Thursday, September 09, 2021

فَضْل قراءة القرآن الكريم والأدلّة عليه: بيَّنَ أهل العلم أنّ تعلُّم القرآن الكريم، وقراءته، من أشرف العلوم، وأعظم الأعمال؛ فشرف العلم يتمثّل بشرف ما تعلَّق به، ولا يوجد ما هو أعظم من كلام الله -تعالى-؛ فهو أصدق الكُتُب، وأحسنها نظاماً، وأفصحها وأبلغها كلاماً؛ لقَوْله -عزّ وجلّ-: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ*لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)،[١] وقد أمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بتعلُّم القرآن الكريم، وقراءة آياته آناء الليل، وأطراف النهار؛ إذ قال -عزّ وجلّ-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلً)،[٢] ويمكن الوقوف على بعض فضائل قراءة القرآن الكريم فيما يأتي:[٣] فَضْل قراءة القرآن والأدلّة عليه من القرآن الكريم وردت الكثير من الآيات التي تدلّ على فَضْل قراءة القرآن الكريم، ومنها: قَوْل الله -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)،[٤] وقد اختلف أهل العلم في تفسير الآية الكريمة؛ فذهب قتادة إلى أنّ المقصودين بقَوْل الله -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ) هم الصحابة -رضي الله عنهم-، أمّا الكتاب فهو القرآن الكريم، وذهب ابن زيد إلى أنّ المقصودين بالآية الكريمة هم الذين أسلموا من بني إسرائيل، أمّا الكتاب فهو التوراة، واختلف المُفسّرون أيضاً في معنى قَوْله -تعالى-: (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ)؛ فقال عكرمة إنّ معناها: يتّبعونه حقّ اتِّباعه؛ بتحليل ما أحلّه، وتحريم ما حرّمه، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، وقال أيضاً: "أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ -تَعَالَى-: "وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها" أَيْ أَتْبَعَهَا"، ويدلّ على ذلك المعنى أيضاً ما ورد من قَوْل ابن عباس، وابن مسعود -رضي الله عنهما-، أمّا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- فقد ذهب إلى أنّ تلاوة القرآن الكريم حَقّ تلاوته تكون بسؤال الله -تعالى- الرحمة حين المرور بآيات الرحمة، والاستعاذة بالله من العذاب حين المرور بآيات العذاب.[٥] وقد ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يفعل ذلك؛ فقد ورد عن حذيفة بن اليمان أنّه قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا مَرَّ بآيةِ خَوفٍ تَعوَّذَ، وإذا مَرَّ بآيةِ رَحْمةٍ سَأَلَ)،[٦] وورد عن الحسن أنّه قال: "هُمُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ، وَيُؤْمِنُونَ بِمُتَشَابِهِهِ، وَيَكِلُونَ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ إِلَى عَالِمِهِ".[٥] ومن الآيات التي تدلّ على فَضْل قراءة القرآن الكريم أيضاً قَوْل الله -تعالى-: (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً)،[٧] وقد فسّر الإمام القشيريّ الآية بحِفظ الله -تعالى- لقارئ القرآن الكريم في الدنيا والآخرة، وتولّيه؛ بمنع الأيادي الخاطئة من الوصول إليه،[٨] ومن فضائل قراءة القرآن الكريم نَيْل ما وعد الله -تعالى- به عباده من الأجر، والثواب، ونعيم الجنّة؛ لقَوْله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،[٩] وقد فسّر الإمام البغويّ الآية الكريمة بأنّ قارئ القرآن الكريم يرجو تجارةً لن تفسد، وهي وعد من الله -تعالى- له بالأجر والثواب، وذهب ابن عباس -رضي الله عنهما- إلى أنّ الزيادة في الفَضْل تعني: "سِوَى الثَّوَابِ مِمَّا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ".[١٠] فَضْل قراءة القرآن والأدلّة عليه من السنّة النبويّة وردت الكثير من الأحاديث التي تُبيّن عِظَم فَضْل قراءة القرآن الكريم، ويُمكن بيان بعضها فيما يأتي: مُضاعَفة الثواب: فقد ثبت في السنّة النبويّة أنّ الله -تعالى- يُضاعف أجر قارئ القرآن الكريم؛ لما ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).[١١][١٢] نَيْل مرتبة السَّفرة الكرام البَرَرة: فمن الاحاديث النبويّة الشريفة التي تدلّ على فَضْل قراءة القرآن الكريم ما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ)،[١٣] فقد أكرم الله -تعالى- قارئ القرآن الكريم الحافظ المُتقِن للأحكام برَفع مكانته يوم القيامة، وجَعله مع السَّفَرة البَرَرة؛ وهم: الرُّسُل؛ لأنّهم يُسفرون إلى الناس برسالات الله -تعالى-، والبَرَرة هم: المُطيعون؛ إذ إنّ البِرّ هو الطاعة، ولا يقتصر الفَضْل للمُتقِن الماهر بقراءة القرآن الكريم فقط، بل يشمل قارئ القرآن الذي يجد صعوبةً أثناء القراءة؛ فقد أكرمه الله -تعالى- بأجرَين؛ أجر القراءة، وأجرٌ بسبب المَشقّة التي يجدها في التلاوة.[١٤] تنزُّل السكينة: فقد ثبت في الحديث الصحيح أنّ السكينة تتنزّل على قارئ القرآن الكريم، ومن حيث لا يشعر تتنزّل الملائكة؛ لتُنصت وتستمع إلى قراءته؛ فقد ورد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ)،[١٥] وقد فسَّر أهل العلم السكينة بأنّها: سحابةٌ من السماء فيها ملائكة الرحمن، ولو أنّ أُسيد بن حُضير -رضي الله عنه- الذي ضرب أروع الأمثلة في إخلاص العبادة، وحبّ الله ورسوله استمرّ بالقراءة لنزلت الملائكة تُسلّم عليه، ولسلّموا على الناس، وممّا يدلّ على نزول الملائكة؛ للاستماع إلى قارئ القرآن المُخلص في قراءته ما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).