Thursday, November 11, 2021

هل يعشق الله؟

هل يعشق أللهُ؟ بقلم العارف الحكيم عزيز حميد مجيد كيف لا يعشق الله تعالى مثلما نعشقُ ؟! خصوصاً و أنه جلّ و علا خالق العشق .. بل هو العشق بذاته!؟ لكن يَعشق مَنْ!؟ و أين و متى و كيف!؟ إنه يعشقك؛ حين تصبح بلا مأوى .. و يضيق قلبك .. و ينكسر .. و تمسي وحيداً و حين تنسكب الدّموع من عينيك بغزارة و أنت تحمل آلأمانة التي أشفقن من حملها السموات و الأرض .. إنّه تعالى يعشقك .. حينما يقتلون أمنياتك في وطن ضاع الحقّ فيه و صار النقاق و الكذب و الغيبة زاد الناس... في هذا الوقت و الوضع تكون قريباً منه تعالى .. بل و معشوقاً له .. لأنه يعشق آلجّمال حين يستقرّ بقلب حزين و فقير و غريب و مظلوم وسط قسوة القلوب و تكبّر الجاهلين .. و إذا لم يأخذ بيديك وقتها و أنت بذاك الحال وسط المآسي .. و بدأت تحسّ بآلوحدة و بآلحزن مع تلك الآمال وسط الغربة .. إعلم لحظتها بأنك صرت معشوقاً له تعالى و تقترب من السّعادة .. لكن يا للحيف .. أنك نفسك لا تشعر بآلخفايا التي تجري و لا تعلم بأنّ الله مُدبّرها .. إنه قريب منك .. أنهُ أقرب إليك من حبل الوريد .. هناك صراع مستمر بينُكَ و بين نفسكِ الأمارة بآلسوء لأنك مؤمن تتقي الله, و لهذا فآلحزن سرٌ يُطهّرك و يقرّبك للعاشق حتى تكون قاب قوسين منه. أحياناً تُحدّثك آلنفس بأن لا شيء يستحق أن تجاهد لأجله في وطن ضاع الحقّ فيه .. و كأنها تدعوك لليأس و هو أعظم الذنوب .. لكنك ترفض دعوتها و تُقاوم بإصرار لتتقي غضب الله.. وأحياناً تتصالح معها و توافقها بما تُريد في لحظة ضعف .. لكنك تندم و تتوب فجأةً .. لعلمك أنّ الله يحب التوابيين و يُحبّ المتطهرين, و هنا يتجلى صوت العشق الكونيّ .. وتتقلب الأدوار فهي مَنْ تُريد .. وأنت مَنْ ترفض .. و المعشوق يرقب ذلك الصّراح .. و يشتدّ أحياناً .. و تضيق السّبل حتى يصل مرحلة الاشمئزاز و الجزع حدّ اليأس .. فالذي يجري عليكَ ليس بجديد .. إنّه معهود من الأزل .. لكلّ آلعاشقين كقدر محتوم لحسن الحظ القرار له بحكم العقل و حريّة الأرادة في كل الأحوال .. و أنت من يُحدّده و يُطبّقه يقرّه .. و هكذا تسري الأيام .. و آلأقدار هي مَنْ تسيّرها .. ففي يوم ما .. و ساعة ما .. ستقف لترى بعين و حقّ آليقين, أنّ ما جاهدت له و ما رسمتهُ من أماني و ما حققتهُ من آمال .. قد جرى بأمر الله و بسعي منك مع الحذر كي لا تغضب عاشقك .. تأكّد أنك اليوم لم تكن كما أنت .. لولا تحرّرك بقوّة ألرّوح من العشوق المجازيّة لتقواك .. و ثباتك على النهج الذي تمسكت به لتصل معشوقك الحقيقيّ .. لتخلد في هذا الوجود .. وإنه أبدأً ؛ لن يمت من أحيا قلبه بآلعشق .. إنّهُ مؤكّد خلودنا في هذا الوجود العارف الحكيم عزيز حميد مجيد مَنْ .. و أيُّ عشق ذاك الذي دفع هذا آلطقل العراقي المجاهد تحميل نفسه أثقال آلوجود!؟ هل بسبب أصحاب الكروش الذين سرقوا طفولته و مستقبله!؟ كيف لا يُدمدم عليهم في وطن ضاع آلحقّ فيه .. بل صار الحقّ باطلاً و الباطل حقاً!؟ وكيف لا تنقلب السّماء على الأرض بسبب تلك الأثقال التي كسرت ظهر معشوق الله!؟ أَ تَعجّب : كيف ينظرون لوجوههم في المرآة .. و إلى أيّ حدٍّ مات ضمير العراقيّ خصوصاً الميسور و المسؤول و المحافظ و رؤوساء و أعضاء الأحزاب و السياسيين و الحاكمين و ذيولهم المرتزقة .. و هم(الأغنياء و المسؤولون) يعيشون و ينامون بهدوء تام و بلا حياء مع كل هذه المناظر التي أحزنت حتى الله تعالى و هو يشهدها و يتمسخر منها و ينقل عقله لدنيا الأوهام و آلسّراب بغباء مقدس ليخلد للنوم لكونهم فقدوا محبة الله و الأيمان في قلوبهم.!؟ أَ لم يقل رسلهم؛ [إن نحن إِ لا بشر مثلكم و لكن الله يمنّ على مَنْ يشاء من عباده و ما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله و على الله فليتوكلّ المؤمنون]!؟. وصيتي لكم أيها الأحبة هي وصية مقتبسة من فكر أهل البيت(ع): [كُن ثملاً بآلحُب .. فآلوجود كلّهُ محبة .. و بدون الحب لا سبيل للوصال] .