Saturday, April 27, 2024

هل كان السيد مقتدى الصدر على حقّ؟

هل كان السيد مقتدى الصدر على حقّ؟ هذا السؤآل سؤآل محوري يجب التوقف عنده و التمعن فيه سواءاً من الأطاريين التنفيسيين أو من قبل التيار الذي وحده سيقرر مصير العراق, حتى الفصائل لم تعد لها قوة و موقف محدد مما جرى و يجري خلال أحداث 2021م بعد الأنتخابات التشريعية التي فار بها التيار الصدري, لم يبق أمام العراق كله سوى طريقان: الأول :تشكيل حكومة وطنية بحسب القانون الدولي المعمول به في كافة دول العالم , و هذا ما يقرره الشرع السماوي أيضا إلى جانب الشرع و القانون الأرضي. لكن القانون العراقي المهلل هو الذي منع تحقق الحل و الحقّ بحسب قانون الأرض و حتى السماء .. لأن ذلك القانون قد وضع أكثر بنوده الأطاريون و آخرين من دون الأعتماد على الفلسفة الكونية أو حتى فلسفة القانون العادي و الشرع السماوي و لا حتى الأرضي منه, بسبب الجهل و الجشع الذي خيّم على عقول من شارك في تحديد تلك القوانين الفاسدة التي يجب أن تبدّل عاجلاً لا آجلاً .. هذا من جانب . و الجانب الأخطر إن ذلك القانون تسبب في تعطيل النظام و تشكيل الحكومة لأكثر من سنة , و ما زالت الخلافات قائمة بشأن ذلك نتيجة ذلك الخطأ المفصلي في الدستور العراقي المهلل و الفاشل في تحقيق آمال الشعب العراقي المذبوح من الوريد إلى الوريد بسبب الحكام الذين لا يهمهم سوى بطونهم و ما تحتها بقليل! المهم الذي حدث بسبب ذلك هو تنازل التيار الصدري الذي فاز بآلأكثرية الساحقة بحدود 72 مقداً إضافة إلى تحالف قوى أخرى معها وصلت إلى ما دون النصاب (اللاقانوني) في الحقيقة بفارق صوتين أو ثلاث أصوات عطلت كل العملية الأنتخابية والسياسية! قد يعلم البعض بأن تعطيل عمل حكومة داخل دولة ليوم واحد أو حتى ساعة واحدة ماذا يعني من فساد و خراب!؟ فكيف الحال و العراق كله ليس فقط عاطل على مدار السنوات الماضية؛ بل و يدور مع الفساد و الظلم و الفوارق الطبقية و الحقوقية!؟ لقد كانت خسارة كبيرة على كل المستويات .. طبعا الوضع سيستمر مع هؤلاء الساسة العتاوي, و لا يتغيير هذا الحال الواقع مع تلك الأنماط الحكومية المختلفة التي جاءت و سرقت و تركت الجروح و المآسي ؛ بل يجب أن تتأسس حكومة جديدة معتبرة فيها رئيس مؤمن و محنك و وزراء و حكام يخافون الله و لهم ضمائر و وجدان و كفاءة على كل الأصعدة .. على عكس ما موجود في العراق للأسف حيث أفضلهم و أكبر عمائمهم و للأسف لا يعرفون حتى الفرق بين الديمقراطية الهادفة و المستهدفة!؟ مع هذا كله نرى أن الذين إستقتلوا على الحكم و السلطة قد ضحوا بكل حقوق العراقيين و سيادة العراق و كرامته و مستقبله و حقّ (التيار الشعبي الشيعي العراقي) الذي فاز بأكثرية الأصوات و رضا المرجعية العليا العظمى .. لكننا نرى و للأسف إن الأحزاب المتحاصصة قد تنكروا لكل ذلك .. لتبقى رواتبهم الحرام و مرتزقتهم اللملوم تحلب جيوب الفقراء و الثكلى و المرضى بلا ضمير و وجدان و هم أساسا كانوا فاقدين ذلك !! و قد ثبت حقاّ و يقيناً أمرهم خصوصا بعد إنكشاف أمر الحكومة العراقية الضالة و الأطار التنسيقي الداعم له و حتى معظم الفصائل العراقية التابعة قد رضخت للأمر الواقع بتمديد الهدنة و إستمرار العلاقة مع أمريكا التي سيطرت حتى على أموال العراق عن طريق البنك الفدرالي بحسب مقتضيات المصلحة المادية خصوصا لمخططات أمريكا الستراتيجية .. كل هذا لسبب واحد هو خوف (الأطار) الذي خسر شعبيته و موقعه و دينه و كل شعاراته الشكلية و الأعلامية حدّ الأفلاس الكامل .. و بدأ الخوف يدبّ في أوساطهم خوفاً من خسارة الحكم و النهب للأبد إضافة إلى محاكمتهم على جرائهم الكبيرة, لان خسارتهم هذه المرة ستعرّضهم لذلك و تضعهم في القمامة للأبد! خصوصا بعد ما أثبت الصدر بأنّه ليس عميلاً ولا طالب