Wednesday, December 24, 2025

البيان الكوني للفلاسفة ل عام 2026م برعاية الفيلسوف عزيز الخزرجي

بسم الله الرحمن الرحيم In the name of Allah, the Beneficent, the Merciful خلاصة البيان الكوني لعام2026م: خلاصة البيان الكوني لعام2026م: إنّ كلّ ما يهم إنسان العصر و المجتمعات ولو قليلاً لأنقاذها؛ هي ماهيّة و فلسفة و طبيعة النظام و المقرّرات المتّبعة لتصويب القوانين التفصيلية و دراسة المردودات الإيجابيّة لتلك آلقوانين والأحكام المصوّبة لأنجاز الأعمال من أجل سعادة الأنسان ورقيّه و بآلتالي بناء البلدان الجميلة طبق تلك القوانين و المواصفات العلمية كمعيار فنيّ و حضاري لتحقيق الهدف المنشود للأنسان و رضا الله تعالى و يتطلب هذا مسؤوليين أمناء يتّصفون آلعلم و الأختصاص و التقوى و المعارف اللازمة, و آلمفقودة حالياً كأساس في مسيرة أكثر الشعوب و بآلأخص شعوبنا المقهورة العربية و الأسلامية و غيرها! هذا بسبب فقدان الحكومات للقوانين و آلبرامج و المخصصات اللازمة للبناء و الأعمار و الأنتاج, و لكل الوزارات و المؤسسات المختصة, و قبلها جميعاً مؤسسة البرلمان الذي يُعدّ الأول من بين كل الوزارات و المؤسسات في الدولة, ليتم إدارته بشكل متوازن و عادل تنسجم مع أهداف الشعب و الحكومة المنتخبة, ومن أهم مسؤولياته الأساسية ؛ هي في مجال الصناعة؛ و الزراعة؛ والأدارة و كيفية إستغلال الطاقة و الموارد البشرية؛ والثروات السخيّة التي أنعمها الله على كل الشعوب و الأمم بحيث تكفي لتغطية حاجات ثلاثة أضعاف عدد الناس في الأرض, لكنها الآن و بسبب غياب القوانين و العدالة و التعاون بين سكان الأرض, فأن هناك مليارات من الفقراء و مئات الملايين تحت خط الفقر في بلاد الأرض, و هناك بلدان رغم وفرة الموارد البترولية و الزراعية فيها لكنها فقيرة و مدينة دائما كآلعراق و معظم البلدان العربية و الكثير من البلدان الآسيوية و الأفريقية مع وجود الفوارق الطبقية و الأجتماعية بشكل كبير و فاضح, كل ذلك لفقدان القوانين و المواصفات الفنية الجيدة لتحقيق أنتاج جيد و تعبئة جذابة تحقق كسب المستهلك داخليا و خارجياً! إلى جانب وجود نظام عادل يتساوى بظله الجميع من ناحية المعيشة, بحيث لا ترى فرقا بين حياة الحاكم و المحكوم و بعكس بلادنا أيضا و التي يشمئز من أنظمتها حتى رجال الكابوي و الأمازون! لقد آلمتني كثيراً تلك المناظر و التصاميم المختلفة للبيوت و الشوارع و العمارات و الشوارع و الجّسور و الميادين في مراكز المُدن التي زرتها وشهدتها في العاصمة بغداد و مدن العراق بوضوح, حيث كانت لا تشبه المدنية الحديثة ولا حتى الطراز الأسلامي القديم الجميل, بل أشكال قبيحة لا جمال فيها إلى جانب فقدان أنظمة السلامة من الحرائق وغيرها, كل هذا أيضاً لفقدان القوانين العلمية والمواصفات الفنية لإنشائها!؟ طبعاً و للتأريخ و كما هو معلوم؛ قد نظّمت حكومات الغرب و غيرها – كإستثناء - معظم القوانين المتعلقة بذلك خصوصا في البناء و الطرق و الصناعة و الأنتاج و حتى كيفية التعامل مع الفضلات و القمامة .. بعد أن جلسوا و تباحثوا و قرّروا تلك القوانين المناسبة لبناء حياتهم وحاجتهم حسب فهمهم للمواصفات الفنية و الجّمالية التي يتم تقارنها مع معظم القوانين العالمية, و إلتزم بها الجميع (مسؤوليين و مواطنين عاديين), حيث طبّقوها بصدق كقوانين مقدّسة, فرفع الله شأنهم و أكرمهم في المجال المدني و التكنولوجي على الأقل, بعد ما قرّروا تلك القوانين الشاملة لكل ما يحتاجونه, حتى لجمع القمامة و الفضلات من البيوت و المعامل والمصانع لأعادة تصنيعها ومنع رميها في الشوارع و الساحات وفي المجاري والأنهار ليتم تلويتها و إنتشار الأمراض! و إلتزم بها الجميع صغاراً و كباراً لأن وزارة التربية و التعليم و آلأرشاد التي تعتبر أحد الركائز الثلاثة(التعليم؛ الأعلام؛ مراكز التوعية) لتقرير نهضة الأوطان و الأمم, و تبقى تلك الأسس هي الرائدة التي تُعلّمهم النظام و الحرص لتطبيق و إحترام القوانين والنظافة وجمع القمامة كأولويات مقدّسة و مفروضة على الجميع لا مناص منها سواءاً كان رئيسا أو وزيراً أو مديراً أو عاملاً أو فلاحاً لإعادة تكريرها(القمامة) و الأستفادة منها لتصنيعها حسب مجاله؛ الصناعي؛ الزراعي؛ التكنولوجيو و غيرها, إضافة إلى أن العملية بذاتها تحقق (الأستدامة المثلى) للحفاظ على الجو والمناخ والمياه لسلامة المواطن حتى من الفضلات الذرية. وعلينا أن نولي أهميّة خاصّة من ناحية الشكل و المظهر و الجّمال و تخصيص البوسترات الجميلة لأظهار و لتعبئة المنتوجات و المواد الغذائية ألمُعبّأة و الأدوات و الوسائل المصنّعة و تغليفها مع إعلانات جذابة و معنية عند تسويقها في العلب و الكراتين المناسبة للدلالة على جودة المنتوج الغذائي والصناعي والأليكتروني و الصحي خصوصاً الأدوية بوضع تأريخ الأنتاج و الأنتهاء بدقة إضافة إلى تعليمات هامة لحفظه في الأماكن المناسبة مع وضع التعليمات و الخطط اللازمة لطريقة الأستخدام و الأستفادة منها بأفضل وجه!؟ و هكذا بناء و تخطيط الشوارع ومداخل المدن وساحتها و موادها التكوينية مع التشجير والحدائق اللازمة و والأسس اللازمنة قبل البناء كمد الأنابيب المتعلقة بآلمجاري و خطوط الكهرباء والهاتف والطرق والأسواق وغيرها مع هندسة الشوارع والمؤسسات و البيوت و مكوناتها المطلوبة لسلامة و راحة المواطن و إبعاد الأخطار و الحرائق عنه, فعلى سبيل المثال, يوجد في أنظمة بعض الدول حتى قوانين هندسية لكمية الأضاءة و أختلافها شدتها من مكان لآخر لكونها هامّة جداً و يجب مراعاتها من قبل اللجان المختصة المتمكنة لا الحزبية و المليشياوية التي تخرّب و تمزق و تهدر الأموال لمحدودية خبراتهم, و لا بأس بآلأستعانة من آلخبراء و الجامعات الأجنبية و التي نفتقدها في بلادنا للأسف, لأنّ الغرب و البلدان المتطورة بآلفعل يهتمون بآلعلم كثيراً لأنها تؤثّر بحياتهم و معيشتهم من قرب و على الدوام, بحيث يؤثّر إنقطاع الكهرباء سلباً في حياتهم مثلاً لساعات فقط, أمّا نحن فلو إنقطع الكهرباء سنيناً و عقوداً لا يتأثر بذلك المسؤول أو المواطن كثيراً, لذا يسعون لبنائها و إنجازها بأتمّ وضع فنّيّ و جذاب و لائق و جميل لتنافس المنتوجات و الأشكال و البضائع في كافة البلدان الأخرى التي تصنع مثلها وبمواصفات متقاربة لتحقيق السبق والرّبح التجاري ضمنياً, لذلك يختارون المواصفات العالية في صناعاتهم مع مراعاة التناسق وآلألوان لجذب الزبائن وإختراق الأسواق, لأنّ الجّمال هو الوجه الأوّل أمام الناظر لتلطيف و تحسين الحياة لبعث السعادة في قلب المستهلك. هذا كله من جانب .. و من جانب آخر تصطف مسألة الأعلانات و التبليغ لتظهر للناس و تجذبهم عبر وسائل الأعلام المختلفة, بل دعني أختصر لك أمر الأعلانات, إن معظم الشركات الغربية تقريباً تصرف بحدود 45% من مردودها المالي على هذا الجانب, ويكفيك بهذا أن تعرف مدى أهمية الأعلانات و الأمكنة و القنوات العالمية المستخدمة, و التي أغلاها بإعتقادي هي الشركات الأعلامية الخمسة الأولى في العالم. كجابان تايمز و الأشيوتيد برس و التايم الأمركية و (السي إن إن) و الأندبيند, و غيرها. هناك مسألة أخرى هامّة و تخدم الجميع و عموم الناس بآلدرجة الأولى أتمنى على وزارات و شركات بلادنا ودولنا الأقليمية و العالمية خصوصاً صناعة الطائرات و الصوارخ و المحطات الكهربائية و الفضائية و السدود و الجسور و السيارات و العدد والأجهزة المختلفة المستخدمة في البناء و النقل و الطرق – طبعا إن كانت موجودة وهي غير موجودة طبعا بل إننا نستورد حتى الخيط و الأبرة و ملاعيب الأطفال؛ لكن إن وجدت, عليهم أن ينتبه (المدراء و الوزراء والرؤوساء) فيها؛ لتوحيد الأستندّراد (المواصفات الفنية المطلوبة) وجعلها موحدة أو تقترب صناعتها و قياساتها الفنية مع معظم الشركات الأخرى و تجنب تنويعها و تعقيدها و تكثيرها من قِبَل الشركات العالمية المختلفة .. ليتمكن المستخدم أو معامل التصليح و التعمير في كل بلد من تداولها و إستخدامها و ترميم وسائلهم بسهولة و رخص و في كل الظروف و الأحوال عند إستبدال جهاز أو قطعة في ماكنة أو سيارة مختلفة أو جهاز أو عدّة من العدد رغم إختلاف المواصفات الفنية, إضافة إلى تحقيق الأستدامة البيئيّة حسب مواصفات عالميّة مشتركة, لإنّ توحيد صناعة ألأدوات الأحتياطية والمكائن والعدد وغيرها من الصناعات طبقاً لما أشرنا يُؤدّي إلى عدم حاجتنا لأنتاج المزيد من العدد و الآلات و الأجهزة والوسائل و بآلتالي التقليل من صرف الطاقة و الوقود لنحفظ البيئة و الأقتصاد والمال وتقليل إنبعاث الغازات والكاربون في الجو بسبب المعامل الصناعيّة إلى جانب الخسائر المالية والمادّية و الزمانية والبشرية التي يجب تنميتها بدل هدرها لأن القوى(البشرية) بمثابة الداينمو للمحركات والأنظمة والأبداع في الأنتاج, بحيث إنّ الدول المتطورة بدأت تستخدم الفضلات و مواد القمامة لصناعة الطاقة بدلاً من رميها لتُلوث المياة و البيئة و قتل الأحياء. لذا يجب تخصيص ألأموال و آلأمكانات اللازمة لأقامات الدورات الفنّية و آلإدارية المُميّزة لتأهيل العامل و الفنيّ و المهندس و المدير و حتى الوزير و الرئيس لأداء مهامه بشكل فاعل ومفيد, لتجنيب الجيوش العاطلة الطفيلية في الدوائر و الشركات و المؤسسات الأعلامية و البحثية التي لا تنتج شيئا مفيدا بل و تسبب الخراب و الفساد لعدم قدرتها الفكرية و الفلسفية لبحث الأمور و دراسة الاقع بشكل مفيد, و بغير هذا؛ فأنّ الفشل و التخلف سيكون رفيقنا الدائم كما كان للآ، لتدمير أمّتنا وهدر حقها و إستكانتنا أمام العالم المستكبر والتشدق فقط بآلشعارات والخطب الكاذبة لأن منفعتها ترجع للحكام والأحزاب عادة لتخدير للمواطن وتضليله لأنهاء دوره بل وجوده بسبب النفاق الذي يبدعه الحاكم, الذي يعتبر (جهل الجماهير أكبر رأس له)! هذا مع آلأخذ بنظر الاعتبار حقوق الإنسان الاجتماعيّة والصّحّيّة البدنيّة و النفسيّة والروحيّة والبيئيّة والمعيشية في حال تنفيذ مخطط أو مشروع جديد و أساسيّ, وكذلك البعد الاقتصاديّ؛ وعلى نحو يتمّ معه معالجة مسبّبات (الفقر و الشقاء و الأمراض) والأنحرافات الأخلاقيّة و إنتشار الفساد مثلاً .. لمعالجتها والقضاء عليها, ليتمّ بآلتالي مكافحة الفقر و المجاعة والأزمات الرّوحيّة و النفسيّة وصراعات المعيشة و التوازن والعدالة في توزيع المنتوجات و الثروات والحقوق بشكلٍ صحيح و عادل لا يؤدي إلى تعميق الفوارق الطبقية و الأجتماعيّة التي هي من أخطر العوامل المدمرة لوحدة المجتمعات, و التي تُهدّد إستقرار و أمن البلاد و العباد و رفاهية الشعب. ولا تظهر حقيقة الأنتاج القومي و الاستثمار المالي و الأنسانيّ و الأداري المستدام بين ليلة وضحاها؛ إنما تحتاج لعقود و عقول و قوانين و إخلاص و متابعات علمية و فنية و دراسات مستمرة, لكن لا كتلك الدراسات التي نشهدها من القنوات العراقية بحضور رؤوساء مراكز تدعي الأكاديمية, لكن العنف و الصياح و العبث تأخذ معظم وقت تلك الحوارات و المجالس من دون الخروج بنتيجة يمكن إعمالها كأساس في المجال المبحوث فيه, بل يخرج الجميع أو بعضهم متعصب الوجه وحاقد على الآخرين , لأنها تتأثر بأبعاد و متون المناهج المرسومة في أحزابهم المخربة لجهلهم بالأدارة الحديثة القائمة و أدب البحث و البيان و الحوار! أي بلد أو معمل أو مركز بحثي, لا يمكن أن يُؤدي دوره؛ إلا من خلال مدراء إيجابيين و هادفين و صالحين مخلصين من العلماء المطهرين الذين يُقدّمون مصلحة الناس والعامة على مصالحهم الخاصة, بعيداً عن أيدي السياسيين الملوثين و الحكام الفاسدين الذين عادّة ما يُقرّرون أوامر و قوانين تضمن بآلدرجة الأولى منافعهم الشخصيّة والحزبية والعشائرية ثم منافع المواطنين آلآخرين و أسيادهم من فوق, وتكون غير ثابتة, فكثيرا ما شهدنا و نشاهد أن الرئيس الفلاني .. قرّر القضاء على النظام الفلانيّ أو قام بتغيير مشروع مُعيّن؛ لكنه سرعان ما يظهر في اليوم الثاني أو بعد ساعات ليغيير رأيه (180درجة) وكأنه يلعب (التنس) لتتوالى الخسارات المختلفة بسبب الجهل و الغباء و حبّ الأنتصار للذات و لهوى آلنفس لا لمصلحة الناس و رضا الله تعالى!؟ و تلك الفوضى و آلتخبط السياسيّ و المالي و الأقتصادي؛ لا يكون إلّا من قبل السّاسة و الأحزاب التي تفتقر للفكر و القواعد الفلسفية و للعلوم و الفنون والأخلاق و التجربة و الأخلاص للعقيدة السليمة, لذلك عرضوا ويعرضون البلاد و العباد لخسائر فادحة و مدمرة قد تجزّء و تنهي البلد وتجعله في آخر مصاف البلدان لتبدء من جديد و لتتكرر المآسي نتيجة تلك المغامرات الصّبيانيّة, أو تحل شركات عربية غير كفوءة للقيام ببناء العراق, و هذا ما شهدناه في عدة حقب و في بعض البلاد, كآلعراق وسوريا في زمن صدام و الأسد والنمر و غيرهم و قبلهم بظل عدّة حكومات جاءت و رحلت غير مأسوف عليها, و ما شهدناه و نشهده الآن من خراب و دمار على يد الأحزاب الجاهلية المتحاصصة في العراق يبكى الصخر الجلمود, حيث تتسيّد أنظمة و أحزاب لا تفقه شيئا من العلم و الأدارة و التنظيم, و أكبرها لا تملك ليس فيلسوفاً أو مفكراً؛ بل حتى مثقفاً بين صفوفها, و أكثرهم مرتزقة و منافقين و عسكر, لهذا لم نرى أيّ نجاح أو تقدم بظلهم , بل تسبّبوا بهدر ألأموال و الأزمان و الأمكانات البشرية و الطبيعية والفرص الكثيرة حتى ملّت منهم أمريكا و أذنابها و الآن معرضين لكنسهم, لأنهم لا يعرفون ما يفعلون بالأموال الكبيرة جداً, و التي تكفي لبناء قارة كاملة لا دولة واحدة كآلعراق! نعتقد و نعلن في هذا البيان؛ بأنّ كلّ ذلك الظلم و الفساد الواقع و المستمر رغم عظيم أمره ومخاطره وآثاره على الأنسان و الطبيعة والأحياء والأجيال القادمة المسكينة التي دُمّرت مخزونها النفطي و ثرواتها من قبل الحكام و الساسة الحاليين الذين لا وجود للعشق و الحب و الأيمان و الرحمة في وجودهم لكثر الحرام الذي تشبّع به أبدانهم و كروشهم فولّدوا مَنْ هم الأسوء ليستمر الظلم وهدر الثروات والطاقات التي منّها الله عليهم؛ أنها كوارث ومحن ليست قليلة, لكنها ليست هي الأخطر والأمَرّ لإمكانيّة إصلاحها و ترميم آثارها و إعمارها و تجديد بنائها بقوانين راقية و جميلة حسب مواصفات و قوانين فننية, بمعنى ليس مستحيلاً إصلاح ذلك الخراب الماديّ, كما لا تحتاج لقرون لتحقيقها و تُنفّذ على أيدي الأمناء الصالحين حسب معاييرنا الكونيّة التي نقرّرها, لكون بلادنا و العالم غنيّة بآلمبدعين من جانب, و بآلثروات و منابع الطاقة مع وجود المراكز الدّينيّة و العتبات المقدسة بفضل الله و آله الطاهرين من الجانب الآخر و التكنولوجيا المتطورة من الجانب الثالث! و العراق خصوصاً بلد غنيّ جدّاً بتلك الثروات و النعم ؛ لذلك فأنه كما أكثر البلدان .. يُمكن بنائها مجدداً لمجرد إزاحة ألأنظمة الجاهلية الشيطانية التي تُدار من قبل أحزاب الدجل والفساد والتي فعلت أوّل ما فعلت؛ بنت بيوتها و عروشها و كروشها و إمبراطورياتها الماليّة التي تعجب منها حتى الشيطان, لأنهم إعتقدوا بأنّ الهدف من الحكم هو الأغتناء, بآلعكس من مذهب الأمام عليّ(ع) و ما فعله الأمام عليّ(ع) الذي كان يحكم 50 دولة بحساب الزّمكاني, لكنه(ع) لم يتمتع و أعضاء حكومته حتى في الخط الأوّل براتب و حقوق يفوق حقوق أيّ مواطن عادي مهما كان أصله و عقيدته أو إختلف دينه ومذهبه أو كان من أهل الكتاب أو حتى كافراً, إضافة إلى أنّ معظم ولاته كانوا مثله لم يمتلك أحدهم إلا كإمامهم الذي لم يمتلك حتى بيتاً شخصياً وقد تفرد بتطبق هذا الحكم أيضا و اللتأريخ الزعيم عبد الكريم قاسم فقط رغم قصر فترة حكمه كإمامه العظيم وكان شعاره نفس شعار الأمام علي(ع) و حكم نفس تلك المدة و هي 5 سنوات و نصف, و الذي قال في أول يوم وصل الكوفة التي إتخذها عاصمة للإمبراطورية, قال: [جئتكم بقميصي هذا ؛ إن خرجت بغيره منكم فأنا لكم خائن]! ولم يظهر شقيّ واحد في دولته,لمعرفته بأنّ : [لا يُسعد شعبٌ فيه شقيّ واحد, فكيف إذا كان الشعب كله يشقى؟]. نعم شقاء الشعوب تكون بسبب فساد الحاكم و جهلة في إدارة الأمور و إستقرار الأمن, و سرقته لأموال الناس, لكن إعمار ذلك الخراب المادي و المدني و الأبنية بأخرى؛ قضية ممكنة و سهلة كما قلنا, لكن المشكلة الكبرى و الكارثة العظيمة التي نحذّر الجميع منها هي مسألة فساد الأخلاق و القيم التي قد تنقلب أيضا, و كما حصل في العراق و باقي بلادنا و هنا يصعب التغيير بإبدال تلك المأساة المتعلقة بأخلاق الناس في ليلة و ضحاها, بل تحتاد لعقود و ربما لقرون, و من هنا تركز الجانب الأهم من بياننا الكوني هذا في دراسة و حل مثل هذه المشكلة, و الله هو الشاهد و المسدّد!؟ لذا فساد العقول والقلوب والنفوس والأخلاق والقيم تسبب الشذوذ و الأمراض و البطالة و فقدان الثقة و غيرها, و علاجها صعب و قد أصاب هذا معظم شعوبنا و شعوب العالم حتى المتطورة. لكن الطامة الكبرى و المصيبة العظمى: تتعلق بإستقامة البشر و إصلاح و تغيير المباني الأخلاقية و المنضومة الأجتماعية التي نعمّقت بسبب فساد الأحزاب و الحكومات و حلول الفوارق الطبقية ولقمة الحرام في بلادنا و في الأمم المغلوبة بسبب الحكومات و مجالس البرلمان و مجالس المحافظين التي وجدت لمنفعة الناس بآلدرجة الأولي لا لمنفعة المحافظ و المرتزقة في مجالسه؛ لإستنزاف المال العام, و خراب البلاد و العباد وإخضاعهم للقوى الكبرى مسببين الكارثة العظمى التي لا حلّ لها بسهولة كما أسلفنا, لا بعقد ولا عقود بل و قرون, لأنّها تحتاج لقوى خارقة و لسلسلة من الأنبياء مع أمر و تسديد إلهي مباشر و جيوش فنّية و فكرية و أمنية و عسكرية ليتمّ تغيير تلك الكارثة العظيمة المتعلقة بأخلاق و أدب وقيم و سلوك هذا البشر ليس في دولة معينة فقط , إنما في كل العالم اليوم و العراق خاصة لأنهم لم يعودوا بشراً نتيجة فساد ونفاق المدّعين للإسلام و الدّعوة المزيفة و الوطنية المنقوصة وووو....إلخ. نتمنى لكم قراءة ماتعة و مفيدة للبحث و يحتاج ساعات فقط, في مقابل إغناء نفسك و تعبيتها لعقود, بل لآخر العمر مقابل النفاق و الفساد أمام الذين دمروا الأمم و الشعوب وحتى أبنائكم و أحفادكم بلا رحمة ودين ووجدان الذين توزّروا الصدر كذباً ونفاقاً لشهواتهم. نسأله تعالى و نسأل شباب أمتنا لدعمنا بإعداد ما يمكن إعداده من أجل درأ المحن التي قوّضتنا و معالم الحق للتخلص من الفساد الذي كرّسه المنافقون للأسف, لإستبدالهم بأناس آخرين أعدل حكماً على الأقل ولو كانوا كُفّاراً! [لأنّ الكافر العادل, أفضل من المسلم الظالم]. نَصّ بيانُ آلفلاسفة لعام 2026م : مُقدّمة بيانُ آلفلاسفة لعام 2026م : المقدمة : كما يعلم ألملايين من أساتذتي القُّراء ألمثقفين ألّذين يُتابعون الفكر الفلسفيّ الكونيّ و مقالاتنا الهادفة مع بياناتنا المنظمة كلّ عام, حيث تتضمّن بياناً شاملاً لأهمّ القضايا المفصليّة و آلمصيريّة التي تهمّ حياة الناس و مستقبل البشرية في العالم كله, حيث تهدف لتقويم مسيرة البشريّة التي أصابها الفوضى و الأضطراب و الفساد والأنحراف و الفوارق الطبقيّة و غيرها, و في هذا العام سنصدر البيان المعني أيضاً, بطرح مجمل لأهمّ القضايا الهامّة التي ترتبط بآلمصير, خصوصاً حيثيات و معايير آلجّمال لتحديد القوانين المختصة بحاجات الناس لإسعادهم و بناء آلحضارة و المدنية عبر آلفلسفة ألكونيّة. سبق وأن عرضنا بعض المقدمات عن حقيقة الجَّمال و ماهيته و دوره في رسم و تقنين القوانين في الفلسفة الكونيّة مع مقالات عديدة بشأن ذلك, و هنا سنُعرض معلومات أخرى إجمالاً في إطار الفلسفة و رأي الفلاسفة و ختام النظريات التي حدّدناها في آلفلسفة الكونية العزيزيّة لأدارة شؤون الناس و تنظيم الأنتاج و تحسينه لتحقيق غاياتهم التي يجب أن تنتهي بآلسّعادة والرضا لا بآلقهر والعناء والشقاء نتيجة الظلم والفوارق الطبقية والحروب كواقع حال, فآلنهاية إما شقيّ أو سعيد! الفلسفة تشير إلى علم يرتبط بدراسة طبيعة الإنسان و الخلق و الحياة و الحضارة و علاقتهم بآلوجود و رغبتهم في معرفة المعرفة لكشف الممكن و أسرار و خفايا الوجود للتعامل معها بآلشكل اللائق الذي يُحقق أهدافهم المشروعة لا عنائهم و شقائهم عبر دساتير و قوانين محكمة و عادلة. و كلمة (فلسفة) هي كلمة يونانية المنشأ, مشتقة من جزئين، (فيلو) و تعني (المحب)، و(سوفيا) وتعني (الحكمة), وبالتالي، تعني الكلمة (المحب للحكمة) أو (المحب للجمال) كما في الفلسفة الكونية, و يُعادلها في الأسلام (علم الكلام) كما ورد في مناظرات المعتزلة و الأشاعرة و مدارسهم المختلفة إبان فترة حكم الأمام عليّ(ع), و أصل كل ذلك يعود لكتاب الله والنصوص التي وردت في أحاديث العظام. حيث تمّ تعريف الفلسفة بطرق مختلفة عبر التاريخ؛ في البداية ظهرت السفسطة من قبل السّفهاء الرافضين للقيم و الأخلاق والأيمان بآلغيب، ثمّ تمّ الرّد عليهم بالفلسفة التي ركّزت على القيم والفضيلة و التفكير و البحث في منشأ الوجود والخالق و مكونات الكون و الهدف من وجودها(الفلسفة) و سبب خلقها! ولكن بعد إتهامها بالتضليل للإنسان و مخالفتها للعقائد من قبل فقهاء الجّهل في بعض "الحوزات العلمية" من قبل بعض المراجع حتى قبل عقود؛ تغيّر تعريفها و مسارها بعض الشيئ, حين هبّ فلاسفة و فقهاء عظام كآلملا صدرا و الفيلسوف الحكيم محمد حسين الطباطبائي مؤلف الميزان و محمد باقر الصدر! و الحقيقة بدايات التغيير؛ ظهرت من قبل الفلاسفة اليونانيين القدامى قبل وأثناء أيام سقراط و أفلاطون بآلتزامن مع ظهور النصوص السّماوية التي نزلت في ذلك العهد, فأصبحت الفلسفة نوعاً من التفكير و البحث المنطقي في طبيعة الإنسان و إيمانه بالخالق و إثبات وجوده بالدليل آلعقلي مع قضايا الوجود ككل, ليتمّ التوصّل شيئا فشيئاً إلى نظريات جديدة كشفت المعارف والأسرار و مبادئ العلوم و منها الرياضيات و النجوم و الأحلام و مسائل النفس وآلآفاق المختلفة, رافقها تطور خطير أيضا بسبب الحكام و أهواء ملوك الأمبراطوريات التي كانت قائمة؛ حيث تمّ و للأسف كتحصيل حاصل نتيجة أهوائهم؛ حذف الكثير من الملاحم و القصص و التواريخ و المعاجز التي أتى بها الأنبياء القدماء, حيث نسبها الملوك والسلاطين لتعظيم أنفسهم بجعلها ملاحم و قصص خارقة تخصّهم .. كملحمة كَلكَامش وغيرها, لتعظيم أنفسهم و ممالكهم و شؤونهم, لذلك فقدنا الكثير من الحقائق التأريخية و الفلسفيّة, و هذا لم يختص بتلك الأزمان, و إنما ما زالت قائمة و فاعلة من قبل المتسلطين لرضا أهوائهم و أحزابهم لسرقة جهود الآخرين بلا تقوى و دين و خوف من الله. تعتمد الفلسفة على العقل و المنطق و الدليل, و بما أنه أساساً لا يوجد تعريف محدّد للفلسفة بذاتها؛ لذا يمكن تعريفها على أنها : (المعرفة و حُب الاستطلاع و الرّغبة في اكتشاف أسرار الحياة و الوجود الغامضة من حولنا) لتحديد قوانين و دساتير أكثر عدلاً و توازناً للتعامل معها و تسخيرها في حياتنا! لذلك سعينا لتثبيت أسس الفلسفة الكونية و قوانينها بنظرية خاتمة أسميناها بـنظرية .. أو بـ : (فلسفة الفلسفة الكونيّة), و التي منها حدّدنا تعاريف أساسيّة للمسائل العلميّة و المصيرية التي ترتكز عليها الحياة و القيم و العلاقات و الجّمال و الدساتير مع إرتباطنا المصيري بأصل الوجود, بل و سبب وجودنا و دور الجَّمال في تقنينها(القوانين) و تأثيرها! فمثلا ً.. تعريف الجّمال الذي تنوع فيه آراء الفلاسفة سواءاً المشتقة من النصوص أو النظريات الإبداعية, قد حدّدناها في الفلسفة الكونيّة بكون أصله يرجع إلى الكلمة اليونانيّة، التي تشير إلى العلم المتعلّق بالإحساس و آلتعرف على الأشياء من خلال الحواس الظاهرية, و يُطلق عليه أيضًا اسم (الإستاطيقا) و (فلسفة الفن). بينما تعريفنا للجَّمال قد تحدّد من خلال أبعاد أخرى تتعدّى مجرّد الحواس الظاهريّة والمادّيات والشكليات لمسائل أعمق تتعلق بآلبصيرة و المستقبل المجهول الغامض والأحلام خصوصاً قضيّة الموت والآخرة! و قد قدّم (هربرت ريد) تعريفاً للجَّمال يعتبره (وحدة العلاقات الشكلية بين الأشياء التي تدركها حواسنا), أو ما يُعبّر عنه بـ : الهارمونيك .. أو التناسب. في الماضي، كان الجَّمال فرعاً من فروع الفلسفة، حتى جاء الفيلسوف (بومجارتن) و فرَّقَ بين (علم الجّمال) و (باقي المعارف), معتمداً على تعاريف الفلاسفة القدماء و فلاسفة العصر الوسيط لتدوينها. كما أنّ تاريخ علم الجَّمال يشير إلى أن (فلسفة الجَّمال)؛ كانت في الأصل مرتبطة بنظريات الكون و اللاهوت و الغيب والاحلام, و مع ذلك، اقتربت عبر التاريخ من نظريات المعرفة والأخلاق. بإختصار ؛ نشأ علم الجَّمال مع نشوء الفلسفة قبل آلاف السنين .. زمن الفلاسفة القدماء في اليونان كسقراط و أفلاطون و أوغسطين و فيثاغورس و غيرهم، و لا يمكن فصله(الجَّمال) عنها(الفلسفة)؛ حيث يستمد أصوله من المذاهب و المدارس الفلسفيّة الأولى التي ظهرت في عهد الفلاسفة السبعة الأقدمين, لكن البعض يُعتبر علم الجّمال علماً نشأ حديثًا بعد فترة طويلة من التأمل الفلسفيّ و مروره بآلمراحل الفلسفية الستة التي حدّدتها (الفلسفة الكونية العزيزية)، و الحقيقة على أي حال؛ يعتبر علم قديم و لكنه حديث في نشأته كموضوع أساسيّ يرتبط بحياة الأنسان و الكون و الوجود و السّعادة، حيث لم يتمّ التعرّف عليه بشكل مستقل في الأصل لتبدو كنظرية مستقلة ومتكاملة .. إلا بشكلٍ عامّ خلال القرون الوسطى، و تمّ التركيز عليه مؤخراً خلال القرنين الماضين نظراً لدوره في تحديد الخير و الحقيقة و تحقيق آللذة, حتى ظهرت نظريتنا الكونية و أعلنت التفاصيل كما قدّمنا. تأريخياً, ظهرت نظريّات الجّمال لدى الفلاسفة بأشكال مختلفة حدّدناها في ستّة مراحل ضمن أساس من أسس (الفلسفة الكونية العزيزيّة), إعتماداً على الفلسفة الفيثاغورية، حيث تميّزت بفكرة الثنائيّة بين (الوجود المعقول) و (الوجود المحسوس)، و قد صاغوا الأفكار الفلسفيّة بصيغة رياضيّة لكون الرّياضيات أمّ العلوم لا تعلوها إلّا الفلسفة و قد أبدع فيه الكثير من الفلاسفة مثل فيثاغورس و أوغسطين, أما (نظرية جورجياس)؛ فتركز على دور الجَّمال الفني في إحساس الإنسان و اللذة الحسّيّة التي يوفرها! أمّا سقراط، فبدوره، فقد أوْلى إهتماماً أكبر لجَمال النفس و الأخلاق والرّوح بدلاً من الجّمال الحسيّ، و أعتبر أنّ الجّمال هو ما يُحقق الفائدة الأخلاقيّة و الأدبيّة قبل كل شيئ, و يخدم الحياة الإنسانية للإرتقاء بها في سُلّم المعارف لأجل الحياة الآمنة الهادئة. أما أفلاطون, فقد ربط الجَّمال بالحُب الإلهي و رأى أنّ الفنون تستمد جمالها من محاكاتها للطبيعة، و لكنه اعتبر هذه المحاكاة ناقصة لأنها تحاول الوصول إلى العالم المثالي, و هكذا إعتقد أكثر العرفاء فيما بعد كآلشيخ الأكبر إبن عربي و با يزيد البسطامي و الحسين بن منصور الحلاج و غيرهم. و قد إعتمدت (فلسفتنا الكونيّة) في جانب هامّ منها كأساس لتلك النظريّة الكونيّة التي وحدها عكست الحقيقة الأخلاقيّة الألهيّة سواءاً للخلق أو لضبط قوانين العلاقات بين مكونات الوجود أو المصير عبر القضاء و القدر, و كان لعامل الغيب في تحديد القوانين لتنظيم أمور المجتمع و ضمان الوحدة و آلتآلف بمحو الفوارق الطبقية و المالية و الاجتماعية دوراً مهماً عبر تحديد قوانين تضمن السعادة لتحقيق الهدف في نهاية المطاف, لأنّ أصل كلّ الوجود بما فيها المجرّات و الأكوان و المخلوقات؛ ليست ماديّة صرفة و لم تكن ملموسة عند البدء ليتمّ تقنينها كما يعتقد أهل العلم و التكنولوجيا نتيجة نظرتهم الأحادية الضّيقة .. إنّما كانت غير مادية لأن منشأها و حقيقتها الظاهرة حتى المادية التي نشهدها اليوم بعد عبورها لأزمان طويلة و حالات مليئة بآلمتغييرات أشارت لها نظرية (البكبن)؛ و منشأها آلذرّي أو (الغباري) حسب المصطلح اللاهوتي! و لو حلّلنا حتى مركبات الذرة المعروفة في جوهر نواتها و ما حولها؛ فأنّ أصل مكوّنات عناصرها العلمية المعروفة الـ 23 هي ا لأخرى عنصر غير ماديّة أصلاً لتعرفها حواسنا, و بآلتالي لمعرفة طرق التعامل معها؛ لكونها غير ماديّة في تركيبها, و هذه مسألة كبيرة و هامة و في غاية الحسّاسيّة و الخطورة لو أردنا أن نتعامل معها إقتصاديّاً أو إجتماعيّاً أو سياسيّاً لتحديد قوانينها بشكل عادل و دقيق و صحيح لتحقيق أهدافنا عبر آلصناعات الذرية و العقل الصناعي و النانو تكنولوجي بعد تنظيم الدساتير المثاليّة لإدارة الأنظمة البشريّة و حياة الناس و المجتمعات عبر (مقياس قوانين الجّمال), و لعلّ هذا الأمر المفقود حالياً في دساتير أكثر دول العالم و في دساتير بلادنا خصوصاً و منها (قوانين المعايير الفنية) أو (القضائية) أو (التشريعية) و غيرها هي السبب في خلق الفوضى و الأضطرابات و القتل و الحرب بشكل عادي, بسبب ذلك الفقدان ألمسبب في مأساة و محنة الأنسان و تخلفه و ظاهرة العنف و الفوارق الطبقية و الحقوقية والأجتماعية, و التي تتحقق بشكل مقرف لجهل الساسة المنظرين بأسرارها! و أخيراً : و في مطلع بوابة الاختيار؛ في لحظةٍ ما .. قد تكون مصيرية من العمر، و عند بوابة الأختيار, يقف الإنسان كمن يقف على حافة جبل أو جسرٍ مُعلق بين ضفتين؛ ضفةٍ يعرفها حدَّ الملل، و أخرى لا يعرف عنها سوى أنها ممكنة في إنعطافة قوية ممتلئة بآلمفاجئات! وظيفة جديدة تلوّح من بعيد؛ فكرة زواج تُربك القلب؛ طفل يُعيد ترتيب الحياة من جذورها؛ طريق دراسة؛ هجرة؛ أو حتى قرار بالبقاء في جهنم من جهنمات آلدنيا من حولنا كما نحن!! لحظات تبدو عادية في ظاهرها، لكنها في العمق؛ زلازل صغيرة تُعيد تشكيل الخرائط الداخلية للروح .. و منها لعموم الكون من حيث لا يدري ليكون إمّا فاعل خير يمتد عبر مصيره المرسوم .. أو فاعل شرّ يمتد أيضا عبر مصيره الحتمي المرسوم مسبقاً! العلم يقول لنا: بلا مجاملة، إننا نُبالغ كثيراً حين نظنّ أنّ القرار وليد العقل وحده! فما يُحدث داخل الرأس لحظة الإختيار أقرب إلى معركة صامتة مُتعدّدة الجبهات بين الذاكرة و العاطفة والواقع؛ بين الخوف والرّغبة؛ بين ما تربّينا عليه وما نحلم أن نكونه؛ بين الشرق و الغرب؛ بين ما يدور بين الأديان!؟ الدّماغ، في تلك اللحظة، ليس قاضيّاً عادلًا بقدر ما هو ساحة مزدحمة بالإشارات المتضاربة التي في كثير من حالاتها تجعل الرأس يدور و يدور ... يشرح علماء الأعصاب أن مراكز التخطيط في المقدمة من الدماغ لا تعمل لوحدها، بل تتشابك مع مناطق المشاعر كأصابع متداخلة و ممتدة بشكل غريب خصوصاً مع القلب, مكوناً الضّمير الذي يمثل مكان الله تعالى, لذلك يصعب تفسيره مع تأثير القلب و الحاسة السابعة لوحدها! الخلل البسيط في هذا التوازن قد يصنع منا متسرعاً عجولاً يندم سريعاً؛ أو متردّداً خائفاً يدفن عمره في الانتظار و آلقلق. ألقرار ببساطة؛ ليس معادلة رياضيّة أو فيزيائية، بل وصفة عاطفيّة معقّدة بقدر الجّهل المتجذّر الذي عليه البشر و المتجذر فينا بعمق. وحين يدخل التوتر على الخط، يصبح المشهد أكثر تعقيداً و إرتباكاً. الخوف يشعل أضواء الطوارئ في الدّماغ و في كل كيان الأنسان و يشتّت قواه و قراره، فيُعيد برمجة الأولويات و هي أصعب عملية يقوم بها الذي إبتلي بذلك! السلامة قبل الحلم؛ والثبات قبل المغامرة, لهذا يتمسك كثيرون بوظائف تسرق أعمارهم، أو بعلاقات تُنهك أرواحهم، فقط لأنّ المجهول، مهما بدا واعداً، يظلّ أكثر رعباً من ألمٍ اعتادوه. منطق البسطاء هنا قاسٍ و صادق؛ الذي نعرفه، و لو كان موجعاً .. أرحم من الذي لا نعرفه. العقل البشري، كما يصفه الباحثون، مُدرَّب بالفطرة على تجنُّب المجهول و الغيب عموماً، لا على ملاحقة الاحتمال, التطور لا يُجيد الاستئذان؛ بل يقتحم حياتنا عبر قرارات جريئة، غالبًا ما تُتخذ بتدخلات معقدة من عوالم أخرى ونحن نرتجف! المفارقة أن النجاة التي نبحث عنها في الأمان والإستقرار؛ لا تتحقق أحياناً إلا بالقفز خارجه, أو بمعجزة ربّانيّة! تُظهر الصّور الحديثة للدماغ؛ أنّ (القرار) يمرّ بثلاث محطات هي: أولًا : جمع المعلومات؛ ثانياً : ميزان العاطفة الذي لا يرحم؛ ثالثاً : لحظة التنفيذ التي تُنهي الجدل وتبدأ الحكاية؛ لكن المثير حقاً أن بعض العادات البسيطة، كالتأمل أو الكتابة اليومية، تُعيد ترتيب هذا المشهد من الداخل. من يكتب أفكاره، كأنه يفرغ الضجيج من رأسه على الورق، فيرى الطريق أقل تشويشاً، وأوضح ملامحاً. تجارب حديثة أثبتت أن تدريباً قصيراً على التفكير التأملي و بشكل منطقي - فلسفي؛ قادر على تحسين جودة القرارات بشكل ملحوظ، كأن الإنسان حين يتعلم الإصغاء لنفسه بصدق؛ يخفّف من صراخه الداخلي و ألمه المصاحب، و يُحسن التمييز بين ما يخافه حقًا و بين ما يتوهّمه. ولم يعد القرار شأناً فرديّاً, بل في زمن الأزمات، يتحول القرار إلى عدوى. الناس تقلّد قبل أن تفهم، وتخاف معًا قبل أن تسأل. في الجائحة، لم تكن الفيروسات وحدها هي التي تنتشر، بل القرارات أيضاً: هلعٌ جماعي، سلوكيات متشابهة، وخيارات تُتخذ بدافع الخوف لا بدافع المعرفة. القطيع يسير حين تخفت البوصلة. و ربما أجمل ما في هذه الحيرة المزمنة التي ترافق مفترقات الطرق، أنّها دليل حياة. لو كنّا آلات، لاخترنا بلا تردّد! لكننا نفكّر؛ نتلعثم؛ نرتبك؛ نخاف؛ ثمّ نمد أيدينا إلى قرارٍ لا نعرف إن كان نجاة أم درساً مؤلماً!؟ نحن نختار، لا لأننا نملك اليقين و القانون الأمثل؛ بل لأننا لا نملك رفاهية البقاء خارج الإختيار. و في النهاية، قد نكسب؛ قد نخسر؛ قد نربح؛ و قد لا يكون أيّ منها!؟ والخسارة نفسها تردنا على هيئة حكمة متأخرة في أكثر الأحيان. هكذا تسير الحياة اليوم: قرار وراء قرار؛ حرب بعد حرب؛ مؤآمرة بعد مؤآمرة؛ وخطوة تهزّ ما بعدها؛ وقلبُ فلسفي عراقيٌّ عنيد، يعرف جيّداً أنّ الطريق، مهما إشتدّ ظلامه، لا يُفتح إلا بخطوة .. خطوة واحدة .. و كما قالوا : [خطوة الألف ميل تبدأ بواحدة]. فهل من معين يا جيوش الفقهاء و المُدّعين للثقافة و الفكر و القيادة والرئاسة .. لفتح أبواب و تعبيد طرق آمنة للخلاص من الظلم و الفساد الذي يتّسع يوما بعد آخر.. أم تثوير المنتديات الفكرية و المجالس الثقافية و الجامعية و الأكاديمية و الحوزوية و المؤسسية الرسمية هي الوحيدة التي مازالت فاعلة مثلاً : لنتعلم التخطيط العلميّ؛ التفكير الأيجابيّ, على الأقل لنطرح الأسئلة الكثيرة التالية بعد فساد الكثير من أنظمة العالم, و هي : كَيف نُفكّر؟ و لماذا نُفكّر؟ ما الهدف الذي نريد تحقيقه في حياة نعيشها مرة واحدة؛ واحدة فقط كممرّ للأبد, كي لا نخرّبها و نشقاها أو نكون فيها فقط طفيليين نعتاش على قوت و أكتاف الآخرين بلا تقديم خدمة أو نفع للآخرين, بينما يمكن أن نستثمرها بآلمحبة والإبداع والأنتاج و المشاركة الفعالة مع المجتمع السليم الذي هو منبع السعادة, و هذا هو متن البيان الأساسيّ!؟ فما هو هذا المتن الذي يجب أن نحفظه و نطبقه في حياتنا كي يوفقنا الله تعالى للعاقبة الحسنى!؟ متن البيان الأساسيّ : متن البيان الأساسيّ : أصل البيان الكونيّ لهذا العام الذي عرضنا مقدماته؛ يتركز على بيان المنهج العلميّ و كيفيّة رسم و إستنباط القوانين و ملامح النظريات المتعلقة بآلأنتاج والبناء و الصناعة و الزراعة و غيرها .. حسب قوانين الجّمال أولاً, و مع الأعتماد على من سبقنا في ذلك عبر البحث المقارن, لتحقيق الأعمار والتنمية اولاً في البشريّة. و ثانياً, لتقويم الحياة و الحضارة بآلأستعمار عبر التخطيط العلمي و منشأها ألأخلاق التي هي عماد و نقطة إرتكاز السّعادة كهدف ضمني و التي دُمّرت للأسف هي الأخرى بسبب تسلط صبايا العقول و الجهلاء الجشعين في الأحزاب و الحكومة و القضاء الفاسد, حيث أستبدلت بآلشقاء والعناء و الظلم و (الواسطات) و (المال الحرام) على يد الأنظمة والأحزاب والحكومات الفاسدة و المتعجرفة المحدودة الأهداف و التي تسلّطت و تحاول البقاء بكلّ الوسائل الميكافيللية, و يتطلب هذا إبقاء الناس في الجّهل, بتحكيم آلسلاح و المال والنفاق والأعلام والأحزاب كي يسهل تحميرهم و سرقتهم ونهبهم و آلتسلط عليهم, لأنّ (آلشعب المُغفّل أكبر رأسمال للحاكم)! و آلنظام الذي يتجاهل و يجهل (الأسئلة الأربعون) كأساس لتصويب القوانين, بل يعتمد على نظرته الأحادية الضّيقة أو نظرة حزبية أو عشائرية؛ فأنه بآلتأكيد سيفشل ولا يستطيع تصويب القوانين العادلة. و النّظم العالمية الموحدة لتحديد المواصفات الفنية و الأدارية و الصناعية والزراعية و الفضائية و المناخية و الأنتاجية لتعم السعادة في كل المجتمعات, لأجل وجود شقي أو أشقياء في بلد أو أمة تكون مانعة من التحرر و السعادة فكيف لو كانت المجتمعات كلها تشقى و تتعذب ! إنّ كلّ ما يهم إنسان العصر الواعي و مردوداتها الإيجابيّة لبناء البلد و تحقيق الهدف المنشود و آلمفقود أساساً في الحياة العامّة و في برامج الحكومات و الوزارات و المؤسسات خاصة؛ هي كيفية إستغلال الطاقة و الموارد السخيّة التي أنعمها الله عليها في الأرض و آلوجود بآلشكل المطلوب و المؤثر في جذب المستهلكين و الزبائن داخليا و خارجيا, مع نظام عادل يتساوى بظله الجميع! لقد آلمني كثيراً المناظر و التصاميم المختلفة إضافة للخراب و الدّمار في المدن والشوارع التي زرتها و شهدتها في بغداد و محافظة واسط و بعقوبة و غيرها .. إلى جانب تخريب و هدم آلاف الشركات و المعامل بمافيها مصنع السيارات جنوب بغداد, كما رأيت بوضوح ألأشكال النشاز و الغير المتناسق لشكل البنايات والجسور والشوارع و الميادين و الأسواق و المجسّرات الرخيصة الغير خاضعة لأي مواصفات فنية, حيث كانت لا تشبه المدنية الحديثة ولا الطراز الأسلامي الجميل القديم؛ إنما أشكال و كتل لا تُبشّر بآلخير ولا بآلجّمال و لا بآلأمان أو بواعث لراحة النفوس. إنه من عجائب آلدّنيا و من الحيرة و الغرابة و أنت تنظر لأنظمة العالم و حكومات بلادنا خاصة و هي تخطب كل ساعة و يوم و تُعلن بأنها تريد البناء و خدمة الناس و الأكتفاء الذاتي و إسعاد الناس والوصول للفضاء, بينما لا تمتلك أيّ قوانين أو مواصفات نوعية هادفة وعادلة و فنية جذابة و مدعومة بالعلم و الشرع ومقبولة إنسانياً لإتخاذها منهجا لتحقيق الأهداف التي يعلنوها و يتشدّقون بها كذباً ليستمر بقائهم لنهب الشعوب الفقراء بلا رحمة و دين! طبعاً و للتأ ريخ و كما هو معلوم للعلماء؛ قد نظّمت حكومات الغرب - كإستثناء - معظم القوانين المتعلقة بذلك بعد أن جلسوا و تباحثوا وسهروا و قرّروا متّحدين تلك القوانين المناسبة لحياتهم وحاجتهم حسب فهمهم للمواصفات الفنيّة و الجّمالية, و إلتزموا بها و طبّقوها بصدق كقوانين مقدّسة بغض النظر عن بعض نواقصها و سلبياتها, فرفع الله شأنهم في المجال المدني و المعيشي على الأقل, بعد ما قرّروا قوانين شاملة لما يحتاجونه, حتى لجمع القمامة و الفضلات من البيوت و المعامل والمصانع و لكلّ أمر مدنيّ و حقوقي لحفظ كرامة الأنسان بلا فروق كبية و تحقيق الحد الأعلى الممكن لسعادته و رفاهن و إستقراره. و حقّاً ما ورد عن المعصوم قوله : [ألكافر العادل أفضل من المسلم الظالم]. و هذا هو الذي ثبت في عصرنا هذا بوضوح! حيث الدول الغربية منظمة و فيها قانون يلتزم بها ألجّميع سواءاً كان رئيساً أو وزيراً أو عاملاً أو فلاحاً, لقد قنّنوا القوانين الدقيقة للأزبال و الفضلات بحيث قسّموها هندسيّاً في نظام جيّد, ليتمّ خزنها و إعادة تكريرها و الأستفادة من القمامة(الدوارة) لإعادة تصنيعها كلّ نوع في مجاله الصناعي و الزراعي و التكنولوجي ألمناسب, إضافة إلى أنّ العملية بذاتها تحقق (الأستدامة) مع (السلامة) بالحفاظ على الجو و المناخ والمياه بعدم تلويثها و تسميمها خصوصا من الفضلات الذّرية و الضوئية, طبعاً لتحقيق ذلك يُخصّصون بكلّ بناية أو عمارة سكنية أو في المصانع و المعامل حاويات متعددة و منفصلة و ملونة لكلّ نوع منها؛ ليتم إنتخابها وإستخدامها والأستفادة منها بسهولة و يسر في المكان و الزمان المناسب. كما يُولون أهميّة خاصّة من ناحية الشكل و الجّمال والمظهر العام لتعبئة و حفظ و إظهار أشكال المواد الغذائية و الأدوات و الوسائل المصنّعة بوضعها في العلب و الكراتين مع الصور الدالة على حقيقة تلك المنتوجات الغذائية و الصناعية و الأليكترونية و الصحية و الأدوية و غيرها وحتى شكل العمارات و البيوت و مكوناتها, لتظهر بشكل فنّي لائق و جذاب و جميل للغاية تنافس البضائع و المنتوجات الأخرى ليقتنيها الزبون و بآلتالي لتحقيق الربح التجاري ضمنياً, لذلك يختارون صوراً و بوسترات ورموز غاية في الجّمال و بألوان زاهية تجذب الزبائن بقوة و بلا إختيار, لأن الجّمال هو الوجه الأوّل في تلطيف و تحسين الحياة و تقبلها, لبعث النشوة و السعادة و الأمان في قلب المستهلك أيضاً. هناك مسألة هامّة تخدم الجميع و عموم الناس في المدن بآلدرجة الأولى أتمنى على وزارات و شركات بلادنا ودولنا الإسلامية و الأقليمية و العالمية خصوصاً كشركات صناعة الطائرات و الصوارخ و المحطات الكهربائية و الفضائية و السدود و بناء الجسور و السيارات و العدد والأجهزة المختلفة المستخدمة في البناء و النقل و الطرق؛ أن تنتبه لتوحيد الأنظمة و الأجهزة المصنعة حسب إستاندارد موحد (المواصفات الفنية) و عدم تنويعها و تكثيرها من قبل كل شركة و دولة على حدة .. ليتمكن المستخدم و في أي مكان من تداولها و الأستفادة منها في حال عدم وجودها في جهاز آخر مصنوع في دولة مختلفة و بآلتالي ترميمها في كل الظروف و الأحوال عند إستبدال جهاز أو قطعة من ماكنة أو سيارة أو عدة من العدد مع إختلاف صناعتها, إضافة إلى تحقيق الأستدامة المناخية حسب مواصفات عالمية موحدة, حيث إن توحيد الصناعات طبقاً لما أشرنا يُؤدي إلى عدم حاجتنا لأنتاج المزيد من العدد و الآلات و الأجهزة والوسائل و بآلتالي نحفظ الأقتصاد و المال و يقل إنبعاث الغازات والكاربون في الجو من المعامل الصناعية إلى جانب الخسائر المالية! و يجب أن نعرف و نُركّز بإنّ الأولويّة التي يجب إعطائها في هذا الوسط؛ تكون (للتنمية آلبشرية) لإعدادها جيّداً أوّلاً و قبل أي شيئ آخر: فآلقوى (الأنسانية) بمثابة (العلة الفاعلية), و الدّاينمو المحرك لتأسيس و إدارة تلك الأنظمة و القوانين الفاعلة و الملونة ذات المواصفات المختلفة و الكاملة للإستخدام البشريّ و الحيوانيّ و التكنولوجيّ و غيرها للبدء بحياة سليمة سعيدة و آمنة و خالية من العنف و الأفرازات المضرّة كآلتلوث و هدر هذا المصدر الهام من الطاقة, بحيث أنّ الدول المتطورة بدأت تستخدم حتى الفضلات و مواد القمامة في صناعة الطاقة الكهربائية و حفظ المحيط بدلاً من تدميرها أو رميها لتُلوّث المياة و البيئة و قتل الأحياء. فحين تواجه الشعوب بظل حكوماتها الجاهليّة و وزرائها و مدرائها الأميون و برلماناتها الفاسدة و التي ترفع شعارات كبيرة و هادفة في الظاهر مع مدّعيات كاذبة, لا تفهم هي نفسها حتى مغزاها و معناها كآلحكومات و الوزراء والمدراء في بلادنا و في العراق و الدول العربية وتركيا و آلدول الأسلامية و معظم دول العالم الثالث و منها الآسيوية و آلأفريقية و حتى الغربية بشكل أقل؛ فأنها حتماً لا تنتج بل ستُخرّب و تُعرّض حياة الناس في البلاد للأزمات و السيطرة الخارجية!؟ إن مجرّد مدير لدائرة إدارية أو إنتاجية يجب أن يكون على دراية و مستوى عال من العلوم, كأن يكون قد درس الأدارة و الأقتصاد و الهندسة الصناعية إلى جانب الأمانة و غيرها ليكون مؤهلاً لحمل تلك المسؤولية! و الحال أنا أعرف مُدراء و وزراء و ضباط كبار حصلوا على وظائفهم بآلواسطات و الحزبيات و العشائريات فدمروا البلاد و العباد, و بلا حياء أو خجل, لأنهم فقدوا الدِّين و إنمسخوا بسبب لقمة الحرام من أوّل راتب أو عملية سرقة للأموال, و قد تعرض العراق لمثل هذه المشكلة العويصة ولا زالت قائمة للأسف بسبب المحاصصة, فخربوا كل شيئ بسبب الجهل و النوايا الشيطانية في الأحزاب الجاهلية التي تدعي ما تدعي, و بعضهم يصلي الليل في بيته المغصوب أحجاره و عماله و مواده!؟ أنّ مثل تلك البلدان التي يفتقد مواطينها و مسؤوليها الوجدان و الدّين الحقيقي والأمانة و الخوف من الله؛ فأنها حتما ستُواجه أزمات و مشاكل اقتصاديّة و إجتماعيّة معقدة و خطيرة تؤديّ إلى الفقر و آلفوضى و الخراب و الفساد بفترة قياسية, والحكومة كما المخرّبين يتحمّلون كافة المسؤولية في الدارين, لأنها تؤثر مباشرةً على مفاصل الحياة المدنية و الإجتماعيّة و العائليّة و مستقبل الأجيال المسكينة التي سرقوا حقها و هي لم تزل في الأصلاب .. لدرجة تعرض حياة البشريّة لإفرازات خطيرة و سامّة تتبعها الأمراض و العاهات المزمنة و التي تسبب شقائها و هلاكها و حتى تبعيّتها للمستكبرين, لأنّ منفعة المناصب الكاذبة و الشعارات المخيبة ترجع للحكام و المتسلطين عادة .. لا للمواطن و للفقراء! و إن أعطاء الأهمية للوطن بآلشعارات من دون آلمواطن يعني الضحك على الجميع, لأنها عبث و تضليل, فبناء الوطن يجب أن تعود منافعها و أعمارها للمواطن أولا و قبل المسؤول و المدير و الرئيس و ليس العكس؛ لذلك لن يكون أمام المجتمعات التي تريد الفلاح و النجاح و الأستقلال؛ سوى التوجه نحو (التنمية المستدامة و العادلة) القائمة على مواصفات عالية ضمن قوانين مدروسة حتى في كيفية الإستفادة من الفضلات و محتويات القمامة, و لا يتحقّق ذلك بحكومات متحاصصة أو حزبية مغرضة لمصلحة رؤسائهم و كياناتهم و عشائرهم أو عبر دكتاتورهم الحاكم و من حوله من المرتزقة؛ إنما بحكومات وطنية مخلصة و نزيهة تعمل حسب القانون لمعالجة تلك الأزمات والمشاكل التي تُعانيها؛ بمنظومات علمية مدروسة و مجرّبة عالمياً بحسب قوانين تحقق المطلوب؛ عبر مؤسسات فعالة طبق المواصفات الفنية في (التنمية المستدامة), تتزامن إلى جانب ذلك نشر التوعية (الاجتماعية) و(السياسية) و(الاقتصادية) و (الفنية) على حدّ سواء عبر وسائل الأعلام الرّسميّة و غير الرسميّة على آلمستوى المحلي والشعبي؛ لجعل الحياة آمنة و النشاط الأنتاجي و (التنمية البشريّة و الزراعية و الصناعية و العمرانية) ناجحة و مفيدة و دائمة على كل صعيد, و بآلتالي تصبح حقيقة واقعة لإسعاد كل أبناء المجتمعات البشرية و بكل دول العالم بصورة (مستدامة) لأنها تربط بين القوى المختلفة (الأمن المجتمعي) و(التنمية) على كل آلمستويات و أصعدة الحياة؛ لإستدامة أنشطة الحياة اليومية و آلمستقبلية و تجديدها في حال الأمكان عبر عمليات (الفيدبك) حيث يتعلق بمدى فاعلية الجامعات و المراكز و المعاهد التحقيقية من جانب و النظام الحاكم من الجانب الآخر! و ليس كآلعراق الذي يعارض عموم الشعب ممارسات الحكومات التي قامت بها, لكن نرى رغم ذلك يخرج شخص أو صاحب عمامة تلعب و تعبث القُمّل فيها كرة القدم أو جماعة مستهترة و جاهلة و تعلن بأننا لا نهتم إن لم يشارك في الانتخابات الشعب, فآلحكومة و آلأنتخابات ستقام حتى لو كان المشاركين 1%!؟ و هذا يعني أن الحكام و الأحزاب التي حكمتنا ؛ لا تريد أقامة دولة و نظام لخدمة الجماهير؛ أنما الهدف هي الحفاظ على النظام لأجل النهب و الخمط و سرقة الناس!!!؟ هذا مع آلأخذ بنظر الاعتبار هدر حقوق الإنسان الاجتماعيّة والصّحّيّة البدنيّة و النفسيّة والروحيّة والبيئيّة في حال تنفيذ مخطط أو مشروع جديد و أساسي من قبل تلك الحكومات العمياء, وكذلك البعد الاقتصادي؛ وعلى نحو يتمّ معه معالجة مسبّبات (الفقر و الشقاء و الأمراض) والأنحرافات الأخلاقيّة و إنتشار الفساد الذي من الصعب معالجتها والقضاء عليه, خصوصا بعد أن تتحطم الأخلاق و القيم معها بشكل طبيعي (لأن الفقر لو دخل بيتاً دخل الكفر معه), ليتمّ بآلتالي مكافحة الفقر و المجاعة و الأزمات الرّوحيّة و النفسيّة وصراعات المعيشة و التوازن في توزيع المنتوجات و الثروات والحقوق بشكل صحيح و عادل لا يؤدي إلى تعميق الفوارق الطبقية و الأجتماعيّة التي هي من أخطر العوامل المدمرة التي تُهدّد إستقرار البلاد و أمن العباد و رفاهية الشعب. ويتمّ ذلك؛ من خلال تحسين سبل الحصول على الخدمات الاجتماعيّة والأغذية والرعاية الصحيّة والتعليم الجيد والتربية الصحيحة و مكافحة الفقر و الأوبئة والأمراض و تعزيز المساواة بين الجنسين إلى جانب مدّ خطوط السكك الحديدية و الشوارع النظيفة الفاعلة و الحدائق العامة و الوطنية المجهزة, ليكون في متناول الناس جميعاً بإسعار رمزية بعيدا عن الفوارق الطبقية و الحزبية و الأجتماعية, و وجود تكافئ الفرص و تمكين الجميع من العمل و الأنتاج و فرض القانون وتنظيم حماية حقوق العمل والعمال بالقوانين التي تنظم مشاريع الاستثمارات والشركات و حماية البيئة و منع التصحر وتأمين الحصول على المياه الصالحة للشرب إلى جانب وجود مصادر الطاقة كآلكهرباء و الغاز و غيرها. ولا تظهر حقيقة الأنتاج القومي و الاستثمارالمالي و الأنسانيّ و الأداري المستدام بين ليلة وضحاها؛ إنما تحتاج لعقود و عقول و قوانين و إخلاص و متابعة علمية و فنية مستمرة, لأنها تتأثر بأبعاد و متون المناهج المرسومة والأدارة الحديثة القائمة, لذلك و بأيدي الصالحين المخلصين من العلماء المطهرين الذين يقدمون مصلحة الناس على مصالحهم , بعيداً عن أيدي السياسيين الفاسدين الذين عادة ما يقرّرون قوانين تضمن بآلدرجة الأولى منافعهم الشخصية ثم آلآخرين , و تكون غير ثابتة, فكثيرا ما شهدنا و نشاهد أن الرئيس الفلاني قرّر القضاء على النظام الفلاني أو قام بتغيير مشروع معيّن؛ لكنه سرعان ما ظهر في اليوم الثاني أو أحيانا بعد ساعة ليغيير رأيه (رأسا على عقب) و كأنه يلعب (التنس)! لتتوالى الخسارات المختلفة بسبب الجهل و الغباء و الأنتصار لهوى آلنفس لا لمصلحة الناس و رضا الله تعالى!؟ هذا الأنقلاب و الفوضى و آلتخبط السياسيّ و المالي و الأقتصادي؛ لا يكون إلّا من قبل السّاسة و الأحزاب التي تفتقر للعلوم و الفن و التجربة و الأخلاص للعقيدة السليمة, فيعرضون البلاد و العباد لخسائر فادحة و مدمرة قد تنهي مسيرة البلد وتجعله في آخر مصاف البلدان لتبدء من جديد و لتتكرر المآسي نتيجة تلك المغامرات الصّبيانيّة, و هذا ما شهدناه في عدة حقب في بعض البلاد, كآلعراق وسوريا في زمن صدام و الأسد والنمر و غيرهم و قبلهم بظل عدّة حكومات جاءت و رحلت غير مأسوف عليها, و ما نشهده الآن من خراب و دمار على يد الأحزاب الجاهلية المتحاصصة في العراق يبكى الصخر الجلمود, أنظمة و أحزاب تتسيّد, لكن أكبرها لا تملك ليس فيلسوفا أو مفكراً؛ بل حتى مثقفاً بين صفوفها, لأن أكثرهم مرتزقة و منافقين, لهذا لم نرى أي نجاح أو تقدم بظلهم , بل تسبّبوا بهدر ألأموال و الأزمان و الأمكانات البشرية و الطبيعية, لأنهم لا يعرفون ما يفعلون بتلك الأموال الكبيرة جداً, و التي كانت تكفي لبناء قارة كاملة لا دولة واحدة كآلعراق المحطم أيضا هو الآخر, أن الحكام سرقوا ميزانيات كاملة من دون وجود حتى الحسابات السنوية, أي موارد صرف موارد الميزانية لعدة سنوات لا لسنة واحدة فقط! أَ تَذَكَّر أثناء تدريسي في الجامعة؛ سألني بعض الطلبة : [لماذا العراق الغنّي جدّاً الذي لو تحفر أرضه قليلاً لنتج كل المحاصيل و الثمرات الجيدة و المرغوبة, و لو قمت بحفره بشكل أعمق قليلاً لرأيت الآثار الكثيرة من مخلفات الحضارات السابقة, ولو غمّقت الحفر أكثر لأخرجت (الذهب الأسود) بغزارة]!؟ أجبته بعد ما أخذ الدوار رأسي و الخجل محيايَ و كل وجودي: (نعم ما قلته صحيح و السبب .. لأنّ بلادنا المحكومة بآلجهل و الفساد بسبب الحاكم فيه؛ و الذي يهدم وطنه ليبني داره, و أنتم الحاكم في بلادكم يفعل العكس)! نعم ذلك هو حقيقة وضعنا, لأنّ أركان التنمية و الأستثمار لا تتحقّق؛ إلّا من خلال تكامل و إنسجام البعد الاجتماعي؛ والبعد الأقتصادي؛ و البعد التكنولوجي إضافة إلى المقومات الحضاريّة التي بعضها واقعية ولا بد منها, كآلمعاملات الطبيعية, و مصادر الطاقة, و المصادر الأقتصادية و التراث الفكري و التقدم العلمي والتأريخ و المراكز التأريخية و الدينية. في هذا البيان ألمصيري, وفي هذا العام 2026م, يُعتبر الأهمّ من كلّ ما ورد من بيانات و دساتير لدولنا و الدول التي ظهرت أو تجدّدت؛ أودّ تذكيركم و أنتم الشهود مع المجموعة المليونيّة المثقفة عبر موقع عدّة كـ (الحوار المتمدن) الذي وصل عدد القرّاء المثقفين و المفكرين فيه - بضمنهم مجموعة كبيرة من الأساتذة و رؤوساء الجامعات وحكام الدول و الوزراء و النواب - وصل لأكثر من 5 ملايين مثقف و أكاديمي و أستاذ جامعي مشارك, كرقم قياسي في صحراء عالمنا الثقافيّ القاحلة, بل و المنحرفة المنافقة – أودّ تنبيهكم بأننا نمتلك أصول القوانين و الأحكام و بدقة, خصوصا بعد إعلان (الفلسفة الكونية العزيزية) ليمثل مركز الثقل الفكري و الفلسفي و الثقافي والأجتماعي في كل العالم, لدراسته و تطبيقه كي لا نخسر ما تبقى من العمر! إنّه ليس من السهل أن تصل و تُقرّر مثل هذا البيان, و تجمع مثل هذا الرقم على موقع فكريّ و فلسفيّ كآلحور و غيره, لأنّ أصحاب الفكر الحقيقيون قليلون في هذا الورى أولاً, و لكون الفكر يتّصف بطبيعته بآلجمود و التعقيد .. و يحتاج آلكثير من الوعي و العقل و الصّبر و الحكمة لأقحامه و هضمه والوقوف على مضمونه ألمُمّل عادة لصعوبة فهمه بآلقياس مثلاً مع لوحة فنية أو تمثال جميل أو قصيدة شعرية عن الحُب, لهذا يُعدُّ عظيماً حين يحصل الباحث عن الفكر وعلى مثل هذا (الموقع), وعلى ذلك العدد الكبير من القّراء المثقفين و على جوائز عديدة تمّ الحصول عليها, و منها : (جائزة إبن رشد للفكر). و أنّ موقعنا الشخصيّ فيه؛ قد حصل على أكثر من 3 ملايين زائر مثقف و مُفكّر و أستاذ جامعي و هو رقم كبير جدَاً, و لا يُصدّق بسهولة في هذا العصر الذي لم يعد القارئ فيه لا يحب إلّا سماع الأخبار و قراءة المقالات الخبرية الرئيسية, لهذا أقول بكل جرأة: أن هذا الفخر, لا ينال نصفه أكبر حزب أو تجمع سياسيّ أو حكومة في العالم! المهم هو أنّ هؤلاء جميعاً يشهدون إلى جانب عشرات الآلاف من المُثقفين الكبار و المُفكّرين و الفلاسفة في مواقع التواصل ألأجتماعي؛ يشهدون بأنّ كُتب المفكرين و كُتبنا و بآلأخص(فلسفتنا الكونيّة) في مقدّمتها, إضافة لمقالاتنا الكثيرة - اليومية – تقريباً و التي وصلت لأكثر من عشرة آلاف مقال و على مدى عقود حرصنا فيها لنكتب و ننشر و نُحلّل بإستمرار يومياً و بفاعلية عن الفكر و الفلسفة و التأريخ و الحضارات لبناء الفكر المفقود الذي وحده يُمثل حقيقة الأنسان الجوهريّة لا ظاهرهُ و لباسه و لون بشرته, هذا أضافة لكونه مسبّب الأسباب في بناء الحضارة و المدنية و بآلتالي نيل السعادة الأبدية, و لكشف ألقضايا السلبيّة وآلمؤآمرات و نقد الظواهر الفاسدة العديدة بسبب طبيعة البشر التي دمّرت الأنسان و المجتمعات كالفساد و السرقة و قضايا فرض أحكام المذاهب و الأديان القديمة و الحديثة و الأفكار الحزبية الضيقة, و إستبدالها بـمبادئ (الفلسفة الكونية) كختام للفلسفة! لكن المشكلة الوحيدة التي نعاني منها؛ ندرة الكفاآت المتميزة التي بإمكانها فتح المنتديات و المراكز الثقافية و الفكرية لهداية الناس و توعيتهم على فساد الأنظمة و الأحزاب التي يفتقدون إلى المقومات الأساسية لتغيير العالم! نعم .. يعتبر كشف فساد الحكومات و عفاريت و حيتان الأحزاب و الكيانات المتحاصصة المنافقة التي تدعي الفهم و العدالة و الوطنية و القومية و آلوصاية الدّينية لخدمة الناس كذباً و بآلباطل؛ عملاً كونياً خصوصاً لو كان الفاعل عصامياً و نزيهاً رفض الأصطفاف معهم ليكون ضمن المنافقين المرتزقة و يأكل لقمة و رواتب الحرام كما هم الآن! فكشف نقاق و فساد تلك آلمجموعات التي تدّعي كذباً بأنهم مواليين مثلاً للأحرار و العلماء كآلشهيد الفيلسوف محمد باقر الصدر أو الأمام الراحل أو مجموعاتنا التنظيمية كقبضة الهدى و شهداء الحركة الإسلامية وغيرهم بينما لم يلتقوا بأحدهم حتى مرة واحدة .. بل لم يكونوا يعرفوهم حتى من بعيد إلا بعد ما كتبنا عنهم و نشرنا صور بعضهم! المقصود من أكاذيب هؤلاء الأدعياء المرتزقة الذين ساندوا تلك الأنظمة التي حاربت الشهداء و أعدمتهم ؛ هو العكس تماماً, لتغرير الناس و تحميرهم لسرقتهم و هضم حقوقهم و الحصول على الرواتب الحرام التي مسختهم, بحيث لم يعودوا يدركوا الحق ولا آية من آيات الله .. بل تبرؤا منها مدّعين بأنهم علمانيون و بعيدون عن الأسلام و لا علاقة لهم بآلدعوة لله ليشرعوا فسادهم! لذا يعتبر كشف حقيقة هؤلاء الذين حلّوا محل الشياطين و الفجار؛ كشفاً عظيماً لإيقاف فسادهم أوّلاً, ثم إصلاح شؤون الأمّة بتحقيق العدالة ثانياً, ولا يتحقق هذا, إلّا بإثبات و تطبيق مبادئنا على ارض الواقع بآلعلم و بالفلسفة التي هي فوق العلم لتحصين المجتمع و الأخلاق من فساد و خراب أؤلئك الفاسدين (الساختجية) لقدرتهم على الدخول و الإنخراط مع الجهات المقتدرة لأنهم أتباع الشيطان الذي قال لرب ا, و من أسيادهم الكبار .. أؤلئك الذين يُديرون إقتصاد و بنوك و شركات العالم الكبيرة خاصة و الذين يسرقون الأموال و الصفقات و منابع القدرة والطاقة والأساطيل بالخيانات و الظلم و الحروب بحقّ الشعوب المحكومة بأنظمة و حكومات و مليشيات عميلة و خائنة و منافقة تُخرّب أوطانها و تُجوّع شعوبها لمصالح المستكبرين لتبني بيوتها و بيوت مقرّبيها مع تأسيس إمبراطوريات مالية و سرقة الأراضي و القصور و غيرها مقابل أوطانها التي يبقون شعوبها مغفلة و ضائعة لا تفهم من الحياة شيئا سوى اللهوث لتأمين لقمة خبز أو سقف لهم, و هم يتصورون بأن الحكومات و الأفراد الحاكمين يتفضّلون عليهم بذلك من كدّ أيدهم .. هذا .. ليبقى المفكر و الفيلسوف فوقه يُعاني الأمرين و الغربة في أوساطهم .. من جهة الحاكم و من جهة المحكوم الذي لغبائه و ضمور وعيه يأبى إطاعته(المفكر و الفيلسوف) رغم سعيهما الواضح لمواجهة ظلم تلك الأحزاب والحكومات لتحقيق مصالح المحكومين و الشعب عامّة! و لكوننا و الفلاسفة و المفكرين؛ أمناء الفقه و الفكر و الفلسفة في هذا العالم المُسيطر عليه من قبل المستكبرين و أذنابهم؛ نعتقد و نعلن؛ بأنّ كلّ ذلك الظلم و الفساد الواقع و المستمر رغم عظيم أمرها و مخاطرها على الأنسان و الطبيعة و المصير والأجيال القادمة المسكينة التي دمّر هؤلاء المنافقين حقوقهم بهدر الثروات و الطاقات التي خصصها الله تعالى لهم بغير حق, لكنها ليست هي الأخطر و الأمَرّ؛ بل يمكن إصلاحها و ترميم آثارها و إعمارها و تجديد بنائها بقوانين أكثر رقيّاً و جمالاً و إنتظاماً ومتانةً؛ بمعنى ليس مستحيلاً أو صعباً إصلاح تلك الآثار و المباني, بل ليس لها ثقل أو وزن كبير أو تحتاج لقرون مثلا لأعمارها على يد الصالحين, أو يصعب حلّها في معاييرنا الكونيّة, لكون بلادنا و العالم غنية بآلمبدعين و التكنولوجيا من جانب و بآلثروات و منابع الطاقة بفضل الله من الجانب الآخر. و العراق خصوصاً غنيّ جدّاً كما أسلفنا بثرواته النفطية و إمكاناته و حضاراته الممتدة و مراكزه الدينية و السياحية؛ لذلك فأنه كما أكثر البلدان .. يُمكن إعادة بنائه بمجرد إزاحة تلك ألأنظمة الفاسدة التي تُدار من قبل الفاسدين الدجالين و أحزابهم العاريّة المجرمة التي أوّل ما فعلت؛ بنت بيوتها و عروشها و كروشها و بنوكها و إمبراطورياتها الماليّة من دم الفقراء و حقوق الشهداء و الثكلى باسم الأسلام و الدعوة و الصدر, بينما هم مَ،ْ تسبب بشهادته عندما تركوه غريباً وحيدا .. كما فعل أجدادهم مع الحسين(ع), و ليس هذا فقط, بل و خرّبت لك الحكومات بآلمقابل أوطانها على حساب الفقراء و المواطنين بعكس مبادئ العدالة و الأسلام الحقيقيّ الذي هو آلآخر تشوّه بسببهم بعد ما كانوا يؤكّدون بأنّ الهدف من الحكم هو نفس هدف الأمام عليّ(ع) الذي كان يحكم 50 دولة بحساب الوقت والزمان لكنه كان يتمتع براتب و حقوق متساو مع أيّ مواطن آخر و لم يملك حتى بيتاً وقد تفرد بتطبيق هذا الحكم أيضا الزعيم عبد الكريم قاسم فقط إلى حد كبير, و كان شعاره هو نفس شعار الأمام علي(ع)؛ [جئتكم بقميصي هذا ؛ إن خرجت بغيرها منكم فأنا لكم خائن]! فتلك هي الحكومة الكونية التي نسعى لها لأجل العدالة و المساواة و محو الطبقية قبل كل شيئ لأنّه و بحسب الحكمة العزيزية الكونية إضافة لما ذكرنا؛ [لا يُسعد شعبٌ فيه شقيّ واحد, فكيف إذا كان الشعب كله يشقى بظل المنافقين؟]. خصوصاً بعدما (نزل الفأس بالرأس) و أصبحت دولنا مستعمرات ذليلة صغيرة و متفرقة و ضعيفة بل تتوسل قادة المليشيات و آلأحزاب بآلمستكبرين لإحتلالهم و التسلط عليهم مقابل حمايتهم و إبقائهم في الحكم, و يعني تواطئ رؤوس الفاسدين الذين سفّهوا القيم و الأسلام والشيوعية والولاية الكونيّة العالمية للحقّ لتقاربها في الثقافة و الهدف مع الظالمين إلى أبعد الحدود, أما دعواتهم و جهادهم بإسم الأسلام والولاية فإنها الغائبة الوحيدة كلياً وجزئيا عن ساحة الحياة ألسياسية في بلادنا كما في غيرها, و بعكس جميع الأنظمة الرأسمالية المحكومة بـ (آلمنظمة الأقتصادية العالمية) التي توجه آلأحزاب و الكتل حسب مآربهم لنيل و تحقيق أهدافهم المالية و التي تحكم بنظام حديدي – ديمقراطي المظهر يؤمّن أكثر الناس معيشتهم على أي حال. نعم .. أعمار الخراب المادي و المدني و تبديل الحديد بآلحديد و الأبنية بأخرى؛ قضية ممكنة .. بل و سهلة كما قلنا .. لكن المشكلة الكبرى التي أحذّر الجميع منها هي مسألة الأخلاق و القيم و التي ذابت و أصبحت بآلمعكوس للأسف و لم يبق فيهم سوى العبادات التقليدية والمناسبات الشكلية .. و رغم كلّ ذلك فأننا لا نيأس, لأن (بقاء الحال من المحال) فطبيعة الكون و الخلق هكذا .. تتغيير كل ثانية ولا تبقى على لون واحد, خصوصاً مع وجود الفلاسفة و المفكرين الذين يعملون كأضواء في الطريق, و إنّ كلّ التدمير المادي و الخراب المعماري و الصناعيّ يُمكن معالجته و إصلاحه بفترة وجيزة بعد إستبدالهم بحكومات عادلة نسبياً, خصوصاً مع التقدم التكنولوجيّ الحاصل في عصر النانوتكنولوجي و الذكاء الصناعي ومنظومات الأستندارد المثاليّة التي توصلت لها الكثير من الدول ككندا و أمريكا! نعم كل تلك المفاسد و الهدم و الخراب يُمكن علاجه و إصلاحه بحركة أعمار مدروسة و مدراء متمكنين لا (ساختجية) لأنك في الحالة الاولى تتعامل مع مواد شبه جامدة تتحكم فيها آلآلات و المكائن من دون وجود مقاومة أو عقبة كأداء كما هو حالة النفس في البشرية و غرائزها العصية .. لذلك فأن الكارثة العظمى و الأزمة الكونيّة التي تقلقنا في هذا الوسط و آلذي يصعب حلّها حقاً بسهولة .. لأنها تتجذر في النفوس و تبقى و تمتد و تؤثر بآلعمق بنظرنا في مصير الأجيال القادمة .. وهي: فساد العقول والقلوب والأخلاق والقيم و بآلتالي فقدان الثقة التي تسبّب بها طلاب الدّنيا في الأحزاب والحاكمين من النواب والقضاة الفاسدين بين الناس! و الذي يصعب حلّه حقّاً, لأنّ المسألة تتعلق بإصلاح البشر و النفوس مع الأجساد التي تحمل الرّوح و الأرادة المتداخلة معها في نسيج معقد للغاية لا يفهم العالم كما لم يفهم ألكسيس كارل عواملها و قوها و مسبباتها للآن, بما فيها (علاقة المخ مثلاً مع القلب) أو علاقة (المخ والقلب) مع الإرادة, وعلاقة الجيمع مع تصميم و مكونات الذات و المكامن المختلفة التي لم يعرفها البشر للآن و مصادر الطاقة التي تتغذى بها و كيفيتها و منها مبعث (الفولتية – الملي فولت) التي تولّدها بجانب من القلب لإدامة نبضات القلب! لأنّ المشكلة ليست مادّية صرفة أو آلة أو بناء يُمكن ترميمه و التحكم به كيفما نشاء و نريد, لأنّ كينونتها محددة بروح و غريزة تقتصر هدفها في تلك المكونات المادية على أداء عمل معين .. سواء كان حجراً أو شجراً أو مخلوقات أخرى فيكون التعامل معها ليس معقداً بل يسهل تطويعها و إستخدامها حسب متطلبات البشر الذي سخر الله تعالى له كل الوجود ضمن محددات و و قوانين لو تمّ تطبيقها لإستُكمل جمالها و فائدتها! فالأموال و الحقوق و الأراضي المغتصبة وحتى شكل الأبنية و الشوارع المبنية القبيحة, رغم إنها محنة بذاتها حقّاً .. لكن علاجها و ترميمها و إعادة بنائها من جديد سريعاً و بشكل جميل ممكنة و حتى إعادتها لمستحقيها الأصليين, بل و يمكننا حتى الوصول و الصعود للفضاء و لأقطار السموات و الأرض لكونها ممّكنة, و أموال النفط وحدها كافية لتحقيق ذلك. نعم .. كل ذلك الفساد و النهب و المظالم وخراب الشوارع و البيوت و المصانع و الموارد و الماء و القوانين التي قنّنها المدّعون يمكن تعديلها وتصويبها بما يرضى الله و عباده و ليست خطيرة أو عصية عن الحلّ في حساباتنا الحاليّة وحتى المستقبلية طبق المعايير الكونيّة الجميلة و العادلة, فجميعها ممكنة الحلّ و بفترة قياسية دون تلك الطامة. لكن الكارثة الكبرى متعلقة بمسألة ألأخلاق و إستقامة هذا البشر الذي يجب أن يتخلص قبل كل شيئ من العقبات النفسية و الروحية التي عشعشت بداخله إضافة لأكثر من 33 صفة خطيرة, و هي ليست سهلة أبداً ليعيش الأنسان - الآدمي - و الناس جميعاً في الأمن و الرّفاه و بظلّ قوانين الحقّ و العدالة الكونيّة و المساواة في حياة خالية من الطبقيّة و الفوارق المادية و الحقوقية والاجتماعية الكبيرة و كما هو الحال الآن!؟ نعم كل هذا الخراب؛ سهل و ممكن التصحيح بفضل الوعي و التكنولوجيا و النانوتكنولوجي و العقل الصناعي إلى جانب الإبداع الأنساني الذي يجب أن يُثوَّر و يستثمر لينمو الحياة و القيم و الخير أيضاً ... لكن الطامة الكبرى و المصيبة العظمى التي خلّفتها الحكومات و الأحزاب الجاهليّة المتحاصصة و الناهبة لقوت الفقراء, هي: إصلاح و تغيير المباني الأخلاقية و المنضومة الأجتماعية التي عمّقت الفسادو الفوارق الطبقية في بلادنا و في الأمم المغلوبة بسبب الحكومات و مجالس البرلمان و المحافظات التي وجدت لا لمنفعة الناس بآلدرجة الأولي؛ إنما لأنفسهم قبل كل شيئ, ليتسبّبوا بإستنزاف المال العام, و خراب البلاد و العباد وإخضاعهم للقوى الكبرى مسببين الكارثة العظمى التي لا حلّ لها بسهولة, حتى بعقد أو عقود بل و قرون, لأنّها تحتاج لقوى خارقة و لسلسلة من الأنبياء مع أمر و تسديد إلهي مباشر و جيوش فنّية و فكرية و عسكرية عظيمة حتى يتمّ تغيير تلك الكارثة العظيمة و هي أخلاق و أدب وقيم و سلوك هذا البشر في كل العالم و العراق خاصة لأنهم لم يعودوا بشراً نتيجة فساد ونفاق المدّعين للإسلام و الدعوة و الوطنية وووو....إلخ. ذلك أن أكثر الناس للأسف قد مُسخوا خصوصاً القادة و آلرؤوساء والشيوخ و أذنابهم إلى ذئاب و خنازير و كلاب و حيوانات متوحشة .. همّها بطونها و ما تحتها بقليل, أما المستكبرين فحدث و لا حرج , كأنهم من بقايا الدينصورات التي يجب أن تنقرض سريعاً قبل أن تقرض و تخرب ما تبقى من خيرات الله على الأرض - مع إحترامي للأخيار الذين تنزّهوا عن مخالطة و مشاركة هؤلاء الحاكمين الأشرار في فعالهم و فسادهم بنهب المال العام الحرام و الرّواتب المليونية التي لم يشهد التأريخ بمثلها حتى في زمن فرعون لمرتزقة الأحزاب و الجيش العراقي كجماعة رفحا و مجموعات الأمن و المخابرات الصدامية بمن فيهم ضباط الدّمج – و الذين شرّعوا الكذب والنفاق وحتى التحالف مع القتلة وغيرهم من قبل المتحاصصين! لقد وقعت هذه العاقبة السوداء بسبب فقدان الأيمان بآلله و بالسلام و الأمن و العدالة و التفكير السليم المنطقي, فتحقّقت حالة ألمسخ و فقدان الحياء بعد إنتشار لقمة الحرام و الغيبة و الكذب و النفاق و التكبر و السّفسطة بينهم و بين الناس نتيجة إنعكاس الثقافات الحزبية الشكلية و الظاهرية التي غرّروا بها عامّة الشعوب و الأمم التي بات الناس مع ذلك الوضع يلهثون لتأمين لقمة خبز فقط و سكن عشوائي كيفما كان, بحيث لو وجدت إنسانا سوياً نظيف القلب و اليد و الروح و البطن بينهم و يندر ذلك؛ لأصابك العجب و الذّهول في هذا الوسط, حتى أصبح الناس يكرهون الفكر و المفكرين الذين يُذكّرونهم بآلحقيقة التي تؤلمهم! جذور كل تلك المآسي و الكوارث الكونيّة بإختصار شديد؛ هي (حبّ الدّنيا و الركون للراحة و للشهوات) من قبل النفس الأمارة التي هي المصيبة و العقبة الكأداء التي حذّرنا الله منها في مجموعة من الآيات و سور خاصة و كاملة وردت في خاتم الكتب السّماوية كما أكّدها و برهنها عظماء الفلاسفة و المفكرين عبر التأريخ, من خلال ألتأكيد على بناء النفس و التخلص من الحالة البشرية و الأنتقال للحالة الأنسانية و من ثم الحالة الآدمية التي معها فقط تستقرّ الأمور حسب رضى الله, لقد دمر هذا البشر ألملعون عبر مجمل الثقافات الشكلية و المفاهيم الحزبية الضيقة التي بثها حُكّام الفساد بعيداً عن القيم و آلمثل لتشويه الفكر و إبعاد الناس عن مرام الله و أنبيائه و الصالحين من الشهداء لتضعيف بصيرتهم ليبقوا كآلعميان, و بآلتالي ليسهل على الحكام و الرؤوساء تشويه الحقّ, لتمكينهم من كنز الذهب و الفضة و الرواتب الحرام و كما هو الواقع الآن للأسف حتى بدأ الكفار يُكفّرون الشيعة و خط آل البيت(ع) و ينعتوهم بآلفاسدين! نعم هنا تكمن عمق المأساة والمصيبة و الكارثة الكونية العصيّة على الحلّ و التي باتت كقوانين ثابتة تشبه قوانين الأنظمة الدكتاتورية السابقة كنظام البعث و نظام عارف و أمثالهم!؟ و إن تلك الأهداف الكونية التي أشرنا لها؛ لا تتمّ ولا تتكامل كما لا تتحقق إطلاقاً؛ إلّا حين يتمّ التكامل بين (الأبعاد الاقتصادية والبيئية و الحضارية) و بين (الأبعاد الاجتماعية والروحية والنفسية), بشرط محاكمة هؤلاء الفاسدين الـ 5000 في بلادنا والذين دمروا مذهب أهل البيت(ع) و مهّدوا للظالم و المنافق للحكم, رغم إدّعائهم و تسترهم بكونهم يناصرون دولة الأسلام للتغطية على فسادهم. فـ(البعد الاجتماعي)؛ يعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة و تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية؛ حيث يهدف إلى توفير فرص متساوية للجميع في الحياة و في كل المجالات بلا تفرقة أو واسطة, لتعزيز حقوق و كرامة الإنسان.. والتنمية البشرية. و(البعد الاجتماعي)؛ يهتم بالتعليم والصحة؛ والتمكين الاقتصادي؛ وتوفير فرص العمل اللائقة لأفراد المجتمع؛ والمساواة بين الجنسين؛ والعدالة الاجتماعي بين كافة الناس. أما (البعد الاقتصادي)؛ فإنه يهدف إلى تعزيز (النمو الاقتصادي) الشامل؛ والعادل؛ والمستدام؛ مع تحسين البنية التحتية لكل مؤسسات الدولة وتعزيز الصناعات.. وتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا الصديقة للبيئة؛ وتحسين الإدارة المالية؛ و ذلك من اجل خلق فرص عمل مستدامة وتحقيق التقدم الاقتصادي للأفراد والمجتمع؛ ليتم تحسين رفاهية الإنسان؛ والعدالة؛ والمساواة؛ من خلال توفير فرص متكافئة؛ وتلبية الاحتياجات الأساسية؛ وحماية حقوق الإنسان, وتلك الإبعاد إجمالاً - كما قلنا - لا تتم إلا حين يتم التكامل بين (الأبعاد الاقتصادية والبيئية و الحضارية) و بين (الأبعاد الاجتماعية والبيئية)، بمعنى ضرورة الحفاظ على (صحة البيئة) و( التنوع البيولوجي) و(استدامة الموارد الطبيعية)؛ ليتم تحقيق توازن بين (نشاطات الإنسان) و(الأنظمة البيئية) المحيطة، ليتم آلأخذ بنظر الاعتبار التغيرات المناخية وحماية الغابات والمحيطات.. وإدارة المياه.. والطاقة المستدامة؛ ليتم المحافظة على البيئة ومنع تدهورها لضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. اما (البعد التكنولوجي) فهو يعزز مفهوم (التنمية المستدامة) من الناحية التقنية؛ نظرا لما يتحقق من تطورات مهمة في أداء المؤسسات الخاصة وتعزيز أنشطة البحث لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل تؤدي لتقليل البطالة وتحسين المعيشية للإفراد. وجل هذه الإبعاد؛ لا بد إن تتكامل بعضها مع البعض من أجل تحقيق أهداف (التنمية المستدامة) وهذه الإبعاد لا تكتمل أركانها في المجتمع إلا بعد أمد ليس بالقصير؛ لان الاستثمار في الإنسان مشروع مستدام لا تظهر نتائجه بين ليلة وضحاها؛ ولكن يضع الأسس لمجتمع قوي قادر على الصمود أمام الأزمات و الغزوات والتحديات المستقبلية، فالمواطن المتعلم و المتفكر والمتمكن هو وحده القادر على المساهمة في بناء مجتمع متماسك واقتصاد قوي، لان (التنمية) تحتاج إلى متابعة.. وصبر.. وتنفيذ صارم، لان عملية (التنمية المستدامة) تعتمد على حالة من التكامل بين (الإطار الاقتصادي الذي يعمل على تلبية متطلبات المجتمعات) وبين (الإطار السلوكي الذي ينظم حركة أنشطة أفراد تلك المجتمعات)، وهنا لابد من التمييز بين (النمو) و(التنمية). فـ(النمو) يشير أساسا إلى زيادة الناتج القومي دون حدوث تغييرات ملحوظة في الجوانب الاقتصادية.. والاجتماعية.. والسياسية.. والثقافية، بينما تعني (التنمية)، بالإضافة إلى نمو الناتج القومي، حدوث تغييرات جوهرية وواسعة في هذه المجالات بمعنى إن عملية (التنمية المستدامة) بوصفها نشاطا بشريا تتطلب الإعداد البشري الجيد والتأهيل السليم للمجتمع ممثلا في أفراده؛ والذي يعتمد على (السمات الثقافية) وهي بين مجموعة السمات التي يتصف بها نشاط تلك المجتمعات بـ(الوعي) في حياتهم اليومية بشكل عام؛ وفي نشاطهم الاقتصادي بصفة خاصة. ألثقافة والسلوك الإنساني يرتبطان إرتباطا وثيقاً بالعملية الاقتصاديّة والأنتاجية, والتنمية المستدامة تعتبر مقدمة للنظام الأجتماعيّ الأمثل. فـ(التأهيل البشري) لا بد أن يحمل الخصائص والسمات الحضارية والثقافية؛ بمعنى إن (الثقافة) و(السلوك الإنسان) يرتبطان ارتباطا كاملا بـ(العملية الاقتصادية)؛ ولا بد من التسليم بذلك، فالسمات الثقافية والسلوكية للمجتمع تتدرج في تأثيرها وتأثرها مع الحياة (الاقتصادية)؛ ولما كانت هذه السمات قابله للاكتساب والتعلم بين الأفراد؛ فهي بالطبع قابله للاستمرار والانتشار. فثقافة المجتمع هي مجموع ثقافات أفراده، و(ثقافة الأفراد)؛ هي نتاج ثقافة المجتمع، و مدى تأثيرها و تفعيلها يعود لسلوك الحاكم وهذا الأمر يُفسّر أهمّية (الكفاءة) و (المعرفة) البشرية للحاكم و المسؤول الصالح أولاً, بالنظر إلى أنّ عملية (التنمية المستدامة)؛ كونها عمل بشري يتأثر في مداخلاته ومخرجاته؛ بسمات ثقافة المجتمعات وسلوكيات أفرادها؛ لأنّ أهمّية الكفاءة.. والمعرفة البشرية التي هي هدف الخلق؛ ترجع إلى عملية (التنمية المستدامة) و إلى حالة التحول التدريجي للنظام الاقتصادي نحو (اقتصاد معرفيّ) قائم على المعلومات والبيانات ومع استمرار هذا التأهيل تنشأ أجيالا تتسم بالإدراك.. والمعرفة.. والإبداع؛ وهذه السمات تشكل ما يسمى بـ(الشخصية) و تُعبر عنها. إنّ بناء (الإنسان) يقوم على بناء الشخص و(الشخصية) على مبادئ تمّت تأكيدها من قبل أهل العلم و الفلاسفة و الأنبياء قبلهم؛ بمعنى أن عملية بناء (الإنسان) تتلاقي مع مفهوم بناء الشخصية المؤهلة لحمل الأمانة حسب التصنيف الكوني؛ كونها ترتبط بسماته الصحية الجسدية والعقلية والثقافية والنفسية والاجتماعية و الفكرية، فـ(الإنسان) بناؤه من بناء شخصيته؛ و(شخصيّة الفرد) تنمو وتتطور في جوانبها المختلفة، داخل الإطار الثقافي الذي تنشأ فيه وتعيش بداخله، و تتفاعل معه حتى تتكامل و تكتسب الأنماط الفكرية والسلوكية التي تسهل تكيّف الفرد داخل المجتمع وتنظيم علاقاته بمحيطه الاجتماعي العام، ولا شك في أن (الثقافة) مسؤولة عن الجزء الأكبر من إعداد الشخصية؛ حيث أن جميع العوامل الموجودة في البيئة الاجتماعية والجغرافية تؤثر في تحديد شخصية الفرد من خلال تعامله مع أفراد المجتمع المحيط و جغرافية البيئة التي يعيش فيها .. و في ظل أجواء الكل يشعر بالمسؤولية اتجاه مجتمعه؛ وهذا ما يأخذهم الأمر إلى بناء أسس (الديمقراطية الهادفة لا المستهدفة و الجارية الآن للآسف) ليتمتعوا بها؛ لان كل أفراد المجتمع يسعون إلى تحسين ظروفهم المعيشية والصّحيّة؛ فالرفاهية الاقتصادية تُعد ركيزة أساسية لـ(الديمقراطيّة) الحقيقية لثبات المجتمع و الحكومة معاً، و لهذا نجد أن الدول المتقدمة إقتصاديا قد شهدت (ديمقراطية هادفة إلى حدٍّ ما) قبل غيرها على الرغم من تخلفها في جانب بناء الأنسان الروحي السّوي، لأن (التنمية المستدامة) تعتبر مقدّمة للديمقراطية الهادفة و حقوق الإنسان، فلا يمكن أيجاد (ديمقراطية حقيقية) بغياب مستوى معيشي جيّد للإنسان، لذلك فإنّ العلاقة بين (التنمية) و(حقوق الإنسان) هي علاقة قويّة تعزّز قدرات الشعب و الأمة، إذ أنه بدون تنمية علمية متكافئة تعزز من العنصر البشري و العناصر الأنتاجية و التنمية الصحيحة يستحيل بناء مجتمع آمن و سعيد, تحقق البناء الحضاري الكوني المطلوبة, لأنه يساهم في تحقيق التماسك الأجتماعي و التنمية المستدامة و كل ما من شأنه تقدم و رفاه و سعادة الشعب أو الأمة الواحدة! ومن هنا نقول: بأنّ إدارة و توجيه (العنصر البشريّ) من أهمّ العناصر الفاعلة لتطوير (الإنتاجيّة) و(التنمية) التي يُمكن أن تساهم في تحقيق التقدم التكنولوجيّ و (التنمية المستدامة)، وهذا الأمر لن يؤدي دوره بدون تدريب و تأهيل من قبل المختصين و الأعتماد على العقل الصناعي, رغم إن البعض يعتقد بأن كشف العقل الصناعي سيسبب الأستغناء عن الأيدي العاملة؛ لكن رفع معدلات (التنمية المستدامة) و (قدرة الأبداع) سيحقق نمو الطاقة الإنتاجية والاستثمار في الأصول المادية والمعنوية مثل الابتكار .. والتعليم و التدريب على القراءة ونيل المعرفة لخوض غمار العالم و أسرار هذا الوجود العريق و العميق، إلى جانب ضمان استمرار التنمية الاجتماعيّة والبيئية والسّياسيّة والاقتصاديّة على حدّ سواء، وهذه الأمور لا تتكامل إلّا على أساس (المساواة) وقدرة الإنسان على الإنتاج مع إدارة سليمة، بمعنى (تكافؤ الفرص) دون تميز مع آلأخذ بنظر الاعتبار؛ عدم إلحاق الضّرر بالأجيال اللاحقة. إن تعزز (التنمية) و قدرة الإنسان على تحقيق ذاته يصبح هدفاً و وسيلة في آن واحد، لذلك تعبّر (التنمية الشاملة المستدامة) عن مفهوم (الاستقرار والبناء)؛ حيث تتمتع بقدرتها على التواصل والاستمرار؛ فهي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة؛ وتعتمد على أعمدة أساسية تتمثل في الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ممّا يساهم في تعزيز الرفاهية بين الأجيال، حيث تهدف إلى تعزيز الأرض ومواردها الطبيعية والقدرات البشرية و إدارتها؛ وهذا ما يتطلب إلى تلبية احتياجات السكان وتحسين مستوى معيشتهم،. وتحسين الظروف الصحية والوقاية من الإمراض المعدية ومكافحة الأوبئة، لان كل ذلك يعد أحد أسباب الأزمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. لذلك من الضروري إدارة البيئة والحفاظ عليها بشكل سليم لضمان الاستفادة المستدامة من جميع الموارد الطبيعية دون إهدار أي قسم منها, فنحن لا نستفيد من إستخراج النفط و بيعه سوى من منتوجين هما النفط و البرافين و العاز بشكل جزئي!؟ ولا يتم ذلك بشكل كامل؛ إلّا من خلال وضع وتفعيل التشريعات والقوانين البيئية والتنموية البشرية و التكنولوجية من خلال دعم (التعليم) و(المعرفة) و الدورات لأكتساب التكنولوجيا من الدول المتقدمة واستثمارالقدرات باستخدام (التكنولوجيا النظيفة) والتي تعدّ ضرورية, خاصة في ظل المشاريع التي تؤثر سلبا على البيئة؛ وهذا الأمر يتطلب توفير البيانات المعرفية ؛ البيئية والتنموية والصحية والجسدية, والتي جلها تعتبر من أهم المحركات الأساسية للفرد داخل المجتمع وقدرته على التعليم والتعلم واكتساب مهارات جديدة تدفعه لزيادة الإنتاج وتحقيق معدلات أفضل في (التنمية)، فهناك علاقة تبادلية بين (الصحة) و(التنمية الاقتصادية)؛ فلا تنمية اقتصادية دون تحسين الأوضاع التعلمية و الصحية و النفسية للفرد و المجتمع، وعلى النحو الآخر فإن الصحة تساهم في التنمية الاقتصادية, لان (آلتنمية المستدامة) تجعل الإنسان منطلقها وغايتها، وهي تنمية لا تولّد فقط نمواً اقتصاديا فحسب؛ لكنها أيضا .. توزع منافعها بالتساوي، وتعيد بناء بيئة تنموية مستدامة بدلاً من تدميرها، وهدفها ليس فقط (الزيادة في الإنتاج) وإنما (تمكين الإنسان) من العيش في حياة أفضل وأطول و أرقى؛ لان حاجات الإنسان ليس كلها مادية؛ بل كذلك روحية و نفسية و معنوية واجتماعية، منها تتحقق بالتعليم و التدريب والثقافة. لذلك يتطلب الأمر؛ التركيز لتوعيـة المجتمع بالمشكلات والمخـاطر البيئيـة التـي تحـدث، فـ(التوعيـة) تحفز الأفراد بالشعور بالمسؤولية اتجاه أهمية التنمية من اجل الحفاظ على البيئة؛ وتحـث الإفراد علـى إيجـاد حلـول لأعداد وتنفيـذ ومتابعة البرامج والمشاريع والسياسات التنموية المستدامة؛ وعـن طريـق التركيـز علــى مجالات وجوانــب (النمــو) وكيفيــة تحقيـق (النمــو الجيــد) بما يخدم المجتمــع اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً و روحيا؛ ليكون أمره مقبول و بشكل (ديمقراطي) بعد إن يتمّ تنسيق الجهود الوطنية الهادفة لحماية (البيئة) عبر ثلاث محاور: ألأول : وضع إستراتيجية وطنية للوعي؛ ألثاني : التعليم؛ بالاتصال البيئي و نقل واستخدام وتوفير المعلومات البيئية. الثالث: اتخاذ كل الإجراءات و التدابير اللازمة لهذه الغاية. لأن الهدف الأساسي من إصدار (التشريعات البيئية كما الأنتاجية و الصناعية و الزراعية) و التصديق على الاتفاقيات البيئية الدولية, والإقليمية؛ والمحلية؛ و وضع الخطط الخاصة بـ(التنمية المستدامة)؛ هو تطوير التجانس بين الاقتصاد والبيئة والعوامل الاجتماعية؛ ومنها (حماية البيئة) و(نظافــة البيئــة) باعتبارهما أســس ترتبط بحيــاة الإنسان، و إن (حمايــة البيئــة) تــؤدي إلــى ترقيــة التنميــة الوطنيــة المســتدامة بتحسين شروط المعيشة؛ و العمل؛ و الأنتاج, وعلى ضمان إطار معيشي سليم يحقق تنمية مستدامة لجميع المجتمع, لا لطبقة دون آخرى و كما هو واقع الحال الآن للأسف. إن بيان ماهية و فلسفة البيان الكوني يتعلق بجميع شؤون الحركة الأجتماعية و التنموية على كل صعيد, لذا سنشير في هذا البيان السريع؛ لبيان ماهية (البيان الكوني) الذي نصدره بداية كل عام لتسهيل مواكبة العالم و مشاركة من يرى القدرة في عقله فيه, لتنوير الناس وهدفه الذي يتلخّص؛ بالتمهيد لتحقيق السعادة عبر المنقذ الذي آلمنا إفتقاده طويلاً والله, بعد تقويض الشّر والحروب والفساد الذي ينتشر كل آن! الحقيقة؛ إنّ (البيان الكوني) الذي يُصدر كلّ عام من قبل فلاسفة العالم؛ هو منهج أساسيّ لحلّ و دعم مجمل القضايا خصوصاً المصيريّة التي تواجه البشر والدول والحكومات و الناس عامّة قبل ما يكون نقداً أو خلطاً للدِّين في السياسة لأغراض شخصيّة اوحزبيّة و فئوية ضيّقة, أو حزباً يريد تشكيل حكومة محدودة الأهداف و كما هو السائد اليوم في معظم بلدان العالم, وقد سبق أن أثبتنا ذلك من خلال العديد من آلبيانات و المقالات السابقة تحت عنوان (ألبيان الكوني للفلاسفة للأعوام السابقة), حيث بيّنا فيها أهم القضايا المصيرية التي يواجهها العالم لخلاص و تنوير الناس على الحقيقة الضائعة نتيجة الثقافات و السياسات الحزبية و المذهبية المحدودة و غيرها! حيث يجب التأكيد على(القضايا المصيرية وآلكرامة الأنسانية المهدورة نتيجة (الظلم و الطبقية) لحلها بمحو مسبباتها وسلبياتها وتكثيف إيجابياتها حسب الأنظمة والمناهج الكونية – العلميّة لكون الأنسان هو الأساس و المحور, و يمكنكم مراجعة تلك البيانات والوقوف عليها بدقة عبر عشرات المواقع في صفحات النت وفي (موقع نور) و (فولة بوك) وغيرها, ولم نؤكد على النقد المجرد بلا حلّ أو عنوان ودليل, وإن ورد نقداً أو إشارة لمسألة مصيريّة فلأجل التنبيه لها مع الحلّ الكوني و عدم تركه بلا حلول و كما يفعل الكثير من الكتاب للأسف! أما (حشر الدِّين في السياسة و الديمقراطية) بشكل مستهدف و مغرض, كأن يكون لإبراز بعض الأحزاب و السّاسة أنفسهم بأنهم مؤمنون و يخافون الله للإستغناء و سرقة الأموال , فهذا أبعد ما يكن عن بياناتنا الكونيّة, خصوصا و الشعوب قد وعت ما جرى عليها بعد النهضة الاوربية(الرينوسانس) قبل أكثر من 3 قرون و للآن, وإن أشرنا لها في بيان معين؛ فإننا قبل تلك الإشارة .. نبذنا ظلم السّياسة الواقعية المتبعة اليوم حسب توصيات (ميكيافيللي) لمنفعة الحكومات و الرؤوساء قبل المواطن و كشفنا قرصنة و معايب مرتزقة و مناصري الرأسمالية و الحكم الواحد الأحادي الجانب؛ هذا لأعتقادنا بأنّ كل مشاكل العالم هي نتيجة تلك السياسات ألرأسمالية المغرضة التي يسعى العاملون فيها للثراء و التسلط على الناس بغير العدالة و الحق و السعادة كما في الجماعات الدينية الفاسدة المتشددة كآلأخوانجية و الدعوجية و أمثالهم الجهلاء, إننا نعتقد بأنّ الديمقراطية ليست كما يريدها عفاريت المال و حيتان الفساد بأنها مجرد أقامة انتخابات شكلية يشارك فيها حتى لو كان الناخب شخص واحد فيكتسب بنظرهم الشرعية و بآلتالي تشكيل الحكومة و البرلمان للبدء بآلنهب و السرقات و الرواتب الحرام 100%, بل نعتقد بأن الديمقراطية هي المشاركة في الموارد و المردودات المالية مع باقي أبناء الشعب بآلتساوي, و ليست مجرد إبداء صوتك و بيعه في صندوق الانتخابات بثمن بخس قد لا يصل لأكثر من بضع دولارات و كما حدث في "الانتخابات" الأخيرة السادسة في العراق, و يمكنكم الوقوف على تلك الحقائق المخزية و المخالفة لكل الشرائع و الأديان السماوية و الأرضية بمراجعة البيانات الكونية التي صدرت سابقاً. إننا نعتقد بأن الأصل الأول للسياسة العادلة التي نعنيها لأدارة العالم و البلاد أو حتى مؤسسة صغيرة بل حتى إدارة بيت صغير؛ هي العدالة و النزاهة في الحقوق و الأموال التي تخرج من طرف المسؤول أو الدّولة القائمة .. لا من جهة أموال الشعب أو الأمّة المعنية خارج إطار الدولة, فتلك الأموال التي تخرج من طرف الدولة ليست مجهولة المالك كما أشاع و يشيع الفاسدون العلمانيون و الإسلاميون للأسف لسرقتها و التصرف بها حسب هواهم و هوى نسائهم بعيداً عن حقوق اللهو الناس, ليتم هضم معظم تلك الحقوق و كما فعلها و يفعلها الحاكمون في العراق و على غرار البلاد الأسلامية و العربية وغيرها .. إنما آلعكس تماماً هو الصحيح أي بعكس قوانين ميكيافيللي و فوكوياما و إسمث! في نظر الفلسفة الكونية : كل المنابع الأقتصادية و الثروات الوطنية؛ هي أموال لها ملايين .. بل مليارات من المالكين , و ليس لأحد الحق بالتفرد في التصرف بها حسب مصالحه الشخصية و الحزبية أو الفئوية و العشائرية و كما يفعلون في العراق للأسف و يدعون بأنهم مؤمنون ملتزمون بشرع الإسلام!؟ إن المنابع الأقتصادية في أي بلد هي ملك الناس بجميع أديانهم و معتقداتهم, و ليس من حقّ شخص أو حزب واحد أو مجموعة متحاصصة أو كيان أو جهة أو حكومة دولة معينة التصرف بها, و كما هو السائد في العراق و أكثر البلاد العربية بشكل فاضح نتيجة الحاكمين و هكذا في البلاد العربيّة و الأسلاميّة و غيرها. إذن بياننا الكوني؛ هو منهج كونيّ يضم أهم القضايا الكونية - المصيرية التي يجب معرفتها و عرضها و تثقيف الناس و تشويق الحكومات للعمل بها عبر كل الوسائل الممكنة؛ حكومية ؛ وزارية ؛ جامعية ؛ مراكز عبادية ؛ منتديات ثقافية و فكرية و حتى مقاهي ثقافية, لبث الوعي و الفكر لتحقيق العدالة و محو الفوارق الطبقية والأجتماعية و الحقوقية و العلمية التي سببت الشقاء و الفساد و الظلم حتى تبرأ الشيطان منها و ممن صنعها و عمّقها. تلك هي خلاصة الأسس و المفاصل التي نسعى و مجموعة من الفلاسفة و المفكرين و المثقفين حول العالم لعلاجها .. و نتمنى من آلجّميع أن يتّحدوا مع المثقفين و المفكرين و الفلاسفة في كل مكان للعمل بهذا الأصل؛ لنصرة آلحقّ بالمشاركة و التفاعل و البقاء على صمودكم و مبادئكم التي أكد عليها الصدر الأول و الأمام الراحل و كل شهيد مظلوم أراق العراقيون دمهم بقيادة مجرم الدهر – لا العصر - صدام الجهل والنذالة و أعوانه من جماهير الشعب, و لا تتبرؤا من ذلك الدين القيم الذي حماه آل الصدر بدمائهم, فآلحرية هي الأصل في الأختيار الذي وهبه الله للجميع حتى للحيوانات و الأشجار والطيور وكل المخلوقات كل حسب كيفيّته و عالمه وكينونته و غرائزه. و إن لا صعب عليكم دين الله الحقيقي و ليس هذا المزور المنتشر في البلاد من قبل عمائم الجهل و الخسة؛ فنرجوا إن أحببتم المساهمة على الأقل في نشر أهمّ قضية أو مبدأ آمنت به الفلسفة الكونية و ذلك بوجوب عرض و نشر هذا البيان لتعريف العالم بآلحقيقة المظلومة في هذه السنة الجديدة التي بدأناها في عام 2026م لتحقيق سعادة آلبشرية بدل الشقاء و الحروب و الكراهية المنتشرة و التي يعانونها الآن بسبب الأحزاب و الوزراء و النواب و كل مسؤول حكم منذ سقوط الصنم صدام, و بذلك لتغفروا ذنوبكم بذلك و بإذن الله. و بآلضمن أشكر الجميع لتنامي وعيهم و تبنيهم لعملية التغيير الكونية التي نسعى لها منذ نصف قرن و نحن نواجه الحروب المختلفة من آلأعداء و ممن إعتبرناهم أصدقاء بسبب مشاركتهم للباطل في أكل الحرام و سرقة أموال الفقراء ليصل العراق لحال يرثى لها حتى من قبل كبار قادة الإستكبار و كذا الأفارقة و الأفغان! ولا يتحقق مضمون هذه الرسالة الكونية العظيمة بآلمكر و التعصب و القوة, أو من خلال مقالات وبيانات وتواريخ عبر الأعلام وصفحات الفيس فقط؛ إنما يتحقق الهدف بشكل فاعل من خلال تشكيل المجالس والمنتديات الفكرية والجامعية و الأكاديمية و العبادية و حتى داخل بيوتكم إن منعكم السلطات الحكومية الغاشمة و التي أعلنت بعضها بمتابعة و سجن كل من يتهجم على النظام, و إن المفكرين و المثقفين هم الأعلم للقيام بذلك عبر جلسات دورية أو تجمعات ممنهجة من قبل كل من له إمكانية ثقافية و فكريّة و علمية عبر كل المنصّات المتاحة حتى منصّة البيت و هو أضعف الأيمان, و أنتم أيها الأعزاء الهادفين في حياتكم أهل لذلك, لأنكم لستم بشراً مجرّدين همّكم جمع الأموال و كما يفعل الآخرون, لملأ البطون بآلحلال والحرام و الشبهة ثمّ تفريغه ليلاً في بطن عاهرة أو مؤمنة, بل أنتم أهل الحقّ و الفضيلة و قادة الفكر و الأدب و الأخلاق في البشريّة, و تحملون همّ ثقل جواهر الفكر و الفلسفة التي سطرها أسياد الفكر وأساطين العلم والفلسفة من النّخبة المُميّزة في العالم, لهذا عملكم هو عمل الأنبياء العظام؛ و ليس مجرّد عمل هندسي أو طبي أو فني زراعي أو صناعي .. بل أعظم من كل ذلك بإمتياز حتى من عمل المراجع لهداية الناس و الطليعة المثقفة لنجاة الناس بالفكر والوعي لا بآلأوهام و خزعبلات "المُوامنة" و بآلتالي ضمان سلامة آفاق المستقبل لتعميم الأخلاق و السلام و لتقليل العنف والحروب والصراعات على الأقل بسبب إختلاط الحقّ مع الباطل وتمرّد الحكومات على حقوق الناس, لأنّ فلسفة الحكم باتت عند آلجميع بإختصار لضرب الأموال و الرواتب و الحصص حيث ما أمكن من دم الفقراء و المعدمين و بلا رحمة بسبب جفاف القلوب و تعاظم النفوس الملوثة و المريضة .. لذا سعينا و سهرنا و جاهدنا كثيراً على مدى 70 عاماً للتمهيد إلى تطبيق آلعدالة آلتي تتطلب أوّل ما تتطلب؛ إتحاد المثقفيّن و الأعلاميين مع آلمفكرين وهكذا المفكرون مع الفلاسفة الذين وحدهم منبع الحكمة و إنتاج الفكر وصمام الأمان لتحديد خارطة طريق لمسار السلام والسعادة العالمية عبر (الهيئة العليا لفلاسفة ألعالم) بإشراف هيئة الأمم المتحدة و التي نأمل لتكون مؤسسة ضامنة لنشر العدالة, حيث نأمل بتأسيسها عاجلاً, لترشيد أسس النظام العالميّ و تحديد القوانين العادلة لإتمام المهمة الكونيّة - الأنسانية بأفضل وجه - لتلافي وقوع المزيد من الظلم من الحكومات و الأحزاب و المرتزقة من حولهم بجميع مسمّياتهم لجهلهم بآلجمال و الحكمة و بفلسفة الحكم علماً أنّ هناك لجنة ضمن تشكيلات الأمم المتحدة تضم مختصين لدراسة الأحداث و الوقائع و تحديد حلول أولية لها, لكنها ليست مستقلة و تتبع مصادر التمويل و الدعم عادة, فليس بمقدورهم أو بمقدور من يمتلك مجرد شهادة جامعيّة أو حزباً سياسيّاً أو حكومة مركزية؛ أن يصبح رئيسا أو مسؤولاً أو عضو برلمان أو وزير أو رئيس ناجح هادف, لحل المعضلات الكونية المعقدة حسب عقله الصغير أو عقول عامة الناس حتى لو لفّ أكبر عمامة على رأسه الفاسد .. وهو يسعى لمصالحه بآلدرجة الأولى, بل ولا بُدّ و أنْ يكون صاحب ضمير و مثقف أكاديمياً و دينياً و فلسفياً كونياً بإعتبار الدِّين عِرق دساس و فاعل لا يمحى بسهولة و يتدخل في كل تفاصيل القرارات, و يا ليت المسؤول و الرئيس يكن مُفكرأً أو فيلسوفاً كما أكّد أفلاطون وأرسطو و غيرهم على ذلك, وإلاّ فهو الفساد والجّهل الذي سيستمر لتدمير العالم و جعله غابة للوحوش لأنّ : [ألجّهل أصل كلّ شرّ] فما يجري في بلادنا و العالم سببه الجّهل و قلّة الوعي و الطامة الكبرى أن الناس أو ربما أنصاف المثقفين يعتبرون كل من تخرج من معهد أو جامعة وحده القادر على إدارة المؤسسات والحكومات و من هنا يبدأ الفساد والفشل لأن الشهداة مهنة لأداء عمل! و سبب هذا التفكير الساذج و الخطير هو؛ عزوف الناس عن القراءة والوعي, خصوصاً (بعد ما رآى"الناس" بأن المُدّعين تركوا العمل بما علموا), و بتعبير أدق خصوصا للشعوب التي رأت مدعي الدين و الأحزاب فيه يسرقون بلا حياء و هم يدعون الأيمان, ليؤدي ذلك إلى إنتشار الجّهل و الفساد و سقوط الأخلاق وإنتشار الطبقية مع إستمرار تسلط الأشرار و الطواغيب على مقدّرات البلاد لتتفاقم المحن والظلامات وتتعقد الحياة و الفوضى و الحروب و العنف و الشقاء ليواجه العالم أزمات حقيقيّة كما هو حالنا, حيث يوجد مليار من البشر يعيشون في خط الفقر مع 50 مليون منهم يعيشون تحته, بينما خيرات الدّنيا الحالية تكفي لإشباع ثلاثة أضعاف نفوس العالم. ألحلّ الجذري لذلك؛ له مخرج واحد, هو : نشر ألفكر و المعايير الفلسفيّة الكونيّة إلى جانب (الأصول ألإبراهيميّة العشرة) التي وردت في الكتب السماوية الثلاث؛ (القرآن و الإنجيل و التواراة) و التي تحدّثنا عنها في بيان العام الماضي 2025م كأساس لتحديد القوانين العادلة المطلوبة لتلافي الطبقيّة و بغيرها؛ فإالشّعوب ليس فقط لا تُحقّق ألحدّ الأدنى من فلسفة وجودها و سعادتها؛ بل ستُواجه الفساد و المردودات السّلبية - العكسيّة و ألوان الشقاء و البلاء و كما هو الواقع في معظم بلدان العالم الثالث و الرابع و الخامس, و ممّا يزيد الطين بلّة هي المنابر التقليديّة و الأعلامية الأهلية و الحكوميّة المحدودة, لخدمة أهداف أدّت إلى تشويه ألقيم و الوعي لعموم الناس لينتقل العالم من سيئ إلى أسوء, و يكفي متابعة حلقة حوارية من الحلقات الأعلامية العديدة التي تعرض يومياً موضوعات تقريرية أكثرها عبر الشاشات لترى إلى جانب ذلك مدى فساد و إنحطاط الأدب و الأخلاق في أوساط من يدّعون الدّين و الثقافة و الأدب و العلم و الأعلام!؟ ناهيك عن إنحطاط و سقوط أخلاق عامّة الناس بدرجات متفاوتة, هذا رغم التطور التكنولوجي و النانوي والذكاء الصناعي و حتى القيم في الغرب, فآلبيان الكوني لهذه السنة المباركة يحثّ على تحديد القوانين و المواصفات الفنية على كل صعيد و أختصاص حسب المواصفات العالمية, و ذلك بآلبحث المقارن بين الدساتير و المواصفات الفنية لأهم دول العالم كآليابان و أمريكا و ألمانيا و كندا و إستخراج الأمثل من بينها للعمل على متونها و تفعيل قوانينها كنظرية لتمكيننا من العمل على أساسها, و يجب توحيد (المواصفات) المستخدمة لتسيهل و إسراع عملية البناء و الإستدامة بين الصناعات المختلفة, لأن إختلاف الأستندارد في المفاصل الرئيسية تكون مكلفة و تبطئ من عملية الأنتاج و الأدامة, و هذا الأمر موجه لجميع أنظمة و شركات العالم لتوحيد أمرها لفعل ذلك كي لا يكون مكلفا للمستهلك و المواطن المستفيد من ذلك المنتوج, هذا إلى جانب تفعيل المشتركات الأنسانية التي ستحل الكثير من المشاكل الخلافية و الاخلاقية و يغني العمل المشترك في مواجهات تيارات الإلحاد و الفساد و الطبقية و الجهل الذي هو أساس كل شرّ و بغيرها سيستمر إنتشار الفساد والجهل و تدمير العالم لغياب الضمير و الوجدان و العدل والأيمان بآلغيب. فيما مضى عرضنا أهم المحاور التي كنا قد أشرنا لها سابقا في مجال الاعمار و البناء و الإنتاج, فإنها ما زالت معلّقة و مجمدة بلا تنفيذ من قبل الحكومات المتسلطة بآلمال السلاح الحرام لأنحرافها و جهلها و نواياها المغرضة, لذلك لم تنفذ ما ورد في مضمونها لفقدانهم إلى فن الأدارة و العلم و مضمون الحقائق و القوانين؛ و قد أشرنا لها سريعاً و أكّدنا عليها مرّة أخرى ببيان تفاصيل هامّة لتطبيقها بسهولة و يسر .. و تجذر الإشارة إلى أنّنا حدّدنا أيضا سؤآلاً محوريّاً طرحناه في بيان العام الماضي كان مضمونه: [كيفَ يُمكن بهذا الوضع الكارثيّ إستقامة الدول بل و العالم كله بتطبيق العدالة و محو الفوارق الطبقية لأنهاء الظلم لإنهاء الحروب والفوضى و الفوارق الطبقية؟]. بل حدث العكس للأسف؛ بأن تضاعفت و تفاقمت الأوضاع بهذا الشأن, ففي العراق وحده وصل عدد (الترليونية) لأكثر من 50 شخصاً, و عدد المليونيرية لأكثر من 500 مليونيراً خصوصاً الرؤساء و المنتمين للأحزاب الدّينية و الوطنية و القومية و العلمانية وحتى الحوزوية في كربلاء ..., بإستثناء الحزب الشيوعي و هنا المفارقة, فآلكافر بنظري تبيّن أكثر نزاهة و أمناً و إيماناً و إخلاصاً من المدّعين بآلدِّين و الدَّعوة و النزاهة؛ سواءاً الشيعة منهم أو السنة أو غيرهم للأسف, و كأنهم إستخدموا الدِّين و المذهب و الدّعوة غطاءاً للثراء و لمآربهم الشيطانيّة ليخربوا بآلمقابل كل شيئ حتى أزالوا الثقة بين الناس أنفسهم, و بين الحكومة و الناس من جهة أخرى, بحيث بات الدولار هو الرب الحقيقيّ الحاكم بين الجميع, لهذا إستطاع الساسة والمتحزبين شراء ألأصوات في الانتخابات الأخيرة بآلمال الحرام وبسهولة لفقدان الوعي و الثقافة في العراق, و بسبب الجّوع المنتشر بين أكثر من 11 مليون تحت خط الفقر إلى جانب الجهل المسيطر على الجميع, بسبب خراب البلاد و فقدان التربية و المستشفيات و الخدمات و الدواء و العلاج! يضاف لهم بحدود 6 ملايين من المتقاعدين المساكين الذين رواتبهم لا تكفي لعلاجهم و إجارهم و دوائهم. و لكون (الجهل أصل كلّ شر)ّ و كما إتفقنا سابقا و شهدناه عملياً , و قد نبهنا عنه المعصوم(ع) بكونه(الفقر) يجلب معه الكفر بشكل طبيعي؛ فأنّ حلّ مضمون ذلك السؤآل الذي عرضناه(بخصوص إستحالة إستقامة الشعوب مع الفقر)؛ فلا يمكن أن يتحقق الخير و العاقبة الحسنى بوجود دعاة البعث و الدين و غيرهم من الفاسدين ما دام آلرّؤساء و المُشرّعون وآلقضاة والمسؤوليين والوزراء و النواب والمحافظين والمُدراء و حتى الموظفين و بعض "آيات الله" و تصرفاتهم المجحفة بآلحقوق الشرعية لمصالحهم و لعوائلهم بغير عدل؛ لذلك رفع الله الرحمة عن شعوبنا و إبتلانا بحكام أقل ما يقال عنهم جهلاء و ظالمين, لأنّ أثقفهم لا يعرف حقيقة الوجود ولا حقيقة الله ولا الفكر ولا روح الدّين و لا الثقافة وفلسفة الحياة و علة الخلق و دور المحبة والمعرفة في تحقيق مراد الله من الخلق, لأنهم الحكام و القضاة و المسؤوليين؛ تجاوزوا كلّ الحدود, بحيث بدؤوا يضايقون اهل الفكر و التقوى و يُكفّرونهم و يخنقون أصوات المفكرين و الأعلاميين الأحرار و الفلاسفة قبلهم, كما لا يريدون أساساً مجرّد معرفة الحقّ من قبل الناس و جواب تلك الأسئلة؛ لذلك فإن الظلم و الفوارق الحقوقية و الطبقية و الفوضى سيشاع حتماً بسبب ذلك مع شيوع لقمة الحرام والفوارق الطبقية والحقوقية والأجتماعية و الخدمية بين طبقات المجتمع, ليستمر بناء القصور و الأمبراطوريات المالية و المقاطعات الزراعية من دم الفقراء وتبريرها بِألف دليل ودليل جاهز وبلا حياء أو ضمير (لأكلِ الدّنيا بآلدِّين) و باسم الله والوطن والشهداء وقائدهم الشهيد المظلوم محمد باقر الصدر و(الفلاسفة) و كأن الدّنيا ستبقى لهم للأبد و لا آخرة و لا وجود للحساب و الكتاب و كما كان يفكر كل الحكام الظالمين ممن سبقوهمو بينما دعاة الله الحقيقيين في زمن صدام كانوا يوزعون رواتبهم على عوائل الشهداء و الفقراء ليبقى كل الشهر تقريباً يستدين من هنا و هناك بعكس هؤلاء العملاء و المرتزقة الذين قست قلوبهم و إنمسخوا!؟ و لذلك - أيّ للأسباب أعلاه - لا يُمكن للناس أن يهتدوا و يستقيموا بطريق الحقّ و الوحدة بعد الكثرة بسبب هؤلاء الأجلاف الذين أساؤوا لسمعة الشيعة و أئمتهم و علماؤوهم الأخيار, و لم يعد هناك من يجاهد للعدالة و آلتمهيد لظهور آلمنقذ الموعود الذي لا يحتاج سوى لـ 313 مؤمن صادق في هذا الواقع الأليم الذي تعجّب منه حتى الكفار و الشياطين, و كما صرّح بذلك رئيس أكبر دولة في العالم قبل شهر تقريباً من صدور هذا البيان مع عامة الجماهير التي شهدت فساد و نفاق الأحزاب و المتأسلمين و الوطنيين و القوميين!؟ و قد تأكد لدينا هذا الأمر المشين المعيب جداً ؛ بعد أعلان أحزاب السلطة الأطارية و المليشيات بأنهم يرحبون بكل القرارات الأربعة عشر التي أصدرها الرئيس ترامب و فرضها على هؤلاء المنافقين العملاء! إننا نعتقد بأنّ العلّة وجوهر المشكلة القائمة في الأرض تكمن في آلذات الأنسانيّة و آلتكوين المعقد للبشر آلذي أصرّ البقاء على بشريته دون الأنتقال لفضاء الحرية بالتخلص من 33 صفة سلبية ترافق البشر منذ ولادته على الأرض ولا يثر عليها ليُمحيها للتخلص من الحالة البشرية تمهيداً للبدء بالتنمية البشرية و من ثمّ المدنية والصناعيّة والزراعيّة التي لا بد وأن نحققها لنصل آلمرحلة الآدميّة التي معها تبدء التنمية الحقيقية و بآلتالي الرّقي وآلأستقلال و الرفاه و العزة. ألمشكلة آلتّكوينيّة للبشر هي في الأصل المُرّ المكوّن من "صلصال من حمأ مسنون" لها صفات سلبيّة عجيبة و روائح غريبة إستقرت في كل خلية وفي أعماق هذا آلموجود الذي يكتنف الجّهل و التناقض و التباين في سلوكه و فكره و نهجه و هو يتكأ على ذاته السيئة دائماً و التي تختلق الأعذار و المبررات للأنتصار لها دائماً, لذلك هناك محنة كبيرة مع هذا المخلوق الغريب المجهول بسبب تلك العقبة الكأداء, فآلدّيانات و المذاهب جميعها لم تفلح في ترويضه رغم إنّ الباري أرسل أكثر من 124 ألف نبيّ مع الأوصياء و الأئمة و الشهداء و الكتب السماوية و المعاجز المختلفة لهدايته, لكن دون جدوى و كما نرى نتائج ذلك في كل البلاد و العباد و لدى الكبار و أعاظم الديانات, ولا أريد الأفصاح عن تلك التي يفعلها القساوسة و الحاخامات و بعض مراجع الدين للأسف الشديد بلا حياء .. فهل بعد هذا الفساد فساد أكبر يا عباد الله المؤمنين بآلحق!؟ إلى جانب ذلك عجزت دساتير أنظمة في كل آلدول و الأمبراطوريات القائمة لحد اليوم سواءاً الديمقرطية منها أو التوليتارية أو الإسلامية من تغيير و إستقامة هذا البشر, بل برهنت بأنها عاجزة عن تحقيق ذلك أيضاً, بل ما حقّقتها للآن كان سلبيّاً, من خلال دعم الفاسدين للسيطرة على مقدرات الشعوب والأمم لمنفعة الطبقة الأقتصاديّة الحاكمة في المنظمة العالمية و آلمتحاصصين معها الذين يحاصرون ألأنسان خصوصاً المثقف والمفكر منهم بدم بارد لأنهم الشمعة التي تضيئ الطريق أمام الناس ضد الظالمين! محنة البشر تكمن في أنّ (الشّر أصل متجذّر لا يتجزأ من وجوده) و يلد مع فطرته, و عليه أن يتخلص منه بآلتخلص من آفة الشهوات و الطمع, و هو الأمتحان الذي على أساسه يتقرّر المصير, إما بدخول الجنة أو النار .. لهذا حين إعترض الشيطان و الملائكة على خلقه و كان إعتراضا وجيهاً في الحقيقة, لكنه تعالى لم يُصرّح بجواب صريح لتعاظم الأمر الذي شهدنا جانبا منه في حياتنا التي لم أرَ راضياً قانعاً فيها إلا ما ندر ! و لقداسة الملائكة و عبوديتهم الصادقة الطاهرة؛ سكتوا و قبلوا بذلك (الجواب المبهم) عندما ختم الله تعالى الموقف بقوله: [إني أعلم ما لا تعلمون], فهل هو أسماء اهل البيت(ع) و صاحب الأمر(ع) الذي سيظهر و يؤسس دولة العدل!؟ أم إنه أسماء المخلوقات التي سنشهدها أو قسماً منها؟ أم شيئ آخر لا ندركه, و يحتاج لأزمان قادمة كي تُعرف!؟ و ايّا كان الجواب؛ فأسرار الله و فعاله المقدسة كثيرة والله الأعلم!؟ و هكذا لم يعلم الملائكة ولا آدم ولا غيرهم حقيقة آلسبب في خلق هذا البشر "المذنب" و معه المخلوقات الأخرى, خصوصاً بعد ما بات مصدراً للظلم والفساد و إستضعاف الفقراء و تعميق الطبقيّة ليفسد العالم بجهله و شهوات و نبذ المعرفة التي هي السبب الرئيسي لخلق هذا الأنسان الذي باتت (المعرفة) و (العرفاء) من ألدّ أعدائه للأسف, حيث ورد عن الأنبياء كنص في بيان مراد الآية الكريمة التي أشارت إلى أنّ؛ [ما خلقت الجنّ و الأنس إلا ليعبدون] بكون المراد من العبادة المعرفة لا غير. يعني : [ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعرفون] حسب أدق التفاسير الواردة عن أهل البيت(ع)! إذن (المعرفة) وحدها بإعتقادي تتضمن جواباً قريباً جدّاً من مراد الله تعالى!؟ وبآلتأكيد الجواب ليس سهلاً لو عرفنا بأنّ الدرس ألبليغ والسّر الخافي لقصة يوسف(عليه وعلى نبينا السلام)؛ يتركّز حول معنى (العشق الحقيقيّ) الذي يفترض بآلأنسان معرفته و الوقوف عنده, بعد معرفة فرقه عن (العشق المجازيّ) الذي من الصّعب جدّاً تجاوزه كشرط للدّخول في الحقيقي), لأنه الأنسان أسير شهواته و ذاته التي لا تنفصل عنه إلا بآلموت, حين تتحرّر الروح من سجن الجسد,و إلّا ما كان يوسف يهمّ بزليخا هو الآخر بينما كان .نبيياً و إبن نبي, و تلك قصة يجنح لها كل صاحب قلب شفوق مُحب للجَّمال! بطلة القصة عاشقة صابرة بإسم زليخا, ملكت إمبراطوريّة عظيمة و جيشاً عرمراً .. و محنتها تتلخص في أنها لم تلتقي بمعشوقها بعد وقوع الحادثة المشينة داخل قصرها .. سببها الجمال الظاهري و حتى الباطني للنبي يوسف(ع) الذي أبهر زليخا حدّ الجنون, حتى إنها هدرت ماء وجهها و مكانتها و صارحت كل نساء الأعيان وحتى العالم كله بشجاعتها و بصدق حبها و بلا أقنعة أو حياء من فضيحتها, لأنّها كانت تبحث عن عشقها الحقيقيّ عن طريق ذاتها و عقلها الباطن بعد إنقطاعها و الناس عن الأصل! و حين إبتُليت بأكبر فرعون حكم الأرض, بعد هبوط أبيها من الجنة, ثمّ إبتليت بهذه الدنيا "اللعينة" كما نحن الآن,و وسط أناس يعبدون كلّ شيئ إلّا الله! يعبدون المناصب و الدولار و الشهوات والعلو و الأصنام التي لا تعد و لا تحصى اليوم بعد ما كانت محصورة على (اللات و العزى و سواع و يعوق و نسرا) زمن الجاهلية .. نعم الناس خصوصا اليوم يعبدون كل شيئ إلا الله تعالى, لفقدهم العشق الحقيقي و إبتلائهم بآلعشوق المجازية العديدة, حقاً إنها اليوم نهاية الدّنيا بعد ما ضجر و تمرّد حتى الشيطان من فعال هذا البشر اللعين المنافق فأعلن إعتزاله بسببه, بعد ما باتت الاحزاب التي تدعي إسم الله و حزب الله و دعوة الله و التّديّن و الجهاد ... للأسف ؛ تفعل ما لا يرضاه حتى الكفار و المعاندين شرقاً و غرباً و فوقهم جميعاً آلشّيطان الرجيم نفسه! و إلّا هل هناك مَنْ له القليل من آلعقل أن يُصدّق بأنّ تلك الأحزاب و المليشيات خرّبت أخلاق عباد الله و ذاك القليل من الأدب الذي تبقى معهم بعد صدام الأشر؛ ليبدء سرقتهم .. بل وفوق ذلك؛ مزقوا حياة الشباب بتجارة المخدرات و الكبتاكون و الحشيشة من قبل حزب الله لتسديد أجور "جهادهم" ضدّ العدو, و هكذا حطموا مستقبل الأجيال القادمة, بعد ما تبيّن بأن نصف الحزب جواسيس لربهم الأوحد الدولار !؟ أية دنيا زائفه هذه!؟ و أيُّ مجاهدين و علماء .. هؤلاء الذين لا يعرفون بدقة الحقّ و الباطل, و حتى سبب وجودهم و كيفية تحقيق السلام و الرضا و المحبة بين الناس!؟ و أيّة شعوب منحطة فكرياً و دينياً و ثقافياً و أدبيّاً و أخلاقيّاً, بل و إنسلخت عن حقيقتها فإنمسخت .. حتى باتت تتبرع بقوت أطفالها لدعم أؤلئك الفاسدين المنافقين بإسم الله و حزب الله و عين الله و دعوة الله و... إلخ, بينما بعض قادتهم كانوا يستخدمونها للترف و المرح و الفساد بلا حياء!؟ إنهم أناس قد يعرف بعضهم كل شيئ إلّا الجمال و الحُب .. و فرقه عن العشق الحقيقي و تلك قصة أخرى أشرنا لها في بيان العام الماضي, و هكذا الصدق و فرقه عن الكذب الذي يُفقِد صاحبه تمام الدين و النزاهة و الأمانة و الوفاء لمجرد ما ينسى الله و يتناول أول لقمة حرام !؟ لذلك وبعد ما إتّحد البشر مع قائدهم آلشيطان للحصول على مرامهم عبر الرئاسة و الحُكم والدّولار والشّهوات والتسلط و جمع الأموال بسرقة الناس و ظلمهم, بحيث قيل : (إنّ الشيطان و ربما (الكثير من الرؤساء التابعين له) قد إستقالوا من مناصبهم و ممّا تعهدوه] أمام الله تعالى بعد حسده و تكبّره و رفض السجود لآدم ثمّ إخراجه من الجنة, و بعد ما رآى حال وفعال وعجائب ما فعله هذا البشر الذي يستميت للأنتصار لذاته دون الحقّ و عدم سعيه للتخلص من (الأنا) و التحرّر في عالم الوجود الرحب و من الحكومات, التي تستقتل على الكراسي و المناصب للمال الحرام!؟ فهل من سبيل للتخلص من هذا المصير الخطير أو تحجيمه على الأقل ببث المعرفة للقضاء على الجهل الذي وحده سبّب كل شيئ كما أشرنا آنفا؟ إن كتابنا الموسوم بـ: (ألمشكلة التكوينية للبشر) و (محنة الفكر الإنساني), و المنشور على (موقع نور كتاب) و كذلك تقريرات الفيلسوف شوبنهاور لكونه (فيلسوف الذات)؛ خير مجال و وسيلة للتعرف على خ هذا البشر الذي يجب عليه أن يسعى لعبور حالته البشريّة بالتخلص من 33 صفة مشينة للعيش كإنسان سويّ له مميزات إيجابية للتعامل مع الناس, تمهيداً لوصول الحالة الآدميّة التي تجعله عبداً مؤمناً متواضعاً و متّقيا و عارفاً محباً لله و للخير, ساعيا لهداية البشر نحو معرفة الله و عمل الخير فقط! وقبل معرفة ماهية الذّات الأنسانية ومتعلقاته, عليه أن يعرف؛ تفاصيل محنة البشر؛ بمراجعة كتابنا الموسوم بـ : [محنة الفكر الأنسانيٍّ] في (موقع نور) و غيره عن لسان فلاسفة العالم لا غيرهم, لأنهم الادرى به. ودعوني أذكّركم ببحث واحد من تلك آلقصة(التي تعتبر من أحسن القصص) تتعلّق بآلسيدة زليخا .. بل بمغزى القصة كلها.. تلك المرأة الملكة الفاتنة زوجة العزيز التي أحبّها يوسف و أحبّت يوسف (ع) حبّاً عجيباً مَلَكَ قلبها و وجودها بحيث ضحت بكل شيئ بآلمنصب و المكانة و السمعة والمال و المجوهرات وآلشرف ووو ....، حتى كان ذكره - ذكر يوسف - لا يُفارقها، و صورته على الدّوام لا تغيب عن مخيّلتها فقد تيمّنت به. لكنها حين قطعت أشواطاً في مدارج الحب المجازي الغامض؛ أدركتْ أنّ حُبّ يوسف لم يكن حقيقيّاً بفضل المعشوق و إشفاقه عليها .. حيث كان حجاباً بينها و بين الله تعالى، عندها قلبت ذلك الحُبّ إلى حبٍّ لله وحده, و إتّخذت جانباً من قصرها تعبد الله تعالى تاركةً كلّ شيئ في الحياة لا فقط يوسف الصدّيق، حتى أصبحت تعبد الله بعشقٍ ولذّة يفوق عشقها ليوسف و للمُلك و المال و الجواهر و المنصب بمراتب عديدة. رُوِيَ أنّها لما بلغت من العمر عتيًّا و أصبح يوسف ملكاً على معظم بقاع الأرض، كانت هي أنذاك قد فقدت كلّ شيء و تركت ما كانت عليها من الفخامة و الحشم و الخدم, و رفضت حتى مقابلة يوسف يوم زارها في باب غرفتها المعزولة لأنها كانت مشغولة بعبادة الله فعظم الأمر في نفس يوسف, متسائلا مع نفسه عن السبب الذي إمتنعت (زليخا) من إستقبالها, و في النهاية رجع خائباً لقصره، و حدث أن رأتْ زليخا يوسف في موكبه الفخم ذات مرة و قد بات ملكاً لمصر و توابعها، فقابلته و هي في طريقها قائلة : [الحمد لله الذي جعل الملوك عبيداً بمعصيتهم، و جعل العبيد ملوكاً بطاعتهم]!؟ فسألها يُوسف: (كيف حالك يا زليخا)؟ فأجابته بعيونٍ ثاقبة و قلب مطمئن، و ضمير ممتلئ بحُب الله و عشقه قائلةً: (يا يُوسف، لا تسلني عن حُبّ آلدّنيا و ما فيها، فقد نزع الله حتى حُبّك من قلبي، و ملأهُ بحُبهِ الذي أشعر معه فقط بآلراحة). و آلآن أيّها الإخوة في كل الأرض: هل أدركتم سرّ التحوّل من العشق المجازي – المادي - الدّولاري المحدود و المحسوس .. إلى العشق الكونيّ الحقيقيّ الغير المُتناهي الذي وحده يُغنينا و يسعدنا؟ اليوم و في زمننا هذا رأيتُ العجب العُجاب من تصرّفات المدعين للمعرفة و لعشق الله تعالى!؟ رأيت كيف ينافق ألمؤمن و يستغيب لكنه يلوي عنقه أمام الطغاة لأجل منصب وراتب و جاه!؟ رأيت كيف يذلّ المؤمن الرّخيص نفسه أمام الطغاة لأجل الدّولار و المنصب والمال الحرام!؟ بل و رأيت كيف يُنافق و حتى يحتال لتخريب العلاقات بين الأهل و الأصدقاء مستميتاً لذلك!؟ شهدتُ بنفسي كيف إنّ البعض مِمّن يدّعي الدِّين و الجّهاد و الصلاة و التأريخ و التعبد لله تعالى؛ رأيتهم كيف حنوا رؤوسهم مذلّين أنفسهم للحصول على منصب أو مسؤولية أو مدير أو وزير وهو يبحث على واسطة أو تعريف ليسرق المشاريع و الأموال الحرام بكلّ ذلّة و خيانة لأهل الحقّ وعلى حساب الحقّ و قوت الفقراء!؟ رأيتُ و ياليتني لم أرَ الكثير مِمّن تصوّروا أنهم صاروا مُتميّزين و قادة و وزراء أو رؤوساء فأصابهم الغرور و آلخيلاء و ثارت شهواتهم ليتكبّروا و يفتخروا بآلأموال و آلمُمتلكات التي حصلوا عليها بآلحرام, معتقدين بأن تلك الأموال ستخلدهم و تعظّم شأنهم !؟ يا للغباء و الجهل المركب لدى هؤلاء المنافقين !؟ و أقسم لو أنّ هؤلاء كانوا قد قرؤوا ولو صفحات من تواريخ أؤلئك العظام من الأنبياء والفلاسفة والأوصياء؛ لما سمحوا لأنفسهم أن يشربوا قدح ماء إضافي, لأنه ليس من حقّهم, ولكن كلا و ألف كلا .. فآلعدو الأوحد لهؤلاء و أمثالهم هو الفكر و الثقافة و العرفان بشكل خاص, لهذا لا توفيق لهم بمثل تلك الشهادات الكونية .. فتلك (زليخا) التي كانتْ تَرى (يُوسف الصديق) مَلَكَاً لا مَلِكاً فقط و أجمل خلق الله و أعقلهم بينما كانت ملكة مصر و زوجة فرعونها؛ رأت في نهاية المطاف ربما لصدقها و إخلاصها أو سرّ بينها و بين الله؛ أنّ حُبّ الله أجمل و أفضل من كلّ حب و جمالٍ وفيه الراحة فقط, بينما كل حب آخر عذاب و مهانة و خسارة تراه العين؛ حب الله لهُ لذّة خاصّة لا يتحسّسها المؤمنون التقليديون .. سوى العشّاق المُتيمون كآلأنبياء و الأئمة و العرفاء كالتبريزي والنيشابوري والحلاج و با يزيد البسطامي و غيرهم كثير لقد علّمَنا العرفاء عبر التأريخ؛ دروساً عظيمة كأئمتنا العظام مثل عليّ و إبناه الحسن و الحسين عليهم السلام و أحفادهم الذين نجهل عددهم و أسمائهم لأن جميعهم تشرّدوا في بقاع الأرض بسبب الحكام و السلاطين, و هكذا العرفاء الذين صمدوا أمام السلاطين حتى أمام أوليائهم و رفضوا حياة الرخاء و الإمبراطورية و الحشم و الخدم كآلسّلطان بايزيد البسطامي والسّهروردي وإبن سينا و الحسين بن منصور وفوقهم جميعاً الخضر(ع) الذي تر كل المغريات و اللذات, حتى تكفّل به الله تعالى نفسه, بحيث صار موسى كليم الله أمامه مجرد نبيّ لم يرتقى للمقام الذي وصله الخضر(ع) و حتى آلكثير من الفلاسفة العرفاء و ممّن عاصرناهم كمحمد باقر الصدر الذي نجهل حقيقتهم و معاناتهم و تأريخهم و سجنهم و تعذيبهم و تذويبهم في زنزانات الحكام و الوزراء و المسؤوليين, كل ذلك بسبب طُلاب الدّنيا الذين داسوا على قِيَمِهِم و مبادئهم الكونيّة, بل و وقف الكثير منهم ضد نهجهم و شاركوا حتى في قتلهم بنحو من الانحاء. فمتى يفهم الناس و العراقيين خصوصاً و منهم المسؤوليين الذين غرّتهم المناصب و الدولار؛ هذه الحقائق الكبرى التي حدثت قبل مئات و آلاف السنين, بل أكثرهم للآن لم يقرؤوا و لم يفهموا ولم يعووا حتى صفحة من ملامحهم الكونية العظيمة التي أتوا بها و أمضوها بآلدم من قبل مَن عاصرنا من العرفاء والفلاسفة و في هذا الزمن ؟ فبدون نهجهم سيتحوّل الجميع إلى هارون و نبوخذنصر والحجاج وقارون و صدام و نهيان و حمدان و برزان وووأمثالهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون!؟ كم من الوقت و الزمكاني نحتاج لندرك أبعاد و أسرار تلك القصص العرفانية الربانيّة التي وحدها تمثل سفينة النجاة في دُنيانا و آخرتنا, لنُعلّمَ أبنائنا و أحفادنا عليها!؟ وهل ما أحاط بنا من المآسي و المحن و الفوارق الطبقية و الحقوقية و آلأجتماعية؛ هو بسبب عزوفنا و الناس عن القراءة و التفكّر, و لهوثنا على جمع المال و لقمة الحرام وآلتسلط بكل وسيلة ممكنة؛ و واسطة مذلة؛ و نفاق ؛ و تملّق و كذب, و هو لا يعلم لماذا يجمع المال, وفوقها في النهاية يُواجهون الذل والهوان والهزائم تاركين كلّ شيئ ليرجعوا إلى أصلهم كما أتوا عراة نادمين محمّلين بأعباء ما إقترفوا من الظلم بدار الذنوب؟ فتوبوا أيها الناس و من يدعي الجهاد و الدعوة و العمل لله لا لغيره .. لا للمنصب و الدولار و الدّنيا؛ توبة نصوحة لتفلحوا قبل الموت الذي سيُلاقيكم حتماً, فآلملك لله يحكم بينكم فآلذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم. لقد كنا نتأمل وكما عرضنا في بيان الفلاسفة لعام 2025م, أن يتحسّن وضع العالم عبر الخطط و البرامج التي عرضناها؛ لكن ساء حالهم أكثر فاكثر, بحيث وصلت حد الحروب و الفساد العلني و كادت أن تتحول لحرب عالمية و التي بنظرنا تأجلت لتشبّ خلال الربع الثاني للألفية الثانية, من خلال علامات واضحة, و منها إنقلاب المتأسلمون الذين يدّعون النزاهة و الزهد و الجهاد إلى مخلوقات خطيرة بسبب النفاق و الكذب و الفساد عموماً و الذي بات منهجاً بل فناً و تطوراً .. أو هكذا حاولوا تربية شعوبهم ليتطبعوا عليها, بل و يقاتلوا لأجلها بكل غباء و بشكل محيّر بات الفلاسفة الحقيقيون حيارى أمام ذلك التوحش الغير مسبوق, الذي أدّى إلى تشويه الفطرة البشرية! في عالمنا المعاصر و نتيجة فساد أكثر الحكام والدساتير في بلادنا و جهلهم بقضايا الأدارة و المفاهيم الأنسانية و الحياة الحيوانية و الكونية عموماً؛ بدأت البشرية تواجه تحدّيات غير مسبوقة تهدد حتى كوكب الأرض وحياة الإنسان و الحجر و الشجر والأحياء على حد سواء و على كافة الأصعدة؛ الاقتصاديّة والبيئيّة والاجتماعيّة لتُشكّل شبكة معقدة من المشكلات و التناقضات التي تحتاج إلى وعي و قوانين و عقول وتكاتف دولي عاجل لعلاجها و حلها قبلما تتفاقم أكثر يوما بعد آخر. ومع تطور التكنولوجيا و توسع الاتصالات وهبوط قيمة الأنسان، لم تعد الأزمات محصورة في مناطق محدودة، بل طالت الجميع بدرجات متفاوتة. وتتصدر القضايا الإنسانية مثل الفقر والتغير المناخي والأوبئة والحروب هذا المشهد القاتم، بينما تبرز مشكلات أخرى لا تقل خطورة مثل التمييز العنصري والعنف ضد الحيوانات، ممّا يتطلب التوقف والتفكير في سلوكياتنا وخياراتنا اليومية، وفيما يلي عرض لأهمّ إثني عشر مشكلة عالمية نعيشها اليوم بإيجاز مكثف و تحتاج لتصويب قوانين عادلة لحلّها و تطويرها و هي: ألفقر: الفقر لا يزال الجرح الأكبر في جسد العالم حتى البلاد الغنية نتيجة القوانين الظالمة التي لم تُراعى فيها العدالة و المساواة و حقوق الأنسان حيث يفتقر الملايين وفي أغنى الدول كآلعراق لأبسط مقومات الحياة وسط غلاء متزايد في الأسعار بسبب الفوارق الطبقية. التغيرات المناخية: الحرائق، وذوبان الجليد، والطقس المتطرّف و التصحّر، كلها دلائل على الكارثة التي نعيشها بفعل سلوك الإنسان وتجاهله لحقوق ألطبيعة و بشكل حاد, و سببها الغازات و التلوث و الكيمياويات المحطمة لحركة الطبيعة و مُخلّفات الصناعة و الحروب الشبه نووية. الأمراض: الوباء ليس مجرّد حالة طبية بل أزمة عالمية تُظهر هشاشة أنظمتنا الصحية وعدم استعدادنا للمفاجآت البيولوجية والحروب والإرهاب والعنف والصراعات لا تجلب سوى الدمار الذي يدفع الأبرياء ثمنه في عالم يفترض أن يتّسع للجميع بمعتقداتهم وثقافاتهم وقوانينهم. إساءة معاملة الحيوانات: الحيوانات ليست كائنات بلا إحساس أو أهمّية, بل لها وظيفة لكنها ضحيه لجهلنا وتقاعسنا بالدفاع عنها قانونياً و ضد الاستغلال. التلوث: البيئة تختنق نتيجة نفاياتنا وعبثنا؛ ما يُهدد مستقبل الحياة و الأجيال القادمة على كوكب الأرض إذا لم نتدارك الأمر بتصويب القوانين. العنصرية: التمييز على أساس اللون أو العرق والمذهب؛ لا يزال متجذراً في كل المجتمعات البشرية، ويتسبب بمعاناة لا مبرّر لها على الإطلاق. مخدرات: أخطر ما يمكن أن يواجهه البشر, هو الأبتلاء بآلمخدرات فعلاجه صعب للغاية و مرادف لمرض التوحد ويجب علاجه بآلعلم والفانون. الأغتصاب: جريمة تمزق النفس البشرية و تترك ندوباً لا تُمحى، وتتطلب قوانين أكثر صرامة و تعاطفاً حقيقياً مع الضحايا والنّتائج المصاحبة. تعاطي المخدّرات: الإدمان على الحشيشة والترياق و الكبتون؛ يسرق العقول ويدمر الأسر ويغرق المجتمعات في دوامة من الانهيار النفسي والاجتماعي. الإحتباس الحراري: ألشتاء يختفي؛ الجليد يذوب؛ حرارة الأرض ترتفع, و التصحر يتوسع ممّا يجعل الكوكب غير قابل للعيش فيه في المستقبل القريب. الفوارق الطبقية: بسبب الفوارق الحقوقية والطبقية في أنظمة الحكومة القائمة بين شعوب العالم نتيجة تسلط الأحزاب الظالمة بجميع عناوينها وأهدافها! إلّا أننا و بعد بحث و جردٍ و دراسات مختلفة من مراكز الرصد والتحليل و بعض الجامعات المعروفة توصلنا إلى أنّ : هناك خمس قضايا رئيسية مدمرة من بين تلك العوامل العشرة أعلاه ستُدمّر البشرية حضارياً و مدنيّاً و وجوديّاً, وتلك العوامل الخمسة المدمرة, هي: القضيّة الأولى: ألفقر وما يرتبط به من إفرازات بسبب الدساتير و القوانين التي يتمّ تصويبها من قبل المنظمة المسيطرة على إقتصاد و سياسة و منابع القدرة في العالم، و يكفي أن نعلم أنّه على الرغم من التطور التكنولوجي العالمي الحاصل ما زال قرابة 10 % من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع, و حالة يرثى لها, مع دخل يقل عن دولارين في اليوم! "Extreme poverty" ، كما يعيش حوالي 26 % من سكان العالم، أو حوالي 1.5 مليار شخص، في حالة فقر معتدل "Moderate poverty" ويُعرَّف (الفقر المعتدل) بأنه العيش على ما بين (1.90 دولار و 3.20) دولارات في اليوم. و يُمكن ملاحظة أثر الفقر في مستوى الحياة لدى معظم شعوب الدّول الأشدّ فقراً مثل بوروندي؛ جمهوريّة أفريقيا الوسطى؛ جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة؛ الصومال؛ موزمبيق؛ النيجر؛ ليبيريا؛ تشاد؛ أفغانستان؛ باكستان؛ ملاوي و غيرها. القضيّة الثانية: إنعدام الأمن الغذائي والذي تُعرّفه (منظمة الصحة العالميّة) بوجود نقص مستمرّ أو غير منتظم في الوصول إلى الغذاء الكافي لضمان حياة صحيّة سليمة، وهنا يُلاحظ على الصعيد العالمي، أن حوالي 300 مليون شخص في 60 دولة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، و يأتي على رأس أسباب تفاقم الفقر ومعه انعدام الأمن الغذائي؛ كثرة النزاعات المسلحة، والتغير المناخي، و التصحر والأزمات الاقتصاديّة و الفساد المالي. القضيّة الثالثة: الاستعداد والاستجابة لأوبئة محتملة في المستقبل، وقد نشّط هذا الهاجس ما حصل من أزمات كبرى بسبب أزمة كوفيد - 19 ""كورونا"، هذه الأزمة فرضت على الدول الشروع في تعزيز النظم الصحيّة، و تطوير أنظمة مراقبة قويّة للأمراض، و كذلك العناية بسلاسل إمداد الغذاء والأدوية ونحو ذلك. القضيّة الرابعة: الأمن السيبراني وهذا المهدّد هو الأخطر على مجتمعات المستقبل، و يتطلّب هذا المجال البدْء فوراً بتعزيز التدابير الأمنيّة التقنيّة، والتعاون الدولي وبناء شبكات محليّة متينة وآمنة ضمن خطط استراتيجيّة تتضمّن استجابة واضحة ومرنة للحوادث السيبرانيّة. القضيّة الخامسة: ارتفاع مستوى التوتّرات الجيوسياسيّة، وستكون هذه التوتّرات نتيجةً وسبباً؛ صنعته القضايا والعوامل السابقة، يُضاف لذلك ما يُمكن أن يحصل من تغييرات في موازين القِوَى العالميّة و منها الصراع في الشرق الأوسط، إذ من المرجّح أن تتزايد طموحات القِوَى العالميّة الجديدة ما يجبر الدول (الكبرى) على مراجعة وتقييم تحالفاتها وقدراتها الاقتصاديّة والعسكريّة لتشكيل شرق أوسط جديد و كما حدّد أساسه الخبير العالمي كيسنجر في السبعينات، كما يُمكن أن تشهد مناطق مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبيّة صعود قِوَى إقليميّة ذات تأثير جيوسياسي كبير بسبب النمو الاقتصادي والفراغ الجيوسياسي؛ ما يُشكّل فرصاً وتحدّيات لدول وشعوب أخرى. والحكمة التالية تُلخص و تدلل بوضوح على تفاقم الأزمات والقضايا المتشابكة التي طرحناها لفقدان الوعي, وهي : [الحمقى وحدهم لا يرون الحقيقة .. إلّا بعد أن تشتعل الحرائق]. لذلك و لكي نكون قادرين على مواجهة تلك الأخطار التي ستواجهنا, لا بد أن نرتقى لمستوى الأنسان الكوني المسلح بآلوعي الفلسفي لمقاومة الشّر و الأحداث و الكوارث العظيمة التي أشرنا لها في عشر نقاط مركزية, فهذا البشرمهما كان قوياً و ثرياً و رئيسا لا يستطيع مقاومة ذلك ناهيك عن علاجها, لكن من هو هذا الأنسان الكونيّ الكامل!؟ فمن هو الأنسان الكوني الكامل !؟ ألأنسان الكامل؟ الأنسان الكوني الكامل؛ هو ذلك الذي يُؤمن بآلغيب كما يراه لقوة بصيرته و عمق إيمانه و تقواه التي تكلمنا عنها في بياناتنا الكونية السابقة, و لا يقتصر معارفه و يكتفي بما يشهده عبر حواسه الظاهرية المحدودة, إنما هو في سفر دائم لأعماق هذا الوجود لكشف أسراره و مكامنه ليشخص القضايا الغامضة و يقيّم الأمور عبر الموازيين الكونية الشاملة ليحدد لها النظريات و القوانين التي تُهدي البشر نحو الخير بعكس القوانين و الدساتير الموضوعة في بلادنا و العالم و التي تزيد الطين بلة و الأوضاع خراباً و فساداً, بل قوانين تختصر كل ما أبدعه العلماء و العرفاء من قَبْل بحيث يتعدى قوانين أرسطو و أفلاطون و بودا و كنفشيوس و نيوتن و كوبرنيكوس و إبن حيان و آلبرت آينشتاين و قوانين الفقهاء بحيث تتوائم مع الخوارزميات و أكثر قليلاً .. و لا يستطيع أيّ كان من تفعيل ذلك مهما أوتي من علم و قوة و بصيرة؛ إنّما هو بإختصار؛ ذلك الذي يرى و يُحب لأخيهِ (إمّا في الدّين أو الخَلق) ما يُحبه و يتمناه لنفسه, و بكلّ تواضع فطري غير مصطنع و بشكل طبيعي, أنه ؛ الشخص الذي نصفه بآلمتواضع, لأنه تَأَدَّمَ بعد رياضات وجهد كبير! و مثله مثل الأمام عليّ(ع) الذي وصفه النبي الخاتم(ص) بأبي تراب, بمعنى أنّه تساوى مع أديم الأرض, لا كتفسير بعض الفقهاء؛ بكونه (ع) كان يستخدم التراب ليصنع وسادته, و هذا تفسير مجحف و بعيد عن الحقيقة؛ فعليّ العظيم حين يصفه النبي الخاتم بهذا الشكل لا يعني تلك البساطة و الشكلية و الظاهرية كونه كان ينام على وسادة من تراب, إنما الأمر أعظم و أعمق تحليلاً و أطول مدىَ! و العارف الكبير الذي قال : (سبحاني ما أعظم شأنيّ) قال له صاحبه؛ (يا هذا .. الرسول(ص) على عظمته قال: سبحان الله العظيم, و أنت تقول: "سبحانيّ ما أعظم شأنيّ")! أجاب ذلك العارف الكبير : (إنّ الرسول"ص" قد تحرّر من (الأنا), من نفسه و وصل لله تعالى, و أنا ما زلت أسير نفسي, و لم أصل لله تعالى, لذلك أعظمها و أدور حولها)! أن آلآدمي هو ذاك الذي سهر الليالي و تحمل ما تحمل من آلأذى و شظف العيش و المعاناة و ظلم الجهلاء حتى حطم حالته البشرية ليرتقى و ينتقل إلى الحالة الأنسانية ثمّ آلآدمية بعد ذلك, و هي أرقى درجة يصبح فيه آلأنسان آدمياً كاملاً, و هو ما حققه الأنبياء و الأئمة ليصبحوا أنبياء الله, ومَنْ وصل من الصالحين لمرتبتهم فيما بعد, فليس سهلاً أن تكون آدمياً, خصوصا في هذا العصر الممسوخ, قد تبقى من البشر, و قد تصل المرحلة الأنسانيّة, لكن نيل آلآدميّة شيئ آخر إنها آخر مراحل الأرتقاء الكونيّ. وبحسب ما وردنا عن النبأ العظيم بكون معرفة النفس من أهم المعارف .. فمن (عرف نفسه عرف ربه) و معرفة الرّب تعني معرفة القيم و أحياء الضمير و الحكمة .. منذ ذلك الوقت و قبله بقليل و بعد تحقيقات الفيلسوف (ألكسيس كارل) و (دايل كار نيجي) وغيرهم توسّع آفاق البشر, ثمّ تعلّم طرق الأنتقال من عصر إلى عصر و مرحلة بعد أخرى بسبب طبيعة العقل و حاجات كل مرحلة جديدة لتحقيق عالم متحضر و مسالم و متمدن و حر بعد عبوره لعدة مراحل تأريخية لعالم أفضل, كآلمرحلة البدائية والجليدية و الحجرية ثم الرعي و البداوة ثمّ مرحلة الزراعة ثم الرينوسانس و غيرها والتي قسّمناها كلّيا لستة عصور في مؤلّفاتنا الفكرية – الفلسفية, وكأن حدوث الطوفان زمن نوح كانت مرحلة فاصلة, ليبدأ من تبقى من الأحياء على سفينة نوح؛ حياة و عصر جديد عبروا آلعصور المختلفة حتى عصر الزراعة والأستقرار! Post Factual Era ثم عصر التمدن بعد عبور العصور الوسطى ثمّ عصرنا هذا الذي نعيشه الآن؛ أي عصر ما بعد المعلوت والذي عبرنا ربعه الأول بعد بدء هذا العام 2026م, لكن للأسف عبرناه بآلحروب و القتل و ظلم الحكومات و الطبقية و خنق أصوات الأحرار الذين هم أمراء الحكمة و الكلام و الفلسفة,و ذلك نتيجة الجهل و حبّ الأنا و العصبية الحزبية و القبلية! لقد ورد في تأريخ (أخوان الصفا و خلّان الوفا) و قصصهم المثيرة ومواقفهم الفريدة وتراثهم الزاخر وثقافتهم الواسعة؛ ورد صفات الأنسان المثقف؛ بكونه ذلك الأنسان الكامل الذي يتّصف بآلصفات التالية حسب ما ورد تصنيفه في الرسالة (22) من منهجهم: [هنديّ البصيرة؛ شاميّ السيرة؛ صوفيّ النسك؛ مسيحيّ الطريقة؛ عبراني المنهج ؛ عراقي الآداب؛ عربيّ الدِّين؛ فارسيّ النّسب]. تلك الصفات .. هي التي تُميّز المثقفين العمالقة في ثقافة و أدبيّات (أخوان الصفا و خلان الوفا), الذين يتحلّون بآلأخلاق و العلم و السيرة الحسنة والقلوب الطيبة والأيمان والضبط وآلصبر والأستقامة التي لا تعرف الحقد والذين خلي بلادنا والعراق منهم للأسف. و تجدر الأشارة إلى أن (الفلسفة الكونيّة) قسّمت المثقفين و عموم الناس ضمن معادلة متوالية منطقيّة و فلسفيّة حسب الدرجات العلمية التالية : الأول : قارئ؛ و هي أدنى درجة في مسلك المثقفين. الثاني : مُثقف؛ يعرف أهمّيّة السّعادة بشكل كلي وما يدور حوله من قضايا تتعلق بواقعه و واقع البلاد ألأخرى. الثالث : كاتب؛ يُمكنه تصوّر وكتابة مقالات أو إشارات تتعلق بواقعه أو مجمل الأحداث الأساسية المعنية. الرابع : مفكر؛ يمكنه أن يدرك و يعي و يُعلق أيضا على مواضيع مع الأستدلال على الوقائع و الأحداث. الخامس : فيلسوف؛ يُمكنه أن يُحلّل الوقائع بدقة تقريباً و يُنظّر للحلول الممكنة مع تقييم الأمور والأحداث بشكل عام. السادس : فيلسوف كوني؛ يُمكنه أن ينظر للأحداث و القضايا المصيرية حسب المنظور والمعقول والمنقول لتحديد الستراتيجيات. الســابع : عارف حكيم؛ تثمثل فيه كلّ الصفات الواردة في النقاط الستة أعلاه, إضافة لتوقعاته الدقيقة التي يندر أن تخالف الواقع المستقبلي المنظور أو الحقيقة, لقوة البصيرة التي يمتلكها, و تكون عادة ما دقيقة, ومثل هؤلاء قد لا تجد منهم سوى عارف كل قرن. و هناك التسميات الرائجة الآن في الأعلان و التي نسمعها عن وصف بعض الشخصيات التي يتم وصفهم بعالم أو بمفكر سياسي أو مفكر أقتصادي أو أديب أو باحث أو آية الله و غيرها؛ فإنّها بنظرنا تشمل جزءاً أو جانباً من المعنى الفلسفي الحقيقي العميق للموصوف, و لا يشملهم صفة المُفكر العام أو الفيلسوف الكوني أو العارف الحكيم بحسب الوارد في السلسلة الكونية التي تُحدّد مواصفات محوريّة كونية عامّة مسددة من الله تعالى, تتجاوز مجرّد أن يكون الموصوف بها مختصّاً معيناً بفرع من فروع العلم أو الأجتماع أو التربية أو النفس كآلسياسي أو الأقتصادي أو التربوي و الطبي و الهندسي أو الأدبي وغيرها لأجل جزء أو جانب من الحياة لتأمين المعيشة كتحصيل حاصل؛ لأن جميع تلك التخصصات تكون فروعاً منبثقة من الفلسفة و العرفان الذي هو فوق العلم , أو (الفلسفة الكونية) كختام للفلسفة و جميع المراحل التي مرّت بها, حتى العرفانية الحكيمية, و التي تشمل مدارات كونية واسعة تتجاوز مجرد إختصاص معيّن, و كما هو السائد في الجامعات الأكاديمية التي تعطي شهادة دكتوراه أو ألـ(بوست دكتورين) التي تتعدى الدكتوراه في إختصاص معيّن من مجالات الحياة التي قد لا تُحصى! هذا التصنيف يُبيّن لنا أيضا؛ بان صاحب الشهادة لا يمكنه أن يكون مؤهلاً لتحمل مسؤولية في المجتمع, لأنه مثقف(نصف ردن), و لكونه صاحب شهادة أكاديمية في إختصاص معيّن كآلكهرباء أو الكيمياء أو الزراعة أو الدين؛ فأنه لا يمكن أن يقود مؤسسة أو حكومة أو مجتمعاً كرئيس أو قائد أو إمام, بل لا بد و أن يكون مالكاً لتلك الشهادة إلى جانب الأمانة و النزاهة و (الآدمية) لتحكم العدالة!! من جانب آخر؛ حتى صاحب (البوست دكتورين) و بحسب قواعد الفلسفة الكونية؛ ليس بآلضرورة أن يكون هذا المختص إنساناً كاملاً و كما يتصوّر الناس والساسة والمتحزبين بسبب الجهل, ما لم يكن نزيهاً و متواضعاً إلى جانب (الكفاءة و الأمانة) لأن الأنسان الكامل كونيّ في نطرته و صاحب بصيرة ممتدة عبر كل الوجود, و أن الفساد المنتشر و الظلم في عالم اليوم هو بسبب هذا النقص! وهذا الموضوع (التقيم) يفيدنا أيضاً في قضية معرفة الناس بآلحق و تقييم المؤهلين لتسنم المناصب و الدّرجات الوظيفيّة التي للآن لا يوجد لها قانون عادل(إستندار) كما المسائل الأخرى الأنتاجية و الصناعية .. يستند عليه الشعب أو العالم حتى لدى (هيئة الأمم المتحدة), لهداية العالم حيث تفتقد الموازين العلمية و آلفكرية و الفلسفية ألرصينة بشأنها! لهذا إعتمدنا التعريفات و التفاسير الكونيّة التي لا تتحدد بدورة دموية محدودة ليُحجّموا أنفسهم ضمن جسد سيبلى, بل أرادوا الوقوف عبر كل المديات التي لا حدّ و لا حدود لها, حسب النظريات العلمية التي أثبتها الكبار من أمثال آينشتاين و التي وردت و آمنت بها (الفلسفة الكونية) والتي هي (ختام) و خلاصة القواعد و الأفكار التي ظهرت منذ آلاف السّنين لترجمتها و تحقيقها في الواقع, ليكون دليل (الرجل المناسب في المكان المناسب) لبناء عالم سعيد و متّزن و عادل و رصين لا يبرز فيه الفساد وآلظلم و الفوارق الطبقية والحقوقية و الأجتماعية وكما حلّ بعالمنا اليوم بسبب حكام يسعون لدنيا محدودة جدّاً, وبآلأخص في بلادنا التي إعتمدت على النظام (التكنوقراطيّ) الفئوي و الحزبي, أو على قوانين الأنظمة (المائتين) التي وردت مفصلاً فيً كتابنا الموسوم بـ :[الجذور الفلسفيّة للنظريّات السّياسيّة] و التي جميع مناهجها و نظريّاتها لا تُقدّم المطلوب تحقيقه من آلحكومات القائمة في 280 دولة حسب قياساتنا الكونيّة, و الواقع هو الدّليل فآلشهادة الجامعيّة أو الحوزوية بعد نيلها لوحدها تُقدم لنا (أنصاف مُثقفين) في أفضل و أكمل الحالات حتى لو كان صاحبها عبقري, ولا تُحقّق نصف العدالة كما يعتقد أنصاف المثقفين! ولأنهم مثقفين (نصف ردن)؛ يكون ضررهم أكبر من نفعهم في عوائلهم و مجتمعاتهم التي يتسيّدون و يتحكمون فيها لأعتقاد الناس أنهم هم القادة الحقيقين بسبب تلك الشهادة الجامعية أو الحوزوية, بينما القائد الحقيقي الذي يجب أن يتسيّد المواقف و السلطة .. من أهم صفاته هو الصدق و تقديم مصلحة الناس على مطامح نفسه و كما أوردنا ذلك من قبل في بياناتنا الكونية, و بعكس ما هو الواقع الآن في بلادنا و أكثر بلاد العالم, حيث لا ضمير يتحكم في وجود المسؤول و بآلتالي في المواطن الذي يطبق هوى المسؤول, فتتلطخ الضمائر بشتّى أنواع الذنوب و المعاصي لأنه معلق بكافة حبائل الشيطان و أعوانه بسبب ثقافته المحدودة النصف ردن! بإختصار المسؤول الحقيقيّ هو أن يكون عاشقاً صاحب قلب و ضمير يسعى لتحقيق السعادة بين الناس و داخل بيته ثانياً. ,Johann Wolfgang von Goethe يقول الفيلسوف يوهان فولفغانغ فون غوته(1749-1832): [السعيد هو ذلك الذي يجد السعادة في بيته ملكاً كان أو فلاحاً]! و الرئيس الحقيقي و المسؤول الناجح هو الذي يسعد شعبه بتحقيق مسببات السعادة, و ليس ذلك الذي يسبّب الفساد و الفوضى و الشقاء و الفوارق الطبقية و المجاعة و نقص الخدمات و الصحة و التعليم و العلاج لشعبه و داخل مجتمعه لتراكم مسببات ذلك داخل كلّ بيت بمجتمعه, ولا يمكن أن يُحقق السعادة لا في مجتمعه ولا حتى بداخل بيته .. فماذا نحتاج لنحقق تلك السّعادة إذن!؟ وهل السعادة تتحقق بآلعشق أم العلم, أم بآلسعي و الجهاد !؟ و ما السبيل لنكون عُشّاقاً !؟ وهل معرفة الجّمال شرط لذلك؟ و كيف نعرف حقيقة الجّمال و السّبيل للعشق الحقيقيّ!؟ هذا ما سنبحثه في الالموضوعات القادمة : ألسبيل للعشق الحقيقيّ : ألسبيل للعشق الحقيقيّ : هام جدّاً لكل من يريد التحرّر من سجن الدّنيا التي تكبل البشر؛ معرفة الفرق بين (العشق الحقيقيّ) و العشق المجازي), لأنّ أيّ عمل مع فقدان الهدف الكونيّ؛ كمن يسبح في وسط آلمحيط الأطلنطي! و أن تكون صادقاً و نزيهاً من الكذب فذلك إنتصار عظيم, و أن تُحب لأخيك ما تحب لنفسك؛ و يتطلب أن تتطهّر من الداخل لتقاوم المغريات و ضرر و مكر المحيطين, لأن نزاهتك يُحدّدها مدى صدقك مع ذاتك و ذوبانك مع آلمعشوق الأزلي .. وأن تكون صالحاً و مثمراً وسط الناس لا عالة عليهم تستنزفهم كما حكوماتنا التنابل و مجالس العالم المنحط ؛ عليك أن تكون حقيقيّاً بدون أقنعة و أغطية و رتوش؛ نظيفاً بلا تلوث و أوساخ و أدران؛ طاهراً من الداخل؛ قلبك و عقلك متحدان على هوى واحد و حُب واحد .. لا يتغيير حتى لو عرضت الدنيا كلها لك؛ و يتطلب كل ذلك أمراً واحداً, هو أن تكون صادقاً مع نفسك و ذاتك؛ لكن هذا كله لا يعني أنك معصوم عن الخطأ ولا تخلو من الأخطاء و العثرات فنحن البشر خُلقنا من طين لازب من صلصال من حمأ مسنون, يعني أخس وأعفن طينة في الوجود, فهل هناك شيئ مقدس في هذا البشر إلا روحه!؟ و كل ذلك ليس مهماً؛ إنما الأهم هو تحمل مسؤولية و تبعات أخطائك أو حسناتك و طبيعتك على ما هي .. كما تحمل الأم جنينها .. بحنوّ لا بإنكار لراحته؛ و بمسؤولية لا بندم؛ و يحتاج هذا إلى أن تكون عارفاً طاهراً و نظيفاً لا أنانيّاً من الداخل, يعني بوضوح: أن تعيش كما أنت بلا تصنّع أو تحايل أو إظهار نفسك بغير حقيقتك و ما أنت عليه حقاً في هواءك الشخصيّ لنيل مآرب معينة, فالمقسوم لك يصلك دون الحاجة إلى آلتحايل و الضغط على نفسك لتظهر بشكل تعتقد أنه يرضي من يهمّك جلب رضاه .. أو تستخدم قناع أو رائحة عطر مستعارة؛ أن تدخل العلاقات كما يدخل الضوء نافذة بلا مواربة؛ كما يدخل طفل إلى حضن أمّه دون خوف من الطرد أو الشبهة. في أعماق كل كائن يتقن الصّمت بكرامة؛ هناك نهر صغير يجري .. لا يسمعه أحد! لكنك إن اقتربت من عين منبعه؛ شعرت برقرقة النقاء و صفاء الأجواء! مثل هؤلاء لا يفسرون؛ لا يُدافعون عن أنفسهم؛ لا يُبرّرون إختياراتهم الخاطئة؛ لا يتعصّبون لمواقفهم المشينة؛ لا يقلقون من المستقبل, لأنهم لم يصطنعوا شيئاً ليخفوه .. بل أساساً لا يحتاجون ذلك لأنّ قولهم و قلوبهم ثابثة كظاهرهم الذي مثل باطنهم. لم يلبسوا عباءة غيرهم ليقلقوا بشأن خلعها أو كشفها! هم أنفسهم .. تأبى قلوبهم التلوين و التبدل و التقلب! في زمننا؛ يُقاس فيه الإنسان بعدد أقنعته؛ بعدد دراهمه؛ بعدد بدلاته؛ بلون بشرته؛ و لون عينه؛ بجماله الظاهري, يصبح النقاء فضيحة و إعجوبة، و يبدو الصدق حماقة؛ و يبدو الحُبّ مسخرة؛ و يُظنّ العفويّ طيّباً ساذجاً و جنوناً أو غير متعلم! لكن الحقيقة، كما قال (كيرك غارد الدنماركي1855): [إن الطهارة هي أن تريد شيئاً واحداً لا شريك له؛ أن تكون مخلصاً لذاتك لا لأدوارك؛ لحقيقة صوتك لا لأصداء ما يُنتظر منك؛ أن تقول ما يخرج من قلبك, فما يخرج من القلب يدخل القلب مباشرة بإنسيابيّة طبيعية, فالداخل النظيف لا يحتاج إلى جهد للتأثير، لأن الحضور النقي هو نفسه بيان وجود, وجود كوني لا دنيوي تصنعي!]. هل جرّبت أن تجلس مع شخص لا يُشعرك بآلغربة .. أو لا يزيد غربتك غُربة على الأقل؛ أو يُشعرك أنك في إختبار؛ لا يُحصي عليك زلّة؛ لا يُربكك بعيونه الفاحصة؛ ولا يجعل حضورك إمتحاناً أخلاقياً؛ ولا يتحدثون كثيراً عن الحب أو الحرية!؟ هؤلاء البشر لا يمدحون أنفسهم؛ بل يسعون لخلق فرصة للتعرف على أنفسهم و على أسرار الوجود؛ و الحكمة و الشعر و الأخلاق؛ أو عن ذوات أنفسهم؛ لكنهم يعيشونها في تفاصيلهم الصغيرة؛ في طريقة تقديم فنجان الشاي او القهوة؛ في نظرة الترحاب الهادئة، في تركك تغادر دون إحراج؛ دون أن يُحمّلوك وزر الوداع, أو أحساسك بأنهم قدّموا لك الصدقات أو حتى المحبة, لتحرزهم من إبطال كل ما هو حسن و جميل.. فآلمعرفة و الحب و التواضع و التفكر درجات عظيمة تتأسّس عليها مدى وعي الأنسان و حبه , لا يدركها إلا من خاضها و فعلها بصدق لوجه المعشوق أو لوجه العشق الحقيقيّ لا فرق بينهما ... ولأن العشق الحقيقي لو أردناه يبرز و ينتصر على كل العقبات لكونه الباقي فقط و بعكس المجازي الزائل الذي يؤذي البشر عادة, لمجرد أن يعرض جماله المجازي(ألظاهري) أو أي جديد مادي - مالي من مظاهر الدنيا المادية - المجازيّة الفانية؛ فعلينا أن نكون صادقين أولاً مع نفوسنا و مع الآخرين في زمن الزيف والنفاق والخداع هذا, لأنّ (الصدق أوّل فصل في كتاب الحكمة) و بدونه لا قيمة ولا وزن لعلاقة أو لجمال مخلوق حتى لو كان ملكة جمال أورئيس أعظم دولة, ما لم يقوم بتجهيز نفسه لعبور المحطات الكونية السبعة التي أشرنا لها .. و الحديث القدسي يؤكد ما عرضناه بآلقول : [مَنْ أصلح سريرته؛ أصلح الله علانيّته]. و المحطات الكونيّة السبعة حسب النيشابوري هي : [الطلب؛ العشق؛ المعرفة؛ التوحيد؛ ألأستغناء؛ الحيرة؛ الفقر والفناء]. و تختلف تلك الدرجات(المحطات) من عارف لآخر حسب تجربة و إدراك كل واحد منهم, فآلشيخ الأنصاري على سبيل المثال يحدّده عبر 52 مرحلة بعدد الصلوات الواجبة و ا لمستحبة, و الشيخ الأكبر (إبن عربي) يحددها عبر 26 مرحلة, و الأمام الراحل حدّدها بلا حدود, حيث إعتبر كل موقف و كل قضية في حياة المؤمن هي محطة إلهية في محضر الله يجب التعامل معها بكل حذر و تقوى, أما الصدر الأول فقد حدّدها عبر مرحلتين فقط, فهو العارف الفيلسوف الصادق مع ذاته و مع الناس و مع الله,و كانت له قدرة فائقة في تحديد و بيان الأمور, حيث حدّدها بآلتالي : أوّلاً : معرفة الله .. ثانياً : حُبّ الله(عشقه). و هكذا بقية العرفاء كل حسب معارفه و مداركه, و هم قلّة طبعاً في هذا الورى! بإختصار ؛ الدرجات و المحطات غير مهمة, بل المهم هو وعي وإدراك و معايشة ما تتضمنها تلك المحطة لنتعلم فيها الدروس و العبر لنتعلم فيها معايير الجّمال لتحديد و رسم القوانين عبر الفلسفة الكونيّة لتحقيق الهدف الأكبر بعدها. معايير الجّمال في تحديد و رسم القوانين عبر الفلسفة الكونيّة: معايير الجّمال في تحديد و رسم القوانين عبر الفلسفة الكونيّة: يتبين من خلال الطروحات العامة السابقة أن هناك معايير و مواصفات أساسية لتحديد الجمال, و قد سبق أن عرضنا بعض المقدمات و القوانين عن حقيقة تحديد الجمال و ماهيته و كيفية إستثماره في الفلسفة الكونية و كذلك في مقالات مختلفة, وهنا سنقدم لكم معلومات أخرى في إطار الفلسفة و رأي الفلاسفة و ختام النظريات التي حدّدناها في آلفلسفة الكونية العزيزية لأدارة شؤون الناس و تحقيق غاياتهم التي يجب أن تنتهي بآلسّعادة و الصفاء لا بالعناء و الشقاء و العنف و التحايل و الواسطات و الفوارق الطبقية و الحقوقية و بالحرب و كما هو واقع الحال اليوم للأسف. إن الفلسفة تساعدنا في إكمال ذلك, حيث تشير إلى أنه علم يرتبط بدراسة طبيعة الإنسان و الأخلاق و علاقتهم مع بعضهم البعض من جهة, وعلاقاتهم بآلوجود من جهة أخرى, و رغبتهم في (معرفة المعرفة) لكشف الممكن من خفايا الوجود و أسراره للتعامل معها بآلشكل اللائق الذي يُحقق أهدافهم في تحقيق معنى الوجود و الخلق لا أن نكون سبباً للتجهيل و التعقيد و العناء و كما يفعله وعاظ المنابر و بآلتالي يجب أن نقرب و نبين أقصر الطرق لتحقيق سعادتهم. و كلمة (فلسفة) هي كلمة يونانية المنشأ كما تعرفون, مشتقة من جزئين، (فيلو) و تعني (المحب)، و(سوفيا) وتعني (الحكمة), وبالتالي، تعني الكلمة (المحب للحكمة) أو (الجمال) كما في الفلسفة الكونية, و يعادلها في الأسلام (علم الكلام) كما ورد في مناظرات المعتزلة و الأشاعرة و مدارسهم المختلفة إبان فترة حكم الأمام عليّ(ع), و أصل كل ذلك يعود لكتاب الله والنصوص التي وردت في أحاديث العظام. حيث تمّ تعريف الفلسفة بطرق مختلفة عبر التاريخ؛ في البداية ظهرت السفسطة من قبل مجموعة من السفهاء، ثمّ تمّ الرّد عليها بالفلسفة التي ركّزت على القيم والفضيلة و التفكير و البحث في منشأ الوجود والخالق و مكونات الكون و الهدف من وجودها و خلقها! ثمّ حلّت الفلسفة للرد على السفسطة, لتبدء المدارس الفلسفية بآلظهور من قبل الفلاسفة الأقدماء ثم مرحلة أرسطو و سقرطا و افلاطون, و إستمرت حتى العصور الوسطى ثم عبرت لتصل لعصرنا الحالي هذا في الألفية الثالثة. ولكن حتى بعد ظهور آلفلسفة التي خدمت الأديان و العقائد و وجود الله, لكنه و للأسف تمّ إتهامها أيضا بالتضليل للإنسان و الحياة عموماً و مخالفتها للعقائد الدينية المطروحة من قبل فقهاء الجهل في بعض "الحوزات العلمية" و من بعض المراجع حتى قبل عقدين؛ حتى نهاية القرن العشرين الماضي, حيث تمّ تغير تعريفها و مسارها بعض الشيئ, حين هبّ فلاسفة عظام كالفيلسوف الحكيم محمد حسين الطباطبائي مؤلف تفسير الميزان و محمد باقر الصدر, و الفيلسوف الفقيه جوادي الآملي و غيرهم, سبقهم في هذا المضمار الشهيد السهروردي و الملا صدرا وغيرهم بقرون, حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة متطورة بدأت الفلسفة تظهر وكأنها عماد العقائد و حافظها! و الحقيقة ؛ بدأ التغيير منذ أيام سقراط بآلتزامن مع النصوص السّماوية التي نزلت في ذلك العهد, حتى أصبحت الفلسفة نوعاً من التفكير و البحث في طبيعة الإنسان و إيمانه بالخالق و إثبات وجوده بواسطة العقل, و التوصّل إلى نظريات جديدة لكشف المعارف و الأسرار, رافقها تطور خطير أيضا؛ حيث تمّ و للأسف حذف الكثير من الملاحم و القصص التي عاشها الأنبياء القدماء, بعد ما نسبها الملوك لأنفسهم و جعلوها بمثابة ملاحم و قصص خارقة تخصّهم كملحمة كَلكَامش, لتعظيم شؤونهم, لذلك فقدنا الكثير من الحقائق التأريخية و الفلسفيّة. تعتمد الفلسفة على العقل و المنطق و الدّليل لتأسيس قاعدة علمية للبحث في المجهول على القضايا التي تهم الأنسان كآلأحلام و الوجود وغيرها, و بما أنه أساساً لا يوجد تعريف محدّد للفلسفة بذاتها؛ لذا يمكن تعريفها على أنها : (المعرفة و حب الاستطلاع و الرغبة في اكتشاف أسرار الحياة و الوجود من حولنا) لتحديد قوانين و دساتير أكثر عدلاً و توازناً, و بآلتالي تلتقي الفلسفة مع جوهر المفهوم الألهي في قضية خلق الأنسان مع الوجود. لذلك سعينا لتثبيت أسس الفلسفة و قوانينها بنظرية خاتمة أسميناها بـ : (نظرية الفلسفة الكونيّة العزيزيّة) كختام للفلسفة و القواعد الأخلاقية عامة, و التي منها حدّدنا تعاريف أساسيّة للمسائل المصيرية التي ترتكز عليها الحياة و القيم و العلاقات و السعادة و الجمال و إرتباطنا بأصل الوجود, بل و سبب وجودنا و دور الجَّمال في تأثيرها! فمثلا ً.. تعريف الجّمال الذي تنوع فيه آراء الفلاسفة سواءاً المشتقة من النصوص أو الإبداعية, قد حدّدناها في الفلسفة الكونيّة بكون أصله يرجع إلى الكلمة اليونانيّة، التي تشير إلى العلم المتعلّق بالإحساس و آلتعرف على الأشياء من خلال الحواس الظاهرية, و يُطلق عليه أيضًا اسم (الإستاطيقا) و (فلسفة الفنّ). بينما تعريفنا للجَّمال تَحدّد من خلال أبعاد أخرى تتعدّى مجرد الحواس و الماديات و الشكليات إلى مسائل أعمق تتعلق بآلبصيرة و الغيب و غموض الأنسان و تكوينه العاطفي - المادي و المستقبل المجهول و الغامض خصوصاً في قضية الموت و الآخرة و قبلها مجيئنا لهذا العالم! و قد قدّم (هربرت ريد) تعريفًا للجَّمال يعتبره أساس ( في وحدة العلاقات الشكلية بين الأشياء التي تدركها حواسنا), أو ما يعبر عنه: بالهارمونيك .. أو التناسب, بيد أن هناك تعاريف أعمق للجمال الذي فسروه بحسب الظاهر؛ و هي جمال الأحداث التي تلتقي لتنتج ظواهر أخرى لا دخل للأنسان بها . في الماضي، كان الجَّمال فرعاً من فروع الفلسفة، حتى جاء الفيلسوف (بومكارتن) و فرَّق بين (علم الجّمال) و (باقي المعارف), و قد إعتمد على تعاريف الفلاسفة القدماء و فلاسفة العصر الوسيط لتدوينها. حيث يشير تاريخ علم الجَّمال إلى أنّ فلسفة الجَّمال؛ كانت في الأصل مرتبطة بنظريات الكون و اللاهوت و الغيب, و مع ذلك، اقتربت عبر التاريخ من نظريات المعرفة والأخلاق و التقوى. عموماً نشأ علم الجَّمال مع نشوء الفلسفة قبل آلاف السنين .. زمن الفلاسفة القدماء في اليونان كسقراط و أفلاطون و أوغسطين و فيثاغورس و غيرهم، و لا يمكن فصل (الجمال) عنها(الفلسفة)؛ حيث يستمد أصوله من المذاهب و المدارس الفلسفيّة الأولى التي ظهرت في عهد الفلاسفة السبعة الأقدمين زمن اليونان, لكن البعض يُعتبر علم الجّمال علماً نشأ حديثًا بعد فترة طويلة من التأمل الفلسفيّ و مروره بآلمراحل (الفلسفية الستة) التي حدّدتها (الفلسفة الكونية العزيزية)، و الحقيقة التي لا يمكن تغييره على أيّ حال؛ يُعتبر علم قديم و لكنه حديث في نشأته كموضوع أساسيّ يرتبط بحياة الأنسان و الكون و الوجود و السعادة، حيث لم يتمّ التعرّف عليه بشكل مستقل في الأصل, إلا بشكل عام خلال القرون الوسطى، و تمّ التركيز عليه مؤخراً خلال القرنين الماضين نظراً لدوره في تحديد الخير و الحقيقة و تحقيق آللذة. تاريخياً, ظهرت نظريّات الجّمال لدى الفلاسفة بأشكال مختلفة حدّدناها في ستة مراحل ضمن أساس من أسس (الفلسفة الكونية العزيزية), إعتماداً على الفلسفة الفيثاغورية، حيث تميّزت بفكرة الثنائية بين (الوجود المعقول) و (الوجود المحسوس)، و قد صاغوا الأفكار الفلسفيّة بصيغة رياضيّة لكون الرياضيات أم العلوم و آلذي أبدع فيه الكثير من الفلاسفة مثل فيثاغورس و أوغسطين, أما (نظرية جورجياس)؛ فتركز على دور الجَّمال الفني في إحساس الإنسان و اللذة الحسّيّة التي يوفرها! أما سقراط، بدوره، فقد أولى اهتمامًا أكبر لجَمال النفس و الأخلاق والرّوح و الفكر بدلاً من الجّمال الظاهري - الحسيّ، و أعتبر أنّ الجّمال هو ما يحقق الفائدة الأخلاقيّة و الأدبيّة قبل كل شيئ, و يخدم الحياة الإنسانية بشكل مؤثر للإرتقاء بها في سُلّم المعارف و الحياة الآمنة الهادئة, و تظهر نظرية سقراط الحكيم من خلال قصة لطيفة مفادها: (وقف شاب أنيق يرتدي بدلة جديدة و حذاءاً جذّاباً أمامه, يتظاهر ببدلته و يعرض حذائه بخيلاء أمامه, فإنتبه له "سقراط" و قال : يا هذا؛ تكلّم لكي أراك), و هو يعني إن ملابسك و حذائك الجذيد و أموالك لا تعني لي شيئا؛ إنما فكرك الذي تمله هو الذي يقيّمك. أما أفلاطون, فقد ربط الجَّمال بالحُب الإلهي و رأى أنّ الفنون تستمد جمالها من محاكاتها للطبيعة و تأثيرها في رقي الأنسان، و لكنه اعتبر هذه المحاكاة ناقصة لأنها تحاول الوصول إلى العالم المثالي, و هكذا إعتقد أكثر العرفاء فيما بعد كآلشيخ الأكبر إبن عربي و با يزيد البسطامي و الحسين بن منصور الحلاج و غيرهم, و قد عبروا عنه بآلفناء و الاتحاد, و الذي كفّرهم فقهاء الدّين ولا زال الجدل قائما في ذلك. و قد إعتمدت (فلسفتنا الكونيّة) في جانب هامّ منه كأساس على هذه النظريّة الكونيّة التي وحدها عكست الحقيقة الأخلاقية الألهية سواءاً على الخلق أو العلاقات بين مكونات الوجود أو المصير عبر القضاء و القدر, أو تحديد القوانين لتنظيم أمور المجتمع, لأنّ أصل كلّ الوجود بما فيها المجرّات و الأكوان هي ليست ماديّة صرفة و ملموسة ليتمّ تقنينها كما يعتقد أهل العلم و التكنولوجيا نتيجة نظرتهم الأحادية المحدودة؛ إنما منشأها و حقيقتها حتى المادية التي نشهدها؛ منشأها ذرّي أو (غبار) حسب المصطلح اللاهوتي و لو حلّلنا حتى مركبات الذرة المعروفة من نواتها و ما حولها؛ فأنّ أصل مكوّنات عناصرها العلمية المعروفة الـ 23 عنصر هي غير ماديّة أصلاً لتعرفها حواسنا, و بآلتالي لمعرفة طرق التعامل معها؛ لكونها غير ماديّة, و هذه مسألة كبيرة و هامة و في غاية الحسّاسيّة و الخطورة لو أردنا أن نتعامل معها إقتصاديّاً أو إجتماعيّاً أو سياسيّاً لتحديد قوانينها بشكل عادل و دقيق و صحيح للصناعات الذّرية أو لتنظيم الدساتير المثاليّة لإدارة حياة الناس و المجتمعات عبر (مقياس قانون الجّمال) ليكون مقبولاً و مثمراً لدى الجميع و بآلتالي سلوكاً حضارياً و مدنياً يجب أن يلتزم به الجميع. و لعلّ هذا الأمر المفقود حالياً في دساتير أكثر دول العالم و في دساتير بلادنا خصوصاً و منها (قوانين المعايير الفنّية) أو (القضائيّة) أو (التشريعيّة) و غيرها, لرأيناها هي السبب في مأساة و محنة الأنسان و ظاهرة العنف و الفوارق الطبقية و الحقوقية والأجتماعية لجهل المنظرين بأسرارها؛ و أخيراً : في مطلع بوابة الاختيار؛ في لحظةٍ ما .. قد تكون مصيرية من العمر، و عند بوابة الأختيار, يقف الإنسان كمن يقف على حافة جبل أو جسرٍ مُعلق بين ضفتين؛ ضفةٍ يعرفها حدَّ الملل، و أخرى لا يعرف عنها سوى أنها ممكنة في إنعطافة قوية ممتلئة بآلمفاجئات! وظيفة جديدة تلوّح من بعيد؛ فكرة زواج تُربك القلب؛ طفل يُعيد ترتيب الحياة من جذورها؛ طريق دراسة؛ هجرة؛ أو حتى قرار بالبقاء في جهنم من جهنمات آلدنيا من حولنا كما نحن! لحظات تبدو عادية في ظاهرها، لكنها في العمق؛ زلازل صغيرة تُعيد تشكيل الخرائط الداخلية للروح .. و منها لعموم الكون من حيث لا يدري ليكون إمّا فاعل خير يمتد عبر مصيره المرسوم .. أو فاعل شرّ يمتد أيضا عبر مصيره الحتمي المرسوم مسبقاً! العلم يقول لنا: بلا مجاملة، إننا نُبالغ كثيراً حين نظن أنّ القرار وليد العقل وحده! ما يحدث داخل الرأس لحظة الاختيار أقرب إلى معركة صامتة بين الذاكرة والعاطفة؛ بين الخوف والرغبة؛ بين ما تربّينا عليه وما نحلم أن نكونه! الدماغ، في تلك اللحظة، ليس قاضياً عادلًا بقدر ما هو ساحة مزدحمة بالإشارات المتضاربة التي في كثير من حالاتها تجعل الرأس يدور و يدور ... يشرح علماء الأعصاب أن مراكز التخطيط في المقدمة من الدماغ لا تعمل لوحدها، بل تتشابك مع مناطق المشاعر كأصابع متداخلة و ممتدة بشكل غريب يصعب تفسيره مع القلب و الحاسة السابعة! الخلل البسيط في هذا التوازن قد يصنع منا متسرعاً يندم سريعاً؛ أو متردداً يدفن عمره في الانتظار. القرار ببساطة؛ ليس معادلة رياضية، بل وصفة عاطفية معقّدة بقدر الجهل المتجذّر الذي عليه البشر. وحين يدخل التوتر على الخط، يصبح المشهد أكثر ارتباكاً و تعقيداً. الخوف يشعل أضواء الطوارئ في الدماغ و في كل كيان الأنسان، فيُعيد برمجة الأولويات! السلامة قبل الحلم؛ والثبات قبل المغامرة, لهذا يتمسك كثيرون بوظائف تسرق أعمارهم، أو بعلاقات تُنهك أرواحهم، فقط لأن المجهول، مهما بدا واعداً، يظل أكثر رعباً من ألمٍ اعتادوه. منطق البسطاء هنا قاسٍ وصادق؛ الذي نعرفه، و لو كان موجعاً، أرحم من الذي لا نعرفه. العقل البشري، كما يصفه الباحثون، مُدرَّب بالفطرة على تجنُّب المجهول و الغيب عموماً، لا على ملاحقة الاحتمال, التطور لا يُجيد الاستئذان؛ بل يقتحم حياتنا عبر قرارات جريئة، غالبًا ما تُتخذ بتدخلات معقدة من عوالم أخرى ونحن نرتجف! المفارقة أن النجاة التي نبحث عنها في الأمان والإستقرار؛ لا تتحقق أحياناً إلا بالقفز خارجه!؟ تُظهر الصّور الحديثة للدماغ؛ أن (القرار) يمرّ بثلاث محطات: أولًا : جمع المعلومات؛ ثانياً : ميزان العاطفة الذي لا يرحم؛ ثالثاً : لحظة التنفيذ التي تُنهي الجدل وتبدأ الحكاية؛ لكن المثير حقاً أن بعض العادات البسيطة، كالتأمل أو الكتابة اليومية، تُعيد ترتيب هذا المشهد من الداخل. من يكتب أفكاره، كأنه يفرغ الضجيج من رأسه على الورق، فيرى الطريق أقل تشويشاً، وأوضح ملامح؟ تجارب حديثة أثبتت أن تدريباً قصيراً على التفكير التأملي؛ قادر على تحسين جودة القرارات بشكل ملحوظ، كأن الإنسان حين يتعلم الإصغاء لنفسه بصدق؛ يخفّف من صراخه الداخلي، و يُحسن التمييز بين ما يخافه حقًا وبين ما يتوهّمه. ولم يعد القرار شأناً فردياً, بل في زمن الأزمات؛ يتحوّل القرار إلى عدوى. الناس تقلّد قبل أن تفهم، وتخاف معاً قبل أن تسأل. و تحكم قبل أن تسأل المحكوم, فحضوره يبطل أحكامك و ظنونك. في الجائحة التي ضربت البشرية عام 2019م، لم تكن الفيروسات وحدها هي التي تنتشر، بل القرارات المختلفة التي ضايقت الناس أيضاً , إلى جانب الأشاعات: هلعٌ جماعي، سلوكيات متشابهة، وخيارات تُتخذ بدافع الخوف لا بدافع المعرفة. القطيع يسير حين تخفت البوصلة. وربما أجمل ما في هذه الحيرة المزمنة التي ترافق مفترقات الطرق، أنها دليل حياة و منطلق لسعادة حقيقية. لو كنّا آلات، لاخترنا بلا تردد. لكننا نفكّر؛ نتلعثم؛ نرتبك؛ نخاف؛ ثمّ نمد أيدينا إلى قرارٍ لا نعرف إن كان نجاة أم درساً مؤلماً!؟ نحن نختار، لا لأننا نملك اليقين، بل لأننا لا نملك رفاهية البقاء خارج الإختيار. وفي النهاية، قد نكسب، و قد نخسر، و قد نربح, و قد لا يكون أيّ منها كهواء في شبك و عبث في عبث!؟ الخسارة نفسها تتحقق على هيئة حكمة متأخرة. هكذا تسير الحياة بلا هوادة و بلا هدف معيّن للبشر الذي ترك التزكية و التوجه نحو آلجمال و آلحقّ: قرارٌ وراء قرار؛ وخطوة تهزّ ما بعدها؛ وقلبُ عراقيٌّ عنيد و متواضع في نفس الوقت، يعرف الحياء و الحُبّ جيّداً و الطريق للمعشوق مهما إشتدّ ظلامه، لا يُفتح إلا بخطوة مدروسة؛ خطوة واحدة, وكما قالوا: [خطوة الألف ميل تبدأ بواحدة]. هذا شعار كل مثقف و مفكر و فيلسوف هادف يحمل همّ التغيير و يسعى لتجميع الناس وتوعيتهم على حقوقهم و حقوق الآخرين و كل المخلوقات على الأقل ... فهل من معين لفتح و تعبيد آلطرق و آلآفاق بتثوير المنتديات الفكرية و الثقافية و الجامعية و الأكاديمية و الحوزوية الأهلية و الرسمية منها و كل وسيلة شرعية ممكنة: لنتثقف و لنتعلم التفكير الأيجابيّ ومبغى الفلسفة الكونية و أجوبة (الأربعين سؤآل) أوّلاً وعلى الأقل, ثمّ الأسئلة التالية الأساسية أيضاً ؛ كيف نُفكّر؟ لماذا نفكر؟ ما الهدف الذي نريد تحقيقه في حياة نمرّ بها مرة واحدة؛ واحدة فقط, خصوصىاً في هذا العصر العصيب المحكوم بغير العدالة!؟ و هل تسريع عملية القراءة و الفهم و الوعي بسرعة أكبر للموضوعات المصيرية هامة و ضرورية!؟ و بآلتالي لأجل تثوير و تفعيل العدالة و السّعادة والمساواة لربط الأرض بآلسماء و السماء بآلأرض و بجنان الله تعالى بآلمحبة و العشق و المداراة و التضحية لتحقيق السعادة الأبدية, و يكفي ما مرّت بها البشرية على مدى أكثر من 10 آلاف سنة من بدء الحياة في عصرنا الأخير بعد طوفان نوح(ع), ناهيك عن عصور التجمد و التوحش و الملاحم والحروب التي لا نملك عنها أية معلومات دقيقة قبل الطوفان !؟ ع/ فلاسفة العالم : عزيز حميد مجيد ألخاتمة : خاتمة بيان الفلاسفة للعام 2026م : طالعنا منذ نعومة أظفارنا مجمل الكتب الفكرية و الأدبية و الفلسفية حول العالم إلى جانب الرّسالات السّماوية والأديان حتى البحث الخارج في الحوزة على يد أستاذنا الفيلسوف الكبير محمد باقر الصدر, حتى نعتوني بوصي آلفكر من آدم(ع) و للخاتم(ع) و ما بعده لليوم بعد ظهور الفلسفة الكونية؛ و مع كل هذا الرصيد العظيم؛ لكني لم أقرأ نصّاً من بعد النصوص المقدسة مثل آلنّص و الحكمة الكونيّة للأمام علي بن أبي طالب الذي جمع كل البرنامج بجملة واحدة, حيث قال: [إعمل لدُنياك كأنّك تعيش أبداً .. و إعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً], و يا ليت العالم و المعمّمون قبلهم يدركون و يفقهونها ليعملوا بمضمونها و هكذا باقي الناس, فأنها(الحكمة العلوية) لعمري مفتاح الفلاح و البناء والحضارة. وبهذا القول إلى جانب الأقوال و النظريات الواردة نختم بياننا الكونيّ بعد هذا السّفر العظيم, الذي أكدنا فيه على مسائل مصيرية و خطيرة للغاية, لأنّ العالم و الحكومات و أهل آلكفر و الدِّين و للأسف لم ينتبهوا لها, بل يأتي البشر جيلاً بعد جيل و يرحلون بعد عمر قصير ولا يبقى لهم ذكر أو أثر حتى قبورهم تندثر و كأن وجودهم و غيابهم سيّان, لفقدان التواصل القلبي و الأحترام و العدالة بينهم! نعم العدالة و الأخلاق الفاضلة هي القاعدة و الغاية المُغيّبة بين الناس, بسبب تنمّر شهوات النفوس التي كانت و ما زالت هي العقبة الكأداء التي حطمت البشرية و لم تسمح لهم تلك العقبة بآلعبور إلى شاطئ الأمن و السلام و المحبة و الراحة, ليعيش كآلحيوان بل و أضل سبيلاً مع ظاهر جميل و لباس أنيق و حتى عمامة كبيرة بيضاء و سوداء و ملونة على رؤوس بعضهم تستجمع كلّ جراثيم و شياطين الأرض للأسف بداخل قصور مشيّدة من دم الفقراء و أشلّائهم, لأنهم لم يعرفوا حقيقة الله و الحُبّ كما العشق المفقود الذي ينتحر و ينتهي في غياهب النسيان و مسالك الشيطان, و الحقيقة المجهولة لانّ: الحُبّ إن قادت مراكبه الأجساد .. إلى فراش من الّلذات ينتحرُ و نختم بياننا الكوني الحكيم هذا و الذي يُعتبر طريق الهدى و الرّحمة للمُحسنين المؤمنين بآلغيب الذين لا يستغيبون و لا يُكذّبون و لا يزنون ولا يتنابزون؛ نختمه ببيت شعر من أدب فارس المُطعَّم بآلعشق: [روح پدرم شاد که می‌گفت به استاد/ فرزند مرا عشق بیاموز و دگر هیچ] يعني: السلام و السعادة لروح أبي الذي أمَرَ آلأستاذ بـ: لا تُعلّم إبني غير درس العشق و كفى لا غيره! وآلغاية لكل ما قدّمناه في هذا البيان العظيم الذي يُعدّ دون كلام الخالق و يعلو على كلام البشر هو: أمّا أن نكون أو لا نكون كما قاله شكسبير الأديب العارف : The phrase "to be or not to be" is a famous soliloquy from William Shakespeare's play Hamlet, spoken by the titular character in Act 3, Scene 1. In this soliloquy, Hamlet contemplates the nature of existence and the balance between life and death. He questions whether it is nobler to suffer the slings and arrows of fortune or to end one's suffering by suicide. The line reflects Hamlet's internal struggle with his emotions and the uncertainty of his future, making it a profound exploration of existential themes in literature. و أخيراً نشكر الفلاسفة و الكتاب الذين ساهموا في رفد هذا البيان العظيم, و الشكر لله مولانا آلحقّ الذي هدانا أوّلاً وأخيراً, إنّه نعم المولى و نعم النّصير.

No comments:

Post a Comment