Wednesday, April 10, 2024

الظلم سيدوم في العراق :

الظلم سيدوم في العراق : طبيعة العراقيّ و العراقيين هو الشعور بآلغبن و القهر لأسباب عديدة بمقدّمتها التربية الحزبية و التعليم و الجامعات و المسجد و الأعلام, و بذلك فهو على الدوام يرفض الآخر و يكره الفكر و المفكريين و يطلب الثأر و لا يثق بآلآخرين حتى المدّعين للدّين بعد تجربة الأسلاميين خصوصاً المدعين بـ (آلأنتماء لحزب الدعوة), سوى الأيمان بآلحاكم القويّ منهم كصدام و بدرجة أقل ممن جاء بعده كنوري و جعفر و عادل .. ليرتزق لقمته بلا عناء و على الدوام كيفما كان! ألجّميع مُعبّئون سيكولوجياً في لا شعورهم الجّمعي بالعنف لا بالحوار؛ بآلثأر لا بآلسّماح؛ بآلخبث لا بآلمحبة؛ بآلجهل لا بآلوعي؛ بآلحسد لا الرضى؛ بآلكفر لا بآلشكر, و هكذا في حلّ صراعاتهم الحزبية و العشائرية و السياسية, و ما تشهده من الخصومات و العداوات و النهب و السلب و التآمر و التجسس و آلتحاصص و القتل و النفي و آلغدر في الحكومات و الاحزاب بجميع مسمّياتها؛ هو خير شاهد على ذلك المأزوم .. و عبر جميع المراحل التأريخية!؟ و لك أن تستشهد بما حصل عام 1958م من تمثيل وحشيّ بالعائلة المالكة و رموز النظام قبل ثورة عبد الكريم قاسم و بعدها في عام 1963م في إنقلاب شباط الأسود .. بتمثيل أبشع بشخص أول رئيس جمهورية للعراق و رموز نظامه الذي يعتبر أفضل الأنظمة في تأريخ العراق نسبيّاً بعد حكومة الامام عليّ(ع) العادلة الذي تآمروا عليه و قتلوه في محرابه لشدّه عدله و هدموا دولته، و هكذا فعلوا بآلاف الشيوعيين والوطنيين و الأسلاميين. وما حصل للكورد الفيليية نهاية السبعينات من تطهير عرقي و إبادة جماعية, و كذلك ما فُعل بأهل الأهوار و الكورد في حلبجه .. يكفي كمؤشر لأستمرار الظلم حتى ظهور الأمام المهدي(ع), و حتى للبعثيين أنفسهم في الجيش العراقي وقتها الذي تمّ حرقهم أحياء بعد هزيمتهم في حرب الكويت عام 1991م. فضلا عن الابادات الجماعية للشيعة في الزنازيين و بشتى الوسائل وحرب الأنفال شمالاً و جنوباً وإبادة الآلاف من العراقيين .. و بعد هذا الى المشهد اليومي في العشرين سنة الأخيرة الذي لا تستوعب مفردات اللغة وصف بشاعته ولا عقلانيته, و ذلك الموروث اللعين المُمتدّ من قابيل اللعين ثمّ داحس والغبراء، مرورا بواقعة دهاء أبن العاص و غباء الأشعري ثم واقعة الطف التي ” أنجبت "فرق" الموت و التكفير .. الى نبش الأحداث المخجلة في تاريخنا المتخم بالعنف،و كأن عقولنا مبرمجة فقط على استحضار الأحقاد من ماضينا بل من التصورات و من الفراغ أحياناً. والمسألة السيكولوجية الثانية؛ هي أن السلطة في الدولة العراقية الحديثة (من عام 1921 الى عام 2003) كانت بيد السّنة العرب البدو، و فجأة و من دون تمهيد منطقي أو ديمقراطي أو سلاسة في انتقال السلطة؛ حدث تبادل انقلابي للأدوار و تفنن في الكذب و آلأحتيار و خيانات عبر تحاصص الأحزاب أو عمالتهم للتسلط و البقاء في السلطة يوماً إضافياً لسرقة المزيد كلما أمكن! فالشيعة الذين كانوا لألف و اربعمائة سنة في المعارضة؛ والذين حاربوا الانكليزي المحتل في ثورة العشرين؛ والذين رفضوا دعوة الملك فيصل الأول للاشتراك في الوزارة لأمور فقهية! أصبحوا بعد (نيسان2003م) في السلطة، واعتبروا قوات الغزو التي حاربوها في البدء بضراوة في أم قصر والناصرية؛ اعتبروها قوات صديقة و تحالف ساستهم معها بشتى الوسائل، فيما السّنة أزيحوا لجبهة المعارضة سواء ضد السلطة او ضد المحتل الذي أعطاهم السلطة في بدء تشكيل الدولة العراقية الحديثة منذ قرن مضى, بل و عاد السّنة مجدّداً ليكون حلفاء مع قوات آلغزو علّهم يعودوا للسلطة مجدّداً!؟ إن تبادل الأدوار هذا .. يشبه في فعله النفسي تبادل الأدوار بين السيد و العبد .. فأنّى لمن كان سيّداً؛ أنْ يكون عبداً لمن كان عبداً بالأمس!؟ لا سيّما في سيكولوجية العراقيّ تحديداً!؟ وعلّة نفسية ثالثة،هي : أن الشيعة في العراق ( جماهيرها الشعبية تحديداً ) إعتقدوا أنّ مصدر ما أصابهم من ظلم و جور و عنف هو السلطة السُّنّيّة، فعمّموا هذا الموقف الانفعالي على كلّ السُّنّة و لم يقصروه على رموز الحكم ممّن استخدم السلطة(سلطة القرية) وسيلة للظلم و القسوة في التعامل واذلال الآخرين بمن فيهم شخصيات وطنية سنيّة حاولوا الأطاحة بالطاغية قبل محاولات الشيعة نفسها. و حصل أن نشوة الانتصار و وسواس الخوف من ضياع ما يعدّونه الفرصة التاريخية الأخيرة لهم قد تُمكّنا من الجماهير الشيعية الشعبية, و عملاً نفسياً على الاندفاع و الانفعال و التطرف. ولقد عزز هذه السايكلوجية و غذّاه زهو بعض قادتهم السياسيين و الدينيين بحصولهم على ستة ملايين صوت في الانتخابات التشريعية الأولى (حوالي نصف العراقيين) ناجمة في حقيقتها من موقف تعاطفي و ردّ فعل إنفعالي لما أصابهم من حيف سابق فإنعكس في الأنتخابات التشريعية كردّ فعل لا قناعة بتأريخ أو فكر أو دور الشخصيات المنتخبة، و هكذا إنعكس أكثر منه موقف من برامج سياسية..دفع معظمهم ثمنه بؤساً و عظوا أصابعهم البنفسجية ندماً حتى خسروا الحُكم في الأنتخابات الأخيرة التي فاز بها التيار الصدري المختلف عن تيار المتحاصصين، بعد ما عارض حتى الكثير ممن إنتخب المتحاصصين و خرجوا في الشوارع و ساحات التحرير يهتفون(باسم الدِّين باكونه الحراميه)، و (الخِير العدنه مكوّم والأحزاب إتفرهد بيه) و غيرها. و اليوم بات المتحاصصون يرتجفون من وقوع الكارثة عليهم في الأنتخابات القادمة التي عزم الصدر و تياره بالعودة للساحة السياسية بأمر مباشر من مرجع المسلمين ألسّيد ألسّيستاني - فتياره سيكتسح الأصوات كما إكتسحها في الأنتخابات الماضية .. ليبدء أفول آلأحزاب المتحاصصة الفاقدة للثقافة و الفكر الكوني, و الذي تسبب ذلك الفقر الفكري و العقيدي بسرقة مئات المليارت, بل ترليوني دولار - و بآلتالي خراب العراق و إخضاعه للأجانب و للدول المحيطة كآلأردن و مصر و دول الخليج و حتى الهنود بعد توقيع رئيس البنك المركزي العلّاق إتفاقية مهينة ستذل العراق للأبد .. معتقدين بأن سادتهم في قيادة الحلف الأطلسي سيضمنون بقائهم في السلطة يوماً آخر للإستمرار بسرقة الناس من أجل جيوبهم و رواتب مرتزقتهم المنافقين الذين لم نجد بينهم مؤمناً أو حتى مثقفاً واحداً .. أكرّر مؤمناً واحداً يخاف الله و يُريد الآخرة و لقمة بآلحلال! لذلك سيستمر الظلم و الفساد و ستكبر الفوارق الطبقية و الحقوقية ما لم تتساوى الحقوق بين العاملين سواءاً كان رئيساً أو وزيراً أو موظفاً أو عالماً!؟ و إن غداً لناظره لقريب ... ألعارف: عزيز حميد مجيد