Monday, June 29, 2020


عندما تفتقر آلنّخب آلثّقافة:

إنّ آلدّولة؛ أيّة دولة؛ بناؤها؛ تطورها؛ أخلاقها؛ آدابها؛ تقدّمها؛ تخلّفها, رهين بالمستوى ألثقافيّ (ألحضاريّ) لنخبتها، إنْ عالياً فثقافة نخبها تكون عالية، و إن مُتدنيّاً، فثقافة نُخبها تكون مُتدنّية.

أمّا لو كانت دولة طبقيّة – إرهابيّة - كآلعراق و البلاد العربيّة و أكثر بلاد العالم؛ فأنّ نُخبها ترعرت في أجواء الأرهاب و آلفساد و لقمة الحرام منذ ولادتها, ثمّ آلتّعليم برعاية حُكّامها, ثمّ هيمنة أسيادها المستعمرين, لهذا لا سبيل للنجاة إلا بآلفلسفة الكونيّة, أو إنتظار آلفناء على أيدي تلك آلنُّخبة و مَنْ ورائها و كما هو حال العراق اليوم!

و نعني بالنُّخبة كلّ المسؤوليين عن الشأن ألشّعبي و الوطني العام من قبيل المسؤوليين بالحكومة و البرلمان و القضاء و التعليم و الأعلام و باقي المؤسسات ألدّينيّة و الوطنيّة و الجّهوية و الإقليميّة و المحليّة, أمّا آلثقافة فنحددها في (ضرورة فهم معنى و سبب وجود آلوجود و آلخلق و آلخالق و الكون) ،على الأقل في حدّه ألأدنى، سواء على آلصّعيد ألوطنيّ أو الإقليمي أو الدولي – العالمي أو الكونيّ.
 
صحيح أنّ النّخبة العراقيّة من أعلاها إلى أدناها، مع استحضار الاستثناء، ضعيفة و مشوّشة ثقافيّاً و فكريّاً و عقائديّاً بشكلٍ رهيبٍ؛ لذا، فهي نخبة تفتقر ألأنسانيّة ناهيك عن الوطنيّة لصالح ثقافة الكذب و الفساد و نهب الفقراء، فتُدلي بإحصاءات ظاهرها و هدفها دوماً التنميّة و الازدهار و التقدم – و هي مفرداتها – و حقيقتها دوماً ألتقهقر و التخلف؛ و هذا ما حصل بآلفعل حتى من قبل مُدّعي آلدّين و العدالة .. و يحصل آلآن و على مختلف المستويات و المؤسسات و يعتبرون ذلك حصتهم؛

فآلتعليم إستلمها حتى مَنْ كان يُوعظ الناس على المنابر و يفسر لهم القرآن و (آلصّحة) أيضا من كان يملك خمس شهادات علميّة و هكذا البلديات و الصناعة و الزراعة و الخارجية و الداخلية و العسكرية و غيرها و منذ عقود و النّخب التي توزّرت تلك المؤسسات كانت تتكلم عن برامج و برامج ستجعلها من أرقى الوزارات بل ستنتج العلوم و الكهرباء و تُصدّرها .. كونها تعرض تقدماً بعهود .. يُشرّف البلد و أهل البلد!

