Monday, December 12, 2022

حين تحسّ بالألم ألدّفين: وقفت على ابواب ما تبقى من ذلك الدار الذي ولدت فيه و فتحت عيناني على تلك الحكمتين القائلتين؛ (مَنْ إستعان بغير الله ذل) و (رأس الحكمة مخافة الله) و عشت طفولتي البريئة فيه لسنوات و ترعرعت في ازقة بدرة القديمة .. ثمّ غادرتها صبيّاً .. و بعد ما هرمت رجعت لزيارتها من أقاصي الارض من القطب الشمالي .. أ تَأمّل بقايا جدرانها و أطرق ابوابها و أطلالها التى تحوي ذكريات ستبقى مدفونة في الرّوح .. حتى بكيت و قلت : يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ .. فإنّه لم يعد في الدار أصحاب .. تفرّقوا في دروب الأرض وإنتثروا .. كأنهُ لم يكن انس و أحباب .. إرحم يديك فما في الدار من احد .. لا ترج ردّاً فأهل الودّ قد راحوا .. و لترحموا الدار لا تُوقِظ مواجعها .. للدّور رُوح كما للناس أرواح .. ثمّ أجبتُ نفسي بلا إختيار بالتالي: لا تسأل الدار عن مّنْ كان يسكنها .. الباب يخبر أنّ القوم قد رحلوا .. ما أبلغ آلصّمت لما جئت أسألهُ .. صمتٌ يُعاتب من خانوا و مَنْ رحلوا. العارف الحكيم