كتاب القرن: مُستقبلنا بين آلدِّين
و آلدِّيمقراطيّة
بقلم
العارف ألحكيم: عزيز حميد مجيد ألخزرجي
قضيّة (ألدّولة آلعادلة) و (آلدّولة آلفاضلة) أو (آلدّولة آلجّاهلة)
و غيرها مِنَ آلصّفات و آلتّسّميّات؛ ما زالت محلّ بحثٍّ و جَدَلٍ في أوساط
ألفلاسِفة و آلمُفكريين, بضمنهم لجان (هيئة ألأمم ألمُتحدة) بعد مآسي حكوماتّ
آلحُقب ألتّأريخيّة ألسّوداء, و هي بحقّ من أهمّ ألقضايا ألرّاهنة آلتي ترتبط
بحياة و مستقبل ألبشريّة آلتي تعيش المأساة على كل صعيد, لأنّ أكثر ألحركات و
آلكيانات و آلأحزاب و حتّى آلدّول بل و آلأمبراطوريّات و آلحضارات على عظمتها
وتَمَدّنها عبر التأريخ؛ إنّما سقطتْ لِفقدانها آلقاعدة آلفكريّة ألتي تتأسّس على
فلسفة كَونيّة, و لهذا قال الفلاسفة ؛ كلّ ألأمبراطوريّات تزدهر و تتألّق و تصل
ألذّروة ثُمّ تسقط بحسب ألسُّنن ألتأريخيّة لكن لم تكن مُوفقة لبيان آلأسباب بوضوح
و لم تُشر للجّذور و آلعلل!
و فلسفتنا هي آلتي حلّت الّلغز في
هذا آلكتاب, بعد إسْتلهامنا من آللّه و (آلعليّ ألأعلى) ألمُنطلَقات ألأساسيّة
لذلك, كقوله تعالى؛
[مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ] ألحشر - آية(7),
إذن بروز ألطبقيّة و تعاظمها يوما بعد آخر هو أوّل سبب في هدم الدّول و سقوط الأمم,
و كذلك قول آلأمام عليّ(ع): [يُستدلّ على إدبار ألدّول وزوالها نتيجة الظلم الذي
يتجسّد بأربعة: [ترك ألأصول؛ ألعمل بآلتّكبر؛ تقديم ألأراذل؛ تأخير ألأفاضل]
[ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقدیم ألأراذل و تأخير ال تأخیر الأفاضل].
و حدیث آخر:
[الله ینصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، و لا ینصر الدّولة الظالمة و لو كانت
مسلمة], و قوله أيضا (ع):
[ما جاع فقير إلّا بما مُتّع به غنيّ], و أبرز علامة في أسباب زوال الدول قوله (ع): [من علامات ألإدبار؛ مُقارنة
ألأرذال], و نُقل عن ألنّبي (ص) في وصف ألدّولة ألعادلة و صفات ألأمام ألمطلوب و سبب
هدم ألدّول بعبارة بليغة نصّها:
[مَنْ أَمَّ قومَاً و فيهم مَنْ هو أعلمُ منه, لم يَزل أمرهُم إلى سِفال إلى يَومِ
ألقيامة], هذا بجانب إشارة (إبن خلدون) و (وول ديورانت) للأسباب إجمالاً إستنباطاً
من أقول النبيّ(ص) و وصيه الأمام(ع).
و بدورنا بيّنّا للعَالَم عِبر هذه
ألدّراسة ألّتي إعتمدتُ لأعدادها أكثر من 250 مصدراً و وثيقة؛ لعرض تفاصيل ألقضيّة
آلتي تُحدّد (مُستقبلنا و مصيرنا بين آلدِّين و آلدّيمقراطية), خصوصاً بيت القصيد
و آلغاية مِن آلحكم و هي جم المال و الثروة عادة و للأسف, و قد لخّص ألإمام
عليّ(ع) ألقضيّة منذ آليوم ألأول لبدء حكومته: [أتيتكُم بجلبابيّ هذا ، فإنْ خرجتُ
بغيرها فأنا خائِن]!
لذلكَ أجريتُ مُقارنة
إيبستيمولوجيّة (معرفيّة) بين منظومة (ألدِّين ألحقّ) و (آلدِّيمقراطيّة ألحقّة) لبيان
مدى إمكانيّة تحقّق ألعدالة و آلحريّة و المُساواة بظلّهما معاً, بَدَلَ آلفصل و
آلتّناحر بينهما و كما هو آلسّائد للآن!
