Thursday, November 23, 2023

السعادة و المستقبل بات في عدم :

السعادة و المستقبل بات في عدم : عند مرورك بشوارع و مدن و ساحات العراق و أبنيتها حتى تلك الأثرية منها ؛ يكفيك أن ترفع رأسك و بنظرة عامة خاطفة لترى جميعها مع وجوه العراقيين حزينة - كئيبة و كالحة و كأنّها تبكي و في عسر و ضيق شديدين تنتظر الفرج الفوري .. !؟ لكن كيف و من أين يأتيهم الفرج و وجوه الفساد قائمة و تتكرّر كلّ مرّة .. بل و تزيد !؟ تزيد و تتوسع جنباً إلى جنب مع الجّهل المقدس الذي بدأ يتشعّب كآلأنشطار الذري في كل حدب و صوب برعاية الطبقة السياسية الجاهلة و المدارس المهملة و المهدمة والجامعات المتخلفة التي لا تتقن و لا تُلقّن سوى السطحيات و الشحطات و أساليب السرقة و اللغف و الأباطيل و المؤآمرات لـ (خمط) ما أمكن من أموال النقد كلّ مرّة من جيوب الفقراء و المتقاعدين و عموم فقراء الشعب طبقاً لطبقة سياسية همّها الأول و الأخير تحاصص الحكم لأجل ذلك!؟ و سياسة البنك العراقي و دعمها للحولات الرخيصة بمئات الملايين كل يوم خير دليل على ذلك الهدم و الخراب النقدي .. لأنّ معظمها ترجع لحسابات و مصارف احزابهم الضالة المضلّة أو لصالح الدول التي تدخلها تلك الأموال عن طريق الحوالات التي أكثرها غير صحيحة!؟ هل من شريف يسأل الحكومة السائرة على نهج ألعلمنة البعثية الهجينة ؛ عن ميزانية و تخصيصات هذه السنة 2023م التي أوشكت على النهاية بعد شهر تقريباً!؟ كم كانت تلك التخصيصات؟ و لماذا لم تُطلق و لم يعلن عنها؟ من لغفها جملة و تفصيلا!؟ و أين المشاريع التي وعد البعثي المدعو السوداني بإتمامها!؟ و أين رست قضيّة الدولار مقابل الدينار !؟ ولماذا في تصاعد مستمر!؟ أين الماء الصافي النقي و أين الكهرباء و الخدمات و الشوارع المبلطة و الصحة (1)؟ هل بنوا مصنعا واحداً أو شركة إنتاجية بعد عقدين و صرف ترليوني دولار!؟ و الأهم أيضاً ؛ أين حقوق المتقاعدين المهدورة منذ عقود .. حيث لا يكفيهم الراتب لإسبوع واحد و لا يغطي حتى دوائهم و علاجهم و إحتياجاتهم الخاصة معدومة تماماً .. بينما مرتزقة ألأحزاب و أزلام النظام الصدامي و فدائييه يستلمون الملايين كل شهر كتكريم لهم!؟ إلى أين يسير هذا البلد المنهك المدمّر بقيادة حفنة من السياسيين العملاء الجهلاء الذين لا يعادون إلّا الحقّ و أهله و العدالة العلوية و المنظرين لها بشكل خاص .. و الفكر و الفلسفة و أهلها , الفلسفة التي هي أعلى من العلم و التكنولوجيا و الأعمار!؟ لكن من منهم يفهم و يعني أو حتى يدرك معنى العلم ناهيك عن الفلسفة!؟ فكيف يمكن أن يتقدم البلد و (دعاة اليوم) من غير دعوة و فكر .. بل و يُعادون أهله .. بعد ما كانوا هم الأمل!؟ هل تتوقعون التقدم و الخلاص على أيدي البدو و المعدان - مع إحترامي للروح التي بين جنبيهم - أن يقوموا بذلك!؟ المشكلة أنّ العراقيّ و ليس الطبقات السياسيّة الضالة وحدها - بسبب سياسة التعليم و التربية المدرسية والجامعية و الدينية - لا يعرفون الفرق بين العلم و الثقافة ؛ بين الجمال و القبح ؛ بين الفكر و الفلسفة, و حتى الغاية من تلك الأختصاصات!؟ ناهيك عن الفلسفة الكونيّة التي هي ختام الفلسفة في الوجود!؟ وهكذا فقدوا و ظلّوا الطريقين : لا هم باتوا عملاء على وجه للحفاظ على ودّ من أتى بهم على ظهر الدبابة الأمريكية ليستقروا بوضع مُعيّن وأمان ليُسعدوا الشعب؟ و لا هم باتوا مخلصين و أوفياء للأمة و لمبادئها و لهداية الناس و نجاتهم من الغرق والفساد!؟ بل تسببوا في خراب البلاد و العباد .. ألشيئ الوحيد الذي حقّقوه؛ هو جمع وسرقة الأموال و الرّواتب لجيوبهم ولمرتزقتهم للأسف. لذلك لا سعادة ولا مستقبل بات في الأفق .. بل في عدم!؟ و هذا النكوص و الفشل و الجهل المقدس إنّما تكرّسَ بسبب ألأفلاس الفكري للسياسيين و مرتزقتهم .. كما باقي آلدول للأسف و لِلُقمة الحرام التي تشرّبت بها خلايا أبدانهم و خرّبت أرواحهم و نواياهم حتى مسخت قلوبهم و وجدانهم و مسحت ضمائرهم من هياكلهم المدنسة و كروشهم المُتدلية العفنة التي وحدها باتت تكبر و تتوسّع يوماً بعد آخر .. العارف الحكيم عزيز الخزرجي