[١٦][١٧] نَيْل الشفاعة يوم القيامة: فقد ثبت في الحديث الصحيح أنّ قراءة القرآن الكريم سببٌ لنَيْل الشفاعة يوم القيامة؛ لِما ورد عن أبي أمامة الباهليّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[١٨][١٩] عِظم القَدْر: فقد ثبت في الحديث الصحيح أنّ لقارئ القرآن الكريم المُخلص بقراءته لله -تعالى- قدراً عظيماً في الدُّنيا والآخرة؛ لِما ورد عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ، كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ)،[٢٠] والأُترجة: ثمرةٌ تشبه البطيخ، لونها جميلٌ، ورائحتها عطرةٌ، وطعمها شهيٌّ،[٢١] وقد شبّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجة؛ لأنّ قراءة القرآن الكريم تُحسِّن أخلاق العبد، وتزيد من أعماله الصالحة؛ فتُقرِّبه من الله -تعالى-، وتُحبّبه إلى الناس، كما أنّ الله -تعالى- يرفع مكانة قارئ القرآن الكريم في الدُّنيا والآخرة، على أن تكون القراءة مقرونةً بالعمل الصالح، وإخلاص النيّة،[٢٢] ولذلك يجدر بقارئ القرآن الكريم تدبُّر آياته، ممّا يدفعه إلى العمل الصالح، وتقوية إيمانه، وذلك الهدف الحقيقيّ من كلّ العبادات.[٣] رفع المكانة في الدُّنيا: إذ إنّ قراءة القرآن الكريم سببٌ لنَيْل المكانة الرفيعة في الدُّنيا، والأجر العظيم في الآخرة؛ لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ).[٢٣][٢٤] نَيْل أعلى الدرجات في الجنّة: حيث إنّ درجة قارئ القرآن الكريم في الجنّة تكون عند آخر آية يقرؤها؛ لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها).[٢٥][٢٦] نَيْل الأجر العظيم والحَسَنات المضاعفة: فقد ثبت في الحديث الصحيح ما يدلّ على عِظَم أجر قارئ القرآن الكريم، ووَفرة حَسَناته؛ لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ).[٢٧][٢٨] تجنُّب الغَفلة عن ذِكر الله -تعالى-: فقد ورد ما يدلّ على أنّ قراءة القرآن الكريم تُذكِّر العبد بالله -تعالى-، وتُجنّبه الغفلة؛ لما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن قرأَ في ليلةٍ مائةَ آيةٍ لَم يُكتَبْ مِن الغافلينَ، أو كُتِبَ مِن القانتينَ).[٢٩][٣٠] استحقاق الغِبطة: وقد عُرِّفَت الغِبطة بأنّها: تمنّي مثل ما عند الآخر من النعمة، من غير حسدٍ، أو تمنٍّ لزوالها عنه،[٣١] وثبت في الحديث الصحيح أنّ قارئ القرآن الكريم يستحقّ أن يغبطه العباد؛ لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ)،[٣٢] فقارئ القرآن الحافظ لآياته، والمُلتزم بما جاء فيه، يستحقّ الاقتداء به.[٣٣] نَيْل مكانةٍ خاصّةٍ عند الله تعالى: فقد ورد في السنّة ما يدلّ على عِظَم مكانة أهل القرآن الكريم عند الله -تعالى-؛ لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إِنَّ للهِ أهلِينَ مِنَ الناسِ قالوا: من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال أهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ).[٣٤][٣٥] حال السَّلَف مع القرآن ضرب السَّلَف الصالح -رحمهم الله- أروع الأمثلة في حُبّ القرآن الكريم، وتلاوة آياته آناء الليل والنهار؛ فقد ترّبوا في مدرسة النبوّة؛ إذ كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّ أصحابه -رضي الله عنهم- على تلاوة القرآن الكريم، وكان يُحبّ الاستماع إلى قراءتهم؛ فقد ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (قالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ قُلتُ: أقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قالَ: إنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي)،[٣٦][٣٧] وأوصى -عليه الصلاة والسلام- الأمّةَ من بعده بالمحافظة على قراءة القرآن الكريم، وعدم هَجره، فإن تمكّن المسلم من خَتم القرآن الكريم مرّةً في الشهر، فقد عمل بالوصيّة؛ لِما ورد عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اقْرَأِ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْرٍ)،[٣٨][٣٩] وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- جيلاً قرآنيّاً فريداً؛ إذ كان ارتباطهم بالقرآن الكريم عميقاً للغاية، حتى ورد أنّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- خرق مصحَفَين؛ لكثرة قراءته منهما، وكانوا يكرهون أن يمرّ يومٌ دون أن يتدبّروا آيات القرآن الكريم،[٤٠] وممّا يدلّ على أنّ للقرآن الكريم عندهم مكانةً خاصّةً ما ورد عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من أنّه قال: "لَوْ طَهُرَتْ قُلُوبُكُمْ مَا شَبِعْتُمْ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"،[٤١] وكان السَّلَف الصالح -رحمهم الله- يعدّون حُبّ القرآن الكريم دليلاً على حُبّ الله ورسوله؛ فقد ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (مَنْ أَحَبَّ أنْ يُحِبَّهُ اللهُ ورسولُهُ فلْيَنْظُرْ فإنْ كان يُحِبُّ القرآنَ فهو يُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ).[٤٢][٤٣] ميزات القرآن الكريم أكرم الله -تعالى- أمّة الإسلام؛ بأن أنزل القرآن الكريم على نبيّها محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، والذي من أهمّ خصائصه: أنّ الباطل لا يأتيه من بين يديه، ولا من خلفه، فهو حبل الله المتين، والنور المُبين، والعُروة الوُثقى، وسبيل هداية البشريّة، وإخراجها من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد؛ فهو يضمّ قصص الأمم السابقة مع أنبيائهم، وبيان مصيرهم، كما أنّ فيه من الأحكام الشرعية ما يُبيّن للعباد الحلالَ والحرامَ، ويُنظّم أمور حياتهم، ويُنجّيهم من ضنك الدُّنيا، وعذاب الآخرة، وهو المَنهج القويم، والصراط المستقيم، وممّا يُميّز كتاب الله أيضاً عدم الملل من كثرة تكرار تلاوته، وإنّما الشعور بحلاوته؛ فالجنّ حينما سمعوا القرآن الكريم رجعوا إلى قومهم مُنذرين، فقد ترك في أنفسهم أعظمَ الأثر، فقالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)،[٤٤] ومن الجدير بالذِّكر أنّ الله -تعالى- قد تعهّد بحفظ القرآن الكريم من التحريف والضياع، مصداقاً لقَوْله -عزّ وجلّ-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[٤٥] وقد هيّأ الله -سبحانه وتعالى- الأسباب لحِفظ كتابه العزيز؛ فأنزله على أُمّةٍ معتادة على الحِفظ، وحَثَّهم على حِفظه، وتلاوته، والمُواظبة على دراسته، وتعليمه، وقد بَيَّن الله -تعالى-، ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- عِظَم فَضْل أهل القرآن، ورِفعة مكانتهم في الدُّنيا، والآخرة، وأنّه سبب لدخول الجنّة. [٤٦][٤٧] المراجع ↑ سورة فصلت، آية: 41-42. ↑ سورة المزمل، آية: 4. ^ أ ب "فضل قراءة القرآن"، www.islamweb.net، 1441، اطّلع عليه بتاريخ 23-5-2020. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 121. ^ أ ب أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (1384هـ - 1964 م)، الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 95-96، جزء 2. بتصرّف. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 23311 ، صحيح. ↑ سورة الإسراء، آية: 45. ↑ عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري، لطائف الإشارات = تفسير القشيري (الطبعة الثالثة)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 350، جزء 2. بتصرّف. ↑ سورة فاطر، آية: 29-30. ↑ أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (1417 هـ - 1997 م)، معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي (الطبعة الرابعة)، دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 420، جزء 6. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2910، صحيح. ↑ محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، سنن الترمذي ، صفحة 175، جزء 5. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 798، صحيح. ↑ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 549. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 795، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح. ↑ الشيخ الطبيب أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 4، جزء 94. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح. ↑ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة 553، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 797 ، صحيح. ↑ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 549. بتصرّف. ↑ الشيخ الطبيب أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 2، جزء 94. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 817، صحيح. ↑ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة 559، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1464 ، حسن صحيح. ↑ أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السَِّجِسْتاني، سنن أبي داود، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 73، جزء 2. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 803، صحيح. ↑ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة 552، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 640، صحيح . ↑ أبو عبدالله الحاكم محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري (1411 - 1990)، المستدرك على الصحيحين (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 742، جزء 1. بتصرّف. ↑ د أحمد مختار عبد الحميد عمر (1429 هـ - 2008م)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، عالم الكتب، صفحة 1592، جزء 2. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 815، صحيح. ↑ الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، شرح رياض الصالحين، صفحة 3، جزء 94. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1432، صحيح. ↑ ابن ماجة أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجه، بيروت: دار إحياء الكتب العربية، صفحة 78، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5056، صحيح. ↑ محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (1422هـ )، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (الطبعة الأولى)، صفحة 197، جزء 6. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1159، صحيح. ↑ محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (1422هـ )، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (الطبعة الأولى)، صفحة 40، جزء 3. بتصرّف. ↑ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، إحياء علوم الدين، صفحة 279. بتصرّف. ↑ أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، الزهد ، صفحة 106. بتصرّف. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبدالرحمن بن يزيد، الصفحة أو الرقم: 7/168، رجاله ثقات. ↑ أبو أنس محمد بن فتحي آل عبدالعزيز، أبو عبدالرحمن محمود بن محمد الملاح (1431 هـ - 2010 م)، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (الطبعة الأولى)، الرباض: دار ابن خزيمة، صفحة 42، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الجن، آية: 1،2. ↑ سورة الحجر، آية: 9. ↑ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، إحياء علوم الدين، بيروت: دار المعرفة، جزء 1، صفحة 272. بتصرّف. ↑ الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، شرح رياض الصالحين جزء 94، صفحة 1. بتصرّف. إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88_%D9%81%D8%B6%D9%84_%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85
أيّها آلمفكرون وآلفلاسفة ؛ كُونُوا (كونيّون ربانيون) عزيز حميد مجيد / عارف حكيم أيّها المفكّرون والفلاسـفة ؛ كونوا (كونيّيـون ربّانيـون): أمّا كيف .. و ما السّبيل لتحقق ألصّفة آلكونيّة في وجودكَ وأنت قد بدأت عامك الميلادي الجديد كما كنت في عامك المنصرم بلا خبر أو وحي وإشارات وإتصالات؟ والكونية هي الأتصال بعالم الوجود و لها شروط لتحقيقها: ولا تتحقق الصّفة الكونيّة في وجودك عزيزي ألمُفكر و الفيلسوف؛ ما لم تصل وتُحقّق مرتبة الآدميّة بذاتكَ,و التي تستوجب رياضات وسهر تُؤهّلك لتفعيل العقل الباطن ليكون القلب هو آلعقل المُفكّر .. بدل العقل الظاهر المحدود الذي لا يرى به صاحبه سوى الظاهر, ليكون محوراً للأرتباط وللأحكام و الأبداع وآلأسفار الكونيّة, التي معها تتقدم حتى على الصّفة (الأنسانيّة) التي هي الأخرى تعلو آلصّفة (البشريّة – الحيوانيّة) بفواصل كبيرة, إنها مسيرة صعبة مُتوالية نحو الأفق الأعلى: [بشريّة – إنسانيّة – آدميّة] ولعبور كل مرحلة نحتاج لرياضات و توفيق إلهي! وإنّك أيّها المُفكّر وآلفيلسوف: عندما تشعر ببلوغك آلحالة (آلآدميّة) التي تُجسّد ألتواضع؛ تكون قد حصلت على المؤهلات المطلوبة لبدء (الأسفار الكونية السبعة)؛ لترتبط بآلشبكة التي تضم كلّ مكونات (الوجود) و (واجب الوجود) و (ممكن الوجود), لهذا تتحسّس الظلم والقهر و كلّ حركة وقعت وفي أيّ مكان بعيد أو قريب ومهما صغرت و أينما كانت بوضوح ضمن الشبكة الكونيّة و كأنّها أصابتك بآلصّميم! بتعبير آخر؛ أصبحت كونيّاً (إكوانتوميّاً)؛ يُمكنك إستلام و تبادل الأشارات مع كلّ العوالم الكونيّة بقدر إنفتاحك على المعشوق المبدع للخير وبُغضك للمنكر خصوصاً ألحسد و آلغيبة والكذب والنفاق, ثمّ آلتواضع أمام آلجّميع؛ بحيث لا تعد بعدها ذلك المحدود الذي كان يتعالى على مَنْ دونه؛ بسبب الأنطواء على نفسه, و الحكم من خلال نظرته الضيقة ومنافعه الشخصيّة والحزبيّة ومقدار رزقه, لأنه لم يكن يرى سوى نفسه المحدودة وذاتها كمقياس للتقيم و التعامل مع الوجود, وكما هو حال حكام و سياسيوا بلادنا والعالم وتعاملهم مع الوجود والبشر المحكومين بآلقيود التي حجّمت وسلبت إختياراتهم, حيث لا يُصدّرون حُكماً ولا أمراً إلّا و فيه قبل كلّ الناس ضمان مصالحهم دون مصلحة الناس والعالم, بعيداً عن معنى وفلسفة الوجود, لهذا لو أردت أنْ تكون كونيّاً فعليكَ وعي ودرك التالي: [Injustice anywhere is a threat to justice everywhere. We are caught in an inescapable network of mutuality, tied in a single garment of destiny. Whatever affects one directly, affects all indirectly.] [L’injustice partout est une menace pour la justice partout dans le monde. Nous sommes pris dans un réseau de mutualité incontournable, noué dans un seul vêtement de destin. Tout ce qui affecte directement un, affecte tout indirectement.] [إنّ الظلم في أيّ مكان حتى لو كنت وحيداً يُشكّل تهديدًا للعدالة في كلّ مكان, لقد وقعنا في شبكة الوجود ألمرتبطة التي لا مفر منها، مرتبطة بلباس وأصل واحد من القدر, ولو تأثّرَ بشيء واحد وبشكل مباشر، فإنّهُ يُؤثر تلقائيّاً على جميع الأشياء بشكلٍ غير مباشر]. [بی عدالتی در هرکجا، تهدیدی بر عدالت در همه جاست. ما در یک شبکه غیرقابل اجتناب از یکدیگر متجلی شده ایم که در یک لباس ومسير سرنوشت گره خورده است. هر آنچه که شخصی را مستقیماً تحت تاثیر قرار دهد، همهء را غیر مستقیم تحت تاثیر قرار خواهد داد]. ألتّدرج ألعلميّ الكوني كآلتالي: قارئ-مثقف-كاتب-مفكّر-فيلسوف-فيلسوف كوني-عارف حكيم. و لكل مرحلة مراحل و مواصفات يمكنكم معرفتها من الفلسفة الكونية بقلم ألعارف ألحكيم / عزيز حميد مجيد الخزرجي Written by: Alarif Alhakim Azez Hamed.
أيّها المفكّرون والفلاسفة؛ كونوا كونيّيـون ربّانيـون: أمّا كيف .. و ما السّبيل لتحقق ألصّفة آلكونيّة في وجودكَ وأنت قد بدأت عامك الميلادي الجديد؟ فلذلك شروط أهمّها: لا تتحقق الصّفة الكونيّة في وجودك عزيزي ألمُفكر و الفيلسوف؛ ما لم تصل وتُحقّق مرتبة الآدميّة بذاتك والتي معها يستوجب تفعيل العقل الباطن لتجعل من القلب هو آلعقل المُفكّر .. بدل العقل الظاهر المحدود الذي لا يرى صاحبه سوى الظاهر, ليكون محوراً للأحكام و الأحلام وآلأسفار الكونيّة, التي معها تتقدم حتى على الصّفة (الأنسانيّة) التي هي الأخرى تعلوا آلصّفة (البشريّة - الحيوانيّة) بفواصل كبيرة, إنها مُتوالية: [بشريّة – إنسانيّة – آدميّة]! وإنك أيّها المُفكّر وآلفيلسوف: عندما تشعر ببلوغك آلحالة (آلآدميّة) تكون قد حصلت المؤهلات المطلوبة لبدء (الأسفار السبعة)؛ لترتبط بكلّ مكونات (الوجود) و (واجب الوجود) و (ممكن الوجود), لهذا تتحسّس الظلم والقهر و كلّ حركة وقعت وفي أيّ مكان مهما صغرت و أينما كانت بوضوح ضمن الشبكة الكونيّة و كأنّها أصابتك بآلصّميم! بتعبير آخر؛ أصبحت كونيّاً (إكوانتوميّاً)؛ يُمكنك إستلام و تبادل الأشارات مع كلّ العوالم الكونيّة بقدر إنفتاحك على المعشوق المبدع للخير وبُغضك للمنكر خصوصاً ألحسد و آلغيبة والكذب والنفاق, ثمّ آلتواضع أمام آلجّميع؛ بحيث لا تعد بعدها ذلك المحدود الذي كان يتعالى؛ بسبب الأنطواء على نفسه يحكم من خلال نظرته الضيقة و منافعه الشخصيّة والحزبيّة ومقدار رزقه, لأنه لم يكن يرى سوى نفسه المحدودة ولذاتها معياراً للتقيم و التعامل مع الوجود, وكما هو حال حكام و سياسيوا بلادنا والعالم مع الوجود و البشر المحكومين بآلقيود التي حجّمت إختياراتهم, حيث لا يُصدّرون حُكماً ولا أمراً إلّا و فيه قبل كلّ الناس ضمان مصالحهم الخاصة دون مصلحة الناس و العالم, بعيداً عن معنى و فلسفة الوجود, لهذا لو أردت أنْ تكون كونيّاً فعليكَ وعي و درك الحقيقة التالية: [Injustice anywhere is a threat to justice everywhere. We are caught in an inescapable network of mutuality, tied in a single garment of destiny. Whatever affects one directly, affects all indirectly.] [L'injustice partout est une menace pour la justice partout dans le monde. Nous sommes pris dans un réseau de mutualité incontournable, noué dans un seul vêtement de destin. Tout ce qui affecte directement un, affecte tout indirectement.] [إنّ الظلم في أيّ مكان يُشكّل تهديدًا للعدالة في كلّ مكان, لقد وقعنا في شبكة الوجود ألمرتبطة بعضها ببعض التي لا مفر منها بسبب حالة الكثرة التي أصابت العالم بعد الوحدة، وهي مرتبطة بلباس وأصل واحد من القدر و من الأصل, ولو تأثّرَ بشيء واحد وبشكل مباشر، فإنّهُ يُؤثر تلقائيّاً على جميع الأشياء بشكلٍ غير مباشر.] [بی عدالتی در هرکجا، تهدیدی بر عدالت در همه جاست. ما در یک شبکه غیرقابل اجتناب از یکدیگر متجلی شده ایم که در یک لباس ومسير سرنوشت گره خورده است. هر آنچه که شخصی را مستقیماً تحت تاثیر قرار دهد، همهء را غیر مستقیم تحت تاثیر قرار خواهد داد.] ألفيلسـوف الكونيّ / عزيز الخزرجي Cosmic Philosopher / Azez Al-Khazrgy

المطلوب لتحقيق الدولة المدنية المشبعة بروح الأسلام:

:المطلوب للدولة المدنية المشبعة بروح الإسلام لا ظاهره قلنا في مجموعة مقالات سابقة بإختصار ؛ بأن القوانين و النهج الفكر.ي و الثقافي ألذي ساد في العراق هو من وراء الفساد و العبث بحقوق الناس, و فشل إقامة دولة مدنية عادلة فيها روح الأسلام المحمدي الأصيل و نستطيع أن نجمل بأن أهم قضيتين امام الإصلاح العام والإصلاح الانتخابي: هو تغيير قانون الانتخابات الجائر، ووجود مفوضية عليا للانتخابات مستقلة فعلاً وقولاً، و فوقها تغيير الثقافة العراقية السائدة .. وتبقى دولة القانون المدنية امل يشد أكثرية الشعب باعتبارها سفينة تسري بالبلاد نحو شواطئ الأمان والاستقرار والسلم الاجتماعي وحق المواطنة لجميع المكونات الدينية والقومية والاثنية، وهناك مستلزمات سياسية وقانونية ودعائم أخرى تقوم عليها الدولة المدنية ومن بينها وجود مجلس نيابي منتخب بطريقة شرعية وقانونية ، والدولة المدنية مثلما أشرنا لها أسس لا يمكن ان تبنى بدونها ومنها ان تكون الديمقراطية قاعدة للتعامل بين القوى السياسية الوطنية ووفق قوانين عادلة تبتعد عن الطائفية والعنصرية والشوفينية وتستمد قوتها من تشريعات تصدرها السلطة التشريعية بمعناها الصحيح ” مجلس النواب ” والأخير يحتاج الى قانون انتخابي عادل كي يحقق إرادة أوسع الناخبين ويكون بحق يمثلهم وهذا المطلب المشروع لا يمكن بدون مجلس نيابي خارج نطاق المحاصصة الطائفية ــــ الاثنية، وبالتالي فالدولة المدنية تشكل افضلية طبيعية للعراق ومستقبله للتخلص من نظام المحاصصة الطائفية وهذا ما أكد عليه رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ” على ضرورة إقامة الدولة المدنية في العراق، مبيناً ان الامر بات ملحاً” كما أشار في معرض تغريدته جامعاً ما بين إدانة نظام المحاصصة الطائفية ” ما يصح للبنان يسري على العراق، وبات ملحا اقامة الدولة المدنية القائمة على المواطنة والعدالة الاجتماعية” الحديث قد يطول حول أهمية التوقف على ما ارتكب من أخطاء ومثالب لإعاقة بناء الدولة المدنية ومحاولات إنجاح مشروع الدولة الدينية الطائفية وهذه الإعاقة انتجت جملة من القضايا السلبية تراكمت حتى أصبحت حجر عثرة ليست بالسهولة التخلص منها وتحتاج الى جهود جبارة تبدأ من السلالم الأولى 1 ـــ حصر السلاح المنفلت بيد الدولة والعمل من اجل تحقيق الاستقرار الامني والطمأنينة ومحاربة جادة للقوى الإرهابية وادواتها الداخلية، وعدم السماح بإرهاب وتخويف المواطن بأي شكل من الاشكال 2 ـــ دمج الحشد الشعبي (غير التابع للقوى الخارجية) بالمؤسسة الأمنية وتحت قيادة موحدة بقيادة القائد العام للقوات المسلحة (الشرطة الاتحادية، الجيش، باقي المؤسسات الأمنية للدولة) لأن بقاء الحشد الشعبي بقيادة منفردة يعتبر وجوده قوة عسكرية منفصلة ومستقلة، رغبنا او لا نرغب، يعني قوتين عسكريتين منفصلتين في الواقع لكنهما متحدتين ظاهريا. 3 ـــ حل الميليشيات والمافيا المنظمة التابعة لإيران او أي دولة أخرى ومصادرة أسلحتهم، فليس من المنطق والمعقول الاعتراف بدولة مستقلة امام الراي الداخلي والعالمي ووجود حوالي (65) ميليشيا مسلحة بأحدث الأسلحة تحت إمرتها أكثر من (80) ألف مسلح وعامل فضلاً عن وجود البعض من هذه الميليشيات والفصائل موالية لإيران تؤتمر بإرادة خارجية منافية لمصالح البلاد. 4 ـــ محاربة مافيا الفساد المالي والإداري وهي عملياً لها أوجه وآليات عديدة ومرتبطة بكبح القوى المهيمنة التي تلعب دوراً سلبياً في منع اتخاذ قرارات صحيحة من قبل هيئة النزاهة والمحكمة الاتحادية وتستغل الانتخابات التشريعية من خلال المثالب والنواقص في قانون الانتخابات 5 ـــ انهاء نهج المحاصصة الطائفية ــ الأثنية لأنها اس البلاء وهي التي أوصلت البلاد الى حافة الهاوية والافلاس، وكانت ومازالت السبب الرئيسي لظهور الإرهاب بشكل واسع وتنامي وتعدد الميليشيات الطائفية كما نلمسه في الوقت الحاضر 6 ـــ التوجه لمحاربة الفساد بشقيه المالي والإداري في جميع دوائر الدولة والمحافظات بتفعيل عمل هيئات النزاهة بما فيها هيئة النزاهة النيابية وعدم التأثير او التدخل في شؤونها وقراراتها. ان البدء في هذه الإجراءات وانجازها لا يعني التخلص من مخاطر العودة الى المربع الأول وبخاصة وجود قوى سياسية دينية وقوى مافيا تابعة تفعل المستحيل للإبقاء على النمط القديم الذي تستفيد منه مادياً ومعنوياً، وهناك قضايا أخرى يحتاجها بناء الدولة المدنية ولكننا سنركز على حالة مهمة جداً وهي انتخابات مجلس النواب كي تأخذ السلطة التشريعية دورها ومكانتها واستقلاليتها وحيادها وتغليب القضية الوطنية على باقي المهمات الأخرى، فوجود برلمان منتخب بشكل ديمقراطي على أساس قانون انتخابي عادل يعتمد بالدرجة الأولى على الدائرة الانتخابية الواحدة التي تصون حقوق الناخبين والقوى المنتخبة بشكل ديمقراطي هذه المقبولية الأولى لا تكتمل اذا لم تصاحبها وجود مفوضية عليا للانتخابات مستقلة وحيادية نسبياً ، والنسبية هنا تعني انتمائها للوطن واخلاصها المتفاني من اجل صيانة ومراقبة الانتخابات بعيداً عن تأثيرات القوى المتنفذة ومحاولاتها للتدخل وتزييف إرادة الناخبين لتتمكن من إيجاد منفذ لها في السلطة التشريعية، لقد حفلت السنين السابقة وبخاصة اثناء الانتخابات التشريعية الأولى وصولاً الى الأخيرة بتجاوزات وانحرافات وعمليات تزوير كبيرة إضافة الى القانون الانتخابي غير العادل ومفوضية مخترقة من قبل البعض من القوى المتنفذة، كل ذلك وغيرها أدت الى الهيمنة على مجلس النواب وفرض واقع غير إيجابي على عمل مجلس النواب حيث اصبح تابعاً تقريباً لقرارات القوى المتنفذة التي استطاعت الهيمنة عليه بمختلف الطرق وجعله أداة لتنفيذ ما تريده، اذن مجلس النواب الذي بقى رهين المحاصصة ولم يقوم بعمله بشكل صحيح وبقى حسب ما أشار له المحرر السياسي ” لجريدة طريق الشعب