Sunday, August 18, 2024

هل العراق بحاجة لدين جديد؟

هل العراق بحاجة لدِين جديد!؟ العراق بحاجة لدين ثالث .. لأنقاذه فالأديان و المذاهب و الأحزاب السائدة فيه الآن و التي تشعبت من المذهبين الرئيسيين إلى جانب الديمقراطية التي أضيفت لها؛ ليس فقط لم تنفعها, بل و تسببت في فساد الوضع و إنحراف أخلاق و قيم الناس و تعميق المآسي و المظالم أكثر فأكثر رغم الخير الوفير و منابع الطاقة فيه من النفط و الغاز و الزئبق و الكبريت و غيرها .. طبعا لا ننكر تراكمات الأنظمة السابقة و ما فعلت من فساد و دمار و تمهيدات لهذا الوضع القائم اليوم و الذي إكتمل على يد المدّعين للدين و الدعوة و الأسلام .. فإننا نحتاج لِدِين جديد بدل المذاهب و الأحزاب و الديانات السائدة علّه يجدي نفعاً برد الناس للطريق و إخضاعهم للحق! لقد إنشغلت الحكومة و محطات الأعلام و الفضائيات هذه الأيام بشكل غير مسبوق بإهتمامهم لزيارة الأربعين و التخطيط لسلامة الزائرين بشكل منقطع النظير لأداء زيارة أربعينية الأمام الحسين (ع) الجارية الآن, حيث مجّدوا - خصوصاً الأعلاميون المأجورين - تلك الخطط و التمهديات المقدمة و كأنها أهداف مركزية لقضية الأمام(ع) لتحقيقها لسلامة الزائرين و مواكبهم .. و الحال إنّ تحقق هذا .. لا يتعدى أن يكون سوى مراسيم و شكليات تقام منذ مئات السنين بمستوى معين يسمو أو ينخفض ؛ يزيد أو ينقص عدد الزائرين أحيانا؛ تؤدى بشكل جيد و أحياناً سيئ حسب الزمكاني .. لكن كل ذلك يتكرر بلا تحقيق ولا هدف واحد من أهداف ثورة الامام الحسين و صحبه و أهله و محبيه .. لأن الناس كما الحكومات - أكثرهم - لا يعرفون هدف ثورة الامام الحسين (ع) رغم كثرة المنابر و الأبواق الأعلامية و الرايات الحسينية ..!!؟ نعم الزيارات كما قلنا سابقا لها تأثير روحي ذاتي فقط لكن آني و شكلي و وقتي و تنقضي بمجرد إنتهاء زمانه و موسمه و تناول لقمة حرام .. لتعاد الأمور إلى وضعها السابق من بقاء الظلم و ألأجحاف و النهب و الفساد الذي إشتكى منه حتى الأجانب(الكفار) من الصديق و العدو ؛ القريب و البعيد لحجم الكارثة و إفرازاتها التي ألمت بآلعراق كله نتيجة الجهل و عدم معرفة الأمام الحسين (ع) المظلوم من الشيعة و السنة رغم مرور 1400 عام على مأساته و ثورته المظلومة. أخوتي جميعاً .. خصوصا الأعلاميين و رؤوساء التحرير و الفضائيات و المهتمين بقضايا الأنسان الساعين لرضا الله فوق كل ذلك .. إعلموا؛ إن الله و أوليائه لا يطلبون زيارة الحسين(ع) فقط عبر آلطائرة أو السيارة أو المشي أو غيرها من الوسائل ؛ إنما يُريدون تطبيق شعائر و مبادئ الأمام الحسين(ع) و صحبه الذين ضحوا لاجلها و العدالة أوّلها لحياة عملية عادلة .. نعم لأجل العدالة قبل أيّ شيئ و باقي الأمور تأتي تباعاً و بدرجات من بعد ذلك .. كلبس السواد و البكاء و اللطم و سلامة الزائرين و تأمين الغذاء و السكن لهم و غيرها من الخدمات المتوفرة التي تدوم لأيام كما كل عام لترجع الأمور لأولها! إن سلامة الزائرين و حفظ كرامتهم و مواكبهم الحسينية و تأمين مستقبلهم و وطنهم الحرّ و سعادتهم نهاية المطاف؛ إنما يتمّ من خلال إنصافهم و تأمين حياتهم المعيشية و الصحية و التربوية و إرجاع حقوقهم المنهوبة من قبل أعضاء جميع الحكومة التي تعاقبت و دورات و البرلمان و القضاء الفاسد العاجز عن محاكمة ألعتاوي الكبار(قبل ثلاثة أيام دعت المحكمة نور زهير لمحاكمته, لكنه رفض الحضور بكل بساطة) و المشكلة أن لا أحد يعلم بمكانه و هو مع داعميه من جميع الفاسدين من حوله ينعمون بآلأمن بظلهم و توافقهم مع الذين سرقوا كل حقوقهم و كرامتهم و مستقبل أطفالهم و إستقلال بلدهم لحساب الأحزاب المتحاصصة و أعضائها المرتزقة إلى جانب عجزهم عن فرض أصول لتصويب قوانين عادلة غير منحازة للطبقة السياسية التي تسببت في تعميق الطبقية و الفوارق المعيشية, و هذا لا يتحقق من خلال أداء زيارة شكلية بسلام .. و بآلتالي لا يتحقق هدف الحسين التي أحصرها بكلمة واحدة , هي [آلعدالة] .. نعم بآلعدالة فقط يرضى الله علينا و ينصرنا .. كأوّل هدف يجب أخذه بنظر الأعتبار في حال تصويب قانون في البرلمان أو الهيئات الحكومية أو قرارات من المحاكم العراقية, فما حدث و يحدث