Sunday, April 12, 2009

ألملتقى آلسابع للمنتدى آلفكري في تورنتو - كندا

ألملتقى آلسابع للمنتدى آلفكري في تورنتو



إلتقى مجددا أعضاء آلمنتدى آلفكري في تورنتو أمس آلسبت(12\4\2009) في جلستها آلإسبوعية آلإعتيادية في جو إيماني رائع . لتداول موضوعات مختلفة حول قضايا آلفكر آلإنساني و أحداث آلساحة , لإضافة صفحة ثقافية و علمية و فكرية أخرى لتأريخ آلمنتدى آلرائد في ساحة آلفكر و آلثقافة , لرسم طريق آلخير و آلسعادة للناس .. كل آلناس , بعد ما أصيبوا بنكسات و محن ولدتها ضغوط آلواقع و حالة آلخلط آلفكري و آلتلون آلثقافي ألمأساوي للمرجعيات آلمختلفة في ساحتنا آلحركية و آلثقافية و آلسياسية عموما .
إفتتح آلحاضرون جلستهم بآيات من آلذكر آلحكيم .. ثم قراءة رباعيتين من قصيدة آلسيد محمد صالح بحر آلعلوم ألمكونة من 36 رباعية و كأنها كتبت يوم أمس و ليس قبل قرن , و أعقبت بقصيدة قوية و معبرة عن تضامننا مع آلشاعر آلكبير بحر آلعلوم آلذي لم يحصل على تضامن وقتها ممن كان معه من أبناء جلدته و وطنه لأنه كان سابقا لعصره على مايبدوا بكثير , و قد سجن أنذاك نتيجة مهاجمته الحكومة بقصائد بصريح العبارة ، و كان يكنى بـ " أبو ناظم " و على أثر سجنه قال فيه الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري :

"أبا ناظم و سجنك سجني
و أنا منك مثلما أنت مني"

و آلرباعيتان هما :
أين حقي
(1)
رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقلي
محنة الكون التى استعصت على العالم قبلي
ألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلي
وإذا كان لكل من فيه حق: أين حقي؟!
(2)
فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذر
أنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطر
تطلب العدل وقانون بنى جنسك جائر
ان يكن عدلا فسله عن لسانى: أين حقي؟

ثم جاء آلتضامن مع هاتف آلحق (بحر آلعلوم) من خلال شرابنا معه من ذلك آلكأس آلمعتق في أمسيتنا تلك ..

على نخب محيّاكِ
شربنا خمرة الحبِّ

جلسنا نتعاطاها سلافاً عُتّقت دهرا
عروساً من بنات الخُلد زفت للملا بِكرا
من اللهِ أتت كُرماً ونوح جرَّها خمرا
فصنع الخمر من نوح
وبعث الكرم من ربِّي
فلا نحنُ ولا أنت غداً نُسألُ عن ذنب
تعالي
*************
هبي أنّأ قضينا العمرَ بين الخمرَ والكأسِ
فما جئنا بشيءِ مُنكرِ لم يأته الناسِ
عرفنا الراح من قبل وباقي الراح في رأسي
سوى اللمسِ وهذا اللمس مقرون بأنفاسي
تعالي
*****************
تعالي وَهْجري الدينِ وجاريني في ديني
ترى إنك قد كنتِ بنهجِ غير مضمونِ
ويأتيكِ بأشباحٍِ من الروعة والرعبِ

خلقنا نحنُ للحبِّ وما في خلقنا خلّه
وهل صانع كالله يستسلم للزلّه
هو الكامل في الذات وقد أنشأنا مثله

