Sunday, July 26, 2020

العراق و الثقافة و العلم


ألعراق و آلثقافة و آلعلم:
قال البعض من آلمُتلبسين بآلثقافة و الأدب و كتابة المقالات الشكلية الإسفنجية الفنتازية:
[ألعراقيون كلّهم مثقفين و أصحاب شهادات]!!
قلتُ لهم مُتعجّباً : أما الثقافة فلا و ألف لا .. و أما الشهادة فنعم .. لكن هل الشهادة تعني الثقافة!؟
ثم ماذا فعلت الشهادة في العراق؟
هل بنوا عمارة من خمسين طابق على الأقل؟
هل بنو قطارات فوق و تحت الارض؟
هل إكتفوا من الأنتاج الزراعي .. الحيواني ؟
هل إستطاعوا أن يؤسسوا محطة كهربائية .. لا بل تجميع محطة كهربائية؟
هل و هل .. إذن ما قيمة الشهادة في هذا الحال؟
و فوق هذا أخيراً ..
تبيّنَ أنهم لا يعرفون حتى الفروق ألظاهرية بين الأثنين – أيّ الثقافة و آلعلم - هذا أوّلاً!!
و ثانياً : لو كان العراقيون مُثقفين و مؤدبين و لا يُكذّبون حقاًّ؛ فلماذا لا يحكمهم سوى الطواغيت و الأحزاب و العملاء و آلأنذال و رموز التحاصص الفاسدين و منذ بدء التأريخ و للآن لنهبهم وتخريب و طنهم لبناء بيوتهم!؟ إنتبهوا: الآن و بعد عهد صدام الأسود الجاهل الذي مسخ العراق و العراقيين ثم جاء من بعده خلفاؤوه متوزّرين صور الوطن أو الصدر أو الأنسانية أوووووو ؛ و بعد كل الذي كان؛ هل الشعب سيختار مثقفاً نزيهاً يعيش كما يعيش أي فقير في العراق و كما فعل الأمام علي(ع) على الأقل في الانتخابات القادمة بعد خمسة أشهر من الآن؟ أم إنه سيعود ليختار و كما تعلم بآلخطأ معنى القيم و الأدب على أساس الثقافة العراقية المنحطة و كما كان في السابق؟
و لماذا لا يدخل السجن و لا يُشرّد في العراق سوى الشريف و المثقف و المفكر و الفيلسوف إن وجد .. لكن الحمد لله لا يوجد فيلسوف لأنهم إما قتلوا أو شرّدوا و كان عددهم واحد .. أو إثنين فقط!؟
و لماذا المرأة مظلومة و لا تستطيع حتى في أحيان كثيرة إبداء رأيها بشأن عام أو حتى خاص, بل تتعرض للأهانة و الضرب و حتى القتل من قبل زوجها أو ولي أمرها ..!؟ إترك كل هذه الأدلة و البراهين .. لأن العراقيين بداخل العراق لهم وضع خاص و طوارئ مستمرة على كل صعيد و نظام سياسي و حكومي ليس على ما يرام و كثرة الأحزاب و المتحاصصين الذين سرقوا كل شيئ؛ إترك كل هذا و إنظر و تأمل وضع العراقيين خارج العراق؛ هل أكثرهم إلا متسكعين و يعيشون على المساعدات حتى أؤلئك الذين عاشوا في الغرب نصف قرن لا يزال يستجدي و يمد يده بلا حياء و ربما بعضهم يعتبره فرصة و غنيمة!!
فهل شعب مثقف يُخرّب وضعه هكذا حقاً .. كما هو حال العراق و العراقيين, كلّ حزب بما لديهم فرحون؟ و كيف يمكن لأغنى و أثقف بلد في العالم أن يكون بعد اللتي و اللتيا مديناً بأكثر من 300 مليار دولار للبنك الدولي و الحبل على الجرار!؟ ألعراق اليوم يستورد حتى النِعل و آلخيوط و الجلود و الألبسة, تلك التي يصنعها الآن حتى قرى الهند و الصومال و افغانستان!؟
و بعد تخريب الوطن و المواطن, يخرج الجميع هاتفين بحياة المخربين :
بآلروح .. بآلدّم .. نفديك يا خربان.... يا فلان ..
و حين تريد بيان الحقيقة له/ لهم في محاضرة أو بيان: يكتبون عليك تقريراً يكون فيه ختام حياتك أو يقاطعونك و يقطعون راتبك أو مصدر رزقك لتموت جوعاً و غربة .. و لا تسألني عن مضمون تلك التقارير ؛ فأنها و الله مهزلة المهازل(1)!
سكت "المتلبسون بآلعلم و الثقافة" و قال بعضهم كلاماً غير موزون و لا منهجي لم يعيّه هو نفسه قبل غيره.
و هذا هو العراق مذ هبط على أرضه آدم عليه السلام و للآن .. لأن أصل البشر مُرّ!؟
و فهم فلسفتنا الكونية يحتاج لقرون و ربما لأزمان مع هذا المستوى الفكري السائد الآن .. لأن معرفة الفرق بين البشر و الأنسان و بين الأنسان و الآدمي و بين الآدمي و الكوني ؛ يحتاج للكثير الكثير من الدراسات و القراءة و الصبر و التحمل و الجوع و الغربة , و بما أن الشعب العراقي لا يكره سوى القراءة ألمعمّقة و يحب الأخبار العاجلة سطرين و ثلاثة و أربعة أو جملة معبرة كما يتناول السندويجات.. لهذا لا يمكن أن يعرف الفرق بين تلك المراتب الكونية.
ألفيلسوف الكونيّ عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إلتقيت بعراقي كان يعمل معنا في مؤسسة ثقافية خارج العراق بعد أن طلب اللجوء في تلك الدولة, واصفا وضع العراقيين في الثمانينات, وهو يصف مضمون تقرير بعثي كتبوه على شخص معين, و مما جاء فيه: [دخل الصف و نظر إلى صورة السيد الرئيس و هزّ يدهُ و قالَ هَيْ هَيْ ...], و هكذا قضى العراقي عمره في هذه الثقافات للأسف وهو مثال بسيط يعينك على معرفة الوضع.