صدى آلكون ............................................................................ إدارة و إشراف : عزيز آلخزرجي
Wednesday, August 14, 2024
المفكر “كولن ويلسون” في كتابه المثير للجدل: ما بعد الحياة (1989):
أمثلة دالة عديدة للحاسة السادسة ولنوع من التواجد الروحي الغامض بعد الموت:
الغريب أن الوضع العالمي والانساني لم يختلف كثيرا بعد مرور ثلاثة عقود بل ربما زاد تراجعا ورعبا!
يقول ديكنز “اذا لم تعجبك حياتك فيمكنك أن تغيرها”، وقال ديكارت “أنا افكر اذن انا موجود”!
أما كولن ويلسون فيقول في كتابه “ما بعد الحياة”: …ان استحواذ الشطر اليسر من الدماغ على الحاضر وعلى الوجود، يجعلنا محصورين في عالم من الأشياء الكثيرة والمباشرة وربما التفاهة احيانا، كما لو اننا محاطون بحائط رقيق من الزجاج العازل للصوت، وبينما نسترخي في داخل الشطر الأيمن من المخ، تتزحزح الحوائط الزجاجية الرقيقة ببصمت، حيث نجد انفسنا فجاة على اتصال بالعالم الحقيقين ثم تختفي عادة التسارع اليومي، وتتوقف الساعة عن الدق المستمر، ويحل محلها شعور بالطواف اللازماني…
لعل أكثر العوامل أهمية في البحوث الانسانية هو الاعتراف بأننا نمتلك كبشر كل انواع القوى التي لا ندركها بوعينا، بدءا من التخاطر والتسلط الروحي، وانتهاء بالظهور النوراني والمعرفة المسبقة بالمستقبل، ولقد اعترفت كل الأديان بأنها من نتاج ما يسمى “التطور الروحاني”.
حيث تعتبر الكائنات البشرية بانها المخلوقات الوحيدة التي تقضي حوالي ال90% من وقتها في احلام عن عالمنا تراودها داخل رؤوسها (أشك بصحة الرقم كما ورد في الكتاب!)…فنحن “ذاتيون” للغاية وتكمن مشكلتنا الرئيسية في التعلم موضوعيا بكيفية تحقيق ما يسمى “بالوعي الموضوعي”.
ويلسون يتحدث في كتابه اللافت عن الاحساس الغامر بنفاذ البصيرة في فهم الغاز الكون، لكنه لا يقدم دلائل ملموسة لوجود حياة حقيقية بعد الموت، ويتحدث عن افرازات هرمون “انكيفالين”(الذي يفرز مواد طبيعية مخدرة داخل المخ البشري).
فما علينا الا ان نمشي في الهواء الطلق خارجا في صباح يوم مشرق “معتدل الحرارة” لتجربة الشعور المفاجىء بأن الحياة بهيجة وممتعة بلا حدود، شرط أن ننسى مشاكلنا وننغمس في التأمل والتفاؤل، وان نتجاهل أننا مأسورين في عالم يومي مادي متطلب وضاغط، وأن نشطح احيانا في تخوم الفن والأدب، لتحقيق اغراضنا الروحية، تاركين متطلباتنا المادية، فكما يقول “دوستوفسكي” في يومياته: “هناك فكرة رفيعة واحدة على الأرض، وهي مفهوم خلود الروح الانسانية، وكل ما عداها من افكار عميقة يعيش بها الانسان هي مجرد امتداد لهذا المفهوم”!
حينما أواجه بعض التحديات المفاجئة والأخطار، فانها تقوض حيويتي، حيث يتدفق اثرها الادرينالين الى مجاري الدم وتنخفض ثقتي لعدة درجات…
فالضيق يدعو الى انطلاقة الدوافع الهدامة، وذلك هو السبب في ان احدى المشاكل الرئيسية للحضارة الغربية في الربع الأخير من القرن العشرين يكمن في تفشي الجرائم بلا دوافع حقيقية سوى العنصرية والطائفية والحقد والكراهية والرغبة بالانتقام والقتل الجماعي وربما لأسباب شخصية تافهة كالتخلص من الملل والاحباط وفقدان الهدف والمغزى…وصولا للهيمنة والرغبة بالتفوق وسباق التسلح، فهل اختلف الوضع بعد مضي عقدين من القرن الحادي والعشرين؟ بل تأصلت المشاكل أكثر واحتدت مع انتصار الشعبوية واليمين المتطرف العنصري وتغول الرأسمالية النيوليبرالية والصهيونية ووصول زعماء شعبويين مستبدين “غير متوازنين” لسدة الحكم هنا وهناك، وبلا ضوابط اخلاقية وتوازن سلوكي مع فقر المشاعر الانسانية، كما تم استغلال الطائفية والدين والثروات الهائلة لأقصى الحدود، مع افتقار العالم للزعامات الكاريزمية المتوازنة والقوية وذات الرؤيا الاستراتيجية الاستبصارية العميقة للعالم والسياسة والمستقبل…
لقد نجح الانسان عموما في زيادة حريته وتعزيز ابداعه لدرجة كبيرة خلال قرون محدودة، حيث كان ابتكار الرواية في القرن الثامن عشر من اكثر الأحداث أثرا ايجابيا في تاريخ البشرية، ولكن بالمقابل فهل تدفق الابداع الأدبيي والشعري والقصصي ثم الروائي تحديدا ساعد بتعميم الحس الذائقي للبشر عموما في مختلف مناحي الحياة، ام انه اقتصر على النخبة المثقفة وعزز كثيرا من “النرجسية” الاستعراضية البغيضة والسعي التنافسي الحميم في “بازار الجوائز” المتكاثر وقنص الشهرة وادعاء الابداع؟!
لقد حدثت ثورات في مختلف المجالات بلا تحديد (وبالتأكيد فما يسمى “ثورة الربيع العربي” ليست منها)، ومنها الثورة المعرفية وثورة الروبوتات والانترنت والهاتف الخلوي ووسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات الاعلامية والترفيهية كما حدثت تطورات كبيرة في مجال الصناعة والخدمات وغزو الفضاء…الخ، وبدت بعض هذه التغييرات حتمية وذات أبعاد وتداعيات ايجابية بمعظمها حيث حولت عالمنا لقرية صغيرة تفاعلية، ومع ذلك فما زال البعض يغط في سبات مزمن عميق، حيث هيمنت الأفكار التقليدية والرجعية والسلفية والاسطورية والطوباوية على فكر الكثيرين (كعامة ودهماء ومثقفين أدعياء او أنصاف مثقفين) وأحدثت اعاقة مرعبة في نهضة الأفراد والشعوب وخاصة من سكان ما يسمى بالعالم الثالث، بل واستخدمت ادوات التقنية الحديثة لترويج أفكار بائدة ولتجنيد الأشخاص المتحمسين “المهووسين”… تماما مثل المراهق الذي بلغ طوله ستة اقدام، ويستسلم مع ذلك لمن هو في نصف حجمه وذكائه لأنه اعتاد ذلك وفقد ثقته بنفسه وأصبح مسيرا!
الحقيقة أننا نلمح قوانا الخفية الحقيقية المسيطرة على الحاضر ولكنا لا نعيرها اهتماما، فقد نكون متورطين بعمل روتيني مسبب للضجر والاحباط والقهر، بينما تتسلل نغمات موسيقية جميلة الى مسامعنا فتمنحنا شعورا غامرا بالسعادة، وهذه اللحظات العابرة هي مؤشر بأننا أكثر حرية وقوة مما نظن، وبأن هذا الاحساس عامر وابداعي ومرتبط بوعينا الكوني… وقد يقودنا للارتياح الخالص والسعادة العابرة وتحمل معاناتنا كبشر من بؤس واقعنا، فالمفاجآت السارة تمنحنا نظرة شمولية وتفتح آفاق وعينا…
مهند النابلسي/ كاتب وباحث وناقد سينمائي /
اقتباس جديد
كولن ولسون
1931 توفي سنة 2013 بريطانيا
•
• http://www.colinwilsonworld.co.uk/Pages/default.aspx
كاتب إنجليزي ولد في ليسستر في إنجلترا.
