صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Tuesday, July 23, 2024
الحرب العالمية الثالثة آتية :
لماذا الحرب العالمية الثالثة ؟
عشرات الحروب اندلعت من بعد الحرب العالمية الثانية في مناطق مختلفة من العالم واستخدمت فيها أنواع اسلحة الدمار الشامل والإبادات بإستثناء السلاح النووي ، لذلك لم ترقى هذه الحروب إلى مستوى ان تكون حرب عالمية ثالثة أو حرب كونية كما يسميها العلماء ، فمقياس اندلاع حرب عالمية ثالثة مرتبطة بشكل مباشر بالسلاح النووي ، لأن مفردة حرب كونية تعني البقاء للأقوى ، كلما مر يوم جديد تتزايد احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة ، ومناطق اندلاع الحرب العالمية الثالثة أصبحت محصورة في أوكرانيا بسبب الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا ، فسقوط أوكرانيا عسكرياً بيد روسيا يعد سبباً كافياً لاندلاع حرب عالمية ثالثة لأن سقوط أوكرانيا عسكرياً خط أحمر بالنسبة للعالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ، وإنتصار أوكرانيا عسكرياً على روسيا أيضاً يعد سبباً كافياً لاندلاع حرب عالمية ثالثة ، لأن روسيا هددت بشكل علني بأن خسارتها الحرب في أوكرانيا سيضطرها لأستخدام السلاح النووي ضد جميع الدول التي تدعم أوكرانيا ، أما استمرارية الحرب إلى مالا نهاية بالأسلحة التقليدية فهذا سيناريو حرب إستنزاف لا تتقبله ولا تتحمله روسيا على المدى البعيد ، فكل الاحتمالات تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة من الجبهة الروسية ، وحتى إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا ووقف العمليات العسكرية غير كافية لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة ، لأن روسيا تشترط أي محادثات سلام مع أوكرانيا يجب أن تكون مقرونة برفع الحصار الاقتصادي الغربي على روسيا ، وهذا الشيء بالنسبة لأمريكا والغرب شيء مستحيل ، فلم يشهد التأريخ الحديث من بعد الحرب العالمية الثانية أن دولة فرض عليها الحصار الاقتصادي من قبل أمريكا والدول الغربية أن رفع الحصار عنها مع بقاء نفس النظام السياسي . أما الجبهة الصينية والتوتر القائم في بحر الصين الجنوبي فهناك أيضاً تتزايد احتمالات قيام حرب عالمية ثالثة بسبب إصرار الصين في أحتلال جزيرة تايوان ، فالجبهتين الصينية مع تايوان والروسية مع أوكرانيا متشابهتين بشكل كبير ، فكلاهما مرتبطتان بإحتلال دولة جارة ، والجبهتان هما شرارة الحرب العالمية الثالثة .. أما النزاعات الأخرى في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط فهي ارتدادات لما يحدث بين الصين وروسيا من جهة والعالم الغربي من جهة ثانية … الصين ومنذ عشرات السنين تهدد بضم تايوان إلى أراضيها وتدعي بأن جزيرة تايوان هي جزء تابع للصين ، والصين دولة عظمى وتمتلك السلاح النووي وتمتلك اقتصاد عالمي كبير جداً ، فلماذا لم تحتل تايوان طوال هذه الفترة بدل التهديدات يومياً بأحتلال تايوان ، وهي دولة عظمى وتايوان جزيرة صغيرة قريبة جداً من أراضيها ؟ السبب واضح للجميع هو الخوف من أمريكا ، في المقابل عندما تريد أمريكا أن تحتل أية دولة في العالم لن تنتظر رخصة من الصين أو روسيا ، بل لا تحسب لهم حساب ، وهذا الخوف من امريكا والعالم الغربي يقابله عدم القدرة على التنازل وترك تايوان تعيش كدولة مستقلة ذات سيادة ، لأن المسألة مسألة سمعة وكرامة بلد جعلت الصين غير قادرة على اتخاذ القرار المناسب الحاسم فأكتفت بخلق حالة من التوتر في منطقة جنوب شرق اسيا وجعل المنطقة تعيش القلق من حرب كونية ( لابد أن نكشف حقيقة خافية عن الجميع وهي أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعترف بدولة تايوان كعضو في الأمم المتحدة ولكنها فجأة سحبت إعترافها قبل أربعة عقود لتترك تايوان طعم مغري أمام الصين ) لكن الشيء الواضح هناك خوف صيني غير طبيعي من امريكا والغرب ، والصين تعلم بأن سحب اعتراف الدول الغربية بتايوان هو طعم للإيقاع