فهل يُمكن إتّحادهما لتشكيل نظام
مُوحّد عادل يُحقّق ألهدف ألمنشود من فلسفة ألحُكم – آلحياة لنيل ألسّعادة بَدَلَ
آلشّقاء و آلمظالم ألّتي جَرَتْ للآن بسبب تجربتها للأنظمة المختلفة و أخيراً
ألدِّيمقراطيّة ألمُستهدفة من جهة و آلدِّين ألمُؤدلج من آلجّهة الأخرى و كما شهد
آلعَالم للآن فظلّ سائباً تتلاعب به أهواء المتسلطين لمنفعة المنظمة الأقتصادية
العالمية,بجانب دكاكين تُجّار أهل ألدِّين و آلمذاهب و آلأحزاب بعد إنقطاع الناس
عن ألغيب!
لهذا لم يُوصلنا آلدِّين السائد
اليوم للسّعادة .. كما لا يُمكن بنفس ألوقت الأستغناء عنهُ و هنا تكمن جانباً من
آلمُشكلة, لأنّ (ألدِّين) منبع آلأخلاق و آلرّحمة و آلتواضع و آلعلاقات الأنسانيّة
ألمبنيّة على إحترام كرامة ألأنسان رغم إختلاط المبادئ و القيم!
و آلدِّيمقراطيّة بآلمقابل كنهج
لإنتخاب ألحُكومة؛ هي آلأخرى و كما شَهَد آلعَالم؛ ليس فقط لم تُحقّق ألعَدالة و
آلمُساواة و آلرّفاه و آلسّعادة للجّميع؛ بل و خَلّفَت ألمزيد من ألفقر و آلجّوع و
المرض و آلحروب حتّى في أمريكا نفسها آلتي تُعتبر آلنّموذج ألدِّيمقراطيّ ألأوّل
في آلعَالَم, حيث أدّت لمُجتمع رأسماليّ طبقيّ ظالم, لأنّها آيدلوجيّة آلأثرياء
بإدارة ألتكنوقراط للحفاظ على مصالحهم و أملاكهم من خلال ألدّعوة للحريّة و
الأنعتاق من الدِّين و آلأخلاق و آلقيم و إستبدالها بآلدعارة .. كيّ تُمكّنهم –
أيّ آلأغنياء بواسطة طبقة التكنوقراط – من آلسّيطرة بسهولة على موارد رزق الناس و
آلإقتصاد عموماً – بعد مسخ إرادة الجماهير و تشويه أفكارهم و تميع شخصيّتهم
الأنسانيّة – لسنّ قوانين تُحصن و تحفظ ما يملكون بغطاء الديمقراطية ضدّ تجاوزات
ألطبقة الفقيرة على تلك آلمُلكيّة و حقوق تلك الطبقة آلتي تعيش حياةً مترفة لوحدها
تختلف عن حياة عامّة المجتمع كلّيّاً, و رغم هذه الحقيقة؛ فأنّ كلمة
(ألدِّيمقراطيّة) و بسبب ألأعلام ألقوي ألنافذ في العالم كلّه و جهل الناس العوام؛
أعْتُبرتْ فتحاً جديداً في تفكير ألناس و أُفقاً تشرق منه شمس ألسّعادة المطلقة!
بإعتبارها تُعَيـّن “سلطة” الشّعب! و أنّ آلقانون مصدره إرادة الشّعب! و مقتضيات
حياته الأجتماعيّة! حتىّ خَلَقَتْ الدِّيمقراطيّة في المُواطن شعوراً بأهمّيتهِ و
كرامتهِ, و كأنّه سيّد نفسهِ لا نكرةً مهملةً في عمليّات ألكبار! و قد تعمّقت هذه
النظرة بعد إنتهاء الأتحاد السوفياتي التي أُتهمت من قبل ألغرب, بإتخاذها
دكتاتورية “البروليتاليا” كأساس في نظام ألحُكم!
هذا هو آلظاهر, و آلأعلام ألمُزيّف
ألذي قلب آلحقائق ألمؤلمة حتى إنفعل آلعقل الجمعيّ كإفرازات لـ (ألدِّيمقراطيّة) ألكاذبة,
و لو تفحّصنا باطن آلأمر, و واقع ألحال, و آلعِلل ألغائيّة آلكامنة و إفرازات
الدِّيمقراطيّة آلغربيّة؛ نراها و كأنها نظامٌ حديديّ مُحصّن و مُكتمل ألبناء و
آلأوجه .. مُحاطٌ بسجنٍ قضبانهُ مِنَ آلذَّهب, بداخله ألشّعوب ألّتي ضَلّتْ آلطريق
بعد ما فَقَدَت آلأرادة و آلقِيم و آلمعنى, و لا محيص للخروج من هذا آلأسْر, لأنّ
الخروج منهُ, يعني ألتّمرّد, ثمّ آلضّياع فالموت على أيدي ألسّجانيين! فلا بُدّ
للمواطن تَحَمّل ضيم ألأرباب في آلعّمل, و دكتاتوريّة ألقرارات, و ظلم آلأكثريّة
بحقّ آلأقليّة, هذا فيما يخصّ ألمواطنين داخل إطار آلوطن! و آلشّئ نفسه يتحقّق
عندما القضيّة تَعْبُر ألحُدود آلجغرافيّة لتدمير ألسّيادة الوطنيّة و لغات
ألشّعوب و ثقافتها في باقي الدّول!
كلّ ذلك قرباناً لمصالح تجاريّة و بتروليّة لمنفعة ألشّركات ألمُتعدّدة, و
إنصياعاً لإرادة الهيمنة العالميّة للأمبراطوريّة آلأمريكيّة ألّتي بدأت تَقلَق
مؤخّراً لظهور قوّة ألصّين وروسيا بمعيّة إيران! و لكن مع كلّ هذا .. لا يُمكننا ألأستغناء عن ألدّيمقراطيّة أيضاً,
خصوصاً بعد إنقطاعنا عن آلسّماء و آلقيم ألكَونيّة!
لذلك توصّلنا لنظام توافقيّ بينَ
(آلدِّين و آلدِّيمقراطيّة) بشروط كونية لدرء ألمظالم و ألمصائب آلتي ولّدتها كلّ
جهة على حدة – لتَعصّب و تَعنّت مُدّعيها ألمُغرضين – لتحقيق ألمنشود و آلغاية من
آلحُكم بشرطها و شروطها, و آلمُساواة في آلحقوق أهمّ وأوّل شروطها, لأنّ :
[
آلذي (يَغتَنيّ مِنْ
وراءِ ألدِّين و آلسّياسَة فاسدٌ و عدوٍّ للأنسانيّة و لرسولنا محمد و آلعليّ
آلأعلى)]
.
لذا لا بُدَّ (للعالم و آلمثقّف و آلمُفكّر و آلفيلسوف) من قرائته, فلو إجتَمَعتْ آلأنس و آلجّنُّ على أنْ يأتوا بمثل بيانهِ لعجزوا و لو كان بعضهم لبعضٍ
ظهيراً وآلحمد لله أبداً.
https://www.noor-book.com/%D9%
ملاحظة لجميع المنتديات ألفكريّة
في آلعالم: نتمنى أيّها الأعزاء؛ إدامَة ألمُنتديات ألفكريّة ألأسبوعية
لمُدارسة ألكِتاب (كتاب القرن) لإحتوائه فلسفة ألحُكم و آلحياة و آلطريق للسعادة
بعد الخراب الذي تركه الأحزاب و الأئتلافات الفاسدة.
تحميل
كتاب مُستَقْبَلنا بَينَ آلدِّينِ وَ آلدِّيمُقْراطيّة pdf – مكتبة نور لتحميل
الكتب الإلكتروني
وصف
الكتاب. وصف كتاب (مُستقبلنا بين الدِّين و آلدِّيمقراطيّة): قضيّة (ألدّولة
آلعادلة) و (آلدّولة آلفاضلة) أو (آلدّولة آلجّاهلة) و غيرها مِنَ آلصّفات و
آلتّسّميّات؛ ما زالت محلّ بحثٍّ و جَدَلٍ في أوساط ألفلاسِفة و هيئة الأمم
المتحدة و… …
تحميل كتاب مُستَقْبَلنا بَينَ آلدِّينِ وَ آلدِّيمُقْراطيّة pdf – مكتبة نور لتحميل الكتب الإلكتروني
كتاب هام لا بد لكل من يهتم بآلشأن الأنساني و العالمي قرائته ليدرك حقيقة ما يجرى على البشرية المسكينة.
ReplyDeleteلأوّل مرّة يتمّ كشف حقيقة (الديمقراطية) التي إستهوت النفوس و العقول الضعيفة, للأسف بسبب الجهل.
ReplyDelete