Friday, May 03, 2024

التعليم العراقي العالي عند مفترق طرق :

مضت سبعة أشهر منذ التحقت بالبنك الدولي ككبير أخصائيي التعليم حيث أتولى تنسيق عمله بشأن التعليم العالي (E). والتقيت خلال هذه الفترة القصيرة بأناس من مختلف أنحاء العالم، وقرأت تقارير شتى، وشاركت في اجتماعات التقارير الفنية وفي مهام مع مسؤولين حكوميين وقيادات مؤسسية. باختصار، اطلعت بأسرع ما يمكنني على كيفية أداء هذه المؤسسة المذهلة والمعقدة ومساهمتها الفريدة (التي لا تسلم من جدل) في التنمية بالعالم. وقد أخذتني الأشهر القليلة الماضية إلى مختلف أنحاء العالم، من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا، في رحلة أتاحت لي فرصة ثمينة ومتميزة لتأمل التحديات والفرص التي يواجهها التعليم العالي في العالم. هذا بالضبط هو التفكير الذي قادنا في البنك الدولي إلى عقد سلسلة محاضرات وندوات على مدار العام بعنوان "التعليم العالي عند مفترق طرق"، نأمل من خلالها في التعامل بفكر جماعي مع القضايا والاتجاهات المتصلة بالتعليم العالي، ومواجهتها بأجندة طموحة لإنهاء الفقر المدقع في العالم، وللتمكين للرخاء المشترك على كوكبنا على نحو قابل للاستمرار. وعُقدت مؤخرا أولى هذه الجلسات (E). وقامت مجموعة متنوعة من خبراء التعليم من أكثر من 25 بلدا بتحليل أحد التحديات العديدة المحيرة التي نواجهها في عالم اليوم، ألا وهو: الصلة بين التعليم العالي وصلاحية التوظيف. هذا الموضوع مهم بشكل خاص إذا اعتبرنا أنه رغم ضرورة وجود صلة وثيقة نسبيا بين التعليم العالي وصلاحية التوظيف، فغالبا ما يكون هذا المسار محفوفا بالكثير من المعوقات. وتشير الشواهد الأخيرة إلى أن عددا كبيرا من خريجي التعليم العالي في مختلف أنحاء العالم لن يتسنى لهم الحصول على وظائف مناسبة – أو على أية وظائف على الإطلاق. وهذا مزعج ومثير للقلق، بل إنه واحدة من قضايا عديدة تستحق التأمل والانتباه. وينطبق الشيء نفسه على ضمان الجودة، والتمويل، وتكافؤ فرص الحصول على التعليم العالي واستكماله، وإدارة المؤسسات، والتدويل، والتنويع المؤسسي، والشد والجذب بين البحث والتعليم، إلخ. بالطبع، يمثل بناء قائمة من التحديات التي تواجه التعليم العالي مهمة سهلة نسبيا، رغم حقيقة التفرد الكامل لكل سياق على المستوى المحلي والوطني والإقليمي. لكنني وجدت أن من السهل تحديد قواسم مشتركة مثيرة في مختلف أنحاء العالم. وأرى أنه ما من اختلاف كبير بين الطلاب في المكسيك والهند والسعودية وروسيا والولايات المتحدة وأرمينيا أو بوتسوانا. فجميعهم قلقون ومحبطون مما يرونه حولهم. في الوقت نفسه، أراهم يصبون إلى مستقبل يستطيعون فيه أن يحدثوا فارقا. من ناحية أخرى، تساور واضعي السياسات مخاوف أخرى تتشابه في غالبها تماما بغض النظر عن البلد الذي يعيشون فيه. فسواء في كولومبيا أو إنجلترا أو أوغندا يتمثل القلق المشترك في مقاومة التغيير بالمؤسسات وفي التكالب في الطلب على الموارد المحدودة. ولا يشذ أرباب العمل عن هذه القاعدة، سواء في إيطاليا أو تنزانيا أو شيلي، إذ يتجلى لديهم الإحباط نتيجة الفجوة القائمة بين المهارات المطلوبة للعمل وبين ما يرونه من قدرات محدودة لدى مؤسسات التعليم العالي على الاستجابة السريعة لاحتياجاتهم. ولكن في مرات عديدة، يعاني أرباب العمل أنفسهم من محدودية قدرتهم أيضا على إطلاع قطاع التعليم العالي بطريقة متماسكة ومتسقة على احتياجاتهم المتوقعة للمستقبل. ويتبادل أعضاء التدريس في الكليات من ماليزيا وجامايكا وجنوب أفريقيا المخاوف بشأن الطلاب غير المؤهلين وغير المهتمين وبشأن تدني الرعاية التي يتلقونها من مديري المؤسسات. ويدرك قادة المؤسسات من تونس وكندا وفيتنام وبنما وأسبانيا أن قدراتهم على إحداث تغيير داخل مؤسساتهم محدودة، كما يرون أن هناك مطالب متزايدة، وأحيانا متضاربة، للتحرك. وتبدو أحيانا في هذه الأيام كما لو كانت "التعاسة تعشق الصحبة". ولا ريب في أن التحديات كبيرة وشاقة. ومع هذا، فإنني شديد التفاؤل. وإنني أرى أن ثمة قواسم مشتركة إيجابية، لاسيما في حالة الطلاب. وأيا كان موقعهم، فإنهم يشتركون في الفضول والشهية المدهشة للمعرفة والمهارات والفرص الجديدة. في غوجارات بالهند، قال لي طالب من جامعة بانديت ديندايال للبترول (E) حينما سألته عن قيمة التعليم العالي، "الأمر يتعلق بفرصة تحقيق حياة أفضل. ويتعلق بتمكين أولئك الذين من حولك من تحسين فرصتهم في حياة أفضل." يدرك الطلاب أن عالم اليوم أكثر تنوعا بكثير، وأن مثل هذا التنوع يعتبر ميزة أكثر منه عبء. وردا على السؤال نفسه، قالت طالبة من جامعة عفت (E)في جدة بالسعودية،" الأمر يتعلق بالقدرة على تطوير إمكانيات المرء بالكامل. فمستويات التعليم الأعلى تتيح لي أن أفتح عيني على العالم مع تعزيز قيمي وهويتي". إنهم يعربون عن الأمل في تغيير العالم الذي سيرثوه. وقال لي طالب من جامعتي الأم، جامعة سان لويس بوتوسي في المكسيك (E)، "يتعلق الأمر بطرح أسئلة حول الوضع الحالي الذي نحياه في العالم، ووضع حلول مبتكرة. نستطيع أن نصنع عالما أفضل". إنني أتفق على أننا جميعا نستطيع أن نجعل عالمنا أفضل، ولا ريب في أن أمام التعليم العالي دورا مهما للقيام به من أجل تحقيق ذلك. بادئ ذي بدء، التعليم العالي عامل رئيسي لتعزيز الحراك الاقتصادي والاجتماعي للبلاد. الأنباء السارة الآن هي أنه في مختلف أنحاء العالم باتت أعداد أكبر من الطلاب يستفيدون من الانتظام في نوع من مؤسسات التعليم العالي. واليوم، هناك ما يقرب من 200 مليون طالب يدرسون في التعليم العالي في جميع أنحاء العالم، بالمقارنة بحوالي 89 مليونا فقط عام 1998، بزيادة نسبتها 124 في المائة خلال 15 عاما فقط! أيضا، رغم الانتكاسات المصاحبة للأزمة المالية الأخيرة، فإن العوائد الاقتصادية لتعليم خريجي مؤسسات التعليم العالي عالية للغاية، وفقا لما تظهره دراسة حديثة أجراها البنك الدولي. وحتى البلدان التي تعاني من العبء المزدوج لأزمات مالية أكبر ونظام تعليم عالي أقل تنوعا، تبدو واعدة حيث تميل معدلات البطالة بين خريجي التعليم العالي فيها، بشكل عام، إلى مزيد من الانخفاض. وكل ما سبق يقتضي اهتماما متجددا بالسبل التي يمكن لمؤسسات التعليم العالي أن تصبح بفضلها أكثر فعالية وأفضل اتصالا بالاحتياجات الحالية والمتوقعة للاقتصاد والمجتمع. وينطبق الشيء نفسه على التعليم العالي وسياسات التوظيف، لاسيما على المستويين الإقليمي والوطني. وكما قال توني كارنيفالي، مدير مركز تطوير القوى العاملة بجامعة جورجتاون، خلال لقائنا الأخير في ندوة التعليم العالي عند مفترق طرق، "تركز المزيد من السياسات على العلاقة بين مؤسسات التعليم العالي وإعداد القوى العاملة." دعوني أختم بتذكير أنفسنا بأننا نعيش في فترات مثيرة، وإن كانت مليئة بالتحديات، وينبغي أن يكون التعليم العالي قادرا على التكيف أسرع وبمزيد من الكفاءة مع خدمة الاحتياجات الاقتصادية والمجتمعية بشكل أفضل. ليست هذه مهمة سهلة لكنها ممكنة. وكما قال بول فاليري: "المزعج في زماننا هو أن المستقبل لم يعد كما كان من قبل".

أيلول كادت تسقط نظام الأردن !

