Saturday, May 25, 2024

هل يصلح الصدر ما أفسدتها المحاصصة؟

هل يصلح ألصّدر ما أفسدتها المُحاصصة!؟ قبل 5 سنوات كتبت مقالاً بعنوان: (لماذا فشل الشيعة في حكم العراق)(1), بينما يمثلون الأكثرية الساحقة بآلقياس لعشرين مكون معاً!؟ و ذكرت جملة أسباب وعوامل خلاصتها و أهمّها ؛ فقدان القيادة الصالحة النزيهة للحكم, خصوصا القيادة المرجعيّة التي أوعزت سبب تنصلها عن حكم العراق لوجود قادة الأحزاب المتحاصصة الغير الصالحة الذين يعملون للأجانب كأجراء على حساب قوت و حقوق الفقراء, بل و أضافت(المرجعية) بأنهم قد كذّبوا عليَّ شخصيّاً(2) حسب تصريح المرجع الأعلى دام ظلّه,! إضافة لذلك نظام (ألمحاصصة) التي أقرّوها كنظام ظالم و مقيت لمنافعهم التي تسببت بسرقة العراق و الفقراء بشكل خاص و حتى الأجيال القادمة, و كانت حقائق مُؤلمة حاول المرجع الأعلى مراراً إصلاح الأمور بإصدار آلفتاوى و الوصايا المختلفة كل يوم و إسبوع و حادثة, لكن الطبقة السياسية الظالمة المتعطشة للدّنيا رفضت ذلك و تنكّرت لجميع فتاوى المرجعية ورفضوها, و لذلك رفضتهم المرجعية و أغلقت بابها عنهم و أفشلت محاولاتهم الماكرة للألتفاف على قرارات السيد السيستاني و كسب تأئيدها و الساحة لأدامة فسادهم! و بقى الحال على ما هو عليه لعقدين حتى هذه الأيام التي توقفت فيها عجلات الساسة المتحاصصين و تعطل عمل البرلمان و الحكومة و القضاء و حلول الفوضى, و لم تنجح محاولات الأطار التنسيقي في جعل رئيس الوزراء السوداني أللاعب الأقوى(الورقة الاخيرة) ليكون اللولب للتحالف مع السيد الصدر و كسبه على الأقل لضمان إستمرار المحاصصة ولو جزئياً بكل قباحه و بلا حياء! فالمحاولات الأطارية لم تكن ذكية هذه المرة بعد إنكشافهم, إضافة إلى حنكة المرجعية و (آلتيار الشيعي الوطني) الذي تنازل عن الحكم رغم فوزهم بآلاكثرية و أعطت الأطار و من تحاصص معهم الفرصة الأخيرة على مدى عامين لكشف ديدنهم, فتمّ كشف حقيقة المتحزبين و من إئتلف معهم من المتحاصصين بكونهم ليسوا طلاب حقّ أو مذهب أو دين, بل ولا يريدون بناء دولة ؛ إنّما جاؤوا للثراء والكسب المادي السريع, و هكذا كان الواقع حيث لم يبق أحداً من قادتهم في الخط الأول و الثاني لم يصبح ثرياً و صاحب أملاك و بيوت و قصور مع تقاعد مجزئ و كبير من دماء الفقراء و المجاهدين الحقيقيين وترك الساحة كما تفعل الثعالب!؟ إنّ نجاح أيّ نظام عادل يستوجب حضور ثلاث محاور أساسية؛ -وجود النّخبة المثقفة العاملة بأمانة و كفاءة من دون أطماع مادية وسلطوية؛ - وجود جمهور واعي و مطيع؛ -وجود قيادة ربّانيّة أو حتى أرضية لكن إنسانية و مخلصة لشعبها تكون على قدر ألمُهمة و المسؤولية التي تدّعيها لتحقيق أهداف الشعب بمستوى واحد بعيدا عن الطبقاتية و العلاقات الحزبية و العائلية و العشائرية. و أهمّ نقطة .. يجب أنْ تتميّز بها القيادة المؤمنة الصالحة - المخلصة فكراً و فلسفة, هي : ماهية النظام(3) الذي يُريدون إقامته و تطبيقه لتحقيق العدالة و الأمن و السعادة, كي تؤهّلهم لحمل الأمانة و التنظير بإتجاه خدمة مصالح الشعب و بناء مُستقبل واعد للجميع و للأجيال القادمة بلا مفارقات و إمتيازات كتلك التي ركّزتها أحزاب الجّهل المتحاصصة بعمد و غباء على مدى عقدين كحزب الدعوة و القومجية و العشائرية و غيرهم .. و قبل تحقيق أيّة مصالح شخصيّة آنيّة أو مصالح حزبية لأيّة طبقة خصوصاً طبقة الحزب الحاكم و كما شهدنا الأحزاب التي حكمت بعد 2003م و قبلها حيث عمّقت الجراح و الفوارق الطبقية و الحقوقية إلى حدّ إعترضت عليهم حتى المنظمات الدولية و العالمية الكافرة .. فآلعدالة ترفض الطبقيّة و الأمتيازات و المخصصات أساساً جُملةً و تفصيلا و تُوجب المساواة في الحقوق و الرّواتب و آلفرص و الخدمات و الأمكانات, و بغير هذا؛ فإنّ الفساد و الجّوع و آلأوبئة و الظلم و الطبقية ستتوسع و تحلّ الفوضى و الإرهاب و الظلم بدل النظام والأمن و السعادة و كما هو الحال الآن! إننا نأمل بحلول العدالة و المساواة و الأمن و تعديل النظام بعد الانتخابات القادمة والتي سيفوز فيها الصدر كما هو المؤمل برعاية و دعم المرجعية العليا التي ستكون صمام الأمان في الحكم هذه المرة في الحقوق و حفظ النظام و نشر العدالة بدل الواقع الفاسد السائد الآن في كل المرافق الحكومية و حتى الأجتماعية في العراق, حيث لا تحسّ بكرامتك لمجرد دخولك في مؤسسة أو دائرة حكومية, و كأن الموظف و المدير و الوزير و النائب متفضل عليك و يتطلب منك التعظيم و دفع رشوة و لو على السريع لتمشية معاملتك أو حاجتك !؟ و سيبقى سؤآلنا قائماً:[هل يصلح الصدر ما أفسدتها المحاصصة لإصلاح العراق وإحلال العدالة الكونية في الرواتب والحقوق]؟ ألجواب : نعم يمكن ذلك و من دعائم التمكين؛ تعديل القوانين التي رسمها الفاسدون بحسب منافعهم الخاصة و العائلية و الحزبية: ثانياً : مساواة الحقوق و الرواتب بحيث يصبح المسؤول آخر من يستفيد و المواطن الفقير أول من يستفيد. ثالثاً : محاكمة الفاسدين الكبار بشفّافية خصوصاً أعضاء الأحزاب المتحاصصة التي حكمت و نهبت و هربت و من لا يزال في الحكم!؟ و هذا ممكن خصوصا و إن المرجعية هي التي تحكم من فوق و خلفه شعب و جيش جرار رهن إشارته و العاقبة للمتقين الذين جعلهم الله خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره و لا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً و لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) راجع: عزيز الخزرجي - لماذا فشل الشّيعة في حُكم العراق؟ (ahewar.org). (2) حسب الوقائع, وحسب ما نقل لي شخصيّاً مدير مركز الأعلام العراقي في واشنطن الأستاذ نزار حيدر, بل لم تعد هذه المسألة خافية, بعد ما ثبت من خلال رفض المرجع الأعلى قبولهم حتى كزائرين عاديين لعدم أهلّيتهم بسبب تأريخهم الأسود و بدعوى نفاقهم و كذبهم في يوم مشهود. (3) في أواسط التسعينات من القرن الماضي, إلتقيت في الشام بمجموعة كانت تدعي إنتمائها لحزب الدعوة ؛ أتذكر منهم الجعفري و المالكي و عباس و النوري و آخرين في المركز الأعلامي؛ و وجهت لهم سؤآلاً واحداً بعد مقدمة مقتضبة: قلت؛ العراق خلال سنوات قليلة قد لا تتعدى نهاية هذا القرن _ أي القرن العشرين - سيتغيير فيه النظام حتماً من قبل قوات الحلفاء لأسباب معروفة لدينا؛ طيب أنتم كحزب تدعون الأسلام ؛ ما هو المنهج الذي أعددّتموه لحكم العراق .. أو بآلأحرى هل لكم منهج لهذا الغرص!؟ طبعا توقعت منهم إجابة سياسية على الأقل كما هو المعتاد .. لكن للأسف تبيّن أنهم ليس فقط لا يملكون منهج أو برنامج أو نظام حكم للتعامل مع الواقع بعد رحيل صدام و نظامه بآلتأكيد, بل لم يُفكّروا بذلك أصلاً لإنتشار الأمية الفكرية بينهم.. فبدل الجواب تعقّدت و "تعقجّت" وجوههم و إنزعجوا و تفرقوا, و لم أحصل على جواب منهم سوى إشارة من الجعفري بـنعم .. و الذي تبيّن أنهُ هو الآخر لا يعرف حتى هدف الحزب الذي إدعى قيادته و تأريخه قبل فساده و سرقته للمال العام كما بقية الرفاق الذين حضروا .. و حين كرّرت طلبي : و أين المنهج الذي تدّعونه ؛ أحنوا رؤوسهم و غيروا الحديث بكل جهل و بلا منطق و أدب. لذلك لم يكن بمقدور هؤلاء بناء مدرسة نموذجية لا دولة سوى اللهوث على سرقة أموال الفقراء و تدمير حتى مصير الأجيال التي لم تلد بعد .

No comments:

Post a Comment