بالصين ، فالصين أصبحت متأرجحة بين السكوت وعدم استرجاع اراضي تايوان يشعرها بالخجل من نفسها بأنها دولة عظمى وحقها مأخوذ وغير قادرة على استرجاع أراضيها وبين الهجوم وإحتلال تايوان وابتلاعها للطعم الذي سينهي حياة الصينين ويعيدهم لسنين المجاعة التي كانت تعيشها الصين حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي عندما كان الفرد الصيني يتغذى على أوراق الشجر لسد جوعه ،،، ليست هناك بؤر أخرى في العالم تشير إلى امكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة غير تايوان وأوكرانيا ، من الحكمة أن تخاطب القيادة الصينية شعبها وتخبرهم استحالة استعادة جزيرة تايون إلى الوطن الأم بوجود أمريكا أي أنها تعترف بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن ترحمها إن أرتكبت حماقة احتلال تايوان ، بذلك تخف التوترات في منطقة شرق اسيا ، لأن بقاء التوتر وزيادة احتمالات اندلاع حرب كونية تجعل جميع دول بحر الصين الجنوبي ودول جنوب شرق اسيا تتجه للتسلح والى أقتصاد الحرب خاصة وأن جميع الدول المحيطة بالصين براً وبحراً تختلف مع الصين سياسياً وايدلوجياً ، بل وأكثر هذه الدول تكن العداء للصين ومعظمها دول متحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية . إذاً احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة هو قرار صيني وروسي بالاساس ، فلم نسمع من أي مسؤول في دولة غربية أو أمريكا يعلن استعداد امريكا او الغرب في اللجوء إلى السلاح النووي أو الرغبة في الحرب الكونية ، فقط روسيا والصين وكوريا الشمالية هي الدول الثلاثة الوحيدة في هذا الكون التي تهدد باستخدام الأسلحة النووية ، وبنفس الوقت هي الدول الخائفة من استرداد حقها كما تدعي . . قد يتساءل أحدنا لماذا تصر الصين على موقفها المتوتر و لا تغير سياستها وترفع هذا الشد عن شعوب المنطقة ، ولماذا لا تغير روسيا سياستها بدل هذه الفوضى التي خلقتها في اجتياح اراضي أوكرانيا وهي تعرف من الاساس ان احتلال أوكرانيا خط أحمر من قبل العالم الغربي ؟ السبب جداً واضح ، القدرة على تغيير السياسات والتعامل مع الواقع بسياسة براغماتية ( واقعية ) هي صفة الأنظمة الديمقراطية العريقة أو كما يسمونها دول العالم الحر التي تنظر بشكل علمي للمصالح وللواقع وتعتبرهما المحرك لسلوكها السياسي ، أما الأنظمة الشمولية كالصين وروسيا فليست لديها براغماتية سياسية لأن نفس الحزب الحاكم ونفس الوجوه ونفس المبادىء هي التي تحكم إلى أن يتغير نظام الحكم بثورة شعبية أو انقلاب أو إنهيار الدولة مثلما حصل للإتحاد السوفياتي السابق ، فتغيير سلوكياتها تعني هزيمتها وهزيمة مبادئها ، صحيح أن روسيا تعتبر نفسها نظام ديمقراطي ، لكن كما يبدو مع تجربة صعود بوتين للسلطة بأن الديمقراطية الروسية مازالت بدائية لذلك استطاع بوتين الاستحواذ على جميع مراكز القرار الروسي ، فالصين وروسيا دول معادية للديمقراطية ولكن من سوء حظها أن الدول الديمقراطية الغربية هي التي لها السيادة على عالمنا اليوم ، وأن التكنلوجيا ومصادر المعرفة عند جميع دول العالم مصدرها العالم الغربي . مالم تغير الصين وروسيا طبيعة نظام الحكم فيهما سيبقى العالم يعيش هاجس الحرب الكونية ، ولنا في التأريخ أمثلة حية . اليابان والمانيا وإيطاليا قبل الحرب العالمية الثانية كانت بنفس عقلية الصين وروسيا وكوريا الشمالية حالياً ، بعد خسارتهم الحرب العالمية الثانية قامت هذه الدول بتغيير انظمة الحكم عندها مجبرة فتحولت إلى النظام الديمقراطي شبيهة بمثيلاتها في العالم الغربي ، وها هي اليابان اليوم وها هي المانيا اليوم وها هي إيطاليا ينافسون دول العالم الغربي ويتفوقون عليها بمجالات التكنلوجيا والعلم ومجالات حياتية كثيرة ، فهل تنتظر كل من روسيا والصين تذوق مرارة الحرب والدمار وطعم الخسارة لتغيير أنظمتهما السياسية فيعودان للواقع ويبعدون شرور الحرب الكونية؟
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment