Tuesday, October 17, 2023

بائع الكتب :

بائع الكتب .. و أخيراً أعلن بائع الكتب ثورته و ترك محله و ما فيه من الكتب للبحث عن عمل آخر لإرتزاق لقمة خبز! حقّاً الكتاب بات أرخص شيئ في عالمنا .. لأن الناس لا تعرف قيمته و قيمة كاتبه و ما فعل و ضحى و سهر و تحمل كي يكتب و يعدّ كتاباً يستفيد منه الناس و الأجيال القادمة !؟ نعم .. فذاك واقع و حقيقة لكن من يعلم ذلك .. و هذا يُمثل واقعنا المرير .. الذي يعيشه العراق .. و إلّا لما كان يصل لما وصل إليه بحيث تكالبت الأحزاب الجاهلية بكل عناوينهم و مسمياتهم و مرتزقتهم لسرقة الفقراء بعد تنزيل شأن العلماء و آلحط من قدر فلاسفتهم و قتلهم و إبعادهم كي تفرغ لهم الساحات فيسهل صيدهم لحقوق الفقراء و إذلالهم .. و هكذا بات العالم و الناس كلهم حيارى .. لا يعوون فتاهوا ليتسلط عليهم أراذل الخلق و أبشعهم , كل ذلك لأنهم لا يقرؤون و يريدون فقط ملء بطونهم بأية وسيلة كانت ثم تفريغه بقوة غلسة في ليل دامس .. بعد ما أراهم الحكام الموت فرضوا بآلحمى .. كما يقول المثل العراقي ! حتى الفلاسفة قد قتلوا أو تغربوا عن أوطانهم و شعوبهم .. فبات الجميع بلا دليل يدلهم على الحقّ ! إن شعباً كشعبنا و كذا أمةً كأمتنا؛ لا يمكن أن تستقيم بلا ثقافة و أخلاق و أدب .. فآلقيم لها دورها في هداية الأمة و ضمان كرامتها .. و لا يُمكن أن تسعد أبداً .. و ثقوا بأنّ الذي يعرف الخير جيّداً يفعله و إن كان مكلفاً في هذا الوقت .. لأن المثقف لحب الخير لشديد .. أَ تَعجّب كيف ينام الليل ذلك الذي لا يفهم فلسفة الوجود أو حتى معنى النوم نفسه؟ و كيف يقضي الناس وقت فراغهم مع أنفسهم و عوائلهم و أبنائهم ؟ وووووووو!!؟؟ و هل أساساً يعرفون معنى الوقت .. الذي لا ندري هل يتقدم أم يتأخّر!؟ فهل مع هذا الجهل المركب نستحق أن يُجرى علينا ما جرى من ظلم و فساد و تسلط حكومات ظالمة لنذيق آلضيم و آلجوع و آلسجن و آلغربة .. و كل ذلك .. بسبب الجهل يا أخوتي المثقفين!؟ يقول الأمام عليّ(ع) : [ألجّهل أصلّ كل شرّ]. العارف الحكيم عزيز الخزرجي