Thursday, March 22, 2018

همساتٌ كونيّة(181)ـ
181[ألقلبُ هو آلمركز ألّذي يدورُ حولهُ آلوجودُ و لكنكمْ لا تَشْعُرونَ](1) آية كونيّة/]
إسْتَنْبَطنا آلآية ألكونيّة أعلاه من آلعقل وآلنّقل ألّلذان جعلا آلقلب مركز ألبصيرة لأدراك عالم آلوجود و إسراره التي بدونها ينفي صاحبه وجوده بنفسه و لا يستحق العيش, لذلك لا تكسر قلب أحد فتُحطم مركز ألكونٍ مهما كانت ألأسباب وآلدّوافع و آلمقدمات .. حتى و لو بإشارة أو نظرةٍ عابرة أو كلمة قاسية حاضرة أو غائبة أو إيمائيّة نتيجة آلجهل و ألغرور و آلتكبر و آلخُيَلاء و الحُقد و الحسد أو لتغير ألمزاج أو حتى للمزاح, لأنّ كسر قلب (آدمي) أو (أنسان) أو حتى (بشر) عاديّ تمثل إغتيال شخصيته و عند الله ذنبٌ عظيمٌ لا يعدله ذنب إلّا الشرك بآلله تعالى آلذي أودع في وجودنا آلرّوح المقدسة ألّتي هي أمره تعالى, فمن أجل تلك الرّوح التي أعطتنا آلحياة بعد ما سكنتْ بداخلنا إتقوا الله في ذلك مهما كانت الأسباب و الدّوافع.

ألعُرفاء و الفلاسفة وحدهم بعد الأنبياء و آلأوصياء ليس فقط لا يكسرون قلب مخلوق؛ بل يُكرمون حتى آلمخلوقات ألأخرى من المجرة حتى آلذرة و النّملة بمُداراتها و أطعامها و إيوائها و فعل كلّ ممكن لأدامة حياتها, لأنّهم يدركون معنى آلرّوح في الوجود و كسر ألقلوب الذي يهتزّ له آلسّماوات و آلأرض أللتان خَلَقَهُما الله تعالى و ما بينهما وعليها و فيها من آلنعم لأجل هذا آلمخلوق, لذلك كُنْ على الدّوام حذراً و حسّاساً من ذلك ما دمتَ حيّاً و في كلّ ألأحوال و الأزمان .. خصوصاً مع آلمُقرّبين في العائلة كآلوالدين و آلزّوج و آلزّوجة وآلأبناء وآلأرحام وآلأصدقاء وحاول بدل كسرها إعمارها بإدخال الفرحة والأمل و المحبة فيها و إلّا فأنّك ستسبب ولادة سُنّة سيئة لجيلٍ إرهابيّ يمتدّ آثارهُ لأزمانٍ تأريخيةٍ ألله وحده أعلم بأمدها.

و إعلم بأنّ الله تعالى سيقتصّ سريعاً من آلفاعل ألعامد أو ألسّاهي أضعافاً مضاعفة و لا يُهمله تعالى حتى تطهيره من ذلك الذّنب الأعظم بأنواع البلايا و آلمصائب حتى لو كان مرجعاً أعلى للدّين و بآلمقابل يُعوّض ألمكسور ألمُكْتَرث فوراً برزق كريم, يُستثني من هؤلاء (ألمنافقين)(2) لأنّه تعالى تركهم يتمتعون وقد يُملي لهم حتى الآخرة حيث أصدر بحقّهم حُكمه العادل بكون موضعهم في أدنى طبقة من طبقات جهنم بقوله: 
[إن المنافقين في الدَّرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً].
[ولولا أجل مسمّى لجاءهم آلعذاب وليأتينهم بغتةً وهم لايشعرون](3) حيث يُمتّعهم و يُغنيهم في آخر العمر.
ألمشكلة تكمن في غرابة (ألقلب) وحقيقته(4) بطبعه وأحكامه وأطواره ففي الوقت الذي يكره يُحبُّ أيضاً وفي أكثر الأحيان لا يعلم صاحبه لماذا إلا آلعُرفاء وحدهم ويا ليتكم تُدركون معنى آلعارف والفيلسوف(5)؟.
Azez Alkazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع: فلسفة الفلسفة الكونية.
(2) وردت الآية في سورة النساء / 145, ألنّفاق ككلّ صفة له درجات أسوءهُ من يتلبّس بآلعلم وآلدِّين للدنيا والدَّمج لأجل راتب حقير لراحة النفس وفعل ما يمقت الله والمؤمنين في نفس الوقت بمدحك عند الخلوة معك ووصفك بصفات حسنة ثمّ كشف عوراتك وآلكذب عليك عند آلغياب, بآلأضافة إلى تكذيبك حين مواجهته بآلحقيقة, لأنه ممسوخ القلب والباطن وإن كان يتلبس بآلأيمان في الظاهر وهؤلاء وصفتهم في همسة سابقة بآلقول؛[إنّهم يعيشون القلق والخوف وآلذّلة كآلحشرات تتطفل على قوت وحقّ الآخرين].
(3) من سورة العنكبوت / 53.
(4) ألذي نقصده من(القلب) ليس تلك المضخة التي تُدير ألدَّم في الجسم عبر الدورتين الدمويتين؛ بل نقصد به وجود الأنسان الحقيقي المتمثل بضميره و وجدانه و بصيرته التي تضم الجوارح و العقل و الإحساس.
(5) [... إن نحن إلّا بشرٌ مثلكم و لكنّ الله يمنّ على من يشاء من عباده, و ما كان لنا أنْ نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله و على الله فليتوكل المؤمنون](سورة إبراهيم / 11).