فوجه الله في في الذاتِ وقد اسبل انواره
عيون ترقب الكون وتروي عنه اخباره
فكم من عاشق تعجز ان تكشف اسراره
يريك ظاهر القلبِ
ويخفي ظاهر القلبِ
***************
معي ياغادة الديرِ بياكارا نصطاف
بها مثلي يهيمون على لقياك آلاف
محامون ونوّاب وأعيان وأشراف
وأنواع من الجنسين
تستطلع للدرب
*************
معي للعرف ما يمنع ان نجلس للأنسِ
فأن تعتبري كأسكِ جزءاً حلَّ في كأسي
فهذا كأسكِ يصبو من رأسك في رأسي
فللزهر وللعشب
........................
و تضمنت آلفقرة آلتالية موضوع محنة آلمفكر آلفيلسوف محمد باقر آلصدر (قدس) حيث صادفت هذه آلأيام ذكرى شهادته آلأليمة على يد زمرة آلبعث آلهجين في آلتاسع من نيسان عام 1980م , و محاولات آلكتل آلسياسية آلعراقية في تسيس و تحجيم فكر هذا آلمفكر آلعملاق ضمن محاورها و تكتلاتها و أحزابها بما يخدم أهدافها و مصالحها آلسياسية آلدنيوية للوصول إلى آلحكم ليضيف هؤلاء آلطفيليون آلجهلاء صفحة أخرى من آلمظلومية على حركة و فكر هذا آلفيلسوف آلرباني آلكبير لا تقل عما فعله آلنظام آلمقبور و لكن هذه آلمرة بإسلوب ماكر و مبطن . و قد تطرق آلحاج أبو محمد آلبغدادي إلى إحدى آلموضوعات آلتي كتبها آلإمام آلشهيد تحت عنوان (ألإنسان آلهادف و آلإنسان غير آلهادف) , موضحا فيه ضرورة أن يكون آلواحد منا هادفا في حياته , لا أن يحصر نفسه في أداء عمل يومي لا يستفيد منه سوى نفسه و عائلته فقط في أفضل آلأحوال , لأنه بعمله هذا سيعيش صغيرا و يموت صغيرا كمئات آلملايين على آلأرض , و لا يترك أثرا إيجابيا في آلتأريخ , لأن موقفه سيكون ضعيفا و قد يدينه آلله و يؤاخده عليه في يوم آلقيامة و هذا هو حال كل آلبشر و عموم آلمسلمين و أكثر آلمدعين إنتسابهم لخط آلشهيد محمد باقر آلصدر (قدس) .
ثم أشار آلحاج آلبغدادي إلى مشكلة قد يشترك فيها كل آلناس بدرجات متفاوتة , أ لا و هي موضوع آلهدفية في آلحياة , متمثلا حالهم بالقصاب (أللحام) آلذي يقطع أوصال ذبائحه كل يوم إلى عشرات آلقطع ليبيعها على آلناس لكنك لو سالته كم عصبا قطعت أو كم عرقا مزقت بسكينتك في حياتك ؟ لما كان بمقدوره أن يجيبك ! لأنه لا ينتبه سوى إلى هدف واحد وهي بيع أكبر كمية من آللحم لتأمين لقمة آلخبز في أخر كل يوم أو آخر كل شهر , أما لو سألت جراحا قديرا نفس آلسؤال , لأجابك بدقة ! لأنه كان قد تابع و درس علم آلتشريح و آلطب . و نفس آلحال يكون مع عامل يعمل في محل لبيع للساعات , فرغم إنه يقضي ساعات عمله بين مختلف أنواع آلساعات و أحجامها و لكنك لو سألته كم آلساعة في لحظة معينة ؟ فإنه سوف ينظر إلى ساعة يده ليخبرك بالوقت بينما مئات آلساعات تحيط به من كل جانب و مكان ! و نفس آلأمر ينطبق على بائع آلمرايا ألذي يقضي جل عمله بين تلك آلمرايا لتنظيفها و ترتيبها لكنه قد لا ينظر لمظهره و هيئته و شعر رأسه بالذات من خلالها فتراه في أغلب آلوقت غير مرتبا و يبعث على آلسخرية بينما يمكنه أن يرى نفسه أينما دار بوجهه في ذلك آلمحل ليحسن هيئته و شعر رأسه
و هذا هو حال آلبشر آلذين لا يرون آيات آلله و معجزاته في هذا آلكون , بل أكثرهم كالأنعام أو أضلوا سبيلا. !
أن ما نريد قوله من مرد تلك آلأمثلة هو عدم وجود أهداف كبرى توجه و تحدد مسيرة آلإنسان و أهدافه في آلحياة , فيقتصر عمره ضمن عمل أو مجال لا يتعدى حدود جسده أو أبعاد نفسه آلإمارة بالسوء , فتراه يقضي عمره و هو يعيش خارج آلمنظومة آلإنسانية إلا بمقدار ما يؤمن سلامة نفسه و راحة بدنه من آلمأكل و آلملبس , أو أبعد قليلا من هذا آلمدار آلضيق في أحسن آلأحوال ليموت أخيرا ويكون نسيا منسيا . ما نستفيده من هذا آلدرس آلكبير و آلهام هو :
وجوب تحديد آلهدف في هذا آلمصير آلذي وضعنا عليه , و معرفة سبب مجيئنا إلى هذه آلدنيا و ما هو آلمطلوب منا ؟ و ألى أين آلمصير ؟ و آلإقتداء بالأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة آلأطهار و آلمصلحين و آلمفكرين , إن آلذي يموت هو من أمثال ما أشرنا إليه , أما آلذي يترك فكرا أو مشروعا علميا أو فكريا يتخلد ذكره من خلال آلذين يحملون ذلك آلفكر من بعده . كالإمام محمد باقر آلصدر و أخته آلعلوية آلطاهرة و كالشهيد شريعتي و آلمطهري و آلإمام آلخميني و فهؤلاء هم شهداء آلله على آلكون .
و لا يمكن أن نصل تلك آلحقائق و إلى جواب يشفي غليل آلنفس و بالتالي سر آلوجود .. إلا بالمعرفة ! و آلمعرفة لا تأتي إلا من خلال من يمكنه إرشادنا لهذا آلطريق عبر مناهج رصينة نكون معها جانبين لكل إنحراف في زمن كثرت فيها آلزلات و آلإنحرافات مما أدت إلى إنحرف آلكثير من آلعلماء و آلمراجع و آلفلاسفة بسبب مناهجهم آلبالية آلتي إعتمدت على مذاهب علم آلكلام فأهلكتهم , بعدما جانبوا حقائق آلواقع و غضو آلنظر عن ما يجري حولهم من آلمظالم حتى أصابهم آلهوان , و بالتالي لم يحققواشيئا من وراء أسفارهم ؟ إن آلحقيقة تحتاج إلى من يوضحها للمريد و آلطالب . و أولها معرفة آلنفس ثم معرفة آلله ثم آلمعارف آلأخرى في آلأصول و آلفروع من خلال آلقرآن آلذي لم يستوعت منه أكثر فقهاءنا سوى أحكام آلغسل و آلوضوء , أما أئمتنا آلأوصياء فقد أصبحوا مجرد تأريخا بين صفحات آلتأريخ يشار لهم من خلال إحياء مناسبات ولاداتهم و وفياتهم , و هذا آلأمر هو آلذي سبب لنا كل آلمآسي في بلادنا آلإسلامية و خصوصا آلعربية منها . .
أما آلموضوع آلآخر ألذي لحق الموضوع آلآنف آلذكر في جلسة آلمنتدى : فقد دار حول موضوع آلعدل آلإلهي و تضمن نظرة آلتوراة و من ثم آلإنجيل وبعدهما آلقرآن آلكريم إلى سبب خلق آلإنسان , و تركز آلبحث حول إيراد إبليس لسؤال ورد في آلتوراة و آلإنجيل حاول فيه تبرئة موقفه من آلمعصية آلتي إرتكبها , متضمنا عبثية بدء آلخلق قائلا : (إذا لم أسجد لآدم فلم لعنني ؟ و لم أخرجني من آلجنة ؟ و ما آلحكمة في ذلك بعد أن لم أرتكب قبيحا إلا قولي : لا أسجد إلا لك ) ؟؟
لكن آلجواب آلشافي إستنبطناه من خلال متون آلقرآن آلكريم آلذي فيه علم ما كان و ما يكون .
ثم تبعه سؤال أخر بعد مداخلات هامة من قبل آلحاضرين مفاده : لماذا فضل آلله آدم على آلعالمين ؟
و بعد مطارحات و نقاشات مستفيظة تطرق آلباحثون إلى مسألة توحيد آلله و قضية أرباب و طواغيت آلعصر و كيف أصبح فيه آلإنسان مشركا بإنضوائه تحت راية آلظالمين ! و إعتبارهم أولياء نعمتنا جهلا أو تجاهلا بدل آلله تعالى بشكل عملي , مستدلا هذا آلعبد بتفكيره آلمنحرف لتبرير موقفه آلذليل , و قد كثر آلأرباب في عصرنا هذا , و هم يدعون آلربوبية ضمن مداراتهم و محاولاتهم للتسلط على كل ما يمكن .. كمحاولات آلأب في آلبيت و آلوزير في وزارته و آلرئيس في دولته و صاحب آلعمل في معمله , كل على شاكلته بدون حق و من دون أي أثر أو صبغة لله في تلك آلروابط و آلعلاقات .
ليعم في آلأرض آلفوضى و آلمأسي و آلحروب و آلظلم و آلجور . إن آلله تعالى لم يترك آلناس سدى بل أرسل عليهم رسله و أنبيائه و أوصيائه و ألقى عليهم آلحجج و آلبراهين و آلمعجزات لهدايتهم إلى طريق آلخير , لكن تنصل آلإنسان عن مسؤولياته و تكوره حول ذاته و نفسه و كفره قد مهد للشيطان لينتصر به و يتسلط بهؤلاء على آلناس , قتل آلله هذا آلإنسان ما أكفره ؟ و آلله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . .
و بعد مداخلات مفيدة من قبل آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز و آلأخ آلأستاذ آلمهندس أبو أثير و آلأخ آلحاج أبو عمار آلأنصاري و كذلك آلأستاذ آلإعلامي حسام آلصفار حول مختلف آلمحاور آلمطروحة في جلسة آلمنتدى إنتهينا بعد إشارة من آلأستاذ آلحاج أبو حسين عزوز إلى و جوب آلعمل و آلإنتاج(ألمادي و آلفكري) و تثوير آلمشاريع لكل من يدعى إنتماؤه إلى مدرسة أهل آلبيت و في أي مستوى كان ليكون كسبه و مصدر رزقه حلالا طيبا و رؤيته في آلفكر متقدما بإتجاه آلحقيقة آلمظلومة . !
و إتفق آلحضور على أن يكون هذا آلأمر , أحد موضوعاتنا في آلجلسة آلقادمة , تحت عنوان :
(آلمعايير آلتي من خلالها نقييم آلبشر لمعرفة آلأجدر منهم ليكونوا قدوتنا في طريق أداء رسالتنا في آلحياة لخدمة آلإنسان مرضاة آلله تعالى .
و بعد مضي ما يقرب من ساعتين إختتمنا مجلسنا مع حلول وقت آذان آلمغرب بالدعاء و آلثناء و آلشكر لله تعالى على ما أنعم علينا بتوحيد قلوبنا وتوفيقنا للمشاركة في هذا آلمنتدى آلمبارك .