Friday, May 03, 2019

أيها العالم : العالم في خطر


هل ثمّة مجال لرحلة أخرى نحو المجهول؟
مؤلم جداً أن ترى (الأسلام) قد مات في العراق بسبب حفنة من "دعاة ومجاهدي اليوم" ألذين تحاصصوا مع الجميع حتى قتلة الصدر على تقسيم الأموال و رجعوا لديارهم ليثبتوا بأنهم لم يكونوا بأفضل من البعثيين إلا قليلاً .. فقد بان معدنهم و حقيقة دينهم عند المحك خصوصا الذين رجعوا لأصلهم في لندن و أوربا و أمريكا .. وتبيّن أن قلوبهم كانت فاسدة و إنما تظاهروا بآلتديّن التقليدي و تحملوا لوم النفس ألدائم ألتي كانوا يمنونها بآلصبر و نجحوا بفضل الشيطان مقطعياً بآلسيطرة و التستر على حيوانيتها و الخبائث المكنونة في إعماقها حتى ظهورها في اليوم المعلوم ليقطفوا الثمار ويسرقوا الناس علناً و يخونوا بلا حياء مبادئ الصدر الأول التي بقيت مركونة في كتبه العملاقة التي لم يفهم دعاة اليوم منها سطراً .. ليستمرّ بغربته وحيداً و هو يشكوا جفائهم لمحبوبه في عالم البرزخ!

وآلمؤلم أكثر .. أنك و لأجل أن تبني الأسلام في العراق من جديد بعد ما هدمه الممسوخين المُدّعين؛ فإنّك تحتاج لنصف قرن آخر لتبني ما تمّ تدميره بآلكامل من قبل دعاة اليوم مقابل راتب و صفقة حرام يتلذذون بها كما فعل عمر بن العاص و طلحة و الزبير و عكرمة و شرذمة حين تلاعبوا بأموال بيت المال دون الطبقات الفقيرة و عادوا عليّاً لأنه رفض نهجهم الموروث ممن سبقه!؟
لكن المشكلة الكبرى التي ستُعيق العمل و البناء هذه المرة, هي أكثر تعقيداً و تكلفة و معاناةً ممّا كان حتى في زمن صدام على قساوتها, لأنّ الناس سيحتجّون على دعوتك وسيرفضونك رفضا قاطعا, بدعوى أنهم مروا بتجربتها المزعومة وثبت لهم أن الدعاة ليسوا بأفضل ممّن سبقهم في حكم العراق, الجميع سواسي في فلسفة الحكم والهدف منه, مع فارق اللون واللافتة والعنوان فقط.

ألمسألة أتصورها ستشبه خلافة الأمام علي(ع) والظروف والمسؤوليات التي أحاطت بخلافته من كل النواحي, فحين إستلم السلطة بعد خراب البلاد والعباد؛ إنفصال الشام وتكرّست المحسوبية و المنسوبية و القبائلية و الرشاوى و الرواتب الخاصة للمقربين و المخصصات التي سادت بخلاف الأسلام في ظل من سبقه قهراً أو رضاً ؛ سهوا أو عمداً , هذه الأمور ساهمت جميعها لتعقيد الأمور أضعافا مضاعفة أمام حكومة الأمام.. حيث أصبح النفاق و الدجل ورفض الولاية و تقرير الفتوى بحسب المصالح سُنّة جائزة بذريعة عدم وجود العصمة في شخصية الخليفة بناءاً على أخطاء الخلفاء السابقين وكل إنسان يخطأ و لهم الحق إذن أن يتخذوا المواقف بحسب رؤيتهم, وصار الكثير حتى من الصحابة الذين عاصروا الرسول (ص) والذين بقوا أحياء لزمنه(ع) كآلبدريين يعتقدون بصحة المناهج الخاطئة التي راجت, حتى الصحابة منهم إعتقدوا بذلك وكان عددهم بحدود 30 صحابيا بدرياً و للأسف الشديد, ولك أن تتصوّر حال الباقين من المسلمين!
فما عادت تنفع أوامر و وصايا الأمام و خطبه حتى للبدريين الذين كان يُفترض بهم – لكونهم شهدوا بيعة الغدير - أن يقفوا بجانبه في محنته التي تشبه محنتنا اليوم .. لكن كيف و لماذا يقفوا مع الأمام وولايته التي تمثل الخلافة الأسلامية الحقيقية, خصصوا بعد ما تشوّه الأسلام كله وفي أخطر نقطة وهي الجانب المالي من جانب, وفشل الحكم بقوانين الأسلام من جانب آخر لإنتشار الفساد!؟
وسيشبه يومنا عندذاك يوم الأمام علي(ع) و التفاصيل مؤرخة في تأريخنا الأسلامي الأسود!!؟؟
إنها لقمة (الرواتب) الحرام و نهب بيت المال الذي فعل المعاجز و آلغرائب حتى في بطون وقلوب أتقى الأتقياء والمشتكى لله!
ثمّ مَنْ يضمن عدم خروج شلّة أخرى كدعاة اليوم لا تستحي وتدعي ألدّين والدعوة و "العلم" بعد نهاية رحلتا المجهولة الثانية لو نجحت؛ لتفعل من جديد ما فعلتها الثلة السابقة من فساد وتخريب وجهل و سرقات, لتصبح بعدها .. نسياً منسياً للأبد ويسبت آلجميع بالأنزواء وآلنوم على وسائد من المال والرواتب الحرام معتقدين بعدم وجود آخرة لمحاكمتهم كأي منافق في التأريخ؟
ثمّ لا أدري .. هل هناك ثمّة بقية في العمر لبدء رحلة نصف قرن أخرى للمجهول للدعوة إلى إيجاد الثلة المؤمنة لعودة الأسلام مع هذا البشر الذي ما زال بشراً ولا يمكن أن يرتقي مع لقمة الحرام نحو الأنسانية ثم الآدمية التي لا يفهم العراقيون حتى تعريفها, خصوصا و أن الداعية كما علماؤهم يجهل ليس فقط أحداث التأريخ؛ بل خفايا وأسرار منعطفاته خصوصاً ألفترة الأسلامية منه؟
و ما ظهر أو ربما يظهر من نشرات و كتب بعد الآن؛ إنما هي نسخ مترجمة مع تحوير في المقدمة و المؤخرة لمؤلفين من أهل الرايات السود الذين لا يذكرونهم حتى في الهوامش ليضاف إلى التراكم التأريخي وكما تحققّتُ من ذلك بنفسي لتبقى مشكلة النفاق بلا حلّ منذ زمن الأنبياء و للآن و كما بيَّن ذلك الأمام الراحل(قدس) ليستمر حُكم الشيطان على الأرض بإمتياز.
ألفيلسوف الكوني / أبو محمد البغدادي