للآن, كان هو العكس تماماً و آخرها ما حدث أمس بتصويب البرلمان لقوانين جديدة لصالح النواب بإضافة إمتيازات خاصة لهم و للمرتزقة من حولهم .. من دون النظر في حقوق الشعب الذي و للأسف إنتخبهم بسبب الجهل المتفشئ في أوساطهم نتيجة فشل الأعلاميين في نصرة الحق و العدالة .. و هنا بيت القصيد الذي على الأعلاميين و الحاكمين وضعه بنظر الأعتبار من الآن و صاعداً , بل و تثبيته كأساس و نقطة مركزية لرسالتهم عند كتابة مقال أو أيّ نقد أو كتاب حول السياسة و الأقتصاد و الصحة و التعلم و الأدارة و العدالة ووغيرها .. و إلا فإنهم (الأعلاميون و الحاكمون و الوزراء و النواب) جميعهم يتحملون مسؤولية هذا الوضع الخطير الذي سيكون أخطر في حال نشوب الحرب الخاسرة القادمة, و عن كل ما حدث و يحدث للآن بعد صدام اللعين بشكل خاص! تمنياتي لكم بوعي ما كتبت بدقة و إنفتاح كامل لقضايا الوجود و عدم الركون في الذات التي هي السبب و العلة في مآسينا .. و أملي الوحيد وعي هذا الأمر الخطير و توضيحها للجماهير و الناس و ترك المديح و التطبيل الفارغ و التأكيد على هذا (القائد) و ذاك (الزعيم) و (الرمز) و وو الشكليات و الكلائش و الشعارات التي تسببت للعراق و للشعب بل (للشعوب) المزيد من الفساد و الذلة و تسلط الفاسدين و المجرمين في الأحزاب و المليشيات التي لا يهمها سوى تأمين رواتبهم و قصورهم و حماياتهم و تكبرهم قبل أي شيئ آخر .. بينما المخلص لوطنه و شعبه ناهيك عن المدعين للحق و الأيمان و الدعوة للإسلام؛ يسعون لتأمين الحياة و الكرامة و كل أمر مفيد لجميع آلناس و بآلتساوي قبل مصالحهم و رواتبهم و معيشتهم, لأن المؤمن الحقيقي بآلله واليوم الآخر يسعى كما قلنا مراراً : [تحقيق الفائدة و الحقوق للآخرين قبل تحقيقها لنفسه], و ما حدث كان العكس .. بل و أظلم من (العكس) عبر سرقة ضرائب و حقوق الناس الفقراء و كما يعرف الجميع و بآلأرقام و البينات؟(1) فهل العراق بحاجة لدين ثالث لتحكيم مبادئ العدالة بين الناس؟ أم إن السيد الصدر و بدعم المرجعية العليا سيطبقون حقيقة الدين الإسلامي العلوي الذي تمّ تحريفه من قبل المدعين السنة و الشيعة؟ العارف الحكيم عزيز الخزرجي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يقول الفاسد نور زهير الذي لا يركب إلا (الروز رايز) و الطائرة الخاصة به, و بلغة الواثق من نفسه؛ [لم آخذ ديناراً واحداً من أموال الدولة], و هكذا سبقه نور المالكي مع قسم عظيم بآلقول ؛ [و الله لا أملك ديناراً واحداً]. و هكذا جميع قيادات الأطار بمن فيهم المالكي و مدعي الحكمة و هو لا يعرف تعريف آلحكمة .. حيث قال الأول :[و الله لا أملك ديناراً واحداً]. و أما الثاني صاحب"الحكمة" فقد قال: [و الله العظيم لا أملك مالاً لازوج إبني المسكين هذا, بل و فوقها مدين بشيئ من المال], و هكذا أقرانهم كآلعامري الذي قال نفس مضمون ذلك الكلام عبر شبكات الأعلام ( طيّب هاي التريليونات التي نهبوها لمن تعود و أين ذهبت؟ ) منها أموال الأمانات الضريبية، و التي لو طالب بها أصحابها؛ فمَنْ يدفع لهم؟ *تلك الأموال المهولة، لماذا لم تكرس لبناء مساكن للفقراء، أو مدارس أو مستشفيات، أو معامل وورش صناعية تمتص البطالة؟ لماذا تترك الحكومة(حكومة السوداني) هذه الأموال لتُنهب من قبل كبار اللصوص، ويهربون بها خارج العراق؟ و لماذا لا تعاد و قد وعد السوداني بإعادتها خلال إسبوعين ولم يفعل!؟ *قصص النهب والاحتيال وسرقة المال العام بغطاء سياسي وحكومي أمر مخز وفضائح لم تحدث بهذا الحجم في جميع دول العالم! فالعديد من كبار السياسيين لا يشعر بالانتماء للعراق، ويجدها فرصة تاريخية وثأرية في نهب ما يستطيع من الأموال وترك البلاد!؟ *طبعات متكررة عن نور زهير ومجموعته التي وصلت الـ 50 عضواً في غالبية الوزارات والدوائر، وتشتغل بذات الأسلوب والقدرة على تحدّي الدولة والمجتمع..وعلى عينك يا تاجر !؟ بعد هذا يأتي من يأتي و يقول متسائلاً : لماذا لا ينتهي الفساد ؟ الامل الوحيد الباقي هو دخول السيد مقتدى الحلبة للأطاحة بالفاسدين الذين فازوا ببطولة النهب و الفساد, و إلا فأن العراق سيتعرض للفناء و الفوضى حتى ظهور الأمام المهدي(ع).

No comments:

Post a Comment