Thursday, March 23, 2023

نقاط هامة في الخطابة :

نقاط هامة في الخطابة: .نجاح الخطيب يرتبط بآلمعرفة الدقيقة الممكنة لمستمعيه .. حيث يساعده على إيصال المعلومات التي يريدها بسهولة و يسر و بكلفة و زمن و جهد أقل و إن عدم معرفة الخطيب لمخاطبيه بصورة جيدة قد تؤدي إلى نقيض غرضه ، فغرضه و غايته إفادة المخاطبين ، وعدم معرفته بهم قد تؤدي إلى مآلات سلبية أو مشاكل اجتماعية ، فتكون النتيجة خلاف غرضهإ. ملاحظات هامة لأنجاح الخطبة و تحقيق الهدف المنشود و هي :ـ 1- مدخلية الوقت في فهم المخاطَب، فطول زمن المحاضرة أو المجلس بشكل عام يفقد المخاطَب القدرة القوية على التركيز، و يؤدي به إلى الملل، فهو ينتبه لنصف ساعة بحواسه جيدا ، و لكنه لا ينتبه بصورة جيدة لساعتين من الحديث المتواصل، و لذا فإنّ التوصية هنا بتقليل مدة زمن المتحدث إلى الدرجة التي يتحملها المخاطَب، و من المناسب أن تكون المحاضرة أو المجلس الحسيني في حدود خمس و أربعين إلى خمسين دقيقة، فإذا زاد الوقت عن قدرة تحمّل المخاطَب أصبح الخطيب طاردا للمخاطبين الذين هم هدفه. قصر مدة الخطابة مفيدة و حسنة للطرفين المتحدث و المخاطَب، و من الطريف أنّ المخاطَبين الذين يعجبهم الخطيب يرضون عنه بالمقدار الزمني القليل المناسب و إن رغبوا في الزيادة، و المخاطَبين غير الراضين لأي سبب كان يقبلون منه لعدم التطويل. و يمكن أن تكون النقطة المشتركة للمخاطَبين هو قلة الكلام مع فائدته ، فكلما كان الكلام كثييرا كلما أثّر سلبا على المخاطَب و أدى به إلى الملل، و يقول العرب «خير الكلام ما قل و دل» أي أن يكون كلاما مختصرا و لكنه مفيد للمخاطبين، دون تطويل أقل فائدة! و عليه فينبغي الانتباه إلى مدخلية الوقت في فهم المخاطَب. 2- إنّ المخاطَبين في مجالس التبليغ سواء المحاضرات الإسلامية أو المجالس العزائية يتكرر حضورهم و يرغبون عادة في جديد يسمعونه، و يملون من التكرار، فتكرار الموضوع في كل سنة لنفس المخاطَبين مع التغييرات الطفيفة يعتبر أمرا مملا لهم، فالأفضل للخطيب التجديد و التغيير، و كذلك عدم تكرار بعض الموضوعات المكررة لديهم من خطباء سابقين دون إضافة أو لمسات جديدة. 3- المخاطَب لا يرغب في الإسلوب التوبيخي باللوم و التأنيب ، أو إشعاره بالذنوب و التقصير، أو تشخيصه بأمر سلبي أمام الجمهور، فلابد من أصحاب الاسلوب التوبيخي من مراجعة طريقتهم في الكلام ، فهذا الإسلوب يُعتبر منفرا للمخاطَبين أو المستمعين ، فيكون الخطيب قام بنقيض الغرض، وبدل أن يكون جالبا للمخاطَب يصبح منفرا له!. 4- رضا الناس لا يُملك ، هدف الخطيب و المبلّغ إيصال أحكام الدين و مفاهيم الإسلام إلى الناس، وسعيه في إيصال رسالته التبليغية على أكمل وجه بإخلاصه في عمله، و ليس هدفه إرضاء مخاطبيه بغير الحق، و مع هذا فإنّ الخطيب مهما سعى فلن يرضي كل المخاطَبين فذلك مما لا يُملك، وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام «رضا الناس لا يُملك، وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله..»[14]، وقد قيل أنّ «رضا الناس غاية لا تُدرك». 5- جزء من معرفة المخاطَب و جزء من ثقافته و بيئته و مجتمعه يمكن تحصيلها من الاستعلام و الاستفسار قبل الشروع في التحضير للمحاضرة أو المجلس، أجوبة القائمين على المجلس أو بعض جمهوره بأسئلة الخطيب أو المحاضر تفيده في طريقة طرح المناسب لهم من موضوعات، أو مشاكلهم، أو الأفكار التي يتم تتداولها عندهم، حتى تكتمل عند الخطيب الصورة و يطرح ما يناسبهم و أكثر فائدة لهم. 6- يحتاج المبلّغ و المحاضر عامة لمعرفة أوسع عن المخاطَبين، و يمكن أن يأخذ المبلغين و المحاضرين الشباب ضمن دروس المدارس دورات تخصصية قصيرة في علم الاجتماع و علم النفس من متخصصين في هذه العلوم للارشاد إلى نقاط قوة في المبلّغ و توجه أكبر في دراسة حالات المخاطَبين. [12] - كنز العمال ، المتقي الهندي ، ج ١٠، ص ٢٤٢ [13] - كنز العمال ، المتقي الهندي، ج ١٠، ص ١٩٢ [14] - وسائل الشیعة إلی تحصیل مسائل الشریعة ، الحر العاملي، ج 27 ، ص 396