Saturday, November 16, 2019

حين يُريد ألفاسد القضاء على الفساد!؟


حينَ يُريدُ ألفاسد ألقضاءَ عَلَى آلفساد!؟

تصوّر لأيّة درجةٍ وصلَ الجّهل والأستهتار في العراق خصوصاً في الأوساط الجامعية والأعلامية و الثقافية و الدّينية والعشائرية و التربية البيتية و الحزبية ألتي هي السبب في تدمير إقتصاد و ثروات و ثقافة و دين و فكر المجتمع العراقي الذي إنمسخ لكونه لم يتعلّم حقيقة الحياة ودور الحبّ وآلرّحمة والتواضع وسبب وجوده بسببهم, ناهيك عن جهلهم المطلق بأسرار الوجود؛ حتى وصلَ الأمر اليوم بأن يأتي الدّعوجيّة العربنجيّة – مع إحترامي لمهنة العربنجية - بجانب الدّاعشيّة الصداميّة والنقشبنديّة الأجراميّة وكلّ ألدّاعشين الحراميّة؛ يأتون ويُعلنون - بعد ما سرقوا كلّ مليارات العراق حتى حقّ الموتى و الأجيال ألمسكينة التي لم تلد بعد - يأتون ويُعلنون بلا حياء وبكُلّ قباحة؛ بأنّهم يُريدون ألقضاء على الفساد بآلقضاء على الحكومة المهديّة التي لم تبدأ برنامجها بعد, بسبب المتحاصصين؟
فكيف يُمكن أن يقضي الفاسد على الفساد!؟
ثمّ أ لَسْتُم حكمتم العراق لسنوات قبل هذه الحكومة!؟
فلماذا فسدتم وسرقتم أموال العراق وماضية و مستقبله على نهج صدام!؟

لقد أعلن و كم يُعلن الفاسدون ببياناتهم كل يوم آلكذب والنفاق لأجل المناصب؛ بأنّ رئيس جبهة الانقاذ والتنمية أسامة النجيفي إتّفق مع إياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية، وحيدر العبادي زعيم ائتلاف النصر على توحيد الجهود المشتركة لتحقيق انتخابات مبكرة, يعني القضاء على الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الصدر و العامري رئيسا أكبر كتلتين في العراق, و الحال أن حكومة عبد المهدي قد بدأت للتو بعملها الحقيقي!

وقال ألبعثي الأصيل(1) ألنُّجيفي في تغريدة له على منصة "تويتر" إنهُ [اتّفق مع اياد علاوي ألبعثي الممسوخ وحيدر العبادي ألدعوجي العربنجي - مع إحترامي لمهنة العربنجيّة - على توحيد الجهود المشتركة وتنشيط العمل السياسيّ والبرلماني المعارض لتحقيق انتخابات مبكرة بعد اقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة مؤقتة لضمان سلمية التغيير المنشود الذي يحقق طموح الشعب ضمن سقف الدستور ومعاييره].

وأكد النجيفي في تغريدته على [انفتاح جبهة العمل السياسي المشترك على القوى الوطنية والجماهير المؤمنة بحتمية التغيير والإصلاح السياسي للعمل على تصويب المسارات الخاطئة وإنهاء مظاهر الفساد وأشكالها في البلاد].

هذا وتواجه العملية السياسية في العراق موجة من التهم والانتقادات من قبل المتظاهرين العراقيين المطالبين بتصحيحها و ورسم مسار جديد لها, يتلخص بتقسيم الأموال قبل أي تغيير آخر.

تعليقي الأخير كان يوم أمس كآلتالي: [لا إصلاح ولا بناء ولا إستقرار إلا بمحاكمة جميع هؤلاء الفاسدين و إرجاع الأموال التي نهبوها وهضموها بشراء القصور والأملاك بإسماء ذويهم وأبنائهم], و بعدها قد يمكن التحدث معهم بشأن الأصلاح و التغيير بشرطها و شروطها, و هذا هو المنطلق الصحيح نحو فهم أشمل وأتقن لفلسفة الحياة و الوجود طبقا للفلسفة الكونيّة.

