Friday, December 23, 2022

خطاب الفلاسفة لعام 2023م :

خطاب آلفلاسِفة لِعَامِ 2023م:ـ خاطبَ آلله تعالى ألنّاس في آلقرآن/ألمائدة/2 كما في الكتب ألسّماويّة : [وتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ والتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ], لكن بمرور الزمن و تطور العقل زادَ آلفساد و بات سلاح إنقراض على كلّ المستويات لفقدان ألتّقوى والضمير لتسلط حكومات صبيانيّة(جاهليّة) تؤمن أنّ فوزها بآلمال والرّواتب واللذات والمناصب هي غاية السّياسة و الحُكم و الدِّين, وجهلوا أنّ [مَنْ يغتنيّ من وراء ألسّياسة وآلدِّين فاسد] والسعادة شيئ آخر لها مداها ونهجها وأصولها ولا تُسعد البشريّة أو أمّةً أو قبيلةً أو حتى عائلة فيها شقيّ واحد, نعم[ لا يُسْعد مجتمعٌ فيه شقيٌّ واحد, فكيف إذا كان الناس كلّها تَشقى]؟ وفوقها الأحزاب و آلحُكّام يَدّعون آلقيم والعدالة وآلحريّة والدِّيمقراطيّة فوق رؤسهم, بينما يرتعون و مرتزقتهم وسط المال الحرام و مستنقعات (الجّهل) الذي هو قرين (آلظلم), وتلك هي مشكلة آلعراق و ألعالم ألذي عَبَرَ عدَدَ سكانه حاجز ٨ مليار نسمة ؛ و القليل ألنّادر جدّاً منهم يعرف آلحقّ ويلتزم الأخلاق الكونيّة والأكثريّة جُهلاء ومستهلكون طفيليون بلا ثمر أو إنتاج .. بل وجودهم ضررٌ على الآخرين لجهلهم بفلسفة الوجود ألّتي تُؤكّد على آلتواضع وآلصّدق كونه(أوّل فصلٍ في كتاب الحكمة) للأنتاج, لذلك فأشكال الحياة على الأرض تُواجه الإنقراض لسوء الأدارة وتدميرهم ثلثيّ الغابات المطيرة والشعاب المرجانيّة وتلوّث البيئة وآلفساد ما عَرَّض أكثر من مليون نوع لحافة الانقراض فيجب إيقاف آلشّر الذي ظهوره في أيّ مكان يُؤثّر بِكُلّ مكان لأنّ الوجود شبكة واحدة أجزائها مترابطة وعلينا أن نتفاعل معها لا ننفعل فيها و نتحوّل لفضلات كونية. إنّ ألسَّنةُ القادمة 2023م بحسب المؤشرات مصيريّة وخطيرة لجميع المخلوقات لطبيعة الأنظمة الحاكمة الهادفة لتدمير الطبيعة و الأنسان و النّحل والطيور والدّببة وكلّ أشكال الحياة إلى جانب ضغط الحكومات على الناس بزيادة الأسعار والغلاء وتأثير الوقود الأحفوري والتضخم ورداءة الأنتاج الذي أثّر على الفقراء الذين يُمثّلون أكثر من5 مليار نسمة بسبب آلجّهل والجشع وسوء الأدارة التي ميّزت الأنظمة الحاكمة حسب نظرية المرجئة في تحديد القيم بإحلال العدمية القيمية محل المبادئ الأخلاقية و انتصرت النسبوية على اطلاقية القيم, منذ أن تولى معاوية بن أبي سفيان خلافة الشام بوسائل ماكرة و مدّعيات باطلة, محاولاً أعمال نظرية المرجئة بإستغلال (القرآن) كنص مقدّس لتفسير أو إيعاز ألمبادئ الأخلاقيّة إلى النسبية بكونها ليست ثابتة وتتغيير لكون القرآن أصلاً مخلوقاً لا أزلياً .. لذا كل مخلوق يتغيّير و هكذا الأخلاق غير ثابتة و لا وجوب في إتباع ما ورد سماوياً بشأن التعامل ليس مع القيم فقط ؛ بل مع كلّ المبادئ و التعامل بها مع الناس, و من تلك الفترة سادَتْ نظريّة ألتسلط و الحكم و وُجوب إتّباع السلطان وعدم معارضته لأنهُ قدر من الله و السّلطان حتى لو كان ظالماً يجب إطاعته وعدم الأعتراض عليه أو تغييره, بل التوكل على الله و ترك الأمور له. لذا ومنذ ذلك الحين وللآن يعيش الانسان المعاصر سواءاً كان مسلماً أو مسيحياً أو ملحداً على ذلك الأعتقاد الذي يُؤمن بنظام الدّولة الحديثة-القديمة التي تحتكم لنظريّة ميكيافيلليّ كما إحتكَمَتْ سابقاً لنظريّة المرجئة .. لذلك عاش الناس على الأرض فراغاً أكسيولوجيّاً رهيباً حيث ظهر بلا مرجعيّة معيارية بعد تراجع التقاليد والعزوف عن اتخاذ التراث إحداثيّة توجيهيّة للسلوك الفردي والجمعي و باتت آلناس غير محتاجة حسب البعض لقيم الضمير والواجب والحقّ والكرامة, مادامت تتحرّك وفق منطق المنفعة والقانون والقوة والحياة البيولوجيّة! فَمَنْ يمنح الإيتيقا حقّ الإقامة ألكونيّة في عالم الأنسان والطبيعة؟ وبأي معنى تُمثل ألإيتيقا ألبديل عن الأخلاق؟ والا تلعب دوراً بارزاً في التغلب على الازمة الايكولوجيّة زمن التغيرات المناخية والانتشار السريع للأمراض والاوبئة ؟ حيث لم يبق أمامنا لنهاية سنة 2022 إلا أيّاماً لضمان أنْ ينظر الحُكّام لحال ورأي الناس والعلماء والفلاسفة للخروج بنظام يكون نقطة تحوّل للعدالة وآلسّلام وآلأمن بدل العنف والطبقيّة والحروب والسعي لأيقاف تدمير الأنسان والطبيعة وسكانها على الأقل. فالعقدين الماضيين من الألفية الثالثة إكتنفت سلبيّات خطيرة رغم تحذيراتنا على الأصعدة المتعلقة بالوجود وحياة الخلق والأنسان في المقدمة ؛ وأهمّها كان على صعيد"الفكر" لكونه ألضّحيّة الأولى والأهمّ والأسمى في الوجود والسّبب لمستوى التقدّم والتأخّر بحسب المراتب الفكريّة الكونيّة ألسّبعة(1), ومن أشهر جهادنا في ذلك؛ سعينا لتأسيس ألمنتديات الثقافيّة والحركات الفكريّة والأعلاميّة في العالم لبيان الحقيقة التي تُحاول الأحزاب والحكومات منع إنتشارها بأمر المستكبرين لمحو الكرامه ومسخ الأخلاق الأنسانيّة ليسهل معه إستحمار وتقيّد الناس لإبقائهم في الحالة البشريّة المساويّة للحيّوانيّة أو دونها ليعيش كي يأكل ويُضاجع بعضهم بعضاً رجالاً ونساءاً؛ شباباً وأطفالاً, لتشويه ألقيم التي تُواجه صنوف آلتّحدي والفساد والأجحاف والضغوط و القهر و الأستبداد المعيشي والحياتي بسبب عبوديّة وعمالة ألسّياسيين لنصرة المستكبرين بحكوماتهم الطبقيّة الظالمة بحيث وصل الأمر وبعد إعلاننا الكونيّ منذ 5 عقود لتأسيس المنتديات والمراكز الثقافيّة؛ لئن يُخطط الظالمون لصدّنا بتأسيس منتديات مُماثلة أخيراً لنشر ثقافتهم المقيتة وتحقيق أهدافهم المضادّة للكونيّة! إنّهم يسعون لأدلجة الأهداف و تحريفها بآلأتجاه الذي تنفع أنظمتهم الظالمة القائمة في بلدان العالم على الميكيافيليا وهذا خطر كبير بذاته لأنها محاصرة وتشويه للمنتديات الثقافيّة والفكريّة وآلتّعبديّة لتحقيق العدالة و صيانة كرامة الأنسان و منع إستعباده, و قد تنامي ذلك الأتجاه الأثيقي المدعوم من الحكومات بعد إنتشار منتدياتنا الكونيّة رغم كلّ العوائق حتى ذاع صيتها و دورها الأيجابيّ في العالم؛ لذا قامت دول مختلفة منها(خليجيّة)إثر ذلك بآلدّعوة ليس لإقامة "المنتديات الثقافية والإعلاميّة المضادة لمصالح الناس؛ بل ودعوة مُمثّلين حكوميين ومخابرات مع مؤسسات أعلاميّة رسميّة سلطانيّة (ميكيافيلليّة)(2)غربية وحكومات عربيّة وإسلامية ممّا جلب الأسى و الحزن لقلوب ألصادقين لأنها تُشوّه المناهج الفكريّة – الأنسانيّة التي نريد تفعيلها لخلاص ألعالم والبشر من الظلم والأستعباد والقهر بإتجاه العدالة! فكيف يُمكن لدولٍ رأسماليّةٍ طبقاتيّةٍ و أنظمةٍ فاسدة؛ تحقيق العدالة و السّعادة عبر (المنتديات ألسّلطانيّة) التي تخلط ألحقّ بآلباطل وتُشوه دور القيم والمنتيدات الفكريّة والثقافيّة الهادفة طبقاً للفلسفة ألكونيّة آلتي ترفض ألأستغلال و الطبقيّة والحزبيّة والعشائرية و القومية جملة وتفصيلاً!؟ أن تلك الدّول الظالمة و بعد تنامي دور الوعي الذي نسعى لنشره؛ تُريد إستغلال منهجنا عبر منتديات مماثلة؛ لتغيير ألمسار بعكس الحقيقة التي نريدها كمنهج للقضاء على الجهل والفساد والمكر ويعتبر هذا الإستغلال ألأخطر حتى من سرقات الأموال, لأنّ الفكر المؤدلج المنحرف عندما ينتشر يُحقق أهداف الرأسماليين وقادة الأحزاب و الأنظمة الداعمة لهم فيسبب إرباك حياة الناس و صفاء معيشتهم, لذا نُدين الدّاعين لتلك المؤتمرات لأنّ إنتشارها يُسبب خلط الحقّ مع الباطل والصّدق مع الكذب لتشويه الأمور و تعقيد مهمتنا وتفاقم محننا في آلنّهاية, و إلّا كيف يُمكن على سبيل المثال أنْ يكون: [قتل إمرء في غابة جريمة لا تُغتفر .. و قتل شعب آمِنٍ مسألةٌ فيها نظر]!؟ إنّ جميع المخلصين يتذكّرون؛ كيف أنّ بياننا عام 2022م كسابقاتها, كَشَفَ إنقلاب القيم وتدهور الأخلاق والحقوق التي هي عماد السّعادة و الصفاء بين الناس وحذّرْنا من تفاقم الأوضاع في حال إستمرار منظومات الفساد بغطاء الدّيمقراطية والليبراليّة والجّمهوريّة والشعبيّة والقوز قزحيّة التي تسبّبتْ الظلم وإزدياد الطبقيّة والإباحية و الدّعارة و موت الضمير(الوجدان) حدّ آلمسخ ؛ رغم كدح الكونيّون لبيان فلسفة آلقيم و المناهج المختلفة عبر الأعلام و المنتديات بِلُغة مُبسّطة يدخل القلب بحرفيّة دون جهد, فآلتّحدّي ألذي واجهناه من الأنظمة كانت كبيرة و تمثّلت بتدمير ألبُنى الرّوحيّة و الكرامة الأنسانيّة وإفراغ آلمبادئ ألفكريّة من اللغة الكونيّة بدعم "المرتزقة" لتحويل (الهدف) سواءاً عربيّاً أو أعجميّاً بما يُناسب مكوناتها الثقافيّة والتأريخيّة و لعلّ منتدى (دبي) ألذي أقيم قبل أيّام خير مثال على ذلك .. فكيف يُمكن علاج المرض في نفس البيئة التي سبّبت المرض!؟ إنّ الشّكل ألظاهر الهادئ كما يبدو في الدّول الرأسماليّة و حتى النفطيّة المحكومة بأنظمة بوليسيّة و وحشيّة و محافظة يصعب إختراقها أو التعرض لها أو حتى إيجاد الأمان فيها, حتى أسواقهم ومحلّاتهم وشركاتهم وبنوكهم وبيوتهم؛ إنما بسبب الثروات المسروقة والنفطيّة والسياسات الشيطانية, وحتى تلك الدول التي تعتمد على موارد النفط الذي سينقرض هو الآخر؛ فأنّها بدأت تتعرّض لمخاطر مستقبليّة بسبب الطاقة البديلة (الخضراء) التي ظهرت والتي ستنهي دور النفط بشكل مشابه لما حدث بعد إكتشاف النفط قبل قرن ليحلّ بدل (فحم الكوك) الذي كان يستخدم لأنتاج الطاقة أنذاك!؟ يعتبر الانتقال إلى مصادر الحرارة النظيفة في الصّناعة مفيداً للاقتصاد وصحة الناس و ديمومة الحياة وهو مطلوب كجزء لانتقال البلاد إلى الاقتصاد منخفض الكربون, في كثير من الحالات يكون هذا آلانتقال مفيداً إقتصاديّاً أيضاً لمستهلكي الحرارة الصناعيّة، و لكن لا تزال هناك حواجز مالية ومعلوماتيّة والبنى التحتيّة التي تُزيد من أهميّة تدخل الحكومة في الأمر بإستخدام إمكانات وأدوات الإدارة التي من شأنها التسريع في الانتقال إلى التقنيّات النظيفة, والمشكلة مندمجة من التقدم الصناعيّ الذي سبّب التلوث, بحيث باتت عواصم و مدن بأكملها ملوثة لا يمكن العيش فيها بسلامةّ! إضافة إلى مراعاة مسألة العدالة و حلّ البطالة الناتجة من إغلاق المنابع و الشركات القديمة لتخفيض الأنبعاثات بمعدلات أعلى بكثير من التي شهدناها سابقاً فآلنّمو الأقتصاديّ دافع بذاته لزيادة الإنبعاثات الضّارة على الحياة خصوصاً مع نشوب الحروب لذا فكوكبنا في خطر مع هذا الوضع المحكوم بالحروب والصواريخ و المؤآمرات و التحالفات السياسية و الطبقيّة التي تنشر الفساد الذي وصل لقتل الناس والأطفال و كثرة أولاد الزنا ! لذا على الكونيين تذويب البرامج (آلكونيّة) في (آلأرضيّة) لنشر العدالة ألمُطرّزة بالفنّ والعلم و معرفة الجّمال وعمل الخير ليرتاح قلب وعقل القارئ لأنّ الكونيّ كنزٌ نادر مغمور؛ يعرض المناهج و الحكم الرّصينة لتغيير الواقع بالأبداع والأنتاج العلميّ والأبتكار بعد طيّ آلسفر ألكونيّ وكأنّ الفلسفة الكونيّة نصٌّ واضح بذاته وسهل مستصعب له حسّ فنيّ و جاذبيّة تواكب مُجريات الأمور لتغذية الناس بآلمعرفة عبر بيان المناهج المطلوبة لعمليّة التغيير و الخلاص المنشود بعد ما فشل المدّعون في ترجمة و تفسير وتسهيل فحوى وغاية الدِّين وآلحياة والخلق والحرية و الإختيار بوضوح. فلسفة ألتّأريخ كفلسفة آلمحبّة, إن لم يكونا قرينا (التواضع) كما يحدده ألفلسفة الكونيّة فإنهما لن يُحقّقا أهدافهما و فلسفتهما التي لها تأثير إيجابيّ في الحياة حيث لا يقتصرا على تواريخ الملوك والحكومات و قصصهم عادّة, لأنّ وراء هذه الشخصيّات أو تلك مَنْ لا يظهرون لعدم تركيّز حامل كاميرا التأريخ بأمر الحاكم لأسباب عرضناها في كتاب(ألدّولة آلأنسانيّة)(3) حيث تتقدم العقد ألنفسيّة ألمُتمحورة في حُبّ الدُّنيا والشهوة و السّلطة على غيرها, لذا آلتركيز يكون على العرض دون الجّوهر ليبقى الناس مهملين و حيارى لا دور لهم و لمَنْ يُمثّلهم في الوجود, أمّا أنا وأنت يا صاحب الوجدان مِن بينهم؛ وحدنا أُلأمَناء ككُتّاب وإعلاميين ومفكرين وفلاسفة إستيقضنا بفطرتنا وجهادنا و صبرنا وصدقنا بقتل ذواتنا و وعي العِلم الكونيّ وآلقضاء والقدر و الوحدة و الكثرة بفضل الله و رفضنا للعمالة و الإرتزاق بقصدٍ أو بغير قصد لأثراء رؤساء ألأحزاب والنّخب السياسيّة ألأقتصاديّة ألمُهيمنة لسرقة الناس الذين قد تجد بينهم مُتردّدون يُريدون هدمَ تلك الأنظمة الفاسدة بأيّ وسيلة مُمكنة لذا علينا أداء أدوارنا بصدقٍ وأمانة وإخلاص لصنع مستوى عادل للتأريخ لِيَتولّانا مَنْ نستحقه [كيف ما تكونوا يُولَّ عليكم] وضمان آلمستقبل الزاهر يتحقق بالعِلم و الفَنّ و الجّمالِ والمَحبّة مع آلمعرفة والتواضع واليقين, ومن هنا كما بيّنا تأتي أهمّيّة توسيع المنتديات الفكريّة و الثقافيّة و الأعلاميّة و فتح المكتبات في المدن و لنا في مدارس الأنبياء والفلاسفة عبر التأريخ حتى القرن 18, قرن الثورةEdutainmentو تفعيل برامج التربية و التعلم مع التعليم بآلترفيه, والنهضة الأوربيّة؛ خير مثال حين سارع الفلاسفة سبقهم الأنبياء في تأسيس الجّامعات والمنتديات و المساجد المنتجة و المراكز الثقافيّة الهادفة للعدالة بدل الظلم والأمر لا يحتاج إلّا قليلٍ من الوعيّ العقليّ والقلبيّ الذي يختصّ بآلفلاسفة أكثر .. مع آلوعي العاطفي الذي يختصّ بآلأنبياء أكثر! ألكونيّ بجملة واحدة؛ (يُفكّر و يُنَظّر خارج حدود ألتقليد التي ترسمها الأنظمة والأحزاب وآلحكومات بمختلف ألعناوين