صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Saturday, June 15, 2024
قصّة المدينة الخربة :
قصّة آلمدينة آلخربة:
: The Vallen City
هي قصّة مؤثرة للغاية وردت في الكتاب المقدّس و حتى الكتب الأخرى .. لها دلالات عميقة تتشابه مع ما جرى ويجري في العراق اليوم وما سيؤول إليه مستقبل هذا البلد الأقدم والأغنى في العالم, وإليكم التفاصيل و الأسباب:
في مدينة من مُدن الرّومان القديمة كان يعيش شعب تتحكم فيه العواطف و الأفكار البدائية و السطحية كآلشعب العراقي الذي كاد أن يتسامى بعد 2003م لولا حدوث و تراكم الكوارث و المحن الأليمة عليه بسبب الطبقات السياسية المنحطة و آلقبيحه بكل المعايير و القياسات و التي حكمت و لَهَثَت وراء المال العام و التسلط والتآمر لسرقة حصص وقوت الفقراء المعدومين بلا حياء أو وجدان ودِين, جرياً على نهج صدام الذي علّمهم بكون فلسفة التحزب و الحكم لأجل الإغتناء لا لشيئ آخر .. و لم يتعلموا من نهج الأمام عليّ(ع) الذي عَلَّمَ العالم بأنَّ الحكم لأجل العدالة خصوصاً في الحقوق الطبيعية!؟
لذلك فعلوا بآلضبط ما فعله النظام البعثي القذر في هذا الجانب - تعميق الطبقية - بشكل خاص!!
في تلك الأوساط البدائية – السطحية صادف شابان من تلك المدينة العثور على كنزعظيم, فإتفقا على كتمان الأمر ريثما يتمّ التخطيط لإستثمار ذلك الكنز و كيفية التصرف به بشكل لائق و مفيد!
لكن الذي حدث هو أنّ أحدهم قتل صديقه و دفنهُ سرّاً في مكان قريب, و بعد يوم أو يومين بدأ أهل القتيل بآلسؤآل و البحث عن مفقودهم الذي غاب عنهم؟
و سألوا صديقه (القاتل) عن مصير صديقه (إبنهم) لأنه كان يرافقه دائماً حتى ذلك اليوم؟ لكنه تنكر لمعرفة مصيره أو ما حلّ به! فبدأ رئيس المقتول و حزبه و عشيرته بالبحث عن مفقودهم في كل مكان حتى وجدوه مقتولاً مقطع الاوصال على مقربة من المكان, فسارعوا لصديقه القاتل و تمّ قتلهُ بعد ما إعترف لهم بآلأمر و بقصة (الكنز), فثار بآلمقابل غضب عشيرة (حزب) القاتل .. و أعلنوا لأخذ الثأر من عشيرة المقتول الأول, و هكذا بدأت المعارك الطاحنة بين الطرفين, و حام الوطيس بين الحزبين(القبيلتين) حتى تمّ القضاء على الجميع, و بقى الكنز وسط تلك المدينة الخربة الخالية من الأحياء!؟
ما جرى و يجري الآن في العراق كما معظم بلدان العالم أوضاع متقاربة و تشبه تلك القصة التوراتية - الأنجلية الدّامية بسبب الجهل العشائري و آيدلوجية الأحزاب و عصاباتهم المرتزقة التي لا تُفكّر سوى بـ(الكنز) و ذلك آلمال و الرّواتب والحصص عبر الحُكم و التسلط على شرائح المجتمع الفقيرة المغبونة والمقتولة لأنّ فلسفة القتل في المفهوم الكوني لا ينحصر بالذبح بآلسكين أو القتل بطلق ناري أو بقنبلة موقوته أو مُسيّرات؛ إنما القتل له وجوه متعددة قد يكون أيضاً بسبب الأمراض النفسية والرّوحية والبدنية المنتشرة اليوم حيث ظهرت مُدناَ بأكملها مصابة بتلك العاهات والأمراض وهذا النوع من القتل أمرّ و أقسى من الموت بطريق الطعن أو الطلق الناري أو القنابل أو الطائرات المُسيّرة!؟
نستخلص من هذا الدّرس الكونيّ العظيم القيام وبكل ألشّجاعة العلويّة فعل نفس الشيئ الذي فعله الأمام(ع) بعد إعلان حكومته:
محاكمة الطبقة السياسية فوراً قبل تأزم الأوضاع أكثر فأكثر فيصعب علاجها وتتفاقم كوارثها وعاهاتها الخطيرة التي لا تسعفها البنايات الكونكريتية و الأسمنتية و الحديدية ولا الشوارع القيرية, و لا حتى كنور الدّنيا كلها و ليس نفط العراق فقط!؟
فَعِلّة العلل بهذا المصير الأسود للعراق و الذي يشبه مصير تلك (المدينة الخربة)؛ هو الجهل و عبادة الدّولار و موائد الدّنيا, لهذا يجب الأقتصاص من المتحاصصين الذين قتلوا الشعب ودمّروا المُدن والعراق, و هذا من مسؤولية السيد مقتدى الصدر الذي ترك السياسة والحكم لهم لعامين كفرصة لم يستغلّوها بسبب الجّهل و الطمع بالأموال و كما شهد العالم كله! لذلك إن لم يفعل الصدر ذلك – لأنّ الخراب كبير جداً – فإنهم أيضاً - أيّ التيار - سيكون شريكاً مع المتحاصصين الذين قست قلوبهم بسبب لقمة الحرام, ولا فائدة بعد ذلك حتى لو إبتكر الصدريون ملايين آلشعارات وآلعناوين الوطنية والثورية ألجديدة؛ ما لم يتمّ تغيير الواقع و قلب الأوضاع من الجذور كي لا تستمر المحنة عقوداً وقرونا ًآخرى وبآلتالي ليستمر حرق الأخضر واليابس كما كان عبر التأريخ وللآن ويتحول العراق لـ(المدينة الخربة) و(الثورة هي الثورة) كما قلناها لآل الصدر قبل سنوات.
فيا [أيّها الصدر المقتدى؛ جاهد الكفار والمنافقين وإغلظ عليهم ومأواهم جهنّم وبئس المصير] و المرجعية العليا أيّ الله تعالى معكم و ناصركم ما دمتم تنصرونه – أي تنصرون الحق لا جيوبكم ومصالحكم ومرتزقتكم كما فعلت الأحزاب المتحاصصة التي حكمت من قبل, و التي تتطلب تحقيق المطالب الثلاثة التالية: إنهاء المحاصصة؛ محاكمة الفاسدين حتى الخط الثالث ؛ محو الفوارق الطبقية و الحقوقية و مساواة الحقوق و الرواتب بين الجميع, و إلّا فأن العراق سيتحول إلى خربة ممتلئة بآلأجساد المتحركة المتفسخة الخالية من الروح و الفكر مع وجود الكنوز فيها.
من تقريرات : ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment