صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Monday, November 01, 2021
مأزق الفرويدية :
شباط 2020
الحلم وتأويله من منظور التحليل النفسي (نظرية فرويد)
لم تكن نشأة التحليل النفسي منفصلة عن الجو الفكري العام الذي كان سائدًا في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث عبَّرت تلك الفترة عن مرحلة غليان فكري عام مهد لتغيير واسع في النموذج الإرشادي العلمي، ومن خلال تلك التداعيات الأولية نشأ التحليل النفسي ليمثل مرحلة انتقالية تعبر عن إعادة اكتشاف الإنسان، ليس من خلال فهمه من جديد على أساس الوعي، بل من خلال إعادة خلق نموذج إرشادي جديد للإنسان قائم على تصور مفهوم اللاشعور، الجانب الكبير الهائل والخزان الذي يحتوي المعنى الأكبر من حقيقة الإنسان. ووفق هذا الاعتبار، كان التحليل النفسي يمثل ثورة فكرية، ثورة استطاعت أن تعيد فهم الذات من جديد وفق آليات التأويل وضروب الميكانيزمات الأخرى التي تفسر ما لم يكن إلا سرًا مغلقًا، والفضل يعود في ذلك دون أدنى شك للعالم النفسي سيجموند فرويد الذي قلب المفاهيم السائدة عن البنية النفسية للإنسان ما جعله يقف مع كبار واضعي النماذج الإرشادية الكبرى في التاريخ أمثال كوبرنيكوس ونيوتن وداروين. والخطوة الكبرى التي اعتمد عليها في تقديم نظريته الواسعة عن عالم اللاشعور تمثلت في دراسته – للأحلام – التي اعتبرها بمثابة الطريق الملكي للدخول إلى اللاشعور.
مآزق الفرويدية:
الرابط المفقود بين الطوطمية والزواج الخارجي
ميرغني أبشر
في ذكرى مولد دافينشى كتب فرويد: "سمح لنا التحليل النفسي بادراك العلاقات المتينة الموجودة بين عقدة أوديب والإيمان بالله. فقد علمنا أن الإله الشخصي من وجهة نظر نفسية ليس سوى صورة لأب مهيب، فهو يتبين لنا كل يوم كيف يفقد الكثير من الشبان إيمانهم بمجرد اندحار السلطة الأبوية، إننا نكتشف في عقدة أوديب أصل كل حاجة دينية".
قد وضعنا استنتاج فرويد المتأني في حيثياته، والعجول في حكمه إن جاز التعبير - باعتبار أن ملاحظته جاءت نتاج خبرة عيادية طويلة - وضعنا في حيرة لأنه لم يقم وزنًا للفروض المجتمعية الأخرى، والتي تلعب دورًا ميِّزًا في اندحار الشعور الديني عند الكثيرين، نحو التقدم المذهل في العلوم والمعارف الإنسانية قبالة انكفاء المؤسسات الدينية على تفسيراتها القديمة للمقدس، ونقف عند هذا الفرض فحسب دون طرح فروض أخرى يلعب فيها الإعلام الدور المقدر، واضعين في الاعتبار تاريخ كتابة فرويد لرسالته في العام 1910 م، والمسرح العالمي يتهيأ لحرب كونية تسببت مقدماتها ونتائجها في عصاب جديد، ولد فرع من التحليل النفسي يعنى بالحروب. والمشهد الأكثر غرابة الذي يزجنا فيه فرويد بتنسيبه فقدان الشباب إيمانهم، إلى اندحار أو غياب السلطة الأبوية، هو هشاشة هذا الفرض وسقوطه أمام أول محاكمة تاريخية، تكشف لنا أن منابع الإيمان العالمي، أي ديانات التوحيد الكبرى، التي مثلت فيها الفرويدية الأب بالإله، أنشئت على أيدي فتيان لم يختبروا في حياتهم سلطة أبوية مباشرة، ابتداءً من (.. فتى يقال له إبراهيم) الذي كفله عمه آزر عروجا على موسى ربيب آسيا زوج فرعون، مرورًا بالمسيح عيسى بن مريم، والقديس يوحنا الذهبي الفم أشهر معلمي الكنيسة، وانتهاءً بمحمد اليتيم رضيع حليمة، الذي كفله جده أبو طالب. فامتثالاً لاستنتاج فرويد، ما كان لهؤلاء الفتية أن ينهض فيهم حس ديني البتة، وهم الذين لم يحلق في حياتهم طيف سلطة أبوية مستبدة.
نيسان 2019
فرويد في الموقف الديالكتيكي
إميل جعبري
الديالكتيك، كما أنجز فريدريك انجلز أول تعريف كلاسيكي له في كتابه الشهير ضد دوهرينغ، هو: "علم القوانين العامة لحركة وتطور الطبيعة والمجتمع الإنساني والفكر". وهو فوق ذلك "علم الترابط الشامل"، مثلما عرَّفه في مؤلفه ديالكتيك الطبيعة.
اعتبر إنجلز أن قوانين الديالكتيك الأساسية الثلاثة قد استخلصت من تاريخ الطبيعة والمجتمع البشري، وأشار إلى أنها قوانين واقعية تفعل في الطبيعة وتسري على العلوم الطبيعية النظرية. وهذه القوانين هي:
أولاً- قانون تحول الكم إلى كيف.
ثانيًا- قانون تداخل الأضداد (ويعبر عنه بقانون وحدة وصراع الأضداد).
ثالثًا- قانون نفي النفي.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment