Sunday, September 17, 2023

ألمستحقّون لجائزة نوبل :

ألمستحقون لجائزة نوبل : لعل الكثير من الناس سمعوا بجائزة نوبل .. لكنهم بآلتأكيد لا يعرفون أصلها و سببها و دورها و فاعليتها و مدى جديتها في تخفيف الصدمة و نجاة البشر ممّا إبتلوا به و يعانونه اليوم على كل صعيد مُذ إستخدم الناس (التي إن تي) كمادة متفجرة للقتل و التدمير قبل أكثر من قرن و نصف حتى ندم العلماء على ذلك الكشف! فتقدّم نوبل و أبدع تلك الجائزة لتخفيف الصدّمة كردّ فعل على ذلك آلأكتشاف الخطير الذي أبدع سنة 1863م على يد الكيميائي الألماني (يوليوس ويلبراند) حيث تسبب بقتل الأنسان و المخلوقات و تدمي الأحياء و الطبيعة بلا رحمة إلى جانب حياة البشر و الأحياء من الشجر و حتى الحجر مادياً ومعنوياً خصوصا في المجال الأجتماعي و الأقتصادي و السياسي و النفسي فما زالت أوربا و أمريكا و الكثير من دول العالم تعاني من تأثيرات ذلك الأكتشاف الذي إستخدم بحيوية خلال الحربيين العالميين و إلى يومنا ! لكن المؤسف أن المشرفين على تحديد المستحقين لتلك الجائزة يتمّ تعينه خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية وفق قوانين و معايير غير عادلة تتدخل فيها عقائد مختلفة و عنصريات كالفوارق الدينية و المذهبية و الطبقية و الأقتصادية و هيمنة القوة و المصالح المادية على المنطق و الفكر و الفلسفة .. و رغم كلّ المعلوم عن هذه الجائزة التي لم تعُد تُعطى بحقّ كلّ سنة لمن يستحقها ؛ فهناك قضايا خفيّة و خطيرة عنها! ألعالم بأكمله ينتظر الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 في أوسلو، وذلك يوم (الجمعة) القادم، والتي تكون في العاشر من أكتوبر الجاري، والذي سوف يختتم القائمين على هذه الجائزة موسم العام الحالي من خلال الإعلان عن الفائزين في فرع الاقتصاد وتعد الجائزة الوحيدة التي لم يقوم العالم السويدي الشهير ألفريد نوبل بأسيسها، ويتم إجراء توزيع الجوائز في حفل في ستوكهولم وأوسلو في 10 العاشر من شهر ديسمبر القادم. حيث تمّ ترشيح 343 مرشح لجائزة نوبل للسلام هذه السنة 2023م و تمّ اختيار عدد منهم في العاشر من هذا الشهر الجاري سبتمبر، و قد توقع أن يفوز فيها صحيفة “كييف إندبندنت” و الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) بشكل كيدي لترويج الحرب ضد روسيا وكذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة, و قد تمّت هذه الإشارة المغرضة من خلال المسح الذي أجرته (وكالة رويترز) إستناداً لآراء مشرّعين نرويجيين يميلون لجهات تريد تسخير العالم و قد تمّ الكشف عن أسماء المرشحين،وكانت القائمة تضم ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبري و حركة “فرايديز فور فيوتشر” (أيام جمعة من أجل المستقبل) من أجل الاحتجاجات للمناخ والمعارضات في روسيا البيضاء وسويا تلانا تسيخان وسكايا وماريا كوليسنيكوفا وفيرونيكا تسيبكالو، وكذلك تضم القائمة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني و أيضاً البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والمذيع التلفزيوني البريطاني ديفيد أتينبارا وكذلك منظمة الصحة العالمية .. خليك غير متجانس و مغرض للتغطية و إظهار الأمر بأنه غير كيدي و يشمل الجميع بلا تفرقة أو عنصرية. إن الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أعلنت عن منح جائزة نوبل في الفيزياء لهذا آلعام 2023م إلى ثلاثة من العلماء (آلان أسبكت وجون إف كلاوزر وأنطون زيلينجر), لكنني أستغرب كيف إن اللجنة روجت لرئيس أوكرانيا و إمكانية حصوله على تلك الجائزة وهو احد المسببين و الطرف الآخر في الحرب الروسية - الأوكرانية القائمة لحد هذا اليوم!؟