتحترمك كثيراً ولك عندها مقام عالٍ؟ فقال : لا بأس ذهب الشفيع مع هذا الطفل الضعيف إلى امّه ففتحت الباب فقال لها: 🔹 أمة الله هل يمكن أن أكون شفيعاً لولدك فتسامحيه؟ قالت: ونِعم الشفيع مولاي انت، ولكن قبل أن تكون شفيعاً لإبني فأولادنا أكبادنا وهذا كبدي ولكن لدي شرط، قال ما هو؟ قالت: اكتب لنا كتاباً إذا عاد للخروج من المنزل فسأطرده ولن يعود مرة أخرى ❗️(كثير من الناس يقولون تُبتُ كثيراً ثم عُدت إلى الذنب فهذا الطفل شبيهك) يقول الشفيع لهذا الطفل: كتَبتُ الورقة ووقعت عليها وسلمتها بيد الأم وجلستُ أنتظر فما كانت إلا ساعة حتى خرج ذلك الولد يلعب مع أصحابه حتى حل المساء عاد إلى الباب مرة أخرى يطرقه فلا تجيبه، احتار الولد وطرق كل أبواب الجيران ولكن بدون فائدة وعاد الى باب والدته فلم تفتح حتى يئِس من حاله فما كان منه إلا أن جعل خده اللطيف على التراب وأخذ يبكي حتى نام، وبعد لحظات رأيت الوالدة على سطح المنزل تتفقد حال ولدها وعندما رأت ولدها نائماً على التراب أسرعت نازلة من السطح وضمت الطفل إلى صدرها وأخذت تمسح وجهه وتنادي ابني .... ثمرة روحي وفؤادي كيف أتحمل رؤيتك على التراب نائم ❗️(وهكذا يتعامل معك ربك وأنت غافل ) ، وبعد ساعة فتح الطفل عينيه فوجد نفسه بين احضان أمه، فقال : أماه افعلي بي ما شئت إذا أردت اضربيني عذبيني ، امنعي عني الطعام والشراب ، افعلي بي ما شئتِ ولكن .. لا ترُدّيني عن بابك ، ولا تبعديني عنك يقول الشفيع والعارف : بعد هذه الحادثة تعلمت شيئين من هذه القصة : 📌كما لا يمكن أن تنقطع العلاقة بين الولد والوالدة هكذا علاقة العبد بربه لا يقطعها كثرة الذنوب والمعاصي وهو التواب الغفور، 📌وعَلِمت ايضاً أنه لا يمكن التقرب إلى الله إلا إذا وضعنا خدنا على التراب مُتذلِّلين خاشِعين منيبين إليه. نسأل الله العلي القدير المغفرة و الرحمة و الثبات على الجادة و الستر و الرضى منه علينا، نسألكم الدعاء.

No comments:

Post a Comment