 بينما الواقع ثبت أن دين و ثقافة هؤلاء العراقيين (ألنّخبة) دجل و نفاق و كذب لأنّهم بآلأساس مزوّرين، و منذ عقود بل و قرون .. و هكذا فنّد و يُفنّد الواقع كل تلك آلمُدّعيات حيث لم تؤديّ فقط إلى النقص المهول في مستوى و كفاءة الكادر و تحطيم البلاد و العباد؛ ولا في مستويات التجهيز و العدد و الأمكانات و الموارد البشريّة و الأدوية و المختبرات في المستشفيات؛ و لا تعميق الجّهل في قطاع التعليم و منذ عقود و هو يعاني التخبط و فقدان ألأخلاص و البرامج و المناهج و التكوين و مواكبة العلم في باقي بلدان العالم؛ و لا  في مجال الكهرباء الذي يعدّ من أهم و أكبر أعمدة الحضارة الحديثة .. فآلأحصاآت دلّت على صرف(سرقة) ما يقرب من 100 مليار دولار عليه من دون نتيجة؛ بل أصبح العراق مصدراً للأرهاب و الفساد .. و نذكر بآلمناسبة أن وزارة الكهرباء حين أردنا تشريفها إشترطتُ عليهم شرطا واحداً – ولم أكن أعرف بأن المتحاصصين لا ذمة و لا ضمير و لا شرف لديهم إلى هذا الحد - إشترطتُ أن أقطع الكهرباء عن كلّ الحكومة إسوة بآلشعب كي ينهض الجميع نهضة رجل واحد لحل المشكلة في فترة زمنية قياسية, لكن المتحاصصون, رفضوا قائلين: نريد أن نفديك و تُفيدنا لأننا لا نعلم ما سيحصل غداً, و هذه حصتنا, و إن الشعب العراقي و كوادره ليس فقط ينتظرون الحصول على هذا المنصب .. بل و يدفعون آلرشوة للحصول عليها!

قلت لهم: إذن أنا لست منكم .. بل أبرء إلى الله منكم و من أعمالكم و الكهرباء بدوني لن تصلكم حتى بعد ربع قرن من الآن, و سأبقى صامداً لا آخذ التّحية لضابط موصلي و لا لعريف ناصري و لا لحزبيّ مُخنث متخلّف .. فهي مهنتكم أنتم.

و الجدير ذكره .. أنه و بعد صرف مئة مليار دولار على (الكهرباء) خلال عقدين تقريباً و فساد المفسدين و خراب الكهرباء و البلاد؛ لم يذكرني أحداً و لم يسأل أحدهم عنّا بعد تلك النّبوءة المعجزة .. لفساد عقيدة النّخبة و التكبر و لعدم وجود الأخلاص و الثقافة و الفكر في وجودهم بسبب لقمة الحرام التي تغلغت حتى في أوساط "المتقين المظاهريين" منهم! و هكذا كانت منذ عقود تفتقر لعنصر آلأيمان الحقيقيّ و التأهيل و معنى آلحبّ و الرحمة و الوجود و الموجود، للحد الذي فُقِدَ الحياء في وجود النّخبة آلتي ما زالت تملأ آذان العراقيين بتطور الكهرباء و التعليم و احتلاله المصاف المشرفة على المستوى الإقليمي و العالمي و المستقبل الزاهر؛ و هكذا آلحال في مختلف المؤسسات الإدارية: من مقاطعات وجماعات وضرائب وغيرها، فكلها، ومنذ عقود، تمطر الشارع العراقيّ، في أبحاثها وتقاريرها بأنها مؤسسات حقّقت تقدماً فريداً في الإستجابة لمصالح المواطن و الوطن و الأمة؛ في حين نجدها، و منذ عقود و حتى بعد السقوط عام 2003م تنخرها المحاصصة السلطويّة و المحسوبيّة و المنسوبيّة و الحزبيّة و تفشّي ألواسطات و الفساد كنتائج طبيعيّة وفق معايير و تقاليد الأميّة ألفكريّة، و اللامبالاة بالشأن الوطنيّ و الأنسانيّ العامّ مع التظاهر بالمسؤوليّة و آلدّين و آلدّعوة لذرّ الرّماد في الأعين.

حتى وصل التخلف و الغباء حدّاً في أوساط العراق بحيث أنّ النّخب ما زالت تذكر مواقف عليّ بن أبي طالب الذي هو معيار العدالة في الكون أمام الناس بذكر مواقفه و مقولته المعروفة أمام الناس, حين إستلم رئاسة 12 دولة ضمن الأمبراطورية الأسلاميّة, قائلاً: [جئتكم بجلبابي هذا .. إن خرجتُ بغيرها فأنا لكم خائن]!
 