التخديريّة) كآلدّيمقراطية و الوطنية والجّمهوريّة والدّينيّة والإسلاميّة والقوميّة والأتحاديّة والعشائرية وغيرها, لأنّ الكونيّ حُرٌّ منفتح و منتج بعكس السّياسيّ المنغلق الطّفيلي! وشتّان بينه وبين مُثقّف ومُفكرٌ كونيّ منتج يسعى لأهداف كبيرة بإرادته ولا يبحث كتُجّار السياسة عن أرباحاً سريعة بل يسعى للتغيير ألأيجابيّ ألتدريجيّ وآلفنّانون والمفكريين يصطفون مع آلطليعة الكونيّة للتغيير بقوّة ألخيال المبدع و العقل الباطن المُنتج وهذا هو الفرق بين السياسيّ ألمتقرصن وبين العالِم الكونيّ المبدع حتى المثقف البسيط الواعي بآلقياس مع آلسّياسيين, لأنّ الكونيّ حتى من مرتبة (المثقفين) فيه يدرك جيّداً ومعه الأساتذة و الجّامعييين و الكُتّاب و الأعلاميين و المفكريين تلك الحقائق المعرفية التي يجب دراستها و تفعيل الآليات اللازمة لتقويمها ونشرها عبر الحصص والدروس و المراكز العامة و الخاصة والمنتديات الفكريّة و وسائل الأعلام بإستثناء - الرّسمية منها - لأنها باتت للأسف تُمثّل منابع آلفتنة والفساد و تقرير الواقع فقط لتسبب الجمود الفكري و تسطيح العقول لا أكثر .. بعكس ما يدّعون و يشيعون أنّهم يريدون الحفاظ على الأمن المجتمعيّ و التواصل بكلّ وسيلة ممكنة بينما الحقيقة يريدون محو القيم الإنسانيّة العليا بنشر الأكاذيب والغيبة والنفاق والفساد لتشويه الحقائق و مسخ القلوب و دفعها نحو الشهوة و المادة و الجنس بدعم آلشركات الأعلاميّة الخمسة الكبرى المدعومة من (المنظمة الأقتصادية ألعالمية) وهي: [الفيسبوك وتويتر وكَوكَل و أمازون و مايكروسافت] و تضم أكثر من 6 إمبراطوريات مثل [تايم ورنز], و(مجموعة الصندوق المنزلي) التي تضم شركة تيرنر للبث و (مجموعة تايم للنشر) و (مجموعة وارنر براذر الترفيهية), و إمبراطورية [نيوز كورت], و [إمبراطورية (فيام كوم)] و [إمبراطورية (ديزني)] و [كوم كاست], التي تتحكم بعقول العالم الذي بات من آلسهل توجيهه و التسلط عليه بعد مسخ أخلاقه بتلك الشركات الأعلامية المدمرة للأخلاق و القيم قبل أي شيئ آخر, و نتيجة لذلك أحاطت المآسي بآلأرض ؛ فقد حتّم هذا الواقع الفاسد المؤلم علينا, كفلاسفة و كفنّانين و معلّمين و كُـتّاب و مثقفين وحتى عامّة الناس؛ ألوقوف أمام هذا آلظلم وقول الحقيقة أينما كان خصوصاً عبر المنتديات رغم تكلفتها فنتائجها كبيرة لإعادة الكرامة والسعادة بدل الذلّ و آلشقاء و الفرقة و الحروب و التآخر و الطبقيّة و الفساد, فآلتكاليف لا تذهب هدراً, و كما يقول سيّد العدالة الكونية؛ [إنْ ضاقَ عليكم الظلم فآلجّور عليكم أضيق], فواجبنا آلتعبير وآلتغيير بإعلان الحرب المعرفيّة ضدّ الحرب التقليدية القائمة وآلظلم الشائع, و لا مكان لمن يقول: هذا ليس شأنيّ!؟ شأن مَنْ هذا آلأمر ألأهمّ – ألأخطر - إذن!؟ ألطالب كما ألموظف كما آلمؤرخ ناهيك عن المُتحزّب يقول؛ ليس شأني ولا يهمني سوى الحصول على راتبي أو شهادتي (ورقة) أو الحفاظ على منصبيّ أو تأمين معيشتي و راحتي الشخصيّة مع عائلتي؛ ألفقيه كذلك يقول؛ هذا خارج مجال إهتماميّ و دكانيّ؛ وآلمُحاميّ والكاسب يقولان؛ ليس شأني و هذا هو الموقف العام, و قد أنسى لكني لا أنسى خصوصاً من العراقيين موقفاً شنيعاً – أستثني منهم بضع عشر فقط .. يوم كُنا نواجه الدكتاتوريّة الصداميّة و العالم كلّه ضدّنا بينما وحدنا أعلنا و أردنا الحريّة والكرامة لأننا نفهمها ؛ لكنّهم - العالم - كما الآن لا يُؤمنون بفلسفتنا ألكونيّة, فتمّ سحقهم و القضاء عليهم واليوم تتكرّر نفس المحنة بحصول المرتزقة على الكراسي و الرّواتب مقابل السكوت والذِّل وتأئيد الظالم. إذن شأنُ مَنْ هذا الأمر - أمر التوعية و مقاومة الظلم وآلتغيير - بنشر الفكر المعرفيّ عبر توسيع دور المنتديات الفكريّة و الثقافيّة و تأسيس حكومات عادلة لطرح المبادئ الكونيّة؟ و هل تركها يعني رفضكم للحَق و المصير ليحكم البلاد المستكبرون في(المنظمة الأقتصادية العالمية)؟ هل نحن أغبياء لهذه ألدّرجة, خصوصاً و قد رأينا كيف إنّ الفلاسفة و الحُكماء يتمّ حصارهم وسجنهم وتشريدهم و حتى إعدامهم, بينما يفسحون المجال للمرتزقة و للقتلة و للأنتهازيين والطّفيليين المنتمين للأحزاب لمعرفتهم بماهيّة ومستوى دركهم وأخلاقهم و بآلتالي طربَهم لِلقمة الحرام!؟ أَ لَمْ نحصل على خبرة تأريخيّة كافيّة عنْ ما حدث و يُحدث عندما كُنّا نُجاهد الظلم وبآلمقابل نترك القرارات المهمة والكرامة بيد المتسلطين في قصور المستكبرين والمحاكم العليا المنفذين لسياسيات أصحاب الشركات الأعلاميّة والبنوك ومنابع الطاقة المحكومة من قبل تلك الشركات!؟ ألزّمن يُهلكنا والمؤآمرات تستنزفنا و العمر خيال يسير؛ وآلجهل و الفقر ينخر أعماقنا و يبلي عظامنا وعلينا اليقظة وعدم السماح للفضائيّات والمواقع و الشركات الأعلاميّة (السّتة) من إذلالنا كما هو السائد اليوم باسم الدّيمقراطيّة و العدالة و المساواة و التحرر و خدمة الناس!؟ يجب أنْ يستهلكنا ما هو خير حقيقيّ و فكر كونيّ مُنتج لخلودنا و للأزل المتصل بواقعنا وبأصل الوجود الذي وحده ألضامن لكرامتنا وحرّيتنا وسعادتنا, لأننا بدون (الأصل) ألمتمثل بالمعشوق الحقيقيّ ؛ لا قيمة بل لا معنى لوجودنا و حياتنا, ولا يتحقق إلا بآلمطالعة و آلتسلح بآلأخلاق وآلمعرفة ومعارضة ألمُستبدّين وتوحيد وتسليح الناس بالفكر ومعرفة المعرفة, أيّ إيبستيمولوجية أو فلسفة (الفلسفة الكونيّة) وعلى الجّميع حتى المعوقين أن يُؤدّوا دورهم لينتصر ليس آلحقّ العام فقط ؛ بل لحفظ كرامة ألنفس و الحرية و لو بكلمة على آلأقل و هو أضعف الأيمان!؟ فلا تتأملوا الخير من (آلعميان بقيادة آلصّبْيان) لا (صبيان السنين و العُمر) بل (حكومات الجّهل و النّهب) التي تتقن كيفيّة التحاصص و العمالة والسرقة فقط, لأنّ الغاية عندهم تُبّرر الوسيلة و بلا حياء و حدٍّ قانون وشرع كمعاوية المرجئي أو آلغرب ألميكافيللي الذي ورد بكتاب (ألأمير)!؟ عندما كنا أطفالاً نسمع خطاب "المرجعية ألدِّينيّة" مِمّن يُمثلها أو ينوب عنها كمُبلّغ آلدّين الذي نستأجره من النجف في موسمه, كنا نسمع منهم : [بأنّ العراق كباقي البلدان يَمرّ بمرحلة ما قبيل ظهور إمام الزمان المنقذ بدليل تحكّم الصّبيان بالحكومات القائمة - في إشارة للفترة التي كنا نعيشها أنذاك, حيث حكمتنا كما الآن صبيان و فتية وأحزاب مُتحاصصة بلا علم و تقوى فنتج الظلم], وهكذا فسّروا بآلخطأ الأحاديث و الآيات بهذا الشأن! لتفاسيرهم ألجاهلية الظاهرية(للصبيانيّة) بعدد آلسنيّن والحساب فكانت كالأسفين الذي شلّ إنتاج العقول وخدّرت الأجيال السابقة واللاحقة و للآن! و لم يفسروا الأمور بكون (الصبيانيّة) مثلاً تعني الجاهل, لذا إنْ لم نقوم بعمليّة التغيير ألجّذري عبر الوسائط و الآليات التي بيّنّاها لنشر الوعي و المعرفة و رفض الحكومات الصبيانيّة المرجئيّة والميكيافيلليّة؛ فإنّ الأمور ستتفاقم أكثر فأكثر بدليل المنحى ألجّبري الدّال على ذلك و يحتاج أوّل ما يحتاج دركنا و وعينا لمعنى و فلسفة ألعِلم و آلدّين و الكرامة و الحياة و آلكون إلى جانب الأسئلة الكونيّة (الستة المصيرية) لكشف المجاهيل(4)! ففي كلّ آية و حديث ؛ تفسيرٌ ظاهرٌ و باطنٌ لذا يُؤمنون بآلعرض لا بآلجّوهر و لا يصلون الحقّ .. بل لا نجانب الحقيقة لو قلنا بأنّهم لا يدركون حتى العرض نفسه بوضوح, ناهيك عن الجّوهر لأيمانهم بآلأجساد والمادة والوجود ببطونهم وعقولهم مجرّد خيال محض لذا فآلصبيانيّة تتجسد بوضوح عند كل سارق لِحَقّ ألفقراء المحكومين لجهلهم و عدم معرفتهم الأفكار و الأسئلة الكونية و هذا الجهل بحد ذاته ظلم عظيم لكونه الوجه الآخر للظلم. والأنباء الكونيّة تُحدّد كل قواعد الحياة ومنها الرئاسة بآلعارفين ألذين إنْ تَقَدّمَ عليهم أحد فأمر الأمّة إلى سِفال وقد حُذّرنا منه لكنه واقع في عالمنا؛ حديث عن ألأمام الرّضا(ع): [ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قطّ وفيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سِفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا](5). كل هذا بسبب الجّهل و تنمّر النفوس ألتي شوّهت الحقيقة وتلك الصورة القديمة - الجديدة لتفسير الوجود والغيب المقدّس وآلشواهد المنطقيّة - لعالم اللاهوت و الناسوت - و متعلقاتها إلى جانب التفاسير المحدودة - آلظاهريّة للآيات و النّصوص الفلسفيّة التي كانت تُفَسِّر الأمور و الوقائع من خلال عرضها رقماً مجرّداً لا المقايّس المعرفية للجّوهر والغاية من خلال (الأسئلة السّتة) بآلأضافة لجهل المسائل المصيريّة كانت وحدها السبب لتسلط الظالمين على مُقدرات الشعوب و خراب حياتهم ومصيرهم وكما يشهد العالم بوضوح صبيانيّة الحكومات القائمة و إن كبرت شركاتها الإعلاميّة وأساطيلها ومناطق تسلّطها وتكنولوجياتها ولافتات مصانعها الذّريّة وقدراتها المالية التي جعلت الناس من حولهم يتعاملون كآلعبيد بذلة! ألسّبب ألرّئيسي للظُّلم و التخلف (ألحضاريّ) ثمّ (ألمدنيّ) في أُمّةٍ أو مجتمع أو حزبٍ أو حتى عائلةٍ هو آلجهل الذي يُولّد ألحالة الطفيليّة المُسبّبة للرّكود ألفكريّ و بآلتالي الأنتاج العلميّ لإنشغالهم ببناء الأجساد و خدمتها دون العقل والرّوح و الفكر لأسبابٍ داخليّةٍ وخارجيّة و تأريخية وأخطر أنواعها حين يُغْتال ألعقل ألجَمعيّ بتأثير من الشركات الأعلاميّة الخمسة التي ذكرناها حيث يفقد ألنّاس ألأختيار والتّفكر وآلتّخيّل, فيُستَعْبَدون للحُكّام. وليس أمامنا إلّا ثلاث طرق للنّجاة حسب تقريرات ألحكيم كنفشيوس: الأوّل؛ يمرّ عبر التقليد وهو أسهل وأدنى الطرق مرتبة, والثاني؛ يمرّ عبر آلتجربة وهو أصعب وأمرّ الطرق, وآلثالث؛ عبر آلفكر وهو أسمى وإرقى الطرق, وهذا ما يُؤكد عليها الفلسفة الكونيّة إستلهاماً من النهج العلوي! و مسارات الحياة التي يجب أن تُتّبع ؛ خمسة للجّميع دون تمييز بين فرد و آخر و إلّا فإنّ الطبقيّة تحكمنا دائماً وألشّقاء و الشقاق نصيبنا أبداً : ألأوّل : ضمان حصول الجّميع على طعام مأمون ومُغذّ و حياةٍ كريمةٍ و سكنٍ صحيّ لائق ولا نُعلّق ألأمل على 150 دولة تسعي الآن بإجتماعها في دُبي حلّ مشكلة الأمراض والنقص الغذائيّ العالميّ لأنّها - الحكومات - هي السّبب في إيجادها, فكيف يمكن علاج المشكلة من قبل مسبّبيها!؟ الثاني : التحوّل إلى أنماط الإستهلاك المستدامة بعد زيادة طلب المستهلكين الـ8مليار للأغذية المُنتَجَة بشكلٍ مُستدام، و تعزيز سلاسل القيمة المحليّة، وتحسين التغذية، وتشجيع إعادة استخدام الموارد الغذائية وإعادة تدويرها بشكل علميّ و منصف لديمومة الأنتاج و بآلتالي الحياة. الثالث : تعزيز الإنتاج ذي الأثر الإيجابيّ المستدام على الطبيعة من خلال استخدام الموارد البيئية على نحو أمثل في إنتاج الأغذية ومعالجتها وتوزيعها .. ما يحدّ من التنوع البيولوجيّ والتلوّث واستخدام المياه و تدهور التربة وانبعاث الغازات السّامة. الرابع : تعزيز سبل العيش المنصفة بآلقضاء على الفوارق الطبقيّة و الحقوقيّة أو تقليلها على الأقل للقضاء على الفقر بتعزيز الجّهود، و الحدّ من المخاطر التي تتعرض لها الطبقات الفقيرة والتّصدي لمستغلّي حقوق الناس بشتى الإمتيازات التحاصصية والقوانين ألميكيافيللية المرجئية الظالمة. الخامس : يتمثّل بـبناء المؤسسات المنتظمة لدعم النّظم الغذائيّة المُستدامة لمواجهة الصدمات والضغوط في المناطق المنقسمة والمُعرّضة للنزاعات والكوارث الطبيعيّة وحماية الإمدادات الغذائيّة من آثار الأوبئة والأستغلال و درء الفوارق الطبقية, و يحتاج هذا لمسألتين: تحديد الأهداف وآلأصرار. و إلّا فصور المآسي القديمة - الحديثة تتجدّد في عالمنا المخيف ألمُتّجه للدّمار والحيف والمجهول بسبب حكومات (الصبيان) التي تعتمد الظواهر دون الجواهر وإنكار آلغيب عمليّاً وعبادة الله نظريّاً وظاهريّاً فبات الناس فاقدين للإيمان والفكر والوعي والدّليل بسبب آلواقع الفوضوي الفاسد! لذلك باتَتْ قصّة ألبشر والحُكّام تتجسّد بـ (آلصّبي والعميان الثلاثة) يقودهم فتى ذو نظرات غاضبة, ألعميان الثلاثة يُؤمنون بأنّ ألصبيّ هو زعيمهم القائد.. يكنون له مشاعر الأمتنان و التبجيل، بالرغم أنه في كثير من الأحيان يعمد إهانتهم والسّخريّة منهم وتوبيخهم على أقلّ خطأ حتى لو كانوا (العميان) أبرياء؛ لا ينسى أنْ يُشْعِرَهُم بقوّته و سطوته ليؤكّد ذاته آلدّنيئــة أمام ذلّهم و انكسارهم, الصعاليك و السّفلة تستعر في أنفسهم عادّة مشاعر الكراهيّة والإحتقار للآخرين من المستويات الأدنــى، لأنهم يذكرونهم, بحالهم السّابق و ما كانوا عليه من ذلّ و هَوَان بعد انتهاء رحلة العميان اليوميّة في التسوّل يقودهم الصّبي الشرس الى حيث يُقيمون, يجلسون في إحدى زوايا المكان كاطفال هادئيـّن، ينصتون لِرَنين ألدّراهم المعدنيّة في يد القائد و هو يَعدّها كي يستفيد منها لنفسه, إنهم(ألعميان) يعرفون بأنهُ يسرقهم، و يأخذ أكثر ممّا يستحق، لكنهم لا يجرؤون على الإعتراض ، فهم بحاجة ماسّة لقائد يُعوض فيهم النقص الذي يعانونه، ويتحمل نيابة عنهم رؤية الطريق وما فيه مِنْ مَطبّات و حُفَر و مَخاطر، حتّى لو تَعمّدَ تجويعهم فسيزداد رضوخهم له و يتبعونه كما يتّبع الطفل أمّه!؟ و حالما يُلقي آلفتى إليهم بأواني الطعام ، تمتدّ أيديهم إليها و هم يتحسّسون ما فيها ثمّ يلتهمون طعامهم بشراهة مُردّدين كلمات الشكر والعرفان لقائدهم العطوف هاتفين ؛ [بآلرّوح ؛ بآلدّم نفديك يا غلمان] كما هو حال شعب العراق والعرب وغيرهم للأسف فرغم كلّ الذي وصلوا إليه من الفقر والمرض والعوز وفقدان الكرامة؛ لكنهم ما زالوا يُكرّرون ذلك الشعار المُذلّ! إنّ العَمَى يُوَلّد الانقيــاد طوعاً وهذا بدوره يمنحهم الشعور بالرّاحة و السّكينة والأمان و لذّة الخضوع وعندما يضاف له لقمة الشّبهة و الحرام تتعاظم المصيبة حولهم في الأرض, لأنّ الشر ينتشر و يمتد للأجيال اللاحقة بشكلٍ طبيعيّ و هكذا تسير الأمور من سيئ لأسوء بين الناس! ألعَمى عبوديّة و تحنيط للإرادة و آلحُرّية و الأختيار و كما يعيشها أكثر شعوب العالم اليوم ، و له أشكال كثيرة، فالتعصب الدّيني بكل ألوانه عَمَى؛ و الجّهل عمى؛ وآلأيديولوجيّات والأحزاب عَمَى؛ والتّجسّس عَمَى؛ و تأئيد ألظالم عَمَى؛ وآلعيش بلا مَعشوق أزلي عَمَى؛ والإرتماء بقعر التأريخ عَمَى ؛ و الغُرور والنّرجسيـّة والنّظرة الضيّقة للأمور وجوهٌ مُتعدّدَة للعَمَى؛ والطمع عَمَىَ؛ و جميع أنواع الحكومات في العالم - خصوصاً الملونة بآلدّيانات وشعارات الدّيمقراطيّات والإنسانيّات و الوطنيات و القوميات واللافتات البراقة عَمَى و غواية؛ يسعى آلمتسلطون بها نهبكم وإخضاعكم للفوز بدنياكم وخسارتكم لآخرتكم و وجودكم مقابل (قوت لا يموت) في أفضل الأحوال, وما يُشغلنيّ وفَلاسِفة العالم ويجب أنْ يُشغلكم أخوتي أيضاً في الختام هو : تبديل أو على الأقل تصحيح الدّساتير المؤدلجة لصالح الحُكّام والأحزاب وفوقها(المنظمة الاقتصاديّة العالميّة) لتكون عادلة نسبيّاً وكذا الدساتير و المناهج العلميّة والتربويّة على أسس (الفلسفة الكونيّة) بإعتبارها (ختام الفلسفة) في العالم و الوجود – لأنها تُمَثّل زبدة آلفكر العقليّ و آلسّماوي و لعلّ أحد أهمّ مشكلات الفكر الأساسيّة و السّياسيّة العربيّة؛ الإسلاميّة؛ العالميّة, الأساسيّة اليوم تكمن في آلتهاون بشأن القوانين و المناهج في النظر والتداول وآلتّوسع في بيان و تحقيق الأهداف التي يُرتجى منها العدالة والحرية وسعادة الأنسان بمراعاة منهج التصحيح المستدام مع تطور الزمن. فإستفيقوا يا فلاسفة و مُثقّفي وإعلاميّ وأساتذة التعليم في العالم من غفلتكم و إنتبهوا لفحوى الأنظمة الأداريّة وألقوانين والدّساتير أو التي يُشرّعها الحكام دون المبادئ الكونيّة حسب منافعهم وأرباح شركاتهم من دون النظر لوضع الناس الفقراء الذين وصل عددهم لخمسة مليار نسمة و يتوقع زيادته في السنوات القادمة رغم إنّ آلمُنتج الكلّي للغذاء على الأرض يكفي لأكثر من 4 أضعاف عدد نفوس العالم الحالي فلا تتركوا الحُكْمَ بيد السّياسيين ولا تتعصّبوا أيضاً لأنها تُذلّكم وتوحّدوا على الحقّ وتعاونوا للقضاء على الطبقيّة الرائجة و[العصر إنّ الأنسان لفي خُسر إلّا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات و تواصوا بآلحقّ وتواصوا بآلصبر] وبتزكية النفس وتنميّة الذكاء العاطفيّ(6)يتحقّق المطلوب ونختم القول: [إنْ لم تستطع أنْ تكن آدميّاً فكُن إنساناً و إلّا ستبقى بشراً كأدنى مرتبَةً من مراتب الخلق و إلّا فأنتَ مُجرّد حجر أو أشدّ في الوجود](7). و بِتَحَجّر آلناس يسهل تحفيز دولنا التي تكتنف عناصر التمرّد والتدمير الذاتيّ بوجودها نتيجة ثقافتها الموروثة المُكوّنة من تنوّع الآيدلوجيات والحكومات فباتت مُستعدة للأنقضاض على ذاتها و وجودها و تدمير نفسها دون الإستعمار المباشر وهكذا كنا دائماً بسبب لعبة ألدِّين والكراسيّ التي سببها آلجّهل والأنا منذ أوّل مولود على الأرض و للآن, والسّلوك وطبيعة الذّات البشريّة تلعب دورها في خلق الظلم الذي ينتشر سريعأً أينما وقع بأدوات الهدف وعزائم أبنائه ألجّهلاء ألّذين تمّ توريطهم في متاهات السّلطة والظهور مع الرّغبات الكامنة بالنفوس ألغير مؤدّبة وألأمارة بآلسّوء والبغضاء والعدوان والعُلوّ, من هنا لا خير في الأرض إلاّ مع المرتبة(الأنسانيّة)تمهيداً للمرحلة(الآدميّة)فآلخلافة الإلهيّة وحدها تُحقق سعادة الأنسان لأنه هو العارف بخفايا الأنسان وسرّه فلماذا نُجرّب عبر التأريخ ألأنظمة والنظريات الشرقية والغربيّة دون الإلاهيّة العلويّة وحسبنا الله ونعم آلوكيل!؟ ع. فلاسفة ألعَالَم ألعَشرة / ألعارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .[قارئ - مُثقّف - كاتب - مُفكّر - فيلسوف - فيلسوف كونيّ - عارف حكيم](1) تحميل كتاب الدولة في الفكر الأنساني PDF - مكتبة نور (noor-book.com)(2) راجع : [ ألدّولة في الفكر الأنسانيّ ] : تحميل كتاب الدولة في الفكر الأنساني PDF - مكتبة نور (noor-book.com): (3) كتابنا الموسوم في ألسّياسة المعاصرة (4) و هي : [مَنْ ؛ ما ؛ مَتى ؛ أين ؛ لماذا ؛ كيف] أو[من أين؛ إلى أين؛ مع من؛ لماذا؛ كيف نعود؛ إلى أين] و هذه الأسئلة يمكن تطبيقها على كل مجهول يراد معرفته و إلقاء الضوء عليه. (5) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : [ما ولّت أمّة أمرها رجلاً قط و فيهم مَنْ هو أعلم منه إلّا لَمْ يزل أمْرهم يذهب سِفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا] و قد تركتْ بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسى (ع) ؛ هارون أخاه و خليفته و وزيره، وعكفوا على العجل و أطاعوا فيه سامرّيّهم، و هم يعلمون أنه خليفة موسى (ع)، و قد سمعت هذه الأمّة رسول الله (ص) , يقول (الأمام الحسن) ذلك لأبي : (إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وقد رأوا رسول الله (ص) حين نصبه لهم بغدير خم، و سمعوه و نادى له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب و قد خرج رسول الله (ص) حذراً من قومه إلى الغار لما أجمعوا على أنْ يمكروا به، وهو يدعوهم لما لم يجد عليهم أعوانا ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم وقد كف أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه فلم يغث ولم ينصر ولو وجد عليهم أعواناً ما أجابهم، وقد جعل في سعة كما جعل النبي (ص) في سعة، وقد خذلتني الأمة وبايعتك يا ابن حرب، و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك وقد جعل الله عز وجل هارون في سعة حين استضعفوه قومه وعادوه كذلك أنا وأبي في سعة من الله حين تركتنا الأمّة وبايعت غيرنا ولم نجد عليه أعواناً و إنّما هي السّنن والأمثال ينبع بعضها بعضا, فياأيها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلاً جدّه رسول الله (ص) و أبوه وصي رسول الله لم تجدوا غيري وغير أخي(الحسين)، فاتقوا الله ولا تضلوا بعد البيان، و كيف بكم وأنّى ذلك منكم؟ أَ لَا و إنّي قد بايعتُ هذا .. و أشار بيده إلى (معاوية) و إنْ أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلى حين ! أيّها الناس إنهُ لا يُعاب أحد بترك حقّهِ، و إنّما يُعاب أن يأخذ ما ليس لهُ، و كلّ صواب نافع، و كل خطأ ضارّ لأهله، و قد كانت القضيّة ففهمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضرّ داود عليهما السلام، فأما القرابة فقد نفعت المُشرك وهي و الله للمؤمن أنفع، قال رسول الله (ص) لعمّه أبي طالب وهو يحتضر عند الموت, قل: [لا إله إلا الله] أشفع لك بها يوم القيامة، و لم يكن رسول الله (ص) يقول له و يعد إلا ما يكون منه على يقين، و ليس ذلك لاحد من الناس كلّهم غير شيخنا - أعني أبا طالب - يقول الله عز وجل : [و ليست التوبة للذين يعملون السّيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبتُ الآن و لا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما]. أيّها الناس اسمعوا وعُوا و اتقوا الله و راجعوا وهيهات منكم الرّجعة إلى الحقّ و قد صار عنكم النكوص وخامركم الطغيان والجّحود، أَنُلزِمِكموها و أنتم لها كارهون، والسلام على من اتبع الهدى): بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج10 الصفحة 143. خلاصة ما ورد : إن سيدنا محمد عليه وآله السلام؛ يُؤكّدون بوضوح دور الوعي و الولاية في هداية الأمّة و نجاتها و كثرة نتاجها و إبداعها و سعادتها. Emotional Intelligence(6) الذكاء العاطفي هو المقدرة على آلتعرّف على مشاعركَ الخاصّة وفهم مغزاها وأثرها على الأشخاص الآخرين حولك وملاحظتهم, وحين تفهم مشاعر الآخرين يُصبح بوسعك إدارة مشاعركَ على نحو أفضل وبالتالي تحقيق نجاحات أكبر مع كثرة الثمر وبالتالي نجد حينما يرسلون بريدًا إلكترونيًا تتمّ الإجابة عليه فوراً وحينما يحتاجون للمساعدة يحصلونها، وحين تُبنى الفرق والأقسام الوظيفية، يُرغّبون الجميع بالعمل معهم, إنهم يجعلون الآخرين يشعرون بحال أفضل، و تصبح الأدارة والهدف أسهل بالنسبة لهم من الذين يغضبون ويتنكرون لإبداع الآخرين, لذا نرى فشل الرؤوساء و الجامعات في العراق و معظم دول العالم لفقدانهم الأمانة والكفاءة و في مقدمتها الذكاء العاطفي الذي يسبب الأنتاج والأبداع. (7) مراتب الخلق الكونية هي : (البشريّة)ثمّ(الأنسانيّة)ثمّ(آلآدميّة) و هي المرحلة التي تُؤهّلك لخلافة الله, ولكلّ مرتبة مراتب, راجع فلسفة الفلسفة الكونية, أو نظرية المعرفة الكونيّة عبر : تحميل كتب خزرجي عزيز pdf - مكتبة نور (noor-book.com)