Tuesday, March 31, 2009

رسالة كونيّة لصديق

بسم آلله آلرحمن آلرحيم
بداية أشكرك على تواصلك آلروحي معي في هذا آلزمن آلصعب .. زمن إنتصر فيه آلشيطان إنتصارا كبيرا و بإمتياز , فكلما تمعنت في محنة آلإنسان و آلتي هي محنتى و محنتك قبل معظم آلبشر - إن لم أقل كل آلبشر ينتابني حزن عميق و أسى لأن أصحاب آلحق قليلون (ثلة من آلأولين و قليل من آلآخرين)هذا بنص آلقرآن , بل تراني أسرح طويلا و عميقا في آلآفاق متفكرا في مسألة إعتراض آلملائكة لحظة خلق آلله تعالى للإنسان عندما أعلنوا إعتراضهمم على سبب خلق مثل هذا آلمخلوق آلعجيب ألذي فشل في الأمتحان بعد ما تمت تجربته من قبل, بالقول كما جاء في سورة آلبقرة و في غيرها من سور آلقرآن آلكريم : (أَ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك آلدماء و نحن نسبح بحمدك) .. و هذه جدلية لم يستطع أحد من العلماء إعطاء جواب عقلي أو علمي و حتى فلسفي له , حتى آلله تعالى - و أستغفر آلله آلعظيم - لم يعطي للملائكة جوابا واضحاً يشفي آلغليل , كل ما كان في آلأمر هو جوابه تعالى بشكل عام و مبهم :
 (  إني أعلم ما لا تعلمون , و علَّم آدم آلأسماء كلها ...)و لا أحد يجزم بعلمه بتلك آلأسماء سوى إحتمالات أفضلها حسب علمي هو أنه تعالى سوف يخلق من سلالة آدم بشرا أتقياء يأخذون على عاتقهم إدارة و إدامة عملية آلإستخلاف آلإلهي بإمتياز في آلسماوات و آلأرض.. و لو قلنا هم آلأنبياء و آلمرسلين و آلأئمة عليهم آلسلام , فهذا بحدّ ذاته محنة و إدانة أخرى ما بعدها محنة تدين آلإنسانية برمتها لان معظمهم - بل كلهم قتلوا و أبيدوا أيما إبادة على يد أتباع آلشهوة و آلشيطان و كان آلحسين (ع) هو آلضّحية آلرمز آلذي أدان كل أهل آلارض بشهادته , و ليس فقط أولئك آلذين فصلو رأسه آلشريف عن جسده آلمبارك بل حتى من كان قبله أو من يعيش معنا حاليا على آلأرض و بشكل أخص أؤلئك آلذين إتخذوا قضية آلحسين (ع) وسيلة تجارية للتسلط و آلكسب من قبل آلقابعين في جواره...و هؤلاؤء أظلم من يزيد و شمر و بوش و ترامب و صدام و حمد و حمود و خالد و نهيان .. لأنهم أصدق منهم حيث أعلنوا موقفهم من آلحقيقة والوجود إبتداءا و بوضوح على آلأقل ,

يكاد آلهم يخنقني ياعزيزي .. عندما أتأمل هذا آلبشر آلضال و كأنهم أنعام سائبة لا همَّ لها سوى بطنها أو ما دون آلبطن بقليل ( هم كالأنعام بل أضلوا سبيلا ) و لم يعد هناك صاحب ضمير يبغي آلحكمة و لا حتى آلكلمة آلطيبة , و آلشئ آلوحيد آلذي يواسينى هو كتاباتك و تعليقاتك أحيانا بجانب مقولات علي (ع) في نهج آلبلاغة حيث يقول : {لا تستوحشوا في طريق آلهدى لقلة سالكية }فسلام على هذا آلعظيم ألمواسي و سلام عليك أيها آلعزيز آلغريب .ـ

أخوك  آلحزين

عزيز