Thursday, February 06, 2025

الحكام و حق الله و عباده :

الكراسي وما فيها!! من أخطر ما تواجهه البشرية أن يتوهم الجالس في كرسي السلطة أنه مؤيَّد من ربه , أو ربه وضعه في المنصب لينفذ إرادته. ومن الأمثلة على ذلك ” هولاكو” , والذين أصابوا الدنيا بويلات ودمارات مروّعة. وفي القرن العشرين ظهر الممثلون لإرادة رب يتوهمون أنه معهم , وعلى هديه يقررون , فحصل ما حصل , وتورطت البشرية بحروب فظيعة , أزهقت أرواح الملايين. ويبدو أن القرن الحادي والعشرين , أوجد مَن يمثلون إرادات ربهم , ويحسبون الآخرين من الأشرار المعادين لإرادات رب العالمين. فإلى أين تسير مركبة الدنيا؟ هل ستصل لميناء أمين؟ لا يمكن الجزم بنهاية أكيدة , والمؤشرات تكشف على أن القبضة على المحذور إرتخت , ولا بد من أساطين الفناء المطلق الخروج المباغت من مكامنها , لتحرق ما هب ودب. فالدنيا على شفا حفرة من القارعة , فهل ستهوي بها , أم ستثوب إلى رشدها , وتدرك مصيرها , قبل فوات الأوان؟ العالم يتدحرج إلى وديان الزوال والعودة إلى بدايات كان. فأين العقل والحلم والحكمة , وكل يسبّح بالقوة والعدوان؟ تعددت الأرباب والفناء واحد!! السلام يرتجف والمحبة ترتعد والألفة تستغيث , وأنين الضحايا يدوي في الآفاق , والفساد يسود , والظلم والجور يقود , والمفترسون لا يرحمون الضحية الضعيفة. وما أنت بغافل عما يفعلون , وبحارها سجّرت!! فهل ستجني البشرية على نفسها؟!

No comments:

Post a Comment