في 27 / 8 / 2020 ” يغط في نوم عميق ” ويقبض أعضائه عشرات المليارات من الدنانير العراقية ولهم امتيازات ليس لها من حدود بينما العراق يغرق بالمشاكل المستعصية بدون ان يحرك مجلس النواب ساكن ليقوم على الأقل بتشريع قوانين تخدم بهدف التخفيف على الأقل من ازماته اما غيابات العديد من الأعضاء فحدث ولا حرج وتبقى الكثير من الاستحقاقات التشريعية التي تخدم سير العملية لكنها تخضع للانتظار والتسويف كل هذه التأخيرات والتسويفات تجعلنا نشعر بالعجب عندما اتفقوا “كمكون واحد” تقريبا على وجه السرعة الفائقة كما البرق عندما يدوي لنصرة ايران واجتمعوا ليصدروا التشريع بإخراج القوات الامريكية لكنهم لم ينبسوا كبرلمان على اساس يمثل الشعب بكلمة حول الانتفاضة وشهداء قدروا بأكثر من 700 شهيد وغير ذلك ( للعلم نحن بدون شك ليس مع اخراج القوات الامريكية فحسب بل مع جميع القوات الأجنبية والإقليمية ان وجدت بما فيها الوقوف بالضد من التدخل في شؤون البلاد الداخلية ) ولعل ما يثير التساؤل الموقف السلبي من الانتخابات التي حددها رئيس الوزراء ولعلنا نتفق مع المحرر السياسي الآنف الذكر” ان مجلس النواب بموقفه هذا وعدم استكماله المادة ١٥ من القانون، يعزز الانطباع بان الكثرة الغالبة من النواب غير راغبة في اجراء الانتخابات في موعدها المعلن ” إضافة الى مسألة أخرى في غاية الأهمية ، ” ان هذا التقصير الواضح لمجلس النواب في اداء واجباته، والتطلع الى احداث اصطفاف وتغيير جدي في قوامه يستجيب لحاجات البلد وتطلعات جماهير الشعب”، ان السير نحو تحقيق طموحات القوى الوطنية واكثرية الجماهير يتطلب وجود برلمان حقيقي يمثل بحق أكثرية الشعب العراقي ولكي نكون واضحين وبهدف عدم البقاء في الدائرة القديمة تحت طائلة تصريحات لا تسمن بل تضعف فإن البقاء على قانون الانتخابات نفسه فذلك سيسهل عودة القوى المتنفذة الحالية التي لا تريد تغيير قانون الانتخابات وفي هذا السياق أكد صائب خدر عضو اللجنة القانونية النيابية ، اولاً:” ان هناك انقساما داخل مجلس النواب بشأن ملحق توزيع الدوائر” ثم ثانياً:” ان هناك اشكالية فنية اخرى تواجه استكمال القانون الانتخابي، تتعلق بوجود (41) قضاء غير مسجلة رسميـا في وزارة التخطيط، فضلا عن جدلية توزيع مقاعد كوتا النساء وكيفية احتساب اصوات الناخبين داخل القضاء، هل ستكون لمرأة ام لرجل “... ويعني بصريح العبارة ان لا امل من تغيير القانون الانتخابي غير العادل وهنا ينطبق المثل المعروف” تيتي تيتي مثلما رحتي جيتي “ ويجري طمس مطالب الجماهير المنتفضة وانتفاضة تشرين وكأن الشهداء والمصابين والمعتقلين ليسوا من العراق بل من المريخ، ولهذا مازالت القوى الوطنية والديمقراطية التي تم التجاوز على ناخبيها وسرقة أصواتهم ومعها أكثرية القوى الخيرة تصر وتطالب بقانون انتخابي يمنح الحقوق المشروعة للجميع بالتساوي وإلا لن تستطيع الانتخابات القادمة ان تفعل أو تغيير أي شيء إلا اللهم بالشكل الإعلاني والنمط الإعلامي التابع والسائد وهنا يجب قراءة الفاتحة على الإصلاح والتغيير.

هل كان آينشتاين مخطئاً!؟

هل كان أينشتاين مخطئا!».. الفيزيائي البارز احتشد ضد «الاكتشاف الأكثر إثارة للصدمة» في الفيزياء! ‮ربما‭ ‬كان‭ ‬ألبرت‭ ‬أينشتاين‭ ‬‮«‬أذكى‭ ‬العقول‮»‬‭ ‬في‭ ‬جيله،‭ ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬نباغته‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬أهمية‭ ‬نظرية‭ ‬الكم،‭ ‬التي‭ ‬وصفتها‭ ‬إلسي‭ ‬بيرش‭ ‬دونالد‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬الاكتشافات‭ ‬إثارة‭ ‬للصدمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬ وعندما‭ ‬نشر‭ ‬ألبرت‭ ‬أينشتاين‭ ‬نظريته‭ ‬العامة‭ ‬للنسبية‭ ‬عام‭ ‬1915،‭ ‬أطلق‭ ‬ثورة‭ ‬علمية‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬ووضعت‭ ‬النظرية‭ ‬تحريفا‭ ‬للنموذج‭ ‬النيوتوني‭ ‬للجاذبية،‭ ‬حيث‭ ‬حولت‭ ‬المبدأ‭ ‬الأساسي‭ ‬للكون‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬بين‭ ‬الأجسام‭ ‬ذات‭ ‬الكتلة‭ ‬إلى‭ ‬تزييف‭ ‬المكان‭ ‬والزمان‭. ‬وأشاد‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬بالنسبية‭ ‬العامة‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬إنجازات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬تليها‭ ‬نظرية‭ ‬أينشتاين‭ ‬للنسبية‭ ‬الخاصة‭.