Saturday, March 17, 2018


هَمَساتُ فكرٍ كَوْنيّة(179)
لا يتساوى آلحُكمُ مع آلعدالة آلألهيّة إلّا بمحوّ ألفوارق ألطبقيّة وآلحقوقيّة بمساواة لقمة خُبز وراتب ألحاكِم معَ آلمحكومين كما فَعَلَ(آلعليُّ آلأعلى) حين ساوى راتبهُ مَعَ راتب وحقوق أفقر ألنّاس, بينما كان يحكم إمبراطوريّةً تَضُمُّ 11 دولة لا دولة واحدة وبغير ذلك فإنّ آلحكومة باطلة مهما إدَّعتْ أو حاولتْ ألتّخفّي خلف شعار الوطنيّة والدّيمقراطية وآلأسلاميّة وآلمَدنيّة وغيرها من الشعارات ألخدّاعة لسرقة الناس.
Azez Al-kazragyعزيـز حميد ألخـزرجيّ
A cosmic philosopherفيلسوف كـونيّ

Bottom of Form
وصيّة للحُكّام و آلمحكومين
سلام الله على أهل الله .. و بعد:
بداية أبارك لقلم ألأخ وليد كريم الناصري على موضوعه(آخر ليلة في طهران) و أقول له؛ أحسنتم الوصف للشهيد الكبير محمد باقر الحكيم .. الذي كانت لنا معه مواقف و مواقف كثيرة و كبيرة لا تُعدّ و لا تُحصى وعلى كلّ الجبهات أيام المعارضة و المواجهة الغير المتكافئة مع جيوش النظام وكان مثال الصّابر المجاهد, إنهُ الحكيم الذي كان بحق قائد العراق و كفى.
منذ أن دخل إيران بُعيد إنتصار الثورة عام 1980م أسس مركز الشهيد الصدر(قدس) في شارع فردوسي بطهران لخدمة المهاجرين و المهجرين العراقيين, و قد عملت معه في المجلس الأعلى و في معسكرات الأسرى و في الجبهات و في الأعلام و في التبليغ و الكتابة و البحوث .. لأني أوّل شخصٍ قدح بفكره فتح موضوع تأسيس مجلس أعلى لكل تشكيلات و أحزاب المعارضة العراقية التي كانت مشتتة و مشرذمة, حيث  طرحت و الاخ السيد أبو بهاء(أخ السيد الحسني) و الحاج أبو إبراهيم الموضوع على المسؤوليين الأيرانيين حتى تشكيله وكنتُ من مؤسسي قوات(9 بدر) التي بدأت أثناء الدورة التدريبية الخامسة في أهواز و كانت لي شرف المساهمة في تأسيس ثلاثة أفواج نظامية مع آخرين منهم الأخ أبو حسن العامري و السيد أبو إبراهيم العسكري و المولى كان معنا لكنه ترك القوات و عملت كجندي مجهول لم توقفي العراقيل و الصعاب عن طريق الحق و الجهاد و العامري نفسه يشهد على ذلك.

و لكن و بعد كلّ هذا التأريخ و مرضي العضال ليس فقط لم يعرفوا قدري .. بل منعوا حقوقي و لم يصرفوا رواتبي التي أستحقها .. و أعطوها بآلمقابل لقتلة الصدر و الصدريين و أل الحكيم و الشهداء العظام رضوان الله عليهم أجمعين, و الذي زاد الطين بلّة هو إصابتي بمرض عضال أقعدني عن العمل و منعني حتى من السفر بعد سفرتي الأولى و الأخيرة للعراق بعد السقوط, حيث ما زلت أعالج في المستشفيات و لدي كل الوثائق الطبية حول الموضوع, كما إنها موجودة في قسم شؤون الموظفين في رئاسة الوزراء

لقد قدّمتُ معاملة إعادة الحقوق لرئاسة الوزراء عن طريق النت بحسب طلب الرئاسة وقتها لأعادة مستحقاتي و حقوقي الشرعية و القانونية بعد أكثر من 30 عاماً قضيتها كما أسلفت في محاربة صدام و جيوشه اللعينة خارج العراق مع أكثر من عشر سنوات جهاد داخل العراق لكن المسؤوليين في مؤسستي(الكهرباء العامة) التابعة لوزارة الكهرباء العراقية الآن – بعد ما كانت تابعة لوزارة ألصناعة - طلبوا مني للأسف الرّشوة لتكملة معاملتي "الغنية" و "الدسمة" بحسب قولهم و التي أستحق عليها مئات الملايين من الدنانير التي سرقها الحكام بعد هجرتي من العراق عام 1980م؛ لكني قلت لهم و بعنف, إنها مفارقة كبرى وغريبة  منكم و غير مقبول .. لأني قاتلت صدام ما يقرب من 40 عاماً  لأجل العدالة .. ولا أدري هل تفهمون ما معنى 40 عاماً في الجهاد و الهجر و الغربة و الجوع و الأسى ضد نظام صدام الذي أيده معظم أهل العراق .. كنت أحياناً أفترش الأرض و ألتحف السّماء صامداً أمام جيوش الضلال يوم لم تكن قوات معسكر (غيور أصلي) يتجاوز عددهم مائة مجاهد؟ و بعد كلّ هذا الجهاد و العمل الكوني و بعد سقوط الطاغية تريدونني أن أدفع الرشوة .. و أنا (أبو محمد البغدادي) الوحيد الذي قاتل صدام لمنع الرشوة و الفساد و الأنتهازية و علّم الناس على الصوم و الصلاة و الجهاد .. ما لكم كيف تحكمون!!؟؟
خرجت من الدائرة غاضباً و تركتهم و أنا أعاني الألم و المرض والتعب و الأرهاق آسفاً على العراق وآلعراقيين, و قلت لهم أيضاً:

