صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Tuesday, June 25, 2024
عيد الغدير يرتبط بأصل الدين وكيانه واستمراره، وعيد الفطر والاضحى والجمعة ترتبط بفروع الدين
عيد الغدير يرتبط بأصل الدين
:وكيانه واستمراره، وعيد الفطر والاضحى والجمعة ترتبط بفروع الدين
جاء حديثه هذا بمناسبة حلول ذكرى عيد الغدير الاغر الذي هو من اهم الاعياد الاسلامية والمسمى في السماء بـ (يوم العهد المعهود) وفي الارض بـ (يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود)، وهو عيد الله الاكبر، وعيد ال محمد (ص). هو يوم (البلاغ) و(يوم اكمال الدين وتمام النعمة).
قال ابو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل 1/163) " ومثل ما جرى في كمال الاسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى (( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)) فلما وصل غدير خم أمر بالدوحات فقمن ونادوا بالصلاة جامعة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام وهو على الرحال: من كنت مولاه فعليٌ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار . ألا هل بلّغت ثلاثا ".
فلهذا وغيره نهنئ المسلمين بهذا اليوم الذي قام فيه الرسول الاعظم بوضع خطّة الاستمرار للرسالة الاسلامية بعد ان أنهى مرحلة التأسيس لها، شأنه في ذلك شأن السابقين من الانبياء والمرسلين ما مضى منهم أحد إلا وعهد الله بمهمته الإلهية الى وصيٍ مرتضى ليقوم بالامر بعده وليطمئن بأن الشريعة باتت بيد أمينة تحفظها من كل سوء يراد بها وتحميها من كل هجوم يُشنّ عليها من كافر محارب أو منافق مشاغب، وتحرسها من عدو خارجي يهدد كيانها وداخلي يحاول تحريف مفاهيمها ومضمونها. فهذا اليوم: هو يوم ضمانة البقاء للاسلام ويوم ارشاد الأمة الى صمّام الأمان وبوصلة المسيرة الاسلامية ومعيار الحق ، يوم الارشاد الى امامة وخلافة مولى الموحّدين أمير المؤمنين علي بن ابي طالب لذا كان حقاً عيد الله الاكبر ، فالجمعة والأضحى والفطر هي أعياد لكنها ترتبط بفروع الدين من الصلاة والحج والصيام، وهذا اليوم يرتبط بأصل الدين وكيانه واستمراره، لذا روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمد (ع) أنه سُئل هل للمسلمين عيد غير الجمعة والأضحى والفطر؟ قال (ع): نعم أعظمها حرمة . قال الراوي : أيُّ عيد هو؟ قال (ع) : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين (ع) وقال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة. قال الراوي: وما ينبغي لنا ان نفعل في ذلك اليوم. قال (ع): الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد عليهم السلام والصلاة. وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين (ع) أن يتخذ ذلك اليوم عيداً. وافرز له خيمة بيضاء خاصة وامر المسلمين بان يبايعوه ويسلموا عليه بأمرة المؤمنين ففعلوا وامتثلوا قول رسول الله (ص).
واضاف سماحته، إذا تصفّحنا التاريخ يتبيّن لنا أنّ يوم الثامن عشر من ذي الحجة إشتهر بين المسلمين باسم عيد الغدير، حتى أنّ ابن خلكان كتب في (وفيات الأعيان) عن (المستعلي بن المستنصر): عام 487 هـ، قام الناس بمبايعته في يوم عيد غدير خم في الثامن عشر من ذي الحجة. (وفيات الأعيان، ج 1، ص 180، طبعة بيروت، دار صادر).
وقال أبو ريحان البيروني في كتاب (الآثار الباقية): عيد غدير خم هو من الأعياد التي يحتفل بها جميع المسلمين. (وفيات الأعيان، ج 1، ص 180، طبعة بيروت، دار صادر). وعن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله «اليوم أكملت لكم دينكم» (تاريخ بغداد ج 8 ص 290).
وقد أمر الرسول (ص) في ذلك اليوم جميع من حضر ذلك المشهد العظيم من المهاجرين والأنصار حتى زوجاته أن يرِدوا على الإمام علي (ع) ليباركوا له هذه الولاية والإمامة.
يقول زيد بن الأرقم: كان أول من مدّ يده من المهاجرين لمبايعة علي (ع)، أبابكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، ثم تبعهم بقية المهاجرين والأنصار وبقية الناس، وقد استمرّت مراسيم الاحتفال بالبيعة حتى الغروب (الغدير، ج 1، ص 270 و271..).
فلهذا الشيعة الامامية ينظرون إلى واقعة غدير خم باعتبارها أحد الأسس العقيدية التي يرتكز عليها الدين، وهي منهج المسلمين والصراط المستقيم الذي إن تمسّك به المسلم سلك طريق الحقّ الذي يوصله إلى السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، لأنّ الولاية هي كمال لطريق الرسالة المحمدية، وضمان لاستمرار دين الله، وصيانة للعقيدة، وبدونها يظلّ الدين ناقصاً مثلوماً.
ومن هنا يأتي إحياؤهم لهذا العيد على مدى القرون اقتداءً بصاحب الرسالة، الذي اعتبر هذا اليوم أحد أعظم الأعياد الدينية، وقد شاءت الحكمة الإلهية أن تظلّ شعلة هذه الواقعة وهّاجة على طول التاريخ البشري وإلى الأبد، أسرت القلوب بنورها، فانبرت أقلام كتّاب المسلمين في كل العصور تكتب عنها في كتب التفسير والتاريخ والحديث والكلام، وارتفعت أصوات الخطباء لتتغنّى بمآثرها عبر مجالس الوعظ، واستلهم المدّاحون من معانيها، ليبقوا على جذوة الفضيلة متّقدة ومستعرة، مقدّمين فروض الولاء والطاعة لصاحب الذكرى.
وأخيرا لا اخرا، وقع نظري على كتاب من مجلدين لسماحة العلامة الحجة السيد محمد باقر السيستاني (حفظه الله) اسماه بـ(واقعة الغدير ثبوتها ودلالاتها) حلل فيها هذه الواقعة تحليلا دقيقا، فمن يريد الاطلاع على ما كتبه فليرجع اليه.
هذا ونسال المولى سبحانه وتعالى ان يجعلنا من المتمسكين بولاية علي امير المؤمنين (ع) واهل بيته الطيبين الطاهرين والبراءة من اعدائهم اجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغَديرُ؛ إِختيارُ الرَّجُلِ المُناسبِ في المكانِ المُناسبِ
إِنَّ جَوهر فَلسفة الغدير الأَغر هو اختيار الأَصلح والأَنسب والأَقدر لموقعِ المسؤُوليَّة وعلى مُختلفِ المُستويات وفيما يخصُّ كِلا الشَّأنَينِ الخاص [الفَرد والأُسرة] والعام [الأُمَّة والجَماعة] {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.
ولكُلِّ موقعِ مسؤُوليَّةٍ مُواصفات معيَّنة مطلُوبة فيمَن يشغلهُ ليُنجزَ وينجحَ {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ}.
وفي الإِمامةِ فإِنَّ مَوقعها احتاجَ إِلى أَن يتميَّز من يشغلهُ بالأَفضليَّة في كُلِّ شيءٍ، الأَسبقيَّة والعِلم والفِقه والقَضاء والشَّجاعة والعَدل والتَّقوى والورَع والوعي والقُدوة والأُسوة وفي كُلِّ شيءٍ، كَون الإِمامةُ اختيارٌ إِلهيٌّ {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} فلم يكُن غَيرَ أَميرِ المُؤمنِينَ (ع) حصراً الكَفوءَ لتزيينِ الإِمامةِ فنزلَت {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.
تأسيساً على ذلكَ فإِنَّ الإِلتزام بالغديرِ يعني تقديمِ الفاضلِ المُتميِّز لمَوقعِ المسؤُوليَّة، وغيرَ ذلكَ يعني الإِبتعاد عن جَوهرِ الذِّكرى.
يقولُ صاحب الغَدير (ع) {ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً ولَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وأَثَرَةً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ والْخِيَانَةِ وتَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ والْحَيَاءِ}.
فإِذا أَردنا أَن نكتشِفَ مَوقعَنا من قِيَمِ الغديرِ فالنُدقِّق في طبيعةِ خياراتِنا لكُلِّ مَن يتصدَّى لمَوقعِ مسؤُوليَّةٍ ما فإِذا كانت قائمةً على أَساسِ الأَفضليَّة فهوَ دليلٌ على قُربِنا مِنها أَمَّا إِذا كانت قائِمة على أَساسِ معاييرِ الجاهليَّةِ الأُولى كالوَلاءِ للعشيرةِ والحزبِ الحاكمِ والقائدِ الضَّرورة فذلكَ دليلٌ على أَنَّ الغديرَ شعارُ القومِ فقط للتستُّرِ على مرضٍ أَصابهُم [النِّفاق والخِيانة] أَمَّا الحقيقة فهم أَمويُّونَ لا يُعيرُونَ للأَفضليَّةِ شيءٌ عند تسليمِ موقعِ المسؤُوليَّة لأَحدٍ، لأَن معيارهُم العصبيَّة للجَماعةِ! وتلكَ هيَ الخِيانةُ {وإِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الأُمَّةِ وأَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الأَئِمَّةِ} كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ عليِّ بن أَبي طالبٍ (ع).
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment