Friday, March 15, 2024

عزيز : تأريخ يتحدث بين ماض ثر و حاضر غرّ !

عزيز؛ تأريخ يتحدث بين ماض ثر وحاضر غر أحمد الحسني رفع منسوب الكرامة، صوت هو ألأعلى وفكر هو ألأقدر، تفوق على كل الظروف، فخلق واقعاً أعاد للذاكرة حضارة وهوية أمة، ذراع أمتد ليحمي الثوابت، ومحراب صلاة ليؤم المبادئ، وقلب ينبض بالثقة، أحسن قراءة الماضي وأستوعبه، وأجاد درس الحاضر فأتقنه، سلوك وخطى وأهداف، فكان قيمة تأريخية تتحدث. عزيز العراق، سيرة زاهرة، ومسيرة زاخرة، ومواقف نادرة، قائد رفض التسلق والتسلل، إلا في الميدان والمباغتة، أتخذ القرار في وقت تردد فيه الجميع، فجعل من الصعاب خطوات الى النجاح. مصل من دماء طاهرة حين لحظة ضعف وسكون، أسقط تقنية السلاح أمام تقنيات الرجولة، وصوت تنقل في المحافل، فعلا رافضا طمس الحقيقة أمام دكتاتور لم تحكم أو تحد من جرائمه أي حدود منطقية أو أخلاقية، فأنتزع من الطاغية زمام المبادرة، فكانت المواجهة منه ولادة من رحم الماضي، بالرغم من محاولات أخفاء صوت رصاصته. في ظروف قاسية ووسطٍ دولي مضطرب وآخر سياسي معقد ممن شطح بعيدا عن ديمومة المواجهة، أراد صناعة تأريخ من وهم، فإنعدمت لديه المواقف، وعاد ببضاعة من الخيبة ويدين خاليتي الوفاض، فالمواقف لا تصنعها الأقلام، وأمام التأريخ أبتلعوا السنتهم، فتبسمت أسنانهم، وأسودت قلوبهم غلا وحسدا، فكانوا بين متلعثم ينتمي الى عالم من الدجل، التحف الذل فجبينه جاف بلا كرامة، وفوج بناة سدود من الباطل لمواجهة طوفان من الحق. إختاروا مشوار مجهول بلا جدوى، وخسروا الجهد والمحصول بلامعرفة، وتنكروا لموعظة الرفيق والصديق، وأستغنوا عن زاد الروح وضاعوا بين تعدد الطموح، وتعلقوا بحلم ليس لهم، فكان زرعهم بلا ثمر، خيّم علّيهم اليأس وجعلوا صفحات التأريخ خلف ظهورهم، وخابت آمالهم الخداعة فحجبت النور عن عيونهم، ينتقلون من مرحلة دماء متجانسة الى إنشطار مضعف، ومن صفوف متراصة متماسكة الى تشضيٍ محزن، بعد ماغادروا الجذور والساق والفرع، وباتوا يتكؤون على جدران صامتة مشيدة بالفشل. يحاكون ألإنزواء بالخداع، ثم يغوصون بمياه آسنة من ركود سياسي أنتهى بهم الى موت الضمير، فطمسوا بوقاحة علنية في محاولات لإلغاء التأريخ، أرتضوا الغفلة عند الصحوة، والولوج في السكرة، والغياب عند الإستغاثة، في أخس مثلٍ للتعبير عن مابهم من ضمور وطني ورمد بصر سياسي، فكان شق الصف قمة تعبير تراجيدي عن عوقهم الفكري، وهي أزمة ترجع جذورها الى معضلة أخلاقية ووطنية فيهم مزمنة منذ أطلاق أول رصاصة وفي أول مواجهة وعند أول مثابة كان أبطالها أبنائك سيدي. إنه التأريخ الذي خطته سواعدكم سيدي، فأصدقه فيض دمائكم ومن لحق في ألأثر من سنخ دمائكم، حري على الجماهير قراءة فصولها والوقوف على عمق مفاصلها، لما تمثله من ماض ثر وحاضر غر.

أوضع الحديث ما ظهر على اللسان و أرفعه ما ظهر على الجورح :

أوضع الحديث ما ظهر على اللسان وأرفعه ما ظهر على الجوارح : أخيراً و بعد ما خرّب المتحاصصون أخلاق و حياة الناس و لقمتهم ؛ قرّرت وزارة التربية، إضافة مادة “التربية الأخلاقية” إلى مناهج طلاب الصف الأول ابتدائي والأول متوسط والرابع الإعدادي، خلال العام الدراسي المقبل 2024 – 2025، بعد أن أكملت تأليف وطبع المقرر!!؟ هذا بعد ما بلغ السيل الربى كما يقولون و إنتشر الفساد الاخلاقي و زنى المحارم التي قد لا تفعلها حتى الحيوانات و سرقة المال العام بشكل مقرف و منبوذ حتى من قبل الملحدين و الكفار و المنافقين ؛ حيث بدأت الحكومة بوضع منهج أخلاقي لتدريسه في المدارس معتقدة بأن ذلك سيحدّ من آلعنف و الفساد الاخلاقي والسلوكي الذي باتت كظاهرة في المجتمع بسبب تعامل و سلوك مسؤولي و رؤوساء الأحزاب و الوزارات و النواب المتحاصصين لقوت الفقراء الذين سرقوا أموال الناس بإسم الدّين و الجهاد و الوطن ووووإلخ !!؟ فهل ينفع الوعظ و الأرشاد و تدريس كتاب أخلاقي - بغض النظر عن مدى صحة و سلامة المحتوى - مع هذا الوضع الذي يحتاج إلى سلوك و واقع عملي يترجم من خلاله الرؤوساء و المسؤوليين الفاسدين جميعاً الأخلاق العالية العملية من خلال مشاركة الشعب محنه و لقمته و إقتصاده, و يكفيك أن تعرف بأن رواتب طبقة المتقاعدين الذين ضحوا بكل شيئ في سبيل الناس لا تكفي لسد رمقهم و شراء أدويتهم و علاجهم .. و قس على ذلك, بينما في المقابل رواتب الطبقة ا لسياسة الفاسدة بعشرات الملايين بل مئات الملايين! و فوقها يريدون نشر الأخلاق الفاضلة !؟ المشكلة في سلوك و قوانين الدولة التي تسببت في الفساد الأخلاقي و الأقتصادي و المالي و أنتجت الفوارق الطبقية و الاخلاقية و التي لو لم تصلح لما أفاد الناس شيئ آخر .. لانهم يصدقون الأفعال لا الأقوال ,و الأقوال رخيصة كما يقول المثل الأنكليزي المشهور[TALK IS CHEAP].. و خير الكلام ما ظهر على الجوارح كما تقول الأحاديث و الآيات السماوية . لذلك لا نعتقد بأن دراسة(الترية الاخلاقية) و معه كل كتب الأخلاق من قبل المشرفين؛ ستنفع الناس حتى لو بدأت من الروضة لا من آلصفوف الأولى من مرحلة الأبتدائية أو الأعدادية و حتى الامعة!؟ و قال متحدث الوزارة كريم السيد الذي يمتص دماء الفقراء عبر رواتبه و مخصصاته المليونية كما كل الوزراء و النواب و الرؤوساء الظالمين و بشكل رسمي , قال خلال تصريح للصحيفة الرسمية، [إن الوزارة ومن خلال حرصها على النهوض بالواقع التربوي والسلوكي للتلاميذ والطلبة، أكملت عملية تأليف وطباعة مادة التربية الأخلاقية، التي ستكون ضمن المناهج الدراسية للعام الدراسي المقبل 2024 2025م ]! و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم مع هذه الأمية الفكرية و النفاق و الدجل الذي إنتشر في العراق و في معظم البلاد خصوصا الأسلامية و للأسف الشديد, و الحديث الشريف يقول بكل وضوح و صراحة: [مثل الحاكم أو(العالم) في الأمة ؛ كمثل الرأس من الجسد, إذا فسد الرأس فسد الجسد و إذا صلح الرأس صلح الجسد]. أو بتعبير أبسط و أوضح : هذه آلقضية(درس الأخلاق) تشبه ذلك الأب الذي يوصي أبنائه بعدم التدخين لكنه يدخن أمامهم. عزيز حميد مجيد.