ما سبق قوله يؤكد أنّ النّخبة العراقيّة، في مجملها، نظراً لتفاهتها و لفراغها الثقافي - الفكري و العلميّ، هي نخبة تتميز بالكذب و الفساد و النهب و الواسطات؛ و هذا الفساد يرجع أساسه إلى آلخلل ألتربوي و آلخلط الثقافي و العقائدي الذي لن يفرز سوى النخب التي لا تفهم معنى آلأمانة و تحمل المسؤولية، و لا الوطن و الوطنية و لا الدِّين و لا الأنسانيّة؛ إنّها نخبة الهمزات والصّفقات و المحاصصات, وهو مؤشر الجهل و عمق الأميّة الفكريّة آلتي تفرّدت بها العراق و الأمة العربية و الأسلامية و غيرها.

 فكيف يُمكن لنخبة لا تعرف معنى آلأخلاص و التواضع و الوجود و آلخلق و الخالق و روح الرسالات السماويّة أن تُخطط و تبني المناهج و البرامج التعليميّة و الخطط الخمسية و العشرينية و حتى القرنية؛ و الأساس و الغاية بالنسبة لها في آلقطاع أو المؤسسة – وغيرها من المجالات – هو عملية الإسترزاق و آلأستغناء بالأتكاء على جهود الآخرين و شطب و تشطيب الوطن و الوطنية من ساحة الضمير!؟
 فالنخب تلك هي أصلا تفتقر للضمير و الوجدان أو قل تمتلك ضميراً فارغاً من معنى آلمحبة و البناء و خلق شروط النمو و التنمية, لأنّ أكثرهم لم يدرس (الأسفار الكونية) ولا فنون و طرق بناء المعامل و المصانع و العلوم الطبيعية ناهيك عن العلوم الغريبة .. و يمكن تعميم هذا التحليل على جميع القطاعات, حيث ألتّكون ألثقافي لصالح الأحزاب و الصفقات و أشكال الكذب و الفساد ألمعتبر بالسلوك ذي القيمة ألحضاريّة كما تراه النخبة تلك؛ أو قل أن تصريف كذبها و فسادها و واسطاتها يتمّ تمريرها وفق أساليب معادية لمصلحة المجتمع و القيم الأنسانيّة؛ و لا حاجة لنا بذكر أسماء ألرؤوساء و آلوزراء ألذين لا يتقنون سوى آلنكت و النكث و التهريج, فآلجّميع مشتركون بثقافة الجهل المسدس .
 
هذه هي حقيقة النخب العراقية و العربية و حتى أكثر العالميّة مع بعض الفوارق النسبيّة: حيث يُميّزهم الجهل و التسلط و الكذب و الفساد, و هنا لا بد من استحضار السؤال الأهم الذي به نفهم عداء النخبة للثقافة و المثقفين ناهيك عن الفلاسفة .. و حرصها على أن المسئوليّة هي، إنجاز و تحقيق المصلحة الخاصة وفي أبعد مدياتها المصحلة الحزبية و الفئوية، و أن معنى الوجود والموجود و الغاية من آلخلق لا يمكن أن يكون إلا كذلك, و مفاهيم العدالة و الأنسانية و الكتب السماوية هي للقراءة و قضاء أوقات الفراغ!

 وبالفعل، تلك هي ثقافة ألأنتهازيّة و الفساد و المحسوبيات التي ميزت الساحة العراقيّة و تفنّن بها نخب الشعب العراقي الكذب والفساد كما أرضعتهم أسرهم, وعمقتها البرامج والمناهج ألاعلامية, كـ (شبكة الأعلام العراقي) التي ما زالت تُعمّق الحزبيّة و العشائريّة و المذهبيّة, لتحمير الشعب ليسهل إستحمارهم و سرقتهم, و هكذا البرامج التعليميّة والحكايات و البرامج الدينيّة و وسائل النشر و الأغاني المهرجة.

إنّها الثقافة ألشهوانية المشوهة العمياء التي دمّرت و أعاقت ولادة المولود الجديد الذي هو الثقافة ذات الأهداف ألكونيّة النبيلة لتحقيق النمو و التنمية التي هي نقيض ألمحاصصة و الكذب و الفساد الحزبي و العشائري.
 