ولد كولن لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة. تأخر في دخول المدرسة، وتركها مبكرا في سن السادسة عشر ليساعد والده، عمل في وظائف مختلفة ساعده بعضها على القراءة في وقت الفراغ، بسبب من قراءاته المتنوعة والكثيرة، نشر مؤلفه الأول (اللامنتمي) 1956 وهو في سن الخامسة والعشرين. وتناول فيه عزلة المبدعين(من شعراء وفلاسفة) عن مجتمعهم وعن اقرانهم وتساؤلاتهم الدائمة، وعزا ذلك إلى الرغبة العميقة في ايجاد دين موضوعي وواضح يمكن له ان ينتقل إلى الاخرين، دون أن يقضوا حياتهم في البحث عنه. كان الكتاب ناجحا جدا، وحقق اصداء نقدية قوية، وجعل من الشاب الفقير كولن نجما في دوائر لندن الثقافية، وصارت أخباره الخاصة تتصدر اعمدة النميمة الصحفية، اثر ذلك على كولن كثيرا وصار يتخذ موقفا من الصحفيين والنقاد، الذين سرعان ما بادلوه نفس الموقف، وهاجموا كتابه على أساس انه “مزيف ” وملئ بالنفاق. رغم ذلك، لا يزال ينظر للكتاب على انه ساهم بشكل أساسي في نشر الفلسفة الوجودية على نطاق واسع في بريطانيا.
نظر إلى كولن ولسون، على أنه ينتمي إلى مجموعة “الشباب الغاضبين”، – وهم مجموعة من الشباب المثقف المتمرد قدموا عدة أعمال مسرحية في الخمسينات- رغم أن قليلا جدا كان يربطه بهم من الناحية الفعلية.
كتابه الثاني (الدين والتمرد) 1957 قوبل بهجوم شديد من النقاد الذين كرروا وصفه بالمزيف والكذاب.كذلك ظل النقاد مع معظم كتبه التالية، لكن الرواج التجاري ظل ملازما لمعظم كتبه التي نالت هجوم النقاد أو لا مبالاتهم. واصل ولسن الإنتاج دون اهتمام لهجوم النقاد، وقد تنوعت موضوعات كتبه بين الفلسفة، وعلم النفس الإجرامي، والرواية. في الفلسفة اكمل سلسلة اللامنتمي :عصر الهزيمة 1959، قوة الحلم 1961، اصول الدافع الجنسي 1963 ما بعد اللامنتمي 1965 في الرواية كتب عدة مؤلفات روائية منها : طقوس في الظلام 1960، ضياع في سوهو 1961، رجل بلا ظل 1963، القفص الزجاجي 1966، طفيليات العقل 1967 يربو عدد مؤلفات كولن ولسن الآن على المائة كتاب.و قد الفت عنه عدة مؤلفات نقدية.
“اللامنتمي هو الإنسان الذي يدرك ماتنهض عليه الحياة الإنسانيه من أساس واهٍ، وهو الذي يشعر بان الاضطراب والفوضويه أكثر عمقاً وتجذراً من النظام الذي يؤمن بهِ قومه.. انه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول.. مشكلته في الأساس هي مشكلة الحرية.. هو يريد أن يكون حراً ويرى أن صحيح العقل ليس حراً، ولا نقصد بالطبع الحرية السياسية، وانما الحرية بمعناها الروحي العميق.. ان جوهر الدين هو الحرية ولهذا: فغلبا ما نجد اللامنتمي يلجأ إلى مثل هذا الحل إذا قـُـيَّض لهُ أن يجد حلاً.. ! ” كولن ولسن
إنه لمن الغريب أن كولن ولسن قد حقق شهرة كبيرة في العالم العربي لأنه لا يكاد يكون معروفا في بلدان أوربية عديدة ولم يعترف به ككاتب جاد أبدا. إتجه بعد كتاباته الأدبية إلى الكتابة عن التصوف والسحر وعالم ما بعد الموت. يصنف كولن ولسن في الغرب باعتباره كاتبا دجالا.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment