Tuesday, January 16, 2024

مقال ممنوع !

مقال ممنوع : كتبت موضوعاً محوره يتعلّق بـ (الفرق بين الثقافة و العلم), بعد نقاش و سؤآل و جواب مع أحد مريدينا عبر الفيس بوك, لكن الحكومة الكندية لم تسمح بنشره حتى على صفحتي الخاصة .. أعرضه لكم عسى الله أن يهدي قلباً لنشره في المواقع الأخرى لأعتقادي بفائدته الكبيرة لتعميمه على الناس: إنه مقال حساس لهذا منعوه من قبل حكومات العالم المضطربة, لأنه يؤشر لمسألة حياة تتعلق بمستقبل البشرية و هدفها في الوجود ؛ كتبته قبل أيام بعنوان : [لا حدود لجهل البشر](1) و قد تناثرت علينا التعليقات المختلفة و المعبرة و المفيدة أحياناً .. و من ضمن تلك التعليقات وردنا رأيّ أصرّ صاحبه على إن (العلوم الطبيعية و التكنولوجية تُقوّم أدب و ثقافة و سلوك و تربية الأنسان)!؟ و إختلفت معه/معها .. فكان بياننا هو آلتوضيح التالي: ألعزيزة المحترمة أم أحمد و جميع الحضور في الموقع و المهتمين بآلموضوع : عزيزتي/عزيزي المخلص..ة للحق ألأخت Om Ahmad : بآلنسبة لما تفضلت به .. من كون العِلم يؤثر على ثقافة الأنسان .. فمن جانبي أحترم رأيك .. لكن لا أوافقك على ذلك تماماً .. لأنّ العلم شيئ و الثقافة شيئ آخر لا علاقة له بآلعلوم الطبيعية و التكنولوجية و الطبية و الفضائية و غيرها من التجريبية .. و تأثيرها يكون في مجالها لا في مجال التربية و الأخلاق و فلسفة العلوم التربوية و العرفانية! لذلك تلاحظين/تلاحظون في جميع مدارس العالم حتى الدّول الرأسماليّة و العلمانيّة و الملكية التي لا تؤمن بآلأخلاق و القيم كأساس في الحياة .. لكنها تفصل بين (العلوم الطبيعية) أو (التعليم) من جانب و بين (التربية) من الجانب الآخر .. لهذا عادة ما تسمى الوزارات المختصة بهذا الخصوص بـ [وزارة التربية و التعليم]. و أكرر لكم و للجميع و للمرة الثالثة : بأن العِلم(الطبيعي) يعني دراسة إختصاص معيّن ؛ كهرباء ؛ ميكانيك ؛ إدارة و إقتصاد ؛ طب بأنواعه ؛ فضاء ؛ أرض ؛ سماء, أو أي إختصاص آخر هو مجرد دراسة لقوانين و معادلات و نظريات تتعلق بذاك الأختصاص أو الفرع فقط و في جانب محدود من جوانب هذا الكون و هذا المخلوق .. و لا علاقة له بثقافة و أخلاق الأنسان و تطور فكره و نظرته للحياة سوى في مجال عمله المحدود .. هذا لو عرفنا بأنّ هذا العالم فيه مليارات من الأختصاصات و أكثر .. ربما لا يحصى .. و ما زال العلم لم يتوصل .. سوى لدراسة ربما بضع آلاف من الأختصاصات على الأكثر في جميع المجالات المبحوثة في جامعات العالم بما فيها (جامعة هارفرد) و الطريق ما مازال طويلا ً و حتى لو تمّ إكتشاف كل تلك المليارات من ألأختصاصات الطبيعية فأنه لا يؤثر في تكوين ثقافة الأنسان و أخلاقه .. لأنها تحتاج إلى علوم جديدة أخرى غير الطبيعيةوالتكنولوجية. الأختصاص حجمه بآلنسبة للوجود محدود جداً .. جداً لا يفيد سوى لمعالجة أو حلّ جزء صغير من هذا العالم الوسيع .. و أنت إن كنت قد حصلت على الدكتوراه ستكشفين بأنك كلما تعمقت في إختصاصك أو مجموعة - إختصاصاتك فرضاً - سيتمّ سحبك من حيث تعلمين أو لا تعلمين إلى مسالك ضيقة و ضيقة جداً حتى تصلين/تصل لمبغاك و كأنك إنفصلت عن العالم في زاوية ضيقة و محدودة .. أما الثقافة و الهندسة العقلية و النفسية و الفكرية و الأجتماعية و فوقها (الفلسفية) فهي ذات مديات غير محدودة .. بل بعض العصابيين يحتاجون لعقود كي يتعافوا و لك أن تتصور كم القضية تختلف و تتعقد بآلقياس مع آلأمراض العضوية في المخلوقات و التي بمجرد التحليل و الفحص العيني تصل للنتيجة المطلوبة .. كما أن العلم يبحث في المعلوم .. و هو سهل يسير .. بينما الفلسفة تبحث في المجهول .. و هنا الكلام !؟ رغم هذا الفارق أحترم رأيك لكن أختلف معك بآلصميم .. و لعل الزمن يجمعنا يوماً لبحث هذا القضايا في المنتدى الذي يسعى بعض الأخوة المثقفين لتأسيسه عاجلاً لا آجلاً بإذن الله ومن قرب سنفصل الأحادث بمثل هذه الأمور الحيوية و البنيوية وشكراً.. النتيجة التي نريد الوصول إليها , هي : ألسعادة لا تتحقق بآلتكنولوجيا وحدها, لا بد من وجود الأخلاق بجانبها. حكمة كونية : [أسعد إنسان في الوجود ملكاً كان أو فلاحاً ؛ هو ذلك الذي يجد ألسّعادة في بيته](كوته). محبتي و أحترامي للجميع خصوصاً ألأخت ألأستاذة أم أحمد المعنية بآلمقال و كذا الآخرين. و سؤآلي الأخير هو : ما السبب بنظركم في منعي لنشر هذا المقال من قبل حكومة كــنـــدا و الغرب, فحين أسألهم عن السبب لا يأتيني جواب واضح .. سوى العبارة المعروفة (لا يوافق نظامنا)!؟ ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) للأطلاع على تفاصيل المقال المعني عبر الرابط التالي :