حكم و لا منصب ولا مال حتى مع فوزه الكاسح على الجميع في الأنتخابات الشرعية الأرضية و السماوية .. في مقابل ثبوت فساد و خداع و نفاق الطرف المقابل له و الذي حاول كثيراً إسقاط التيار الذي صمد حتى ترك السياسة و الحكم لمصلحة العراق لتمشية أمور اشعب و لو بشكل رتيب و مهلل, بينما الطرف الآخر بقي مصراً بكل غباء لاجل منافع آنية و سريعة على حساب العراق و مصلحة الشعب و هذه هي النتيجة كما نشهدها اليوم ؛ حيث يتوسل الأطار و المالكي و الخزعلي و الحكيم و العامري و كل المتحالفين لإقناع الصدر الدخول معهم مع عرض ورقة بيضاء أمامه لأملاء ما يحتاجه مع ضمان تنفيذها , لكنه رفض ذلك جملة و تفصيلا ًقائلا لهم : [عندما كنت وحكم العراق كله طوع يدي كقاب قوسين او أدنى تركته و أعلنت إنسحابي ؛ و الآن و بعد ثبوت فسادكم و عمالتكم تريدوني أن أشارككم والفاسدين في جانب من الحكم الذي تركته أصلاً .. ما لكم كيف تحكمون]!؟ هذا من جانب .. و من جانب آخر ثالث و رابع ؛ يأتي حدوث انقسام حاد و كبير بين الفصائل العراقية نفسها حول العلاقة مع الجانب الأمريكي و استئناف التصعيد ضد الأميركيين وقضية الأموال المسروقة و تلك التي وضعتها الحكومة تحت تصرفهم .. حيث كشفت مصادر عراقية لـ(العربي الجديد) عن وجود انقسام في مواقف الفصائل العراقية الحليفة للجمهورية الإسلامية بشأن استئناف العمليات العسكرية ضد المصالح والأهداف الأميركية في العراق وسورية، مع استمرار الحراك والضغط من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للحفاظ على الهدنة و السلام بين الفصائل والأميركيين. فبعد عودة السوداني من واشنطن، الأسبوع الماضي حدثت مواجهات عدّة مع مقرات و القواعد الأمريكية، من دون أن تسفر مباحثاته عن أي إعلان عن إنهاء الوجود الأميركي أو تقليصه في العراق، فيما وقّع الطرفان العراقي والأميركي سلسلة اتفاقيات حملت عنوان(الشراكة الثنائية) في مجالات أمنية وعسكرية واقتصادية ومالية مختلفة. وكشف مسؤول أميركي، الاثنين الماضي، بحسب وكالة “رويترز”، عن تعرّض قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غربي العراق، التي تضم قوات أميركية، لهجوم بطائرة مسيّرة من دون وقوع إصابات أو أضرار. والأحد الماضي، تم استهداف قاعدتي حقل العمر وخراب الجير في سورية بعدد من الصواريخ انطلقت من قرية حمد أغا في ناحية زمار، شمال غربي الموصل، التي تقع تحت السيطرة الأمنية لهيئة الحشد الشعبي. وقال مسؤول حكومي بارز في بغداد، أمس الجمعة، في حديث (للعربي الجديد) : [إن [تحركات فردية من فصيل مسلح تجاه القوات الأميركية في العراق وسورية تم احتواؤه خلال ساعات قليلة من خلال اتصالات للحكومة مع أطراف مختلفة داخل العراق . وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن [فصيلاً واحداً قرر التحرك بشكل منفرد ضمن ما يسميه الرد على عدم حسم الوجود الأميركي في زيارة السوداني إلى واشنطن، لكن تم احتواء الموضوع ووقف التصعيد، من خلال التنسيق مع أطراف عراقية وأخرى إيرانية بشأن الحفاظ على التهدئة داخل العراق وأيضاً سورية])”، مؤكداً أن (الهجمات التي تنفذها تلك الفصائل من الأراضي السورية على أهداف للاحتلال الإسرائيلي بين وقت وآخر لا علاقة للعراق بها). ودخلت فصائل المقاومة العراقية هدنة مع الجانب الأميركي إثر اغتيال القيادي في كتائب حزب الله العراقية أبو باقر الساعدي قبل أكثر من شهرين، ولم تنفذ الفصائل العراقية أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد منذ تلك الفترة، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خصوصاً في بغداد والأنبار وإقليم كردستان. من جهته؛ قال قيادي بارز في كتائب سيد الشهداء، لـ”العربي الجديد أيضاً”، إن [عدم تحقيق وعود السوداني للفصائل بشأن نتائج مُرضية حول الوجود الأميركي في العراق ستتحقق بعد زيارة الولايات المتحدة، سبّب انقساماً بالمواقف بين استئناف الهجمات أو الاستمرار بالهدنة]”. وبيّن القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “العمليات العسكرية التي استهدفت الأميركيين في قاعدة عين الأسد وسورية، الأسبوع الماضي، لم تكن من قبل المقاومة الإسلامية في العراق، بل هي عمليات نُفذت من دون أي تنسيق بين أي من الفصائل، ويمكن اعتبارها تصرفاً فردياً من إحدى جماعات المقاومة. وأضاف القيادي أن “السوداني وبعض قادة الإطار التنسيقي تحركوا نحو قادة الفصائل العراقية من أجل الضغط والحث على استمرار الهدنة، باعتبار أن عودة العمليات سيكون لها تأثير على نتائج زيارة السوداني الأخيرة إلى واشنطن وعلى حوارات تقول الحكومة إنها لم تنته بعد بشأن ملف إنهاء دور التحالف الدولي في العراق، ولهذا الجميع عملوا على التهدئة، لكن ربما هي مؤقتة ويتم كسرها من قبل بعض الفصائل مجدداً، كونها لمست عدم وجود أي جدية بحسم ملف إخراج الأميركيين”. من جهته، رأى عضو “الإطار التنسيقي” الحاكم في العراق عائد الهلالي، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “كل الأطراف السياسية وكذلك الحكومة تعمل على استمرار التهدئة ومنع الفصائل من أي تصعيد عسكري ضد الأميركيين، لما لذلك من تداعيات قد تدفع إلى ذهاب الأمور الأمنية نحو منعطف خطير يخرج عن السيطرة”. وكشف الهلالي أن “الحراك الحكومي على مختلف الأصعدة متواصل من أجل الضغط على الفصائل العراقية لمنعها من التصعيد ضد الأميركيين، والعمليات الأخيرة ضد الأميركيين لم يتم تبنيها من أي فصيل مسلح، وهذا يؤكد أن الجميع مع التهدئة وعدم التصعيد لمنع أي إحراج للحكومة ولمنع أي تأثيرات على مفاوضات إنهاء كل الوجود الأجنبي من العراق”. وأضاف الهلالي أن “الحكومة والأطراف السياسية في الإطار التنسيقي على تواصل مع قادة الفصائل، والمؤكد أن تلك الفصائل هي داعمة للسوداني وحكومته وهي لا تريد أي أعمال تؤثر على الاستقرار السياسي والحكومي، ولهذا التهدئة مستمرة. وما حصل ربما يكون ضمن رسائل الضغط على الجانب الأميركي وكذلك الجانب العراقي للإسراع بحسم مفاوضات إخراج القوات الأميركية، وعدم التسويف بهذا الملف، الذي يعد أولوية للفصائل وقوى الإطار”. في المقابل، أشار المحلل السياسي محمد علي الحكيم، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الخلافات بين الفصائل المسلحة ليست جديدة بل اندلعت منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فهناك بين الفصائل من رفض الدخول في أي صراع مسلح مع الأميركيين خشية فقدان النفوذ السياسي، وهناك من عمل على التصعيد، لكن حتى تلك التي اتخذت قرار التصعيد مختلفة في ما بينها”. وأوضح الحكيم أن “الفصائل العراقية مهما اختلفت في ما بينها، فهناك ضابط لإيقاعها وهي طهران، فطهران لا يمكنها السماح بتوسعة الخلافات، كما أن هناك توجيهات إيرانية سرية لبعض الفصائل تختلف عن الفصائل الأخرى المنضوية في ما يسمى المقاومة الإسلامية في العراق أو ما يسمى هيئة تنسيقية المقاومة، فإيران أحياناً تعطي رسائل عبر فصائل محددة، والعمليات الأخيرة في الأسبوع الماضي ربما هي رسائل إيرانية أكثر مما هي رسائل من الفصائل نفسها”. وأضاف الحكيم أن “أحداث غزة كشفت زيف الكثير من مدعي المقاومة من الفصائل والقوى السياسية ضمن الإطار التنسيقي، ولهذا انقسام الفصائل أمر طبيعي، وربما إيران تريد هذا الانقسام بشكل محدود، حتى لا تكون هناك رؤية موحدة قد تعطي لهذه الفصائل قوة في اتخاذ القرارات وفق المصالح العراقية”. والله يستر من الجايات بسبب الأطارات التنفيسية التي مسحت العراق و آلعراقيين بآلأرض و بات أضعف دولة منهوبة في العالم رغم غنائها!؟ أ.عزيز حميد مجيد