Monday, December 15, 2025

ألأزمنة البشرية المحروقة :

ألأزمنةُ آلبشريّةُ ألمحروقة سبقَ و أنْ بيّنا بأنّ ألمعرفة ألأنسانيّة – ألمعرفة بكلّ أتّجاهاتها – مُجتمعةً هي آلتي تُحَقّقُ ألسّعادة و آلغاية آلأسمى في وجودنا و مجتمعاتنا على آلأرض كما أراده الله تعالى لنا, و قد قلنا خلال نظريّتنا ألمعرفيّة تلك؛ بأنّهُ لا أمان و لا إستقرار و لا عدالة بدون معرفةٍ حقيقيّةٍ .. كما لا فائدة و لا عاقبة للأنسان من دون معرفة ألأنسان لنفسهِ ألّتي هي أساس و محور نظريّتنا ألمعرفيّة التي بيّنّاها في إثني عشرَ بحثاً مفصلاً بعنوان؛ (أساسات نظريّة المعرفة). فلو عرفتَ إنساناً و احداً عرفتَ آلنّاس جميعاً! و لو عرفتَ أنساناً واحداً عرفتَ الله حقّ معرفته! و بذلك تكتمل ألمعرفة آلتي تسبب تحقيق ألحياة ألسّعيدة عبر نشر العدالة التي أرادها الله تعالى لنا. و لعلّ جهل ألأنسان و عدم تمكّن أو نجاح ألأنبياء و آلمرسلين في تفهيم سائر البشريّة لمعنى و فلسفة الوجود بدقة من خلال الوسائل الشرعيّة التي أباحها الله تعالى لهم بغض النظر عن الأسباب؛ قد سبّبت الكثير من آلدّمار و سفك الدّماء و آلمسخ و المحن آلتي سمّيتها بآلأزمنة المحروقة, حيث مرّ الأنسان بستةِ أزمنةٍ هي: ألأوّل: زمن خلق آدم حتّى النبي نوح(ع). ألثّاني: زمن آلحضارات آلأرضيّة. ألثّالث: زمن آلأنبياء حتّى الخاتم(ع). ألرّابع: زمن ألعدالة ألعلويّة(ع). ألخامس: زمن آلنهضة آلأوربّية و ظهور ألحركة الماسونيّة. ألسّادس: زمن آلثورة آلإسلاميّة ألمُعاصرة حتّى ظهور ألمصلح ألكبير(ع). و خلال تلك آلأزمنة دَفَعَتْ ألبشريّة ثمن آلظلم ألذي وقع عليها غالياً بسبب إستغلال بعضهم للبعض بأبشع صورٍ مإساوية! و لعلّ أصل ألفساد بدأ و إستمرّ حتّى يومنا هذا بسبب آلجهل و غزيزة الظلم المتأصلة في النفس الأنسانية, من حيث عدم فهم و إدراك ألمُشرعين أو المُقنّنين في الأنظمة ألوضعّية المعاصرة أو السّابقة لماهيّة ألأنسان وحقيقة تكوينه و إسرار خلقه و سبب وجوده على آلأرض أساساً و خفايا آلنّفس و تطلعاتها و موارد تضمين كرامتها! هذا آلأصل المفقود هو آلذي سبّب إحتراق البشرية في مراحلها السّتة آلآنفة, و قد فصّلنا ألبحث في كلّ مرحلة ببيانٍ و اضحٍ و بليغٍ و مستدلّ في الكتاب الذي ألّفناه قبل عقدين يمكنكم الأطلاع عليه, و الله من وراءالقصد.

No comments:

Post a Comment