، الجميع يتذكر كيف إن العالم بأسره رشح السيد السيستاني لنيل جائزة نوبل لدوره الرائد في التصدي للأرهاب و الفضاء على داعش .. لكن ماذا كانت النتيجة !؟ النتيجة إن الجوائز وزّعت على من هو أقل شأنا بكثير و لم يأتي ذكر للسيد رغم إستغناؤوه عنها!؟ و هكذا الفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي الذي أبدع نظرية جديدة سيدرك أبعادها الأكاديميون لاحقاً .. لكنهم لم يدرجوا إسمه حتى مع قائمة المرشحين لتلك الجائزة!! لكننا نرى رئيسا كالرئيس الاوكراني قد درج لنيل الجائزة إلى جانب ثلاثة علماء فيزياء تقديراً لأبحاثهم في (ميكانيكا الكم) و دراسة سلوك الجسيمات دون الذرية، و في مجال الطب كذلك تم منح جائزة نوبل للطب وعلم وظائف الأعضاء إلى السويدي سفانتي بابو الذي يقيم في ألمانيا لعمله في تحديد تسلسل مجين الإنسان البدائي والعمل على تأسيس علم المجين الإحاثي، و كذلك فاز العلماء (مورتن ميلدال وكارولين بيرتوتزي وباري شاربلس)؛ بجائزة “نوبل” في الكيمياء تقديرا لإسهاماتهم في “تطوير الكيمياء النقرية والكيمياء الحيوية المتعامدة”، وأن قيمة هذه الجائزة المرموقة بلغت 10 ملايين كرونة سويدية (1.14 مليون دولار). صحيح .. للعلوم الطبيعية و التكنولوجية أهمية بالغة في تطوير الحياة و تقدمها و تحقيق سعادتها؛ لكن العلوم التكنولوجية و الطبيعية مهما بلغت لا تحقق سعادة الأنسان و هدفه حتى لو وصل القمة في كل شيئ .. و هذه النتيجة حسب أحصاآت دقيقة تمّ تأكيدها في معظم بلاد العالم التي يعيش سكانها القهر و الكآبة و الأمراص النفسية المختلفة .. ففي أمريكا و حدها يعيش بحدود 40 مليون مريض نفسي و هكذا يزيد أو ينقص قليلا في بعض الدول الغربية و أما الشرقية فيمكنك القول بأن معظم شعوبها يعيشون الألم و المرض و العوز و الكآبة .. و لا بد للعلوم الفلسفية و الانسانية والأجتماعية التي تنظم حياة آلبشر أن تأخذ دورها في حياة البشرية المعذبة .. لما لها من تأثير في تحديد القوانين العادلة التي يجب أن تحكم الدول بدل القوانين الحالية التي تتحكم بها الأحزاب و اللوبيات و من ورائهم من المنظمات الظالمة المعروفة التي تتحكم بآلعالم. فهل سيتحقق ذلك في هذه السنة أو السنوات القادمة!؟ نتمنى ذلك و إن كان من الصعب تحقق ذلك مع الوضع القائم ! العارف الحكيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــ * تمّ صنع التي إن تي لأول مرة سنة 1863 على يد الكيميائي الألماني (يوليوس ويلبراند) واستخدم في البداية كدهان أصفر. و احتملوا وقتها استعماله كمادة متفجرة لكنها لم تحبذ لسنوات عديدة لأنه كان صعب التفجير و كونه أقل قوّة من البدائل. يمكن سكب (التي إن تي) بسلامة في قشرة قذيفة عندما يكون سائلاً، و كان غير حساس حيث في 1910م, استثني من عمل المتفجرات 1875 في المملكة المتحدة ولم يعتبر مادة متفجرة من أجل أغراض التصنيع والتخزين لكن القوات الألمانية المسلحة قامت بتبنّيه كمكمل للقذائف المدفعية في 1902م. القذائف المخترقة للدروع المعبأة بالتي إن تي تنفجر بعد اختراقها لدروع السفن الرئيسية البريطانية، في حين كانت القذائف البريطانية المعبأة باللايدايت. تنفجر بعد إصابة الدروع، لذا تستهلك الكثير من طاقتها خارج السفينة. بدأت القوات البريطانية باستبدال اللايدايت بـ(التي إن تي) في عام 1907م, و لا زالت تستخدم بكثرة لحد آلآن كعتاد لصناعة القذئف و رصاص حي للأسلحة الخفيفة و المتوسطة.