Tuesday, November 09, 2021

أهمّ ميّزات ألفلسفة آلكونيّة: أهمّ ميّزات الفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة التي تمثل (المرحلة 7) وآلأخيرة بعد ستة مراحل فلسفيّة مرّ بها آلفكر الأنسانيّ منذ عهد أليونان القديم حين ‏‏بدأت تباشير ألحضارة[عندما قام رجلٌ غاضب و لأوّل مرّة إلقاء كلمة بدلاً من حجر] كما قال (سيغموند فرويد), لتنتهي بـ(الفلسفة الكونيّة) التي إعتمدت العقل الباطن لتقرير ألأسس الفلسفيّة وآلمبادئ آلأخلاقيّة الكونيّة لتأمين إتصال المخلوق بآلوجود و آلكون كلّه بإستمرار .. بدل العلاقات ألمجازيّة الماديّة ألمحدودة, لتكون ختام قصة الفلسفة! فياإخوتي الأساتذة في العالم خصوصاً في بلدي المذبوح: شيوخ و عُمداء و عُلماء و رُؤوساء الحكومات و الوزارات و آلسّفارات و ألمديريات و المدارس و الجّامعات العالميّة و العراقيّة ألمقدّسة وفّقَهم الله لحمل ألأمانة آلّتي وجدوا لأدائها رغم فقدان المنهج الكونيّ .. لكنهم يُحاولون لا لأجل ألحاكمين و الظالمين بل لأجل الوصول للحقّ: لذا أرجو منكم جعل مادّة (ألفلسفة آلكونيّة) أحد أهمّ ألمواد الدّراسيّة ليكون الطالب الخريج مُؤهلاً و نافعاً لحمل و أداء الأمانة عبر إختصاصه بدل تحوّله إلى عالة للإرتزاق على آلمؤسسات بلا إنتاج و شكراً لوعيكم و تفضلكم لتكونوا من آلأوائل ألحاملين لراية المعرفة الكونيّة التي تسعى لتعريفكم بأساليب الأبداع و آلأتصال بآلمعشوق ألحقيقيّ بدل المعاشيق المجازيّة لهداية و خدمة العالم. فلا بُدّ للشباب عموماً وأساتذة الجامعة و العلماء و آلطبقة ألمُثقفة خصوصاً أنْ تتمتّع برؤية كونيّة شاملة – غير ضيّقة – حول الوجود مُشبّعة بآلمحبّة و التواضع و السّلام و السّخاء و الإيثار .. و مُعبّئة بآلفكر ألمعرفيّ و آلرّؤية الكونيّة الثاقبة و آلمنفتحة على أصل مكونات ألوجود و ماهيّة ألجّمال و آلأبداع و آلخلق لأداء دورهم بتجاوز آلعبادات التقليدية(كآلصوم و الصلاة و الحج لوحدها) و مخاطر ألعصبيّات القوميّة والعشائريّة وآلولاآت المصلحيّة و آلحزبيّة و آلمذهبيّة و آلعنصريّة و حتى آلوطنيّة الضّيقة لأنّها تتبع (ألأنا) و هي (ألعقبة الكأدَاء) الأخطر أمامَ آلتّغير لأجل ألعدالة عبر تصدّي آلجّميع و في مُقدّمتهم ألمسؤول ألأصلح و آلأكفأ و آلأتقى ألمُؤهّل ألنّزيه ألذي تجتمع فيه صفة (الأمانة و آلكفاءة الكونيّة)(1) بصدق لتحقيق ألأهداف ألأنسانيّة ألعليا قبل أيّ هدف آخر لخلاص البلاد والعباد من الفقر والفساد و الطبقيّة للوصول إلى الرفاه و السعادة والعدالة و تجاوز تكرار ألمآسي التأريخيّة, حيث لا يكفي نيل شهادة بكالوريوس أو دكتوراه أو حتى ما فوق الدّكتوراه(البوست دكتورين) بل لا تنفع حتى لو أصبحت آية عظمى في آلفقه و القضاء فقط .. من دون معرفة علل الأحكام و ما ورائها و علاقة الفقه و القانون و آلأختصاص بآلكون و العدالة و فلسفة الخلق .. كأساس لكلّ شيئ إلى جانب التطوير و الأبداع الواجبتين بظل نظام سياسيّ - إجتماعيّ, و بحسب قول (شارل ديغول)؛ [ألسّياسة مسألة خطيرة جداً يجب أنْ لا تُترك للسّياسيين], لأنّ قرار صغير خاطئ - ناهيك عن كبير – سيكون وبالاً و مكلفاً للغايّة ماديّاً و بشريّاً و تمتدّ آثاره لأجيال و أجيال لتُجرى عليهم عمليّة آلمسخ بآلكامل يعني تحوّلهم لمخلوقات دون آلحيوانيّة! يقول سيّد الحُكماء و الحُكّام و العرفاء و السّياسيين الأمام عليّ(ع): [ألعدل أساس الحكم] و قد حدّد لها أكثر من عشرة أصول(2), أساسها العدل و يُفعّل بآلأبداع و الأخلاص و البناء و اللاطبقيّة, التي تحقق ألمساواة في لقمة الخبز(ألرّواتب والحقوق والأمكانات والفرص المتعلقة بآلنظام الحكومي) وبين آلجّميع بلا إستثناء بين فئة و أخرى أو بين دين و آخر, و (من يغتني وأقربائه من السياسة فهو ظالم لا محال) (راجع وصاياه في الحكم .. و منها لمالك الأشتر) في نهج البلاغة. والبلد الذي أحزابهُ يتقاتلون و يتآمرون بعضهم ضدّ آلبعض حتى داخل المذهب الواحد و الحزب الواحد لأجل الحكم يعني على( المناصب و الرّواتب والمال والصّفقات كحصص) ؛ لا ولن يفلح أبداً .. حتى لو كانت من أغنى شعوب العالم كحالنا في العراق, فما فلحت أبداً وكما رأينا فشل و فساد الحكومات التي حكمتنا جميعأً لكونها لم تكن بآلمواصفات الكونيّة المطلوبة التي نحن بصدد توضيحاها و كما وردت في آلفلسفة الكونيّة, لهذا فشلت و إنتهت بغضب الجّماهير و فقدت الثّقة و حلّت الكراهية و سالت الدّماء و إنتشر الخراب و الفقر و الفساد و الطبقيّة المقيتة بحيث بات ربع العراق بلا سكن لائق مقابل شرائح غنيّة, يضاف لذلك آلدّيون العالميّة التي لا يُمكن إيفائها إلّا بتقديم البلاد كلّها هديّة للدائنين, و إليكم أهم (مميّزات الفلسفة الكونيّة) التي هي (ختام الفلسفة) و صمام تقدّم و سّعادة ونجاة العالم: ألتأكيد على آلتخلص من الحالة البشريّة - التي تعادل ألحالة (ألحيوانيّة) تماماً و آلسّعي للأنتقال إلى فضاء آخر أرحب و أنسب لإنماء الجوانب ألرّوحيّة والإنسانيّة لتحقيق الحالة الآدميّة(ألتّواضع) في وجود الأنسان للأستعداد بعد رياضات خاصّة لبناء (الحضارة الكونيّة) المفقودة على آلأرض اليوم رغم مرور 14,5 مليار سنة على الوجود و أكثر من 10 آلاف سنة على وجود نسلنا الحالي - بدل الحضارة الماديّة - ألحيوانيّة ألقائمة(3) وآلمنتشرة في الأرض, خصوصاً في بلادنا الوحيدة المحرومة من آلأثنان أيّ من (الحضارة) و(المدنيّة)!؟ رغم إننا أبدعنا بعد ما ملكنا ألمنهج الإلهيّ و المواصفات والمؤهلات اللازمة للتقدّم المدنيّ والعمرانيّ على الأقل قبل كلّ العالم (المتمدن) المعاصر الذي إستغلّ مناهجنا البيانيّة الواضحة و السّلسة التي إعتمدت (الأرقام الهندسيّة) التي إكتشفها الخوارزمي كأساس للباينري لتنظيم عقل (الكومبيوتر)(4), وهكذا بسطت فلسفتنا الكونية الأمور دون تعقيد أو الحاجة إلى اللجوء لقواميس اللغات والفلسفة والمعاجم القديمة و الحديثة .. فالسهل البسيط المُمتنع يشقّ طريقه عبر آلقلب و الرّوح و الإحساس مهما كانت المادة المطروحة معقّدة و جافة .. حتى إنّ أصحاب الضمائر الناقدة و الحاقدة التي تبحث عن الشوائب في ظلال المطروحات تنساق مع طرحها(أيّ مع الفلسفة الكونيّة)! و هناك فرق كبير بين ناقد و حاقد كما يقولون .. خصوصاً في زمن الظلم والفساد و آلجّهل الذي عمّمته آلدّيانات التقليدية و آلأحزاب المتحجّرة اللاهثة وراء الحرام و القنص عبر تحاصص حقوق الفقراء لتعميق الطبقيّة و الظلم بعد غياب القيم الكونيّة في مناهجهم إلى جانب موت الوجدان و حلول العنف والكراهيّة بسبب لقمة الحرام التي شكّلت خلايا أجسادهم الحيوانيّة فسحقت الفقراء و المحتاجين! ومراتب ألفكر ألمعرفيّ ألكونيّ في آلفلسفة الكونية(5), هي: [قارئ - مُثقف - كاتب - مفكر - فيلسوف - فيلسوف كونيّ - عارف حكيم]. فعليك يا عزيزي معرفة صفات و خصوصيات كلّ مرحلة وكيفيّة تحقيقها لنيل ألحكمة في نهاية المطاف للوصال مع المعشوق ألحقيقي. العارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) للأطