Sunday, January 08, 2023

كيف نحقق السعادة؟

كيف نُحقّق ألسّعادة !؟ ألصدر الحكيم كسقراط ككل فيلسوف عاش في غير زمانه و مكانه, كلّهم تجرّع السّم ممّن حولهم من المنافقين و مَنْ كان يحكمهم! بإعتقادي إنّ دور الصدر أو سقراط أو أيّ عارف حكيم ممّن سبقهم أو لحقهم في العلم وآلجهاد ضدّ الظلم و الحُكام والسياسيين خصوصاً العارف الحكيم يُمثّل مسيرتهم دور ألخاصّة في مواجة ألعامّة ألغاطسين في آلجهل بأيّ مجتمع يتقدّمه السياسيّون وآلسّلاطين! لذا فإنّ الحقيقة هي أنّ موت سقراط و غياب الصدر و أمثالهما كان ضروريّاً لختام حياتهما آلجميلة ليكونا رمزاً دائما في تأريخ البشريّة و دليلاً على جهل ألجّمهور و نفاق ألمُثقف و الكُتّاب و غباوة الأغلبيّة و دليلاً على شجاعة الحكماء و قوّة روح البذل و التضحية! و ما حدث في يونان الأمس هو نفسه الذي حدث في مصر الفراعنة وعراق السومريين وهو نفسه الذي حدث في عصرنا هذا وفي عراق الجّهل والفساد والنهب والتحاصص بآلذّات والذي يُمكن أنْ يُحدث في أيّ بقعة من آلعالم, حيث إن الطبيعة البشريّة واحدة والناس لا يختلفون في طبائعهم عندما يتربّصون بخاصّتهم من آلحُكماء و الفلاسفة آلّذين يسبقونهم علماً و فكراً ويرون ما لا يراه الآخرون. إن ألطبيعة البشريّة بحسب تقريرات سيّد العدالة الكونيّة وألكسيس كارل وشوبنهاور هي واحدة في كلّ زمان و مكان و لا يختلفون فيما بينهم و كلّ عبقري أو نابغ يظهر من بينهم يكون في الحقيقة غريباً بينهم و في وطنه و وحيداً بين أبناء عصره وحتى عشيرته لأنه يسبقهم بفكره مراحلَ و أجيالاً, فلا يستطيعون دركه و اللحاق به و بآلتالي نصرته .. و بعد رحيله و فوات الأوان والعصور ؛ قد يتنبه بعصهم لذلك, لكن بلا فائدة بسبب تسلّط ألسّياسيون ليكرّس المحن حتى يظهر آخر ليتكرّر معه المأساة وهكذا وتلك هي محنة البشريّة . لذا أستنكر هذا هذا آلسلوك الجاهليّ المُشين و الأستهجان الذي يُؤدّي بحياة العلماء و المفكرين في كلّ زمكاني, و هذا الأستنكار ليس إلاّ غشاً و خداعاً من آلمجتمع بقيادة السياسيين و حولهم المرتزقة لأنفسهم و لغيرهم .. لأنّنا رغم تلك التجارب التأريخيّة المأساويّة .. و حتى الآن إذا رأينا بين ظهرانيّنا نابغاً أو حكيماً فلا نلبث أنْ نكرهه و نحتقره ثمّ نضايقه لنخمد أنفاسه و إبعاده عن مراكز القرار, و إذا إستطعنا قتله فأننا لا نتردّد! و كما فعلوا بسقراط و الصدر و كلّ فيلسوف حكيم ظهر خلال القرون الماضيّة و للآن للأسف الشديد! و إلّا كيف نُفسّر تعذيب العظماء و الحكماء في القرون الوسطى و القرون الحديثة و قتلهم و تشريدهم, و إلى يومنا هذا, حيث نرى مثلاً أن الفيلسوف الكونيّ الحكيم الوحيد المعاصر يتعرّض مثلاً للتهديد و المضايقة و الحصار و الإبعاد و التجهيل و الحاكم يشجع ذلك!؟ من هنا فإن إستنكار التعرض لقادة الفكر و الحكمة قديمأً و حديثاً عملٌ لا بُدّ من مساندته و تفعيله حتى نتخطى جهلنا و ندرك الحقيقة و الحياة الآمنة ألسّعيدة عبر بدء الأسفار الكونية ومن ثمّ يمكن بناء النهضة والحضارة التي يدعو إليها المعنيين بآلفكر و الحكمة فقط . إن المصيبة العظمى الأخرى والتي ما تزال تعيشها (ألبشريّة) خصوصاً و إنهم لا يُحاولون الأنتقال من المرحلة (البشريّة) إلى آلمرحلة (الأنسانيّة) ثمّ (آلآدميّة) ؛ ليست في عجزها عن إدراك الحقيقة فقط ؛ إنّما في طمس معالم الحقيقة كلما ظهرت, و دفنها تحت أكوام مكدّسة من تراب آلجّهل و آلحسد و آلعُقد التي تُؤجّج أوارها أنصاف الكتاب والمثقفين بأموال و رواتب الحكام والسياسيين الحرام . لذا ندعوكم, خصوصاً من لم يُدنّس قلبهُ بآلجّهل والفساد وبطنه بآلمال الحرام؛ ألسعي والعمل للأنتقال من الحالة (البشرية) إلى (الأنسانيّة) و من ثم (الآدميّة) إن قدرت لعلّك تكن (خليفة) الله في الأرض لنحقّق آلسّعادة, و إلّا فإنّ العذاب ألأليم و الأكبر قادم لا محال. ألعارف الحكيم