أيلول كادت تسقط نظام الاردن، هناك من الفيالق الإعلامية التابعة لدول الرجعية العربية صنيعة دول الاستعمار، يحاولون الربط ما بين مجزرة أيلول التي اقترفها نظام الملك حسين بحق أطفال ونساء المخيمات الفلسطينية في الأردن، وبين ما تشهده الأردن اليوم من حراك شعبي يقوده الإخوان المسلمين ربما تصل الى المطالبة بإسقاط النظام الاردني، بسبب ما يحدث وحدث في غزة، من قتل يومي مبرح أمام أنظار العالم، طال لقتل أطفال ونساء وكبار سن في اسم القضاء على منظمة حماس. ماحدث قبل 54 عاماً، في الأردن، كان يختلف عن مايحدث الان، مجزرة أيلول الأسود، التي نشبت بين الأردن والقوى الفلسطينية المسلحة، كانت نتاج صراع الدول العربية بذلك الوقت بين محور الدول العربية القومية والبعثية والناصرية، واشعال مجزرة أيلول كان الهدف من ذلك، طرد منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية من عمان خدمة إلى اسرائيل، لأن الحدود الأردنية الإسرائيلية أطول حدود، وحقق الفلسطينيين اول انتصار بعد هزيمة حزيران بمعركة الكرامة. التي أعطت الفصائل الفلسطينية دفعة قوية لاعادة رفع المعنويات، وكانت بتلك الفترة تحدث عمليات تسلسل بشكل يومي من الأردن إلى الضفة الغربية، لتنفيذ عمليات فدائية. نقل لي الصديق الفريق اول ركن عبدالامير عبيس القرعاوي الشمري والذي وافاه الاجل قبل أسبوع، إنه كان آمر لواء عراقي مدرع في الأردن، ضمن فرقة مدرعة وفرقة مشاة موجودة بالأردن، يقول عندما حدثت المعركة بين الجيش الأردني والفلسطينين، يقول اتصلت في المقبور البكر قلت له اعطيني الأمر خلال ساعة أحسم الأمر، والقي القبض على الملك حسين وانهي نظامه. يقول كان رد البكر، بعدم التدخل وان هذه المشكلة مشكلة داخلية، يقول المرحوم المناضل الوطني الفريق الركن عبد الأمير عبيس، أيقنت أن هناك موافقة بعثية عراقية في تصفية الوجود الفلسطيني، وكان رد العراق سحب القوات العراقية من الأردن، وهذا ما كانت تريده إسرائيل والأردن. الهجوم الاردني على المنظمات الفلسطينية كان بحجة ان المنظمات الفلسطينية، تريد إدارة القرارات الكبرى في الدولة، وتهميش أو إلغاء دور الملك الحسين بن طلال. بذلك الوقت كان صراع بين الدول القومية البعثية الناصرية وبين قوى دول الرجعية العربية، ولم يكن أي وجود مسلح قوي للإخوان المسلمين، نجحت الخطة في تهجير عرفات وفصائلها المسلحة إلى لبنان، أيضا إسرائيل استعانت بالقوى الانعزالية المسيحية المارونية برفع شعار نريد هيبة الدولة اللبنانية، اشعلوا حرب اهلية انهت وجود عرفات والفصائل المسلحة الفلسطينية وتم طردهم إلى تونس والتمهيد لعملية سلام أوسلو التي أعادت الغبي عرفات إلى الضفة دون نشر قوات اممية تشرف على حدود دولته، وقام في اصطياده الجنرال شارون وهدم قصره الرئاسي على رأسه، وحول القصر الرئاسي إلى زريبة حيوانات، وبالاخير دس اليه سم الفئران وتخلص منه. لم يسجل التاريخ الفلسطيني مشاركة تنظيفات «لإخوان المسلمون، بالعمليات الفدائية الفلسطينية، فقط انفرد الشيعة، وقبل ثورة الإمام الخميني في ايران، تم تأسيس منظمة امل الشيعية في دعم الفلسطينيين، لكن للأسف هناك جزء سياسي كبير من الفلسطينيين، تسببوا في تغيب السيد الإمام موسى الصدر رض لدى القذافي واعدامه، بسبب الاخبار الكاذبة التي اوصلها الفلسطينيين، إلى العتل الزنيم معمر القذافي بأن وجود الصدر في لبنان يعيق عملهم، وللأسف كان السيد الإمام الصدر داعم قوي للقوى الفلسطينية المسلحة، لكت لم يخلص، من الاحقاد الطائفية المذهبية لدى الفلسطينيين، ورغم دعم الشيعة بنضالهم واختلط الدم الشيعي اللبناني بالدم الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين، رغم تقديم الشيعة انهر من الدماء، لكن لم يسلموا من القتل والاضطهاد، نحن من عاصر وشاهد تلك الحقبة المظلمة. اقتضت المصلحة الاستعمارية في أحداث أيلول الأسود، قيام السعودية بشكل خاص بدعم النظام الأردني، رغم وجود خلاف عميق بين عائلة شريف حسين مفتي مكة وبين النظام السعودي، لكن المصلحة الاستعمارية، وتبعيتهم لحُب الاستعمار جمعتهم، فقامت السعودية بدعم الأردن بالمال والسلاح. واليوم نفس الشيء القوى العربية من دول الرجعية العربية وانصارهم الذين دعموا الملك حسين ودعموا شارون في احتلاله إلى بيروت عام ١٩٨٢ نفسهم يقفون ضد القوى الفلسطينية المقاومة، وضد القوى الشيعية العربية بالعراق واليمن وسوريا ولبنان المتعاطفة مع شعب غزة العربي الفلسطيني السُني. الاعلام الخليجي منزعج من كلمة الناطق الحربي لمنظمة حماس، في كلمته المصورة الأخيرة التي دامت نحو 20 دقيقة، والتي بثتها قناة الجزيرة وبقية القنوات الفضائية العربية، حيث طالب الشاب الحمساوي الملثم أبو عبيدة الناطق باسم الجناح المسلّح لـحماس المعروف باسم كتائب القسّام، الشارع الأردني بالمزيد والمزيد من التصعيد على اعتبار أنه، أهم الساحات العربية، ومن أكثرها إشغالاً لبال العدو، وندعوها (الساحة الأردنية) لتصعيد فعلها، وإعلاء صوتها، فالأردن منا، ونحن منه، هكذا قال الشاب الحمساوي الملثم. كلمات الشاب الحمساوي الملثم، سببت اضطرابات نفسية وعصيبية، لدى الإعلام السعودي، سبق أن حاولت المخابرات السعودية كشف اسم الشاب الحمساوي الملثم، وعرض صورته الحقيقة بكل الطرق، وصلت الحالة، في اتهام شاب فلسطيني يقيم في تركيا بالقول أن هذا الشاب هو فارس حماس وغزة الملثم ابو عبيدة. من سوء حظنا خلقنا اننا عرب، ومن سوء حضنا ان شركاؤنا بالوطن والقومية من بعثيين ووهابيين هم من الاراذل والمتاجرين بفروج نسائهم مثل المتاجرة بفرج صابرين الجنابي، والمتاجرة بمؤخرات رجالهم أمثال البكاء والنحيب الذي حدث بالموصل بسبب شذوذ شيخ الموصل وعفيفها ابا تبارك، للأسف استطاعوا إطلاق سراحه، ولدى تسليم الموصل لداعش، شاهدنا ابا تبارك جامع قطيع من الشيوخ يأخذ بيعتهم إلى النافق ابي بكر البغدادي، لا اعتراض على قضاء الله وقدره، وعلينا بالصبر والايمان بالقيم الإنسانية الفاضلة إلى أن ينتهي عصر قرن الشيطان الذي حذر رسول الله محمد ص أمة الإسلام من هؤلاء المجرمين المتعاونين مع القوى الاستعمارية الظالمة.
مستقبل التعليم العالي خلال السنوات العشر المقبلة:" ديفيد ويلر، رئيس التحرير السابق لمجلة Chronicle of Higher Education الأميركية، يقود مشروعا كبيرا لوقف الإسكندرية يتمثل بالتأسيس لدورية مستقلة في العالم العربي تُعنى بقضايا التعليم العالي في المنطقة. وسيقوم الوقف بإطلاق المجلة، وإسمها "الفنار"، خلال الشهر المقبل. في ما يلي نص مقتبس عن الكلمة التي ألقاها ديفيد في بروناي مؤخرا. سأقدم لكم بعضا من توقعاتي حول مستقبل التعليم العالي خلال السنوات العشر المقبلة. ولكن قبل القيام بذلك، أود أن أستعرض بعض التجارب التي مرت علي والتي ساعدت في تكوين هذه التوقعات. يطيب لي أن أقول أنه، وخلال سنوات عملي كصحافي، قمت بتغطية كافة القضايا والمواضيع في الجامعات، بدءا من الشعر ووصولا إلى علم الفيزياء. ولا أقصد هنا التباهي، ولكن إن أمضيت أكثر من 25 سنة في محيط يؤمّه العلماء، لا بد أن تلتقي بأناس من كل حدب وصوب. وأذكر يوم أجريت مقابلة مع ملك شعراء الولايات المتحدة، كما أتذكر باعتزاز الزيارة التي قمت بها إلى مختبر فيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمتخصص في مجال بصريات الكم. وكان العلماء في المختبر يبحثون في سلوك الذرات والفوتونات - أي كتل الطاقة التي تخرج من الذرات والتي نعرفها بـ"الضوء". ويمكن أن يؤدي فهم أفضل لهذا العالم الذري إلى ابتكارات تكنولوجية أفضل وإلى تطبيقات مثل الأقراص المدمجة أو الألياف البصرية المستخدمة في الاتصالات عالية السرعة. لقد قضيت جزءا كبيرا من حياتي المهنية أحاول أن أدفع بالعلماء والمهندسين والباحثين في مجال الطب إلى شرح عملهم بتعابير ومصطلحات يمكن للشخص العادي أن يفهمها. وفي نفس الوقت، لدي حب كبير للشعر. القصائد تكتظ بموسيقى الكلمات، بفنّ مقارنة شيء لآخر وبثقافة الأماكن، فتخلق كلاما يكون بنفس الوقت مليئا بالمعاني وموسيقيا إلى أقصى الحدود. ولذلك، كنت أحاول من وقت لآخر أن أدفع بالشعراء إلى شرح أعمالهم لي. يمكن اعتبار الشعر من أرقّ العلوم الانسانية، والفيزياء من أقسى العلوم، ومن أجل الحصول على مستوى تعليمي متميز أؤمن بأن طرفَي الطيف مهمان للغاية. وتنبع توقعاتي حول السنوات العشر المقبلة في مجال التعليم العالي من هذا الاعتقاد. لا بد أن أشير إلى أن بعض هذه التوجهات التي أتوقع حصولها قد يكون نابعا من التفكير الرغبي لدي أكثر منه من توقعات حقيقية – ولكن في جميع الحالات التي أذكرها، فقد لاحظت مؤشرات مبكرة بأن الأمور متجهة نحو ما أتوقعه. ۱ – أتوقع زيادة الاهتمام بالعلوم الاجتماعية. تعي الجامعات أكثر فأكثر بأن مشاكل العالم لا يمكن حلها من خلال التكنولوجيا وحدها فقط. فكل حل تكنولوجي إن كان للأمراض المعدية الناشئة أو لتغير المناخ أو لتقليص عدد الفقراء في العالم، يجب أن يقوم بتطويره إنسان. لذا نحن بحاجة إلى فهم أكبر للسلوك البشري وهذا سيأتي من العلوم الاجتماعية. إن الوعود التي تتأتى من براءات الاختراع وغيرها من الملكية الفكرية العلمية غالبا ما لا يتم تحقيقها إذا لم تقترن بالعلوم الاجتماعية. هذه الرؤية الواضحة لم يتم دائما إقرارها في الماضي، ولكن سوف تتحقق في المستقبل. ۲ – أتوقع أننا سوف نرى انتشارا، إحياء أو زيادة اهتمام (حسب وجهة نظرك) في تعليم الفنون الليبرالية. أنا لا أرى بأن مفهوم تعليم الفنون الليبرالية قد قام بلد معين باختراعه، بل بالنسبة لي فإن هذا المفهوم نابع من إدراكنا قيمة أن يتلقى كل شخص يذهب إلى الجامعة العلم في التاريخ والأدب واللغات والعلموم الانسانية والاجتماعية الأخرى، بغض النظر عن مجال اختصاصه. وأعتقد أن الحجج باتت أقوى بأن تعليما أشمل ضروري ليس فقط لخلق قادة عالميين كفوئين، ولكن أيضا مواطنين عالميين كفوئين ومؤثرين. ۳ – أتوقع انتشار البرامج الجامعية التي تمتد لمدة عامين والتعليم المهني والتقني ما بعد الثانوي في أنحاء العالم. هذه ليست بالضرورة فكرة جذابة فيما البلدان تصب جم اهتمامها لجامعاتها الرسمية الرائدة والتي يتم التعامل معها في بعض الحالات وكأنها تعادل الماركات الفخمة والراقية. ولكن سيأتي يوم في كل قطر من أقطار العالم سيدخل فيه عدم التوافق بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل في البلدان، في صراع شديد. وربما يكون هذا الأمر قد بدأ بالحصول بالفعل. والمشكلة الأساسية التي تطرح في هذا السياق هي أن المجتمعات والحكومات والمعلمين لا يقدّرون دائما قيمة الأفراد الذين يعملون في هذه التخصصات التقنية ولا وضعهم الاجتماعي، سواء كانت تخصصاتهم في مجال الرعاية الصحية أو في البناء. فعلى سبيل المثال، لقد لاحظت شخصيا تحولا في مهن البناء. فخلال سنوات نشأتي في ولاية فيرمونت الأميركية، كانت مهنة التجارة مهنة محترمة وكان النجارون يُنظر إليهم كحرفيين قادرين على خلق منتجات جميلة ومتينة تم تصميمها تصميما جيدا من مواد طبيعية - الخشب. على النقيض من ذلك، فإن واشنطن العاصمة حيث عشت وعملت لسنوات عديدة، هي مدينة "ذوي الياقات البيضاء" حيث الكثير من السكان هم من المهنيين