‬ وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬يقوم‭ ‬مشغلو‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬لنظام‭ ‬تحديد‭ ‬المواقع‭ ‬العالمي‭ (‬GPS‭) ‬بضبط‭ ‬أجهزتهم‭ ‬عالية‭ ‬الدقة‭ ‬وفقا‭ ‬للمبادئ‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬أينشتاين‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬عام‭.‬ ولكن‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬‮«‬به‭ ‬قوانين‭ ‬تضمن‭ ‬حدوث‭ ‬الأشياء‭ ‬دائما،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬نفسها‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬أينشتاين‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬مواجهة‭ ‬عالم‭ ‬جديد‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬الفيزياء‭ ‬التي‭ ‬هددت‭ ‬بقلب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يعرفه‭ ‬عن‭ ‬الكون،‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭.‬ ويعتبر‭ ‬الكثيرون‭ ‬أينشتاين‭ ‬‮«‬الأب‭ ‬الثالث‮»‬‭ ‬لنظرية‭ ‬الكم،‭ ‬متبعا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الفيزيائيين‭ ‬نيلز‭ ‬بور‭ ‬وماكس‭ ‬بلانك‭.‬ وعلى‭ ‬عكس‭ ‬النسبية‭ ‬العامة،‭ ‬تصف‭ ‬نظرية‭ ‬الكم‭ ‬المبادئ‭ ‬الغريبة‭ ‬للغاية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أصغر‭ ‬مستوى‭ ‬يمكن‭ ‬تخيله‭ - ‬الجسيمات‭.‬ ووفقا‭ ‬لإلسي‭ ‬بورش‭ ‬دونالد،‭ ‬مؤلفة‭ ‬الكتاب‭ ‬المنشور‭ ‬حديثا‭ ‬‮«‬Youniverse‭: ‬دليل‭ ‬موجز‭ ‬للعلوم‭ ‬الحديثة‮»‬،‭ ‬أثبت‭ ‬الاكتشاف‭ ‬أنه‭ ‬يتعذر‭ ‬على‭ ‬الفيزيائي‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭.‬ وكتبت‭: ‬‮«‬لدهشته،‭ ‬وجد‭ ‬أنه‭ ‬اكتشف‭ ‬منزل‭ ‬مجنون‭: ‬مقلوب‭ ‬رأسي،‭ ‬عالم‭ ‬دقيق‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬أرض‭ ‬العجائب‭ ‬لفيزياء‭ ‬الكم‭. ‬كان‭ ‬أينشتاين‭ ‬مرتابا‭. ‬لم‭ ‬يستطع‭ - ‬لم‭ ‬يكن‭ - ‬أن‭ ‬يصدق‭ ‬ذلك‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المعيار‭ ‬اليوم‮»‬‭.‬ وبالنسبة‭ ‬لمراقب‭ ‬خارجي،‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬فيزياء‭ ‬الكم‭ ‬كمجموعة‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬المتناقضة‭ ‬التي‭ ‬تحطم‭ ‬نظام‭ ‬الكون‭.‬ ولا‭ ‬تتوافق‭ ‬النظرية‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬مع‭ ‬النسبية‭ ‬العامة،‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬العلماء‭ ‬طريقة‭ ‬للجمع‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭.‬ وأدى‭ ‬هذا‭ ‬اللغز‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أينشتاين‭ ‬مخطئا‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭.‬ وفي‭ ‬النسبية‭ ‬العامة،‭ ‬يحدث‭ ‬حدث‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬ويمكن‭ ‬للعلماء‭ ‬دائما‭ ‬تحديد‭ ‬السبب‭ ‬والنتيجة‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬كوني‭.‬ وفي‭ ‬نظرية‭ ‬الكم،‭ ‬تكون‭ ‬الأحداث‭ ‬أكثر‭ ‬احتمالية‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬للناس‭ ‬العاديين‭. ‬وبعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الكمي‭ ‬محكوم‭ ‬بالكامل‭ ‬بالاحتمالات‭.‬ وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لاحظ‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬فوتونات‭ ‬الضوء‭ ‬تعمل‭ ‬أحيانا‭ ‬مثل‭ ‬الموجات‭ ‬وأحيانا‭ ‬مثل‭ ‬الجسيمات،‭ ‬ما‭ ‬يعطل‭ ‬عقودا‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬الضوء‭ ‬بالجسيمات‭.‬ وقالت‭ ‬دونالد‭ ‬إن‭ ‬أينشتاين‭ ‬احتشد‭ ‬ضد‭ ‬علماء‭ ‬فيزياء‭ ‬الكم‭ ‬نظرا‭ ‬لمدى‭ ‬غرابة‭ ‬ذلك‭ - ‬وثبت‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬أكبر‭ ‬خطأ‭ ‬ارتكبه‭.‬ وكتبت‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اليقين،‭ ‬حيث‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الصدفة‭. ‬وأطلق‭ ‬عليه‭ ‬أكثر‭ ‬الاكتشافات‭ ‬إثارة‭ ‬للصدمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العلم‭. ‬اعتقد‭ ‬أينشتاين‭ ‬أنه‭ ‬كارثي‭. ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬أخطأ‭ ‬في‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬ يذكر‭ ‬أن‭ ‬دونالد‭ ‬مؤلفة‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬70‭ ‬عاما‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬مزرعة‭ ‬في‭ ‬ممفيس‭ ‬بولاية‭ ‬تينيسي،‭ ‬ودرست‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬إدنبرة،‭ ‬وكتبت‭ ‬ثلاثة‭ ‬كتيبات‭ ‬إرشادية‭.‬