Monday, September 16, 2024

العراق بين نور و نجلة :

العراق بين نور و نجلة !؟ أحداث العراق كثيرة وكبيرة ومزدحمة فما أن ينتهي حدث حتى يعيش العراقيين حدثا آخر غيره ، ينشغل به الشارع العراقي والأعلام والفضائيات وكل السوشيال ميديا ، وهكذا هي حياة العراقيين ، منذ ان وطئت أرضه قوات الأحتلال ، وكأن هناك قرار، بأن لا يعيش هذا الشعب فترة هدوء وأستقرار ، بل يجب أن يعيش في فوضى مستمرة وأضطراب وتناقضات كثيرة!! . يعيش هذه الأيام العراقيين حدثين متناقظين الى حد كبير! أحدهما وصم العراق بالفساد أكثر مما عرف عنه وما وصف به ، وأكد أن آفة الفساد المستشرية بالعراق لا زالت قوية وغير مقدور عليها! وهو بالتالي حدث فيه من العيب الشيء الكبير، والحدث الآخر على عكسه ونقيضه تماما ،حدث هز العالم ورفع أسم العراق عاليا في المحافل الدولية! وجعل العالم كله يقف أجلالا وأحتراما للعراق! . الحدث الأول الذي شغل الأعلام العراقي والمحلي وحتى العالمي ، وطبعا كان حديث الشارع العراقي منذ أشهر ولا زال! ، بطله مواطن عراقي أسمه (نور زهير)، لا نعرف عنه أي شيء سابقا سوى أنه عراقي ومن عائلة كريمة من أهالي البصرة أصلا ، فجأة ظهر أسمه على سطح الأحداث مقترنا ومتهما بأكبر صفقة فساد حتى سميت بصفقة القرن! وتفاصيلها كثيرة وكبيرة وفيها بلاوي وبلاوي وأسماء لشخصيات سياسية كبيرة وقادة أحزاب على حد قول نور زهير نفسه! حيث هدد ( بفضحهم أذا تم أستدعاءه للقضاء ومحاكمته!) ، وهذا ما تكلم به في لقاء خاص من على (فضائية الشرقية)! ، وهو بكامل وعيه وأدراكه وبكل ثقة وهدوء!! ، الموما أليه مطلق السراح حاليا ويقيم في دولة الأمارات! بكل أمن وأمان وبكل ضمير حي وخاصة بعد أن عاد من الحج قريبا!؟ ، وقد تم أطلاق سراحه من قبل تعاون الحكومة و القضاء و الإطار، ليس لأنه أعاد جزء من المبلغ المسروق الى خزينة الدولة ، أمام مرأى ومسمع العالم كله فحسب ، بل لأنه هدد بفضح الأسماء الكبيرة التي تقف ورائه! ، في حال عدم اطلاق سراحه وأعادة محاكمته ثانية (حيث سبق ان أوقف وأطلق سراحه نظير إعادة جزء من المبلغ المسروق!!) ، الى هنا أنتهت صورة الحدث الأول والشارع العراقي يعرف كل التفاصيل عن نور زهير وقضيته! . الصورة الثانية وحدثها وحديثها تختلف عن صورة ومشهد نور زهير، بل أن الحدث الثاني يقف على النقيض منه تماما! ، بطلة الحدث فتاة من محافظة ديالى ، في ربيع العمر (16 سنة) تدعى/ نجلاء عماد لفتة الدايني/ (نجلة) ، وهي من ذووي الأحتياجات الخاصة! ، لم يبق الأنفجار من أطرافها سوى اليد اليسرى! ( حيث أصيبت بأنفجار عبوة ناسفة تعرضت لها وهي في سيارة أبيها الذي كان يعمل شرطيا في محافظة ديالى وهي بعمر سنتين!!) . وهنا تبدأ حكاية الله وأرادته مع نجلة ورعايته لها بعينه التي لا تنام ، وأيضا أرادتها هي مع نفسها . كبرت نجلة ، وكبرت معها الامال والأحلام وكبر معها أصرارها وأرادتها ، وكانت رحمة الله وعينه ترعاها وتراها ومعها في كل خطوة تخطوها وتعيشها ، بعد أن أمدها الله بأرادة قوية وصلبة ، فدخلت (نجلة) المدرسة رغم عوقها الشديد! في محافظة يغلفها