لكن متى يفهم المثقفون و الأكاديميون في العراق على الأقل تلك المبادئ الكونيّة التي وحدها تحقق العدالة و السلام و الصفاء و المحبة, وقد إختلط الحقّ مع الباطل في وجودهم و هو أسوء ما يواجه ألمُفكر, و المشتكى لله.
ولا سبيل لوعي ألمثقفيّن وآلأكاديميّن ألذين يسعون لتكرار ما فعله السّابقون لأجل المال, إلّا بعد قتل ذواتهم و تحقيق ألتواضع الحقيقيّ في وجودهم(قلوبهم) بإدراكهم جيّداً بأنّ ألسّعادة لا تتحقّق في مجتمع حتى لو وصل قمة آلمدنيّة والتكنولوجية مع وجود فقير واحد فيه.
لذلك .. فالطريق الوحيد و الأمثل و الأقصر, هو: دراسة و هضم ما جاء في مبادئ (الفلسفة الكونية العزيزية), و البداية العملية تبدأ بآلتقسيم العادل لثروات البلاد بين الجّميع و تخصيص لجان متخصصة أمينة كفوءة بإشراف الولاية لمراقبة الأداء الحكوميّ في تنفيذ المشاريع العملاقة ساعة بساعة بحيث يكون البلاد كلّه في حالة إنذار لسنة أو أكثر حتى تستتب الأوضاع و تسير بآلأتجاه الصحيح بعيداً عن تدخلات الأحزاب الفاسدة التي حكمت و خرّبت العراق على مدى عقدين تقريباً.
حكمة كونيّة: [لا يغتني من وراء ألدِّين و آلسّياسّة إلّا فاسد].
ألفيلسوف الكونيّ

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبعا لا يوجد عراقيّ لم يُلطخ و يُشوّه فكره و قلبه بفساد ومبادئ الجّهل البعثيّة حتى المُتديّنين بإستثناء الشهداء الأوائل و بعض ذويهم الذين إنتقلوا إلى رحمة الله أيضاً, وقد عرّفنا (البعث) بأنّهُ يُمثل كلّ القُبح والمنكر والظلم والجّهل و المساوئ في آلوجود, حتى الشيطان أحياناً أفضل منهم.
(2) ألفوضى يعم العراق الآن, مجموعة من الحكومات ومئات من ا لاحزاب كل يريد السيطرة على الوضع يتنافسون على مواطن قدم للبقاء من أجل الأموال و الرواتب, و الكتل الشيعة منقسمة على نفسها و فيما بينها؛ فآلصدريون و حزب الدعوة, عقدا اجتماعا بدأ في الساعة الثامنة مساء إمتد لأكثر من ساعة اليوم لقادة وزعماء القوى السياسية الشيعية الأخرى في محاولة لإيجاد تفاهم بشأن الوضع والإصلاحات، بعد أن عصف الانقسام السياسي بينهم حول موضوع الانتخابات وقضايا أخرى. (فالصدريون وحزب الدعوة) يطالبون بانتخابات مبكرة ويعارضون التعديل المقترح من الرئاسة لقانون الانتخابات، فيما ترفض بقية القوى السياسية ذلك وتتهم الصدريين والدعوة بالخوف من خسارة مناصبهم ونفوذهم السياسي لانّ القانون الجديد (فردي) لا تخدم الأحزاب, وهناك أيضا اعتقاد ان الانتخابات المبكرة (فخ أمريكي) تبناه البيت الابيض لايقاع البلد بمأزق دستوري خطير، حيث انه بمجرد إستقالة الحكومة وحل البرلمان سيتم عرقلة الانتخابات بشتى الطرق، فضلا عن التحريض على مقاطعة المشاركة فيها، خاصة وان فضاء التعبئة الاعلامية تسيطر عليه الجيوش الالكترونية، في وقت ستكون الحكومة (تسيير أعمال) فقط، لاتملك صلاحية اتخاذ اي قرار تجاه أي تطور محتمل مهما كانت خطورته, من جانب آخر و كما أشرنا هناك إئتلاف جديد بين العبادي وعلاوي و النجيفي يتآمرون لكسب السلطة, و هكذا لا حلّ جذري سوى بتطبيق المبادئ الكونية.