Thursday, August 22, 2024

البحور الكونية العظمى:

ألبحور الكونية العظمى : مثلما البحيرات و المحيطات في الأرض ؛ هي نفسها في الكواكب و المجرات الأخرى في هذا الكون الوسيع اللامحدود على أكثر الظن .. شيئ عجيب حقا .. لا يحدّها تفسير جغرافي أو علمي أو حتى كوني؛ سوى قولنا إنها تدلّ على عظمة المعشوق الخالق, لذلك ليس أمام العاشق سوى القول ؛ [أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بآلعباد] .. نحن نُفسّر مثل تلك الأمور بآلجاذبية و القوانين العلمية التي تحدّد و تضبط حركة تلك الكواكب و المجرات و الدّروب و الثقوب .. لكنها مجرد تفاسير سطحية لأقناع عقولنا الساذجة المحدودة التي تطغى عليها صفة الغباء حقاً و بلا حدود!!؟ و إلّا كيف يمكن للماء (السائل) و أصله غاز مكون من H2O أن يستقر في آلبحار و آلمحيطات على سطح الكواكب و منه ما نشاهده على سطح كوكب الأرض طبق مدارات منحية و ماؤوها لا يتناثر في الفضاء كما توضح لنا الصور المرفقة أدناه .. إضافة إلى مقدار السرعة التي تسير كوكبنا الساكن أمامنا و تحت أقدامنا؛ بينما سرعتها تزيد عن 1700 كم/ساعة .. و مهما كانت النظريات التي هي (نظريات) لا اكثر, فإن لها حجج قوية و تعاليل مبرهنة كإيعاز هذا الأمر لنظرية الجاذبية و قوى الطرد المركزي, فأن العقل الكوني وحده يبقى مُمانعاً لقبول الأمر .. مهما كانت النظرية صحيحة و مستدلة و مقنعة لعقول عامة الناس و حتى آلعلماء المحدودة؛ أما ألكوني فسيبقى يشك في أكثرها, و منها شكه في كيفية تأثر الماء بآلجاذبية كما تتأثر المعادن و الصخور و المواد الصلبة بقوة الجاذبية المغناطيسية التي لا تُؤثر إلا في المواد المعدنية الصلبة التي تحوي على العناصر المعروفة التي توصل لكشفها العلماء و هي ثلاثة و عشرين عنصراً لحد اليوم!؟ إضافة إلى ثبات كل المكونات الموجودة على الأرض كما على الكواكب الأخرى التي تدور بسرعات هائلة حول مداراتها, بل تبدو و كما نعيشها نحن و كأنها ساكنة على سطح ساكن!!؟ الفلاسفة يقولون كلما زاد حظ المرء في المعرفة زادت سعادته؛ و الحال أن التوغل في المعرفة يزيدنا حيرة و حزناً و شقاءاً, و اهل الجهالة ينعمون نتيجة جهلهم حيث لا هم و لا فكر و لا سهر ... أن الأشخاص الذين لا يفكرون بعمق في الأمور يكونون أكثر سعادة و راحة لأنهم لا يقلقون بشأن التفاصيل المعقدة و المشاكل الكبيرة و الرموز و الأسرار التي يصعب كشفها و معرفة مضامينها و غاياتها. من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الأذكياء يكونون أكثر عرضة للتفكير الزائد والقلق الدائم فتراهم يشيبون بسرعة, لأن [الهم نصف الهرم] و يتركون ملذات الحياة و التلذذ بآلنعم إلا بمقدار ما يديم حياتهم للبحث و الكشف عن حقائق الوجود! والمسألة الأخرى المُحيّرة ترتبط بآلقيم و المثل العليا التي ولّدت عندي سؤآلاً صعباً هو : لماذا الصديق يؤذيك رغم إنك تُحسن إليه و تراعي حرمته و غيابه بل و أكرمه و إكسائه و إطعامه و تعليمه!؟ و نختم كلامنا بقصيدة "نبي العرب" المتنبي الذي قال و خير ما قال بهذا الشأن عبرة مقارنة رائعة بين ألأذكياء و الأغبياء و بين أهل القيم و الشيم و أهل النذالة و القرم: لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ يَحمي اِبنَ كَيغَلَغَ الطَريقَ وَعِرسُهُ ما بَينَ رِجلَيها الطَريقُ الأَعظَمُ أَقِمِ المَسالِحَ فَوقَ شُفرِ سُكَينَةٍ إِنَّ المَنِيَّ بِحَلقَتَيها خِضرِمُ وَاِرفُق بِنَفسِكَ إِنَّ خَلقَكَ ناقِصٌ وَاِستُر أَباكَ فَإِنَّ أَصلَكَ مُظلِمُ وَغِناكَ مَسأَلَةٌ وَطَيشُكَ نَفخَةٌ وَرِضاكَ فَيشَلَةٌ وَرَبُّكَ دِرهَمُ وَاِحذَر مُناواةَ الرِجالِ فَإِنَّما تَقوى عَلى كَمَرِ العَبيدِ وَتُقدِمُ وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ يَمشي بِأَربَعَةٍ عَلى أَعقابِهِ تَحتَ العُلوجِ وَمِن وَراءٍ يُلجَمُ وَجُفونُهُ ما تَستَقِرُّ كَأَنَّها مَطروفَةٌ أَو فُتَّ فيها حِصرِمُ وَإِذا أَشارَ مُحَدِّثاً فَكَأَنَّهُ قِردٌ يُقَهقِهُ أَو عَجوزٌ تَلطِمُ يَقلي مُفارَقَةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ حَتّى يَكادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ أَرسَلتَ تَسأَلُني المَديحَ سَفاهَةً صَفراءُ أَضيَقُ مِنكَ ماذا أَزعُمُ أَتُرى القِيادَةَ في سِواكَ تَكَسُّباً يا اِبنَ الأُعَيِّرِ وَهيَ فيكَ تَكَرُّمُ فَلَشَدَّ ما جاوَزتَ قَدرَكَ صاعِداً وَلَشَدَّ ما قَرُبَت عَلَيكَ الأَنجُمُ وَأَرَغتَ ما لِأَبي العَشائِرِ خالِصاً إِنَّ الثَناءَ لِمَن يُزارَ فَيُنعِمُ وَلِمَن أَقَمتَ عَلى الهَوانِ بِبابِهِ تَدنو فَيُوجأُ أَخدَعاكَ وَتُنهَمُ وَلِمَن يُهينُ المالَ وَهوَ مُكَرَّمٌ وَلِمَن يَجُرُّ الجَيشَ وَهوَ عَرَمرَمُ وَلِمَن إِذا اِلتَقَتِ الكُماةُ بِمازِقٍ فَنَصيبُهُ مِنها الكَمِيُّ المُعلَمُ وَلَرُبَّما أَطَرَ القَناةَ بِفارِسٍ وَثَنى فَقَوَّمَها بِآخَرَ مِنهُمُ وَالوَجهُ أَزهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ وَالرُمحُ أَسمَرُ وَالحُسامُ مَصَمِّمُ أَفعالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ وَفَعالُ مَن تَلِدُ الأَعاجِمُ أَعجَمُ العارف الفيلسوف عزيز حميد الخزرجي أدناه صورة عن ناسا/ إلتقطها رائد الفضاء في ناسا؛ باري إ. ويلمور NASA/Barry Wilmore منظر (البحيرات العظمى والولايات المتحدة الوسطى)، التقطت بواسطة رائد الفضاء باري إ. ويلمور في البعثة 42 في السابع من كانون الأول لسنة 2024م
.

No comments:

Post a Comment