Wednesday, May 01, 2024

من أين ورث الشعب ثقافته ؟

من أين ورث الشعب ثقافته!؟ بل من أين ورث كل هذا البلاء؟ الجواب بكل وضوح, هو ؛ إكتسبها من النخبة التي لم تكن مثقفة فلو كانت متّقيّة لا نصف مثقفة فنتيجتها حتماً ستكون المحبة و الوئام و التعاون و التواضع و الأنتاج و الوفرة و السعادة, و لو كانت العكس, فهو العكس كما هو الواقع! و لو كان المجتمع يتّصف بآلفساد العام و الجرائم المنظمة و الظواهر الأخلاقية الشاذة؛ فأن السبب من نفاق و خلو الوجدان في الحُكام و السياسيين و هذا هو واقع العراق للأسف وعلة العلل في ذلك .. هي الثقافة المنحطة و الدين المؤدلج : و بما أن بلادنا حكمها و يحكمها للآن أنصاف المثقفين كظاهرة شاملة حتى في الجامعات والمدارس ناهيك عن الطبقة السياسية التي فقدت الوجدان و إمتازت بآلأمية الفكرية و الأبجدية لهذا إنتهى العراق و مسخوا الشعب و لا يتطور أبداً!؟ ملاحظة : ألتطور ليس بناء شارع أو رصيف مدرسة ؛ إنما هو العدالة و آلحرية و و الكرامة و المساواة و خلو المجتمع من الطبقية في الحقوق و الرواتب, و بما أن هذا الأمر الأهم مفقود بل و معكوس ؛ لذا الخراب و الفساد سيستمر حتى زمن الظهور, ما لم تتقدم المرجعية و تستلم زمام الأمور و تضع ثقتها بآلجهة المطمئة مع إشرافها المباشر, و تلك هي الحالة الوحيدة الناجية خصوصا مع الشعب العراقي! و إليكم التفاصيل: يقول أحد الكتاب : [بعد ثورة تموز و تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958م عملت الدّولة على نشر التعليم والثقافة والوعي الصحي و الزراعي و الصناعي بشكل خاص بين صفوف الطبقات المحرومة ، فكانت من خطوات تلك الثورة التغييرية؛ إرسال فرق سينمائية للمناطق المحرومة لعرض الأفلام السينمائية بالمجان على شاشات عملاقة في ساحات المدن المفتوحة لتسلية الناس والترفيه عنهم من ناحية وبث الوعي والثقافة من ناحية ثانية بإعتبار الأعلام و القصص السينمائية مدرسة بحدّ ذاتها,و كنت بآلمناسبة شاهداً لتلك الفعالية عندما عرضوا فيلماً في الصوب القديم بمدينة بدرة/واسط و عمري أنذاك لم يتجاوز الأربع سنوات ، بعد أن وصل فريق ثقافي سينمائي عصر ذلك اليوم لمدينتنا لعرض أحدى الأفلام قرب الجسر القديم على شاشة من القماش بطول 5في4 تقريباً, تعلق على الحائط فتتجمع العوائل والناس من مختلف الأعمار نساءاً ورجالاً تفترش الأرض لمشاهدة أحداث الفلم و لأول مرّة يشهدون ذلك، وكانت الدولة حينها تهدّد بالعقوبات الشديدة و محاسبة من لا يحضر العرض السينمائي ، فكانت الناس تحضر مجبرة و بنفس الوقت متلهفة لمشاهدة شيء جديد لم يعتادوا مشاهدته من قبل! و كلنا يعلم أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي لم يعرفوا ولم يسمعوا بالسينما والتلفزيون في ذلك الوقت ، فمع تجمع مئات العوائل الجالسة على الأرض الترابية و في وقت مساءاً تمّ عرض فلم مصري (قصة قديمة) عن حياة عنترة بن شداد ، كانت أحداث الفلم تتحدث عن شجاعة و بطولات عنترة و علاقته العاطفية بعبلة, و كانت العوائل رجالاً و نساءاً منبهرين و هم يشاهدون لأول مرة احداث فلم امام شاشة عملاقة كقصة حقيقية وكان ظن الجميع أن ما يحصل على الشاشة احداث جارية لحظتها ، ففي أحدى لقطات الفلم سقط عنترة من حصانه أثناء أحدى المواجهات فصرخ يستنجد بأخيه بعد أنْ تجمّع عليه الأعداء و احاطوا به!ولكن المفاجأة قبل أن يأتيه أخيه ، هبت الجموع الجالسة التي كانت مندمجة مع الفلم وهي تتفرج هبت لنصرة عنترة فصار الهجوم على الشاشة وهم يهتفون ( إحنا أخوتك عنترة ) فتم تمزيق الشاشة وتوقف الفلم وعمت الفوضى وانتهى العرض ، نعم هذه حقيقة ثقافة الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي قبل حوالي 65 عاماً ، أي بعد الثورة وأسقاط النظام الملكي]. ثم يضيف الكاتب الذي لا أتذكر إسمه للأسف : [بأن تلك الحادثة القديمة جداً أحضرت في ذهني و أنا أتصفح فديوات اليوتيوب فوجدت فديو قد لا يختلف كثيراً في احداثه عن تلك الحادثة عام 1958 م ، فقد تمّ هذا الفديو تم تصويره وبثه في العام 2023 م ، الفديو يصور ساحة ترابية يمثل فيه مجموعة ممثلين محليين في أحدى المحافظات العراقية واقعة يوم العاشر من محرم و مقتل الحسين في واقعة معركة الطف، و الجموع البشرية التي حضرت مبكراً لمشاهدة هذا العرض التمثيلي, و كلهم يعرفون بأن ما يحدث أمامهم هو مجرّد تمثيل أو مايسمى (بالتشابيه) كمسرح كبير, فان حضورهم هذا العرض التمثيلي لفهم حيثيات ذلك الحدث التأريخي ، ولكن المفاجأة أيضاً بدأت عند لحظات مقتل الحسين(ع) حسب تصوير الفديو ، الناس يهجمون بالمئات وبأندفاع عاطفي كبير بشكل جماعي صغاراً وكباراً على الممثلين الذين قتلوا الحسين(ع) و أشبعوهم ضرباً مبرحاً و أدموهم وتمّ نقل بعضهم إلى المستشفيات القريبة وهم في حالة خطرة! وكأنّ صورة ما حدث قبل أكثر من ستة عقود في خمسينيات القرن الماضي؛ تعاد بشكل حي مع فارق وحيد وهو عدم وجود ضحايا قبل ستة عقود .. و هنا وجود عشرات الضحايا ]. إن السؤال الذي يخطر على بالنا و نحن نشاهد ذلك الفديو و (التّشابيه)، و نعيش الواقع كما هو : ماذا تطوّر من العراق, خلال فترة زمنية إمتدت لنصف قرن؟ إضافة إلى فائدة الثورة الحسينيّة التي إمتدت لـ 15 قرناً؟ و هذه هي عقلية الناس و هذا هو مستوى وعيهم للآن؟ وهؤلاء هم غالبية الشعب العراقي إن لم نقل كلّهم شئنا أم أبينا, فآلصفة المشتركة : (طيبة + جهل + عاطفة + سذاجة + حرمان + طاعة عمياء) أو (معارضة عمياء)!؟ فهل مع هذا الوعي المشوّه و الوضع العاطفي السطحي البسيط سيتغير العراق نحو الأفضل؟ إذاً علينا تغيير النظام السياسي أولاً ثم تدريب النّخبة و توعية و تعليم المعلم لأحداث تنمية بشرية - حقيقية لا حزبية أو عشائرية تصب لصالح الرؤوساء و الشيوخ و لجيوب السياسيين الفاسدين .. و إلا شعب لا يميز التمثيل عن الحقيقة والعدالة عن الظلم و المثقف عن أنصاف المثقف و الفاسد عن الصالح و المجاهد عن المنافق و حتى العدو عن الصديق؛ كيف يمكن أن يفلح و يهتدي و يتحرر !؟

الهجوم على الأحرار :

ألهجوم على الأحرار: في الآونة الأخيرة و بعد الحروب الظالمة على الدول و الشعوب المتطلعة نحو الحرية و التحرر ؛ إنبرت قوى و لجان و مؤسسي المواقع العالمية كالفيسبوك و تويتر و حتى مواقع شخصية كالإيميلات .. بإستثناء (الواتسآب) بإغلاق الهادفة منها, بسبب إنتشارها و قوتها في بيان الحقّ, فهناك شخصيات أدبية و فلسفية و علمية لها وجدان و ضمير لا تستطيع السكوت أمام الظلم رغم ما يكلفها من خسائر و أذى ومواجهات, لهذا تعرّضت للهجوم و الإقصاء على الدوام, و منها جميع مواقعي التي كنت أستخدمها منذ أن ظهرت تلك التكنولوجيا حتى بريدي الأليكتروني تمّ حذفه بإستثناء (الواتسآب), فآلعارف الحكيم الذي نذر نفسه لنصرة الحق, و أبى قلمه أن يتحول لبوق مُهرّج و تابع في موقع التواصل و الأعلام, بل و جهد و أجتهد لنشر الحقائق الكونية الهادفة؛ قد تمّ الهجوم عليه لأنه لا يرتبط بحكومة, و هذا الأمر ذكّرني بسنوات الجمر العراقي في القرن الماضي , عندما كان النّظام البعثي لا يسجن ولا يعدم سوى المؤمن المخلص بقضية الأنسان و تحريره و كان عددهم أقلّ من القليل .. فآلجميع تقريباً إنخرطوا في مؤسسات النظام لأجل الرواتب كما هو حالهم اليوم!؟ إنّ ألعارف ألحكيم و ألفيلسوف ألكونيّ هو ألذي يضع كلّ مُمكن و مُحتمَل بنظر الأعتبار لبيانه و تنوير الناس لضمان آلعدالة و حقوق الأنسان بلا تحيّز أو دعم حزب أو حكومة على حساب الشعوب و كما حدث في بلادنا للأسف, خصوصا عند تصويب قانون أو دستور للمجتمع ؛ و بذلك فإنه و أعوانه آلطبيب – ألحكيم - ألحريص من دون آلجّميع لتأمين و ضمان حقوق الخلق و سلامة المجتمع و رقيّه. فعلى يَدَيّه تتمّ مُعالجة ليست فقط ألأمراض و الكوارث و المشاكل و الإبتلاآت التي يواجهها آلمجتمع و الناس؛ بل و يسعى لتحقيق ألسّعادة و آلأمان و الرّفاه و آلعدالة آلتي تُمحي ألطبقية و الفوارق الحقوقيّة و المعيشيّة و الخدميّة و غيرها .. إنّ آلكونيين وحدهم على ندرتهم و معاناتهم في هذا آلعالم المجنون الظالم الذي قست فيه القلوب؛ يعرفون قيمة الأنسان و آلفِكر و مكانته في آلوجود و دوره في آلتّغيير المطلوب لأحقاق الحقّ و نبذ الظلم, وإن [(الوحدة) بدل (الكثرة)] هي الضّمان لبناء الحضارة الأنسانيّة لا الحضارة – ألماديّة – الفرعونيّة – ألسّومرية – الأكديّة – الكُورشيّة – البابليّة – النبوخذنصريّة – الصدامية, التي حكمت بآلظلم و العنف و القتل, لأنها أندثرت و للأسف ما زال يُمجّدها ألحكام و خلفهم الجهلاء و أنصاف ألمثقفين في بياناتهم وأقوالهم للأسف لرضا الحُكام و الفاعنة بدعم الهمج الرّعاع ألمرتزقة؛ الذين هم السبب في خراب وضعنا و عيشنا وعدم إستقرارنا على كلّ صعيد! لهذا فإنّ مُحاصرتهم وتعليمهم و توعيتهم , بعكس ما فعل و يفعل ألحُكّام والأحزاب و آلمُتسلطين ألّذين لا خيار لهم سوى آلأستمرار في ذلك لإمتصاص دماء ألفقراء و المساكين و المرضى الذين يتمّ إستضعافهم و سلبّ إرادتهم بعد منع ألمعرفة و آلحكمة عنهم, لتصويب ألقوانين ألظالمة بسهولة بحسب منافعهم من قبل مجالسهم النيابيّة و القضائية التي تُقرّر كلّ يوم عشرات القوانين المختلفة ثمّ تُمحيها غداً لإستبدالها بأخرى و هكذا تُدار آلسّلطة بقوانين متغييرة على الدّوام ليكون آلفقراء أوّل الضحايا والمظلومين! لقد صوّبوا الكثير من القوانين و الدساتير التي تضمن بآلدّرجة العظمى مصالح الحكام والمستكبرين لكن أخطرها تلك التي تسبّبت بتدوين و إعمال (أخطر قانون) لمسخ البشريّة و تعبيدهم, بعد محاولة تجميّد و تحيّيد الفلاسفة و إخضاعهم لهيمنة أصحاب المال و القرار. و ذلك القانون ألخطير و الظالم قد أشرنا له سابقاً(1) و يقضي بتحطيم كرامة الأنسان في آلنّهاية عبر تطبيق (قانون عامّ) لم ينتبه له سوى ألفيلسوف (هيجل) الألمانيّ في القرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ أيضاً و آلذي تعلّم من آلأمام عليّ(ع) فلسفة ألعدالة و آلّلاطبقيّة بإعترافه هو بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذه(2) .. مُحذّرين – هو و هيجل - آلنّاس إلى نوع من (الغربة ألذّاتيّة) في آلأنسان بسبب القهر .. مُعلنين بصراحة أنّ (العقل الجّمعيّ حلّ محل ألعقل الفرديّ), بمعنى : [حلول إصالة ألمُجتمع محلّ إصالة ألفرد], و بآلتّالي تسيّير ألمجتمع كقطعان آلماشية بإتجاه أهداف كليّة محدّدة, و بآلمقابل لا حقّ لهم سوى إشباع بطونهم و لباسهم و إيوائهم ربما ببيت أو قصر مقابل فقدان حريتهم وجهودهم وإنتاجهم للطبقة الحاكمة و مَنْ ورائهم]. و هذا يعني مسخ كرامة الأنسان و تمييعه ضمن الأهداف الأجتماعيّة الكليّة التي أشرنا لها آنفاً لصالح طبقة الـ 1%, و فيما بعد طالع (كارل ماركس) هذه المقولة بنظرة أكثر محدوديّة مركّزاً على الجانب الأقتصاديّ فقط كما بيّنها في كتابه (رأس المال) الذي ربط مصير الأنسان بآلآلة, لكن (أريك فروم) ألعالم النّفسيّ و الأجتماعي المعاصر, ذهب أكثر من غيره لبحث آلموضوع, حيث أشار لأهمية فلسفة , ألشرق - أيّ الفلسفة المبنية على الغيب - و مكانه الخالي في هيكلية النظام الغربيّ المتجّه لمصير مغلق و خطير, مؤكّداً على ضرورة إدخاله في المجتمع الغربيّ لصونه و تقويمه, مؤكداً (فروم) بصراحة إلى مسألة إستهزاء و عبثية النظام الغربيّ لإسعاد لأنسان كفرد, و ما مقولة الفضائل الغربيّة و آلآداب و الأخلاق في العالم الصناعيّ إلّا وسيلة لإبعاد الأنسان عن نفسه و تغرّبه عن ذاته و ضياعه. أيّها القارئ لو شئت أن تكون حرّاً وعزيزاً وقوياً بحبّ الله الذي وحده يُريحك دون أيّ حُب لتُخلد؛ عليكَ بجواب (الأربعون سؤآل)(1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عزيز الخزرجي - ألأربعون سؤآل : (ahewar.org) (1)

كيف نقوم التنمية البشرية ؟

كيف نقوم التنمية البشرية؟ هناك الكثير من الحواس داخل الانسان ومنها الضمير اذا لم تفعل تموت ويتحول الانسان اشبه ما يكون الى كتلة صلبة وصخرية من المشاعر التي لا يحركها شيء وعندما يختفي الضمير او يضمحل يحل مكانه منطق التسويغ للاشياء والمواقف والافعال فتتشوه المشاعر وهذا التشوه يصبح حجابا وقناعا بين الانسان ومحيطه. الاشياء عادة لا ترى بالعين فقط وانما هناك طاقة ورؤيا من خلال المشاعر وهو ما نطلق عليه الضمير الحي وهذه الرؤيا هي التي تكشف الاسرار والاستار. حضارتنا السومرية مثلا تأسست على مبادىء في صلبها يدخل الضمير الى مناح كثيرة منها حقول المعرفة والفن والشعر وهناك اثنا عشر نشيدا سومريا تحمل هذه المضامين الانسانية العظيمة. معركة الضمير هي معركة مراجعة وكشف لكل المناطق المظلمة في رؤوسنا وعلينا ان نعترف بشجاعة هادئة ان الظروف الاجتماعية المعوجة هي التي ساهمت في بناء منظومة مزيفة من السلوكيات الاجتماعية مدعومة بنظم اجتماعية مغلقة تدعم الجرائم العلنية وتتستر على اللصوص والفاسدين اصبح مجتمعنا مجتمعا خائفا ومرعوبا من البوح والوضوح والكشف والجرأة لذلك لانستغرب ان نجد الضحايا صامتين والمجرمين حاضرين وفاعلين في المشهد العام اين اصبح العراق من هذا العالم .لماذا توقف العراقي عن الاصغاء الى ضميره وحواسه ونحن نواجه لصوصا ومجرمين .لماذا ضيع العراقي ( المشيتين ) فلا هو ديني بالمعنى الديني المتجذر في ذاته وروحه وقناعاته ولا هو علماني في عقله وسلوكه الى متى يستمر مسلسل اللجم والكبح والتخوين وتشجيع الاوهام المزيفة ؟ بعض الناس غاضبة من السلطة السياسية وتناسوا السلطة الاجتماعية وهي الحاضنة والمصنعة الاولى التي يعيش في رحمها السلوك السياسي والاخير هو اسقاط للسلوك الاجتماعي العام نحن ندفع ثمن قبول الفساد والمفسدين وحماية الفاشلين ( والطرمان ) والاميين والتستر عليهم والصمت عن ما يقومون به من خلال التواطؤ وغض النظر عن هذه الاجواء يخلق مناخا لكل انواع الجرائم .الأصابع التي تعزف سوناتا الجمال ليست هي الأصابع التي تفضُ بكارة بيت الترباس لتهدِمَ. والراقصون على الحبال غير الراقصين من ألم السكين ، السوقية والنبل تضادٌ لايمكن له أن يلتقي والمسرح حياة مصغرة تحتاج الى وعي والتعري وجهٌ مشوَه من أوجهه وآن الأوان أن ينتزع الجمهور أقنعة الزيف من وجوه الممثل الذي يمارس مهمة العري والرقص على الحبال لذلك نحتاج الى مرآة سليمة لضمائرنا تعكس نفوسنا .. لكن للاسف ان السلطة الاجتماعية تقرأ مصدر القوة ولا تقرأ الجماليات وهي لا تميل للوضوح لانه يهددها في الصميم عشنا ظروفا ناقصة ولا يمكن باي شكل من الاشكال ان تنتج الظروف الناقصة بشرا مثاليين لذلك على كل منا ان يبدا بترميم ذاته او على الاقل ما نجا منها . لكي تنجو اكثر لا تقترب من اليائسين لانهم سينقلون لك يأسهم . تسلح بأيمانك الداخلي وامض واثق الخطوة . حتى لو كسروك او خذلوك فلا تبخل ان تجبر خواطر المنكسرين . لا تتوقف عن المصافحة لانه ما زالت هناك اياد نظيفة وبيضاء وغير ملوثة . اهتد بحكمة الطيور وهي تحلق امام انظار الصيادين رغم علمها انه ينصب الفخاخ لها ومع ذلك لا تغير طباعها .