الخراب والتخلف وانعدام الخدمات في كل شيء كحال بقية المحافظات العراقية! ، ورغم الظروف العصيبة التي تحيط بها ، ورغم (تنمر) أقرانها عليها لكنها أستطاعت أن تنجح وأن تكمل دراستها وتنهي الدراسة الأعدادية / أدبي بمعدل 75%!! ، وشاءت أرادة الله أن يأتي مدرب لتنس الطاولة الى المحافظة ويكتشف حبها وشغفها بهذه اللعبة وهي تتدرب بالبيت ( (على بلوك جدار البيت الخارجي!!) فأحتضنها وكانت هي مع الموعد وكانت مع هذا الأحتظان في كل خطوة ، وكان النجاح حليفها في عشرات البطولات المحلية والأسيوية والخارجية ، التي شاركت بها (( شاركت نجلة في 30 بطولة دولية محلية وآسيوية وعالمية على مدار سنوات حياتها الرياضية ، فازت خلالها بالجوائز والميداليات ، ونجلة تتدرب مرتين في الأسبوع في بعقوبة ومرتين في بغداد ، وفي بعض الأحيان تتاح لها فرصة السفر الى الخارج للتدريب قبل البطولات في مرافق رياضية أفضل)) . وبعد أن توسم بها المدرب واللجنة البارالمبية العراقية كل الخير والأمل ، كانت هي على الموعد مع كل ذلك فلن تخيب الأمل والظن بها ، وكيف يخيب أمل أنسان كان الله معه برعايته ورحمته! ، فكان الله معها في كل خطوة تخطيها حتى حصولها على الوسام الذهبي في الدورة ( (البارالمبية في باريس 2024 ) التي جرت أخيرا بعد فوزها على البطلة (الأوكرانية)! ، ذلك الحدث الذي هز العالم أجمع! ، فبيد واحدة أستطاعت نجلة أن ترفع أسم العراق عاليا ، في المحافل الدولية وعزف لها السلام الوطني! وهي تنظر الى الكاميرات وعدسات الفضائيات ووسائل الأعلام العالمية بأبتسامة فيها الكثير من البراءة والثقة بالنفس والقوة ، وكأنها تقول للعالم أنا أبنة العراق العظيم انا بنت أكبر الحضارات وأقدمها ، وأن نور زهير وأمثاله من السراق الذين سرقوا قوت الشعب والمال العام وسرقوا مال اليتيم والفقير هم لا يمثلون العراق! أنهم الدخلاء والعملاء ، أنا ومن مثلي نحن نمثل العراق ونجعل العالم يرفع له القبعات وينحني أجلالا وأكراما له ، نحن أبناء بلد أحتظن 7 حضارات منذ 7000 عام . ان فوز (نجلة عماد) بالوسام الذهبي في أولمبياد باريس للبارالمبية والذي لم يحصل عليه العراق منذ تأسيس دولته عام 1921 !! ، هو في الحقيقة وصمة عار بجبين أمريكا ومن تعاون معها لأحتلال العراق!! وتدميره ونهب خيراته وثرواته وقتل أنسانه وسلب أرادته . فهناك فرق كبير بين يد كريمة لأنسانة معوقة لا تمتلك ألا هذه اليد ولكنها أستطاعت أن ترفع أسم العراق عاليا بها ، وجعلت العالم كله يقف ويصفق للعراق ولها ، وبين أيادي آثمة كان كل همها أن تسرق قوت هذا الشعب ، وقوت كل الفقراء والمساكين والأطفال ، نعم لقد سرقوا كل شيء ولكنهم لم يستطيعوا سرقة أرادة الأنسان العراقي بأذن الله . شكرا لنجلة عماد وشكرا لعائلتها الكريمة . لقد كانت نجلة مع الله وكان الله معها ، والله لا يخيب رجاء وأمل من كان معه. فتبا لكل يد آثمة سرقت قوت الشعب والمال العام ، أن كانت يد زهير وغيره ، وطوبى لكل يد خيرة كريمة تقف وتعمل من أجل هذا الشعب والوطن بكل شرف ونزاهة أن كانت يد نجلة أو غيرها.

No comments:

Post a Comment