يستحيل أن أدفع الرشوة و سأبقى العراقي الوحيد الذي يرفض الظلم و الرشوة حتى و إن كانت خصاصة تؤثر عليَّ و على عائلتي المظلومة, لحظتها أحسست بأني قد أضرمتُ النار بجسدي لإحياء شعب معوّق روحيا و جسدياً ..  و دعوني أصّرّح بحقيقة تجهلونها: بأنّ عراقكم هذا الذي أراه إن لم يُغيير ما بنفسه خصوصا المسؤوليين فيه  بإعلان التوبة النصوحة و إرجاع الملايين المسروقة كرواتب و مخصصات و سرقات .. لن يكون هناك بلداً و وطناً إلّا للفاسدين و هذا بسببكم و أيضا بسبب مظالم حكوماتكم الدّيمقراطية جداً و الله الشاهد و المستعان على ما أقول.
ختاماً ؛ أُحَمّلُ كلّ مسؤول عراقي بدءاً بالرئاسات الثلاث من زمن صدام و إلى اليوم .. خصوصا الرؤوساء و المسؤوليين الكبار منهم مسؤولية عدم صرف حقوقي و سرقة رواتبي و حقوق أطفالي و عائلتي على مدى أربعين عاماً حتى اليوم المصادف 15 / 3 / 2018م بسبب مرضي و عدم تمكني من متابعة معاملتي و أنا ما زلت مسجى على فراش المرض و مستمر على العلاج, و من الظلم أن يتمّ صرف و هدر الميزانيات الأنفجارية لجيوبهم و جيوب عوائلهم و أحزابهم مع البعثيين و فدائي صدام و قادة و مسؤولي الفرق و الشُّعب و الضباط و الجنود العراقيين الذين كانوا يقاتلوننا و  خدموا صدام اللعين حتى آخر طلقة و نفس لهم في معارك الخزي و العار الصدامية ثمّ هربوا أخيراً خارج الحدود بعد ما نفذ ذخيرتهم و حوصروا في اللحظة الأخيرة و بعد فوات الأوان و سقوط الصنم سياسيا و عسكرياً  و إقتصادياً هربوا خارج العراق ليتحولوا بعدها إلى مجاهدين و ليتمّ اليوم صرف آلاف الدولارات لكل منهم كراتب شهري بغير عدل و حقّ بآلقياس مع قضيّتي الكونيّة العادلة المشهودة ألتي لا تعادلها قضية لأني العراقي الوحيد الذي لم أفسد ولم أدفع الرشوة ورفضت آلظلم و لم أتنازل لأحد وجاهدت يوم لم يكن في العراق مجاهد و في المقدمة على كلّ صعيد, و أتحدى أن يوجد في العراق شخص آخر شبيه بقضيتي حيث دفعت كل ما أملك للقضاء على الظلم الذي مثله صدام و أسياده ثمّ واجه كلّ هذا الجفاء!

فهل أستحق كل هذا الضيم و أنا الذي علّمت الناس و كل الحكام الحاليين ببحوثي و مقالاتي و جهادي طريق الحقّ و الصّلاة و القيم و المبادئ بعد ما كانوا يُدافعون عن صدام في الجيش و الشرطة و الأمن و الوزارات المختلفة أضيف لهم أخيراً ما أسموهم (ألدمجيون) .. ثمّ هربوا لا يعرفون شيئا عن الحياة سوى العبودية للظالمين و على رأسهم المستكبرين في المنظمة الأقتصادية العالمية؟
و سأبقى أقاتل الباطل و أدافع عن الحق الذي ما ترك لي من صديق .. مهما لاقيت أو إدعى الحاكمون للحصول على حقوقي الشرعية و القانونية أو ألقي الله تعالى مظلوماً, بسببكم جميعاً حُكّاماً و محكومين .. و إن كلّ من يسمع كلاميّ هذا و لا ينتصر لحقوقي المنهوبة و لو بكلمة لأرجاعها .. من المتسبّبين الفاسدين سيكون مسؤولا أيضاً في الدّنيا و الآخرة و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
ملاحظة: أشكر ثانية السيد (وليد كريم الناصري) على موضوعه المنشور حول السيد الحكيم بعنوان: [آخر ليلة في طهران], و أرجوه بآلمناسبة  إيصال رسالتي هذه للسيد العامري و السيد صادق الحكيم و غيرهم , لقد كان عمّه المرحوم و والده (رحمه) صديقان عزيزان لنا, و تلك هي وصيتي قبل حلول البلاء ألذي أكاد أراه قريباً .. و قريباً جدّاً منكم.

عزيز حميد الخزرجي
فيلسوف كونيّ