Thursday, January 11, 2024

لا حدود لجهل البشر !؟

لا حُدودَ لجهل البشر : الحقيقة غباء البشر شيئ رهيب و مؤلم, لأنّ (الجهل) و الغباء قرين الظلم و الظلم ظلمات .. و لا حدود له في القياس الكونيّ .. طبعاً (آلبرت آينشتاين) سبقني عمراً كاملاً في نظرته للوجود و معرفته للأنسان لأني لم أكن موجوداً في زمانه و هو بآلمناسبة ليس فيزيائيأً فقط كما إشتهر بين الناس؛ بل متبحر في علوم الأجتماع و الكّوانتوم و غيرها .. مناسبتي مع هذا الفيلسوف الكوني - الذي لا يلد الزمان بمثله ربما مرّة أو مرتان بكل قرن - و تقارني معه ؛ هو من باب إنّني و لمجرّد ما ولدت عام 1955م توفى هو في نفس تلك السنة منتصف القرن الماضي! و بعد أسفارنا الممتدة عبر 70 عاماً و بعد تجارب مريرة و أسفار عظيمة وافقتهُ الرّأي في مجموعة مسائل و منها (عدم وجود حدود لغباء البشر .. مهما توصل من تقدم علمي) .. أو غاص في أعماق علوم الوجود و أسرار الخلق و دور البعد الرابع في تحديد القوانين .. فأنهم - البشر - يبقون أغبياء بلا حدود .. و لعلّ سقراط الحكيم و العارف كان محقّاً للغاية عندما قال و بعد ما أكمل فلسفته و علومه أنا جاهل؛ بعد ما سأله جمع من الناس الذين كانوا متعطشين لرؤيته ليتعلّموا منه شيئاً, سألوه : أنت معلمٌ كبير وفيلسوف عظيم نريد أن نتعلم منك؟ في لقاء غريب, قال : [ألآن علمت أنني لا أعلم شيئاً]. من جانب آخر و بعد مرور ألفي عام وردتنا أخبار عن الرسالة الأسلامية و روادها : حيث إطلعت على حديث عجيب عن المعصومين(ع), و (المعصوم يعني أنه منزّه بأمر الله و لا يخطأ خصوصا في عقيدة الشيعة الأمامية و بعض المذاهب الإسلامية لإتصاله الدائم بآلله المنبع و الأصل و العمل بتعاليمه على طول الخط بموجب الإيحاآت التي تصله من الخالق عن طريق (الإشراق) أو (الرّؤيا), حيث وردت الرواية بما مضمونه : [لو علم سلمان ما في قلب أبا ذر(الغفاري) لَكَفّرهُ و لو علم أبا ذر ما قلب سلمان لقتله]. بينما في مكان آخر كان قد وصف النبي(ص) أبا ذر مادحاً له بآلقول: [ما حملت الغبراء ولا الخضراء أصدق ذي لهجة من أبا ذر] . نعم أبا ذر الصحابي الجليل المعروف .. الذي وقف إلى جانب الأمام عليّ(ع) في محنته بعد وفاة الرسول(ص) و بكل شجاعة و تحمل الكثير .. الكثير حتى الشهادة بعد إبعاده عن المدينة ! كما عُرفَ بين المسلمين بصاحب رسول الله, و تحمل الغربة و آلنفي و إلابعاد مع إبنته و زوجته وحيداً حتى توفى في صحراء الربذة بلبنان و الشام .. لكنه لم يكن شيئا يذكر بل كافرأً بنظر سلمان, و لك أن تقيس الفاصلة العلمية و المعرفية بينهما .. و الحال كلنا يعرف بآلمقابل بأن سلمان قد إرتقى منزلة (أهل بيت العصمة و النّبوة), عندما وصفه الخاتم(ص) بآلقول ؛ [سلمان منّا أهل البيت], و أبو ذر أيضا بآلمقابل وصل درجة عظيمة في سلم الأيمان و الأعتقاد بآلولايةو بآلغيب كأن الغطاء قد كشف له .. لكنه بآلنسبة لسلمان لم يكن مرتبتهُ شيئاً مذكوراً لعمق إيمان و حجم علوم (سلمان) الذي حصل على لقب (المحمديّ) و هي درجة لم يصلها أيّ صحابي على الأطلاق بآلمناسبة, رغم بلوغ عددهم أكثر من 120 ألف صحابي و في مصادر أخرى 150 ألف صحابي, و هذه مسألة عميقة و حساسة و كبيرة بنفس الوقت .. تحتاج للتأمل, لكننا هنا لا مجال لذكر تفاصيلها الآن, لأن الذي نريد بيانه؛ هو : مراتب المعرفة الوجودية و درجات الأيمان و آلقرب من المعشوق لدرجة (حقّ اليقين) عوالم عظيمة ليس من السهل وصولها, إلّا بعد عبور(عين اليقين) ثمّ (علم اليقين) حتى (حق اليقين) لتكتمل الصورة و العقيدة في وجود الساعي الطالب للحق, و هي أعلى درجة إيمانية بحيث لو (كُشف الغطاء للسالك) ما إزداد يقيناً قيد أنمله , و هذا هو المعيار الذي يُبيّن لنا مدى الفوارق بين المؤمنين و بين البشر الجاهل الظالم .. هذا البشر الملعون الغبي الضال ..؟ لهذا قال آلبرت آينشتاين : Albert Einstein [أمران لا حدود لهما؛ الكون و غباء البشر ، مع أني لست متأكداً من الأوّل] !؟ و للتأريخ و الحقيقة : إنّ سيّد العدالة الكونية الأمام عليّ(ع) سبقهم بذلك كما سبق جميع الخلق إلا الرسول العظيم و في كل شيئ تقريباً .. حيث قال في نهج البلاغة: [الناس همج رعاع...]! Only two things are infinite; The universe and human stupidity, and I'm not sure about the former. [إثنان فقط لا نهاية لهما : الكون و الغباء البشري و لست متأكداً من الأول] ! ملاحظة : إستخدم آينشتاين كلمة(إنسان), بينما الصحيح هو (البشر) حسب فلسفتنا الكونية فلكل منهما خصوصيات كما للآدمية خصوصيات, على كل حال هدفنا إيضاً هو : بيان المفهوم العام على الأقل, و الله من وراء القصد. ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.