و إفتقار ألنّخبة إلى آلفكر و الثقافة بآلأخص الفلسفة الكونية العزيزية, يعني ببساطة؛ عدم فهمها و إدراكها لقضايا و مشاكل المجتمع الإنسانيّ؛ و هذا حدث منذ عقود بل قرون و ما زال مستمراً؛ نُخبٌ رأسمالها آلتّسلط و آلنهب و آلكذب و آلفساد و التحزب و التعشر و التبلّد .. لذلك لا نندهش إذا أنصتنا إلى قول الفيلسوف الألماني نيتشه, ألذي لمسناه و نلمسه في مجتمعنا العراقي و العربي بوضوح، و بأشكال و أطيافٍ عراقيّة ملونة، و هو ما يُؤكد في نفس ألوقت ضرورة ألإنصات إلى فلسفة ألفيلسوف الكونيّ, حيث قال نيتشه ما مضمونه : [ألنخبة جهاز كذّاب, فما آلمُنتظر من نخب متتالية – مع آلإستثناء – تتميز بالدّرجة الدُّنيا من المستوى الثقافيّ سوى آلكذب و الفساد].
لمعرفة الحقيقة؛ طالعوا (فلسفة الفلسفة الكونية) عبر موقع النور المبارك عبر المنتديات الفكرية:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A-pdf
ألفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي

 الشيعه و الحكم في العراق
طالما عيرني أحد الأصدقاء الأعزاء بتكرار سؤاله المتهكم و المستفز: (( ها أبو علي لعد نوريكم و نورينا ))، يقصد نوري المالكي و نوري السعيد، فلا يسعفني عقلي بما أرد به عليه فأطأطأ رأسي خجلاً و “أنجب” و أسكت.
لقد لعبتا فتوتا المرجعية الشيعيه المشينتان البغيضتان و المدمرتان عند بداية تأسيس الدوله العراقيه التي حرمت بأحداهما التعليم و المدارس على أبناء الشيعه و حرمت الثانيه على الشيعه العمل في دوائر الدوله الوليده دوراً حاسماً في تخلف الشيعه و جهلهم و فقرهم و تأخر ألتحاقهم بالعمل الحكومي. لقد هدفت المرجعية الشيعيه من هاتين الفتوتين المشينتين المدمرتين البغيضتين أبقاء الشيعه غارقين في مستنقع الفقر و الجهل و التخلف لتبقى هي – المرجعية – تتمتع و تستمتع بثلاثيتها الأثيره إلى نفسها ثلاثية المال و الجاه و السلطه.
كثيراً ما ترددت مقولة (( الشيعه مو أهل حكم و ميلوكلهم الحكم )) حتى إن الكثير من الشيعه و في عملية جلدٍ للذات و أقراراً منهم بواقع الحال المزري و المرير بعد 2003 أصبحوا يرددون هذه المقوله و هذا الأمر ليس صحيحاً ابداً. قد لا يعرف الكثير من العراقيين إن حكومة الدكتور عبدالرحمن البزاز – و هو من أنبل و أكفأ و أشرف و أعلم من تولى الحكم في العراق – الثانيه في منتصف الستينيات كان فيها 12 وزير شيعي و 6 وزراء سُنه حين كان العراق “دوله” حقيقيه يتم أختيار الوزراء فيها على اساس الكفاءه و التوجه السياسي و ليس على أسس الأنتماءات المذهبيه و الطائفيه.
في الأقتصاد قانون ينص على (( إن العملة الرديئة تطرد العملة الجيده من السوق )) و كذلك الأمر في السياسه، فعندما تنطع حرامية الشيعه و أراذلهم من أبناء المرجعية البرره و عظام رقبتها الذين وصلوا إلى السلطه بدعمها و تأييدها و تحت عبائتها و التي صمتت صمت القبور عن فسادهم الفاجر و سكتت عن هذا الفساد و السكوت من علامات الرضى للسلطه و تصدروا المشهد السياسي أنزوى أوادم الشيعه و رجالاتهم من أهل العلم و الخبره و الكفاءه و اعتزلوا العمل السياسي و الحياة العامه و سيبقى الأمر كذلك مادام هدف المرجعية الشيعيه تشجيع الفساد و دعمه لأضعاف الدوله و نخرها ففي ضعف الدولة قوة المرجعية و العكس صحيح و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.