الذين تلقوا تعليما جامعيا، وحيث أولياء الأمور يقومون غالبا بدفع أولادهم للحصول على تعليم جامعي لمدة أربع سنوات حتى وإن لم تكن لدى الأولاد الكفاءة أو الاهتمام لخوض هكذا برامج. وفي الوقت نفسه يتساءلون لماذا لا يستطيعون العثور على أحد يقوم بإصلاح الأشياء في منازلهم. ٤ – سوف يتضاعف عدد أنظمة التصنيف العالمي للجامعات، مما سيخفف من قيمة الأنظمة الموجودة حاليا. أتوقع أنه خلال 10 سنوات، سيكون لكل جامعة نظامها التصنيفي العالمي الخاص، وبطبيعة الحال سوف تحتل كل جامعة المركز الأول في تصنيفها الخاص. أنظمة التصنيف هي بل أداة واحدة من بين عدد كبير من الأدوات يمكن أن تستخدمها الجامعات لقياس عملها، ونأمل أن يُنظر إليها من هذا المنظار في المستقبل. وأتوقع أن يتراجع الاهتمام بالتصنيفات إلى مستوى القسم أو الشعبة، حيث بعضها موجود الآن بالفعل، وحيث ستكون ذات فائدة أكبر. ۵ - في النزاع الفلسفي العالمي الواقع بين التعليم كمصلحة خاصة والتعليم كمنفعة عامة، سوف يفوز طرف "المصلحة الخاصة". العبء المادي للتعليم، عاليما، سوف ينتقل إلى أولياء الأمور والطلاب. لاحظ مثلا في المملكة المتحدة كيف أن مصاريف التعليم ارتفعت فجأة إلى 9000 جنيه استرليني في السنة. عندما أقول أن طرف "المصلحة الخاصة" سوف يفوز إنما ليس لاعتقادي بأن التعليم ليس منفعة عامة أو أن الحكومات لا يجب أن تساهم بشكل كبير في هذا القطاع. ولكن أعتقد أن الكثير من الحكومات تتجه نحو استنتاج مفاده أن الطلاب وأولياء الأمور بحاجة للاستثمار شخصيا وبشكل كبير في مجال التعليم من أجل أن تعمل النظم التعليمية بصورة جيدة. ٦ - اتحادات البحوث الجامعية سوف تتفوق على الحكومات في إيجاد الحلول لمشاكل عالمية. هذا التصريح يشير، بالطبع، إلى أن لدي نسختين من جينة التفاؤل. ولكن يبدو أن المنظمات الحكومية العالمية غارقة تماما بالبروتوكولات إلى حد أنها تقترب من الدخول في حالة شلل، بينما أرى أكثر فأكثر جامعات تتواصل مع جامعات أخرى عبر الحدود الوطنية وتنشئ علاقات تعاون بين الباحثين ذوي الاهتمامات المشتركة، وتحقق تقدما حقيقيا في حل المشاكل الصعبة والمعقدة. ۷ – إستخدام تكنولوجيا التعليم سوف يتزايد لتلبية عدم التوازن بين عدد الأساتذة المؤهلين وعدد الطلاب. أنا لست بالضرورة من أكبر المعجبين بنظام التعليم الإلكتروني، بل أعتبر نفسي من الأشخاص الذين يؤمنون بأن لا شيء يمكن أن يحل محل إنسان موجود في صف ولديه معرفة سيقوم بمشاركتها مع تلاميذ مهتمين بالحصول عليها. ولكن الانفجار السكاني الحاصل بين صفوف الشباب في العديد من البلدان والنقص في الكادر التعليمي المؤهل يدفعانني للقول بأن السبيل الوحيد لمواجهة هذه المعضلة هو من خلال التكنولوجيا. أعتقد أن الصفوف التي يتم تطويرها بعناية ويتم فيها استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح يمكن أن تحقق نتائج عالية. فقد كتبت مؤخرا تقريرا، على سبيل المثال، عن صف باللغة العربية يتم تعليمه لطلاب يعيشون في مواقع نائية نسبيا في الولايات المتحدة وحيث يصعب إيجاد أساتذة للغة العربية. ويتكون الصف من أستاذ مقرّه في بيركلي في كاليفورنيا يعطي محاضرات حية (بالفيديو) عبر الإنترنت لطلاب دراسات عليا لغتهم الأم هي العربية ومتواجدين في كل من هذه المناطق النائية. قد تكون هذه الوسائل الجديدة التي تجمع بين تكنولوجيا التعليم عن بعد واللمسة الانسانية هي الحل في بعض أقطار العالم. هذه هي بعض التوجهات التي أظن أنها ستكوّن التعليم العالي في المستقبل. وفيما تنظر كل مؤسسة على حدة إلى هذه التوجهات العالمية، توفر هذه الأخيرة عدسة يمكن من خلالها النظر إلى علاقتها بالقوى التي تكوّن الحياة الجامعية حول العالم.

