صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Saturday, November 15, 2025
أوّل شهيد ضد البعث الرجيم في العراق ؟
أوّل شهيد ضد البعث الرجيم في العراق :
بعض الدماء تبقى ناراً تلفح وجوه الطغاة :
بقلم ألعارف الحكيم : عزيز حميد مجيد الخزرجي
هكذا هي قسمتنا مُذ ولدنا .. و حولنا الأشرار و الأنذال
والخبثاء يحومون بذلة و نفاق على لقمة أدسم في حياة أذلّ على حساب كرامة و دماء الأبرياء و الشهداء العظام مُستخدمين كل الوسائل الوحشيّة و الميكافيليية و آلهتلرية و الهتليّة و الصداميّة .. التي كلّفتنا الكثير و أفقدتنا الأبطال الشجعان الرؤوفيين العُصماء .. فأصبحنا من بعدهم كآلأيتام نعيش ذكريات نصفها ألم و نصف آخر غربة لأجل لقمة عيش نظيفة بكرامة ..
خالي و حبيبي ألشهيد عيدان جواد الأنصاري؛ أعزّي نفسي أوّلاً قبل الشرفاء إن بقي منهم أحد في العراق المضمخ بآلفساد و الظلم و التشتت بسبب المتحاصصين الذئاب الخبثاء في الأحزاب .. و أُحييّك على موقفك البطولي ضد البعث الهجين لأني عرفتُ فيك أسراراً و همماً لم يعرفها أحداً .. حتى أقرب المقرّبيين إليك .. يكفيك أنك كنت تُفكّر بعقل علويّ مُغايير عن كل الآخرين الأقزام الذين إنخرطوا في صفوف الظالمين و مؤسساتهم العسكرية و المدنية لخدمة صدام و نظام الجهل البعثيّ ..
لذا أعزي نفسي مع دموع حرّى و حزن مدام .. و أسأل الأمام المهدي و جدّه عليّ(ع) ألذي كنتَ تعشقه و تقتدي بشجاعته و حكمته و تزوره على الدوام .. لأنك حقاً عشقت الحقّ و إقتبست منه سرّ الشجاعة و الحكمة و معنى الكلمة و القيم بينما الذين حولك كانوا يحيكون لك المؤآمرات و يتجسسون عليك لأجل لقمة حرام أدسم .. و ما كانوا يتحسسون حجم المعاناة و الثقل الذي كنت تحمله لتضعه على الأرض عند مَنْ كنت تعتقد أنّها ستشاركك ذلك الحمل الثقيل بسبب الجهل الذي خيّم عليها و عليهم .. و ما كانت تعرف فنون الجمال و العشق .. فكان الحمل يزداد ثقلاً على ظهرك بسبب ذلك!
و إن كنتُ أنسى لكني لا أنسى يوم زرتك عام 1969م و أنا في المرحلة المتوسطة في وزارة الدفاع في (الكرنتينة) بباب المعظم بعد إنقلاب البعث, و حال جلوسي جنبك, نهضت بقامتك الرشيقة و وجهك الجميل الباسم بعد أن إستأذنت لأمرٍ ما .. لتعود بعد دقائق و إذا بضابط خبيث من ضباط الهزيمة في جيش العراق العار مِمّن كان معك في القاعة جائني مُتسائلا بمكر بعد السلام و الترحيب و علاقتي به (بخالي آلشهيد) !؟
و سالني بكل فضول و بلا أدب و حياء؛
ماذا أراكَ خالك للتّو حين فتح الجرّراة لك و تهامستم معاً!؟
إمتعضت .. وإستغربت لفضوله و قلت لماذا !؟ و ما الخبر و القصّة!؟
ألأمر لا يخصّك بل يخصّنا!؟ إنها مسائل عائلية بيننا و لا تتعدى سوى أنه أراني صورة من صوره, و بعد أن رآى الصورة إنسحب فوراً و هو خائف يرتجف و جلس على كرسيّه في موضعه المقابل لنا .. و لم يلتفت يمينا ولا يساراً و كأنّ طيراً على رأسه لأنهُ يعرف شجاعته و بأسه الذي لو ظهر ربما بعد إخباري له بفضوله و تلك الحالة !؟
بعد رجوع خالي بدقائق ؛ سألني :
هل سألك أحدهم عن شيئ في غيابي و من هو؟
قلتُ له نعم .. و أدرك بآلقول : لا تؤشر ولا تنظر إليه .. فقط صِف لي مكانه و شكله .. و سأعلمه معنى الأدب و الاخلاق و حسن الضيافة فيما بعد!
قلت له إنه كذا و كذا و يجلس على المنضدة المقابلة لنا ...
قال مع إبتسامة : له الحقّ في تجسسه .. لأنّه يعاني من فقدان الشرف و عقدة النقص, فيحاول التغطية على وصمة عار أخته العاهرة التي رآها في الصورة !؟
مضت الأيام و إذا بإمرأة قريبة منه حولها رجال خبثاء كانت و أمّها هي السبب بوشايتها و ما تلتها من الأبتلاآت و تفاصيل تلك القصّة حكيتها عام 2003م لبعض المقربيين في منطقة الدهانة في المدرسة الجعفرية المقابلة للحسينية الحيدرية بعد أكثر من 30 عاما عند رجوعي للعراق بعد سقوط الصنم, لكني طلبت منهم أن ينسوا هذا الموضوع المؤلم حقاً فقد رحلوا و غداً سيحتكمون عند حاكم عدل ..
على كل حال سامحني أيّها الخال الكريم الشجاع الذي كسرتَ خياشيم الظالمين الأشقياء في العراق و سيدهم (صبحي مرهون) شقيّ بغداد وقتها, لكن أَ عَلمت بأن المضليّن قد كثروا من بعدك .. بحيث بات كل الشعب تقريباً يتمنى أن يكون صداميّاً .. حيث إنشغلوا بكتابة التقارير و التجسس بعضهم على بعض لرضا الحاكم الظالم و أصدقاء (مرهون) كجبار الكوردي و صباح ميرزا و غيرهم .. حتى تركت العراق حين قتلوا جميع أصدقائي الطيّبين و منهم بديع المهندس المؤرّخ و موسى محمود و وافي و خليل و محمد فوزي و أكثر من مائة عضو في حركتنا الأسلامية لأنهم وحدهم لم ينتموا لصفوف الأمن و الجيش و المخابرات و وووو ..
و إغفر لي أيضاً أيها الشهيد العزيز؛ لعدم طبعي لـ (رسائل العشق) و كتابك الذي كتبته عن معاناة العراقيين بسبب الحكام بعد ما حصلتُ على النسخة الخطية الوحيدة التي كتبتها بنفسك و فقدتها مع مكتبتي في (الدهانة) بآلكامل بعد أن تركتها في غرفتي ولست متاكداً أين صفى به الزمن, لأني مثلك كنت مُطارداً و أقاتل مع أصدقائي الهداة أزلام البعث الجبان و أجهزته القمعية العشرة, لقد كنا ثلة قليلة إستشهدوا جميعاً في مواجهات حامية خلال السبعينات في بغداد و غيرها و هم يقاتلون عشرة أجهزة أمنية و عسكرية قمعية مدججة بآلسلاح و العتاد .. جنّدها صدام لإذلال الشعب رغم إن الشعب كان هو الظالم المشارك معه في ذلك بقيادة حكومتة الفاسدة لقمع الاحرار و الشهداء من أمثالك, حيث كان الجميع يسعى لخدمة صدام على أمل الحصول على منصب أو عطية منه .. و ربما إحترقت روايتك التي وصفت فيها حال بدرة القديمة مع مكتبتي التي أحرقها أقرب المقربيين لنا .. لجهلهم و خوفهم من مداهمة الامن و أزلام صدام الذين كانوا لا يعادون سوى الثقافة و المثقفين و ذوي آلأخلاق الرحيمة و يُمجدون الجاهل و البائع لضميره, و قد رأيت لهيب النار يستعر من التنور الذي إلتهم كتبي العزيزة كلها حتى تفسير القرآن(الميزان) بل القرآن نفسه .. في ظهيرة ذلك اليوم عام 1979م, و التي لعنت فيها الزمكاني و النار و التنور الذي كان يتوسط ساحة البيت (المدرسة الجعفرية) في الدّهانة حيث بدت و كأنها حفرة من حفر نيران جهنم و المقربون كانوا يضحكون حوله جهلاً و بلا مبالاة و كأنهم يحرقون حطباً ..
Subscribe to:
Post Comments (Atom)

No comments:
Post a Comment