Friday, September 27, 2024

ألأمية سبب المحن و الفساد

الأمية سبب المحن و الفساد (الأمية) ظاهرة من ظواهر التخلف الاجتماعي؛ ومشكلة انتشارها في أي مجتمع تعتبر مشكلة مزمنة وشائكة لها انعكاسات واضحة على مختلف مجـالات الحياة الاجتماعية؛ لأنها تشكل خطرا حقيقيا على مسيرة البناء.. وتطور.. وتحضر المجتمع؛ كونها تشكل عائقا تعيق تحسين الظروف الحياتية للفرد وتطوير قدراته وقدرات المجتمع؛ لذلك تعمل الدول على إيجاد الحلول لهذه المشكلة من اجل القضاء على (الأمية) والذي لا يكون إلا بـ(التعليم)؛ باعتبار (التعليم) وسيلة أساسية وركيزة فاعلة في القضاء على ظاهرة تفشي (الأمية) في المجتمع . و(الأمية) بمفهوم عام يعني عدم القدرة على (القراءة) و(الكتابة) و(الحساب)؛ وهي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية السلبية والمنتشرة في العديد من المجتمعات وفي الكثير من الدول النامية، وهي عبارة عن عدم قدرة الإنسان على القيام بالعديد من المهارات الخاصة بالقراءة.. والكتابة والحساب؛ والتي تمكنه من ممارسة الكثير من المجالات الحياتية التي تعتمد على القراءة والكتابة، خاصة في الوقت الحاضر؛ حيث يشهد عصرنا الحديث حدوث كبير في (التطورات التكنولوجيا والعلمية) والتي لا يستطيع أي شخص ليس لديه القدرة على الكتابة والقراءة من مجاراتها والتعامل مع تقنيات هذه التكنولوجيا ونحن في عصر المعلوماتية.. وعصر الذكاء الاصطناعي.. والثورة الرقمية . الأمية دائرة من دوائر الأوبئة الاجتماعية و(الأمية) هنا لا تعني فحسب عدم معرفة (القراءة) و(الكتابة)؛ بل تشمل جميع معارف وعلوم الحياة ومنها الأمية التربوية.. والثقافية.. والدينية.. والسياسية.. والاليكترونية.. وغيرها من الأميات؛ من اجل إحداث تغيير اجتماعي جذري، باعتبار (التعليم) وإتاحة كل الفرص لتوسيع مهامه وأنشطته بين أبناء المجتمع وعلى نطاق واسع.. وشمولي.. وإلزامي؛ يأخذ بعين الاعتبار كل الفئات العمرية دون استثناء وتوسيع مهامه في كل مؤسسات وأنشطة الدولة وتسخيرها في هذا المهام ليتاح (التعليم) لكل أبناء المجتمع باعتباره أحد المخارج المهمة للخروج من دائرة الأوبئة الاجتماعية كالأمية.. والفقر.. والجهل.. وغيرها. وهناك لا بد من تمييز بين (الجهل) بالشيء وعدم معرفته و(الأمية)، وعليه لا ينبغي أن نطلق على (الأمي) جاهل؛ إذ إن (الأمي) قد يعلم الكثير من معطيات الحياة؛ لكنه يجهل (القراءة) و(الكتابة) فقط؛ باعتبار (التعليم) هو من أهم الثروات الحقيقية لأي مجتمع تتيح له و تساعده على استغلال قدرات.. وطاقات.. ومهارات الموارد البشرية؛ عبر تشجيع ومشاركة كل فئات المجتمع في مشروع (القراءة) و(الكتابة الأبجدية) لتنمية المجتمع وتطويره من اجل تحسين مستوى الحياة والرفاهية المجتمع على كل مستويات وجميع النواحي الاجتماعية.. والصحية.. والاقتصادية.. وزيادة الدخل . مشكلة الأمية وانتشارها في المجتمع ومشكلة (الأمية) وانتشارها في المجتمع؛ لها عدة أسباب ومنها وبدرجة أولى (تربوية) وتليها (اجتماعية).. و(اقتصادية).. و(سياسية) . فـ(الظروف السياسية) الغير المستقرة في بلد (ما) قد تكون من الأسباب الرئيسية التي تعيق (التعليم). كما إن (الظروف الاقتصادية) التي تمر عليها (الأسرة) وعسر حصولها على الأموال لسداد تكاليف تدريس ابنائها؛ قد (لا) يسمح لها بسداد تكاليف المدارس ويجبرها على تشغيل أبنائها للمساعدة في مصاريف الأسرة؛ وفي حالات أخرى قد يعود السبب إلى موت الوالدين واضطرار الأبناء إلى تحمل مسؤولية الأسرة؛ كما إن عدم وعي الأسرة بمدى أهمية تعليم أبنائها قد تحرم أبنائها منه وخاصة (الإناث)؛ لذلك لا بد أن يتمتع الجميع؛ (إناث) و(ذكور) بحقوق متساوية وفرص متكافئة في (التعليم) وتوعيتهم لمدى أهمية الالتحاق بـ(المدارس) وبصفوف ( صفوف التعليم) ومدى أهمية (التعليم) وتحفزيهم على الاستمرار فيه. ومن أسباب أخرى لمشكلة (الأمية) إهمال مؤسسات الدولة من عدم قيامها بحملات (التوعية) و(الإرشاد) على أهمية (التعليم)؛ وعدم تسخير (أجهزتها الإعلامية) للقيام بدورها في توعية (الأميين) وعلى ضرورة التحاق أبناء المجتمع بكل فئاته العمرية ببرامج (محو الأمية)؛ والتواصل المستمر على (التعليم) عبر تطوير برامج رائدة تساعد أبناء المجتمع للتخلص من (مشكلة الأمية) والتخفيف منها من اجل تزويد كل أفراد المجتمع بمهارات (الكتابة) و(القراءة)؛ لأنها أساس (التعليم) و(تعلم فن الحياة)؛ ليتم تحسين حياتهم وتدريبهم في مجالات الصحة.. والتنمية الاقتصادية المستدامة . الأمية ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع العراقي فكل الدراسات التي تقيمها دوائر (الاحصاد) تشير بأن (نسبة الأمية) في (العراق) هي نسبة مرتفعة جدا لمجتمع يعيش في القرن الواحد والعشرين، بعد إن أصبحت (الأمية) ظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمع (العراقي) وعقبة كبيرة من العقبات التي ستحول دون إمكانية خروج البلد مما هو فيه وإعادة أعماره؛ نتيجة لما أحدثته (الحروب) المستمرة والطويلة التي استنزفت قدرات (المجتمع العراقي)؛ إضافة إلى (الأوضاع الأمنية) المتدهورة و(تهجير ملايين العراقيين) منذ (احتلال العراق) من قبل (التحالف الدولي التي قادته أمريكا) منذ 2003 وصاعدا؛ مما أدى إلى ارتفاع نسبة (الأمية) بين أفراد (الشعب العراقي)، في وقت الذي يمتلك (العراق) من الثروات الطبيعية ما يؤهله للوقوف في مصاف الدول المتقدمة رغم ما يمتلك (العراق) من مدارس.. ومعاهد.. وجامعات.. منتشرة على كل مساحة ومدن (العراق)، إضافة على ما يشهده الوطن بصورة عامة من تقدم العلوم الاجتماعية وأداء دورا مهما في (محو الأمية)، إلا أن (العراق) ولظروف أمنية؛ سواء بغزو واحتلال (الأمريكان) و(قوات التحالف الدولي) ومن ثم دخول (الإرهابيين – الدواعش) واحتلال بعض من محافظات (العراق)، وهذه الأوضاع اثرت تأثيرا سلبيا على مجمل أنشطة الدولة السياسية.. والاقتصادية.. والاجتماعية ؛وبما أثرت تأثيرا كبيرا على مجمل الحياة الاجتماعية بعد إن استمرت هذه الأوضاع الشاذة في (العراق) لفترة طويلة بما انعكس أثاره على فئات مجتمعية واسعة أدت بهم إلى تخلفهم بمواكبة علومهم والتحاقهم بالمدرس لتلقي ومواصلة علومهم ليعانوا من تأثيرات (الأمية الاجتماعية) التي داهمت أوساط ومناطق شعبية.. وأصحاب الدخل المحدد.. والفقيرة.. علما بان عدد سكانها هذه الأوساط أعداد كثيرة وتتزايد وإضعاف نسب المناطق الأخرى؛ هذه الشرائح الاجتماعية – للأسف – لم يتم العلاج واقعها الاجتماعي المتدهور؛ وبطبيعة الحال لم تستفد من تلك (العلوم الاجتماعية) بالشكل الصحيح، رغم قيام مؤسسات (التربية) و(التعليم) بجهد مضني للحد من توسيع نطاق (الأمية) بين هذه الأوساط لكي (لا) ينعكس أثرها على أبنائنا؛ ولكي (لا) تصبح (الأمية الاجتماعية) داء مستديما يكون من الصعب معالجته .

No comments:

Post a Comment