Saturday, September 07, 2024

النزاهة تنعى نفسها :

النَّزاهةُ تنعى نفسَها والقضاءُ يحتضِرُ! نــــــــزار حيدر لـ [العالَم الجديد]؛ النَّزاهةُ تنعى نفسَها والقضاءُ يحتضِرُ! ١/ كُنَّا نسمعُ ونحنُ صِغارٌ مقُولةَ [إِذا اختلفَ اللُّصوصُ انكشفَت السَّرقات] لكنَّنا لم نكُن نتوقَّع أَنَّ القولَ ينطبِقُ كذلكَ على القُضاةِ عندما يتناطحُونَ! فهذا ما عرِفناهُ اليَومَ على لسانِ القاضي حَيدر حنُّون!. ٢/ ولقدِ اكتشَفنا من خلالِ تصريحاتهِ في المُؤتمرِ الصَّحفي ما يلي؛ *القُضاةُ فاسدُونَ ومرتشُونَ يبيعُونَ ولاءهُم للذي يدفعُ! ومنهُم قاضي النَّزاهة نفسهُ الذي اعترفَ على نفسهِ، والإِعترافُ، كما قيلَ، سيِّدُ الأَدلَّة. *ملفَّاتُ الفسادِ الكُبرى يتمُّ إِغلاقَها من قبَلِ القُضاةِ على وجهِ التَّحديدِ لأَسبابٍ عدَّةٍ منها الرَّشوة، فالقضاءُ غَير جادٍّ في مُكافحةِ الفسادِ!. *قرَّرَ القاضي حنُّون من هذهِ اللَّحظةِ إِعلانَ الحربِ [الحقيقيَّةِ] [وليسَت الصُّوريَّة والإِستعراضيَّة] على الفسادِ، من دونِ أَن يُخبرنا عن مصيرِ السَّنتَينِ الماضيَتَينِ هل كانَتا [كامِيرا خفيَّة] مثلاً أَم ماذا؟!. ٣/ تصريحاتُ حنُّون ضربةٌ إِعلاميَّةٌ إِستباقيَّةٌ أَو هرُوبٌ إِلى الأَمامِ. فبعدَ أَن تكشَّفت خَفايا سرقةِ القرنِ التي استغرقَت حلقاتَها كُلَّ هذا الوَقت، وحجمِ وتشعُّب إِرتباطاتِها بملفَّاتِ فسادٍ عدَّةٍ خطيرةٍ! كشفَ عن بعضِها حنُّون اليَوم، وبرؤُوسٍ كبيرةٍ وتساهُلِ القضَاءِ في التَّعامُلِ معَها لأَسبابٍ عدَّةٍ، حتَّى وصلَ الماءُ إِلى ذقنِ القاضي، فكَّرَ في أَن يتغدَّى بمنافسِيهِ قبلَ أَن يتعشَّوا بهِ على قاعِدةِ [الهُجُومُ أَفضلُ وسيلةٍ للدِّفاعِ]. ٤/ مرَّةً أُخرى، وأَتمنَّى أَن تكونَ الأَخيرة، يقفُ القَضاءُ على المحكِّ، فإِمَّا أَن يُدافِعَ عن نفسهِ فيرُدَّ التُّهَم التي وجَّهها لهُ القاضي حنُّون، ويقنعَ الرَّأي العام العِراقي بأَنَّهُ مازالَ نزيهاً لم يتورَّط بفسادِ السُّلطةِ وأَحزابِها وزعاماتِها الفاسِدة، أَو أَنَّهُ سيفشَل في ذلكَ ليتأَكَّد وقتَها العِراقيُّونَ بأَنَّهُ باتَ جُزءاً لا يتجزَّأ من منظُومةِ الفسادِ في الدَّولةِ ليسدُلُوا السِّتارَ على مرحلةٍ تنتهي كانُوا يظنُّونَ أَنَّ القضاءَ عادلٌ ونزيهٌ وشُجاعٌ وأَنَّهُ فوقَ الشُّبُهاتِ ولا يخضَعُ أَو يستسلِم للإِبتزازِ مهما كانَ حجمهُ ومصدرهُ. ليُبادِر القضاء قبلَ أَن يقرأَ العراقيُّونَ الفاتِحة على الدَّولة ومُؤَسَّساتِها، فالدَّولةُ بقضائِها كما نعرِفُ وهوَ أَوَّلُ وآخرُ وأَقوى سدٍّ منيعٍ في مُواجهةِ الإِنحرافِ عن مساراتِ الدَّولةِ، فماذا يبقى إِذا انكسرَ هذا السَّدُّ وانهارَ؟!.

No comments:

Post a Comment