لست مُصدّقاً لما يحدث بمجال التعليم في العراق ؛ هل بقصد أم بجهل؟

لست مُصدّقاً لما يُحدث في التعليم العالي!؟ بقلم :العارف الحكيم عزيز حميد مجيد الخزرجي لست متيقناً ممّا يُحدث في التعليم العالي العراقي من فساد إداري و علمي و مالي؛ فهل ما يحدث الآن مجدداً بقصد أم بجهل أم هناك أهداف مستقبلية نجهل حقيقتها؟ العراق ؛ و كما يعرف الجميع و العالم كله؛ أساساً ينزف و يُعاني من محن و مشاكل كثيرة و معقدة و على كل صعيد نتيجة الجهل و التبعية و العمالة من قبل جماعات النهب و الخراب المتحاصصة لقوت الفقراء العراقيين و مستقبل أطفالهم و أجيالهم المسكينة, و يتعرض يوماً بعد آخر كـ (المكثور) إلى أزمات و مشاكل و جروح تضاف لجروحه التأريخية و المرحلية الحاضرة التي نعيشها ؛ و يحتاج نتيجة ذلك إلى حلول و علاجات جذرية و حقيقية بدل ما يحدث الآن لخلاصه من مؤآمرات و مخططات المتحاصصين ألشياطين الجهلاء و المليشيات و الاحزاب التي توحّدت لنهب و سلب الناس و تعمق الطبقية و الظلم و الجهل بآلدرجة الأولى ليسهل سرقتهم بسدّ أبواب المعرفة, لأن [العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس] كما يقول الحديث الشريف !!؟ فما يحدث فيه من تدمير مبرمج بإسم الوطن و الأسلام و الجهاد و خدمة الناس ووغيرها من المدعيات التي يفندها الواقع .. يُحيّر العقول و الألباب خصوصاً فيما يخص العمالة الأجنبية التي وصلت لأكثر من مليون و نصف المليون عامل, بينما معظم الشعب العراقي نفسه يعاني من شظف العيش و فقدان الأمن و الصحة و التعليم والأمكانات و العيش السعيد, و فوقها أكثر الجيوش المجندة عاطلة عن العمل و الأنتاج, فما موجود في آلمؤسسات و آلوزارات عبارة عن بطالة رسمية مقنعة!؟ إلّا أنني لست متيقناً بكون ما حدث و يُحدث ويجري للآن بخصوص التعليم المجاني رغم إعلان الوزارة نفسها عن ذلك!؟ فهل هو بقصد أم بغير قصد نتيجة آلجهل!؟ أم بضغط خارجي من الدول المهيمنة على العراق!؟ خصوصا في مجال التعليم المجاني و للأجانب و العربان بشكل خاص هذه المرة لا للعراقيين الذين تمّ ذبحهم بسببهم(بسبب العربان), لأننا تحدّثنا في مئات المقالات عن جميع شؤون و مجالات الفساد الأخرى و التي و صلت للتعليم كآخر محطة للآن!؟ في برنامج (ادرس في العراق)؛ التابع إلى وزارة (التعليم العالي) وصلت عدد المنح المخصصة للمرحلة الثانية للآلاف, حيث أحصت وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في حكومة محمد شياع السوداني؛ أعداد الطلبة الاجانب المشاركين ببرنامج (إدرس في العراق) و حجم المنح و الأمكانات المخصصة للمرحلة الثانية من المجانية و نصف المجانية, إضافة إلى السكن و آلمخصصات الشهرية التي لا تعطى حتى للعراقيين أنفسهم - و هنا تكمن المأساة و تكتمل المصيبة - لأن أمريكا و كندا و دول الغرب العملاقة نفسها ليس فقط لا تفعلها و لا تعطي أو تمنح مثل تلك الهبات و التسهيلات و المغريات المجانية لمواطنيها ؛ بل و فوقها تحسب حساب كل (سنت) تعطيها لطلبتها المواطنين في بلدانها من الدارسين في جامعاتها و معاهدها إضافة إلى تحميل مواطنيها لقيمة الفوائد و الرسوم المترتبة على المنح و المخصصات الدراسية, بينما العراق و لفقدان الضمير و العدالة في أحزابها و حكوماتها؛ فأنها إضافة للسياسة التحاصصية؛ فأنها الدولة الوحيدة في العالم تهدر طاقاتها و أموال شعبها و أقسامها الداخلية و السكن المجاني للأجانب و بسخاء - لا لمواطنيها - بل للأجانب و العربان و كل ذلك بلا عوض و لا فوائد ولا رسوم و لا منّة لما تنثره و تهدره من أموال و أمكانات و رواتب و علوم مجانية للغرباء(1) و الشعب العراقي الفقير يعاني الأمرين في المقابل, بغض النظر عن مستوى و أهمية العلوم التي تُدرّس و جدواها و فاعليتها في عالم اليوم , فهذا موضوع آخر تم التطرق له سابقا و ليس محل بحثنا الآن!؟؟ وفي الحقيقة لا أدري؛ هل كل ذلك النزيف و الخراب و الدمار و العطايا في هذا المجال و غيره يُحدث بقصد أم بجهل أم هناك أيادي خارجية تخطط لذلك !؟ فلو كان بقصد و بعمد؛ فما الغاية و الهدف من ذلك و في هذا الظرف و هذه الأزمات المستعصية!؟ و هل تمّ إيقاف عمل وزارة التخطيط أو المؤسسات الخاصة التي تعني بآلتخطيط الأستراتيجي فيأتي كل من كان من السياسيين ليُنظّر و يُخطط حسب مرجعيته الحزبية و المذهبية و القومية وحساباتهم الشخصية ليفتح ثغرة لنزيف الأموال و سرقة المخصصات التي يتم تعينها لمثل هذه المشاريع الخاسرة 100%(2) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) طبعا تشريع هذا القانون ؛ هو قانون صدامي كانت الغاية منه أصلاً ؛ هو كسب طلبة العربان لتنظيمات حزب البعث المجرم ليصبح الطلبة بعد تخرجهم أبواقاً لتعظيم الدكتاتور المجرم صدام نفسه ولا حتى لحزب البعث الذي كان وسيلة للتشبيك و التغرير لا أكثر, حيث يحاول اليوم و بفضل المتحاصصين الجهلاء المجرمين الذين بدؤوا يحنون لإعادة تفعيل مثل هذه الحالات لبرامج مستقبلية غير معلومة بدقة آلآن, لكن المؤكد أن ورائها هو إعادة ترتيب الأوضاع لزيادة الفساد بشكل أوسع و أعمق مما هو قائم حالياً. (2)قال مدير عام دائرة البعثات الدراسية في الوزارة حازم باقر طاهر؛ إنه “تقدم إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 3000 طالب أجنبي ضمن برنامج ادرس في العراق و تم قبول 1015 طالبا في العام السابق حيث توزعوا على جميع جامعات العراق بكالوريوس وماجستير ودكتوراه”، مبيناً، أن “البرنامج ضمن مبادرة لتطوير التعليم العالي وتدويله لكي يرجع العراق محل إشراق ويستقطب الطلبة الأجانب فضلاً عن عكس انطباعهم عن الاستقرار الأمني والاقتصادي ومستوى الجامعات وبالتالي يكونوا سفراء للعراق في بلدانهم”. وأضاف، أن “الوزارة أطلقت النسخة الثانية لبرنامج ادرس في العراق، إذ وفرنا بحدود 14 ألفا و200 منحة دراسية للسنة الدراسية المقبلة منها 7000 مجانية و6 آلاف و800 نصف مجانية لتنشيط الجامعات العراقية”، موضحاً، أن “النسخة الثانية أطلقت بتاريخ 1 / 4 وتقدم حتى الآن 2000 طالب على المنظومة والتقديم مستمر حتى 1 / 6 لغلق التقديم على الدراسات العليا، ومستمرة إلى 1 /8 للدراسات الأولية ، كما نتوقع أنه في العام الدراسي المقبل سيكون عدد الطلبة الأجانب أكثر”. وأكد، أن “البرنامج بنسخته الأولى نجح بشكلٍ كبير”، لافتاً، إلى أن “وزير التعليم العالي وجه بأن الطالب الأجنبي مخير بين بقائه خلال العطلة الصيفية أو سفره إلى بلاده”. وأشار، إلى أن “هناك 1015 طالبا أجنبيا يدرس في العراق خلال العام الدراسي الحالي، والعرب هم الأغلبية وغالبية الأجانب من قارة آسيا تليها أفريقيا وثم أوروبا، ونسبة الداخلين للدراسات الأولية 77‎%‎ ، والدكتوراه 8‎%‎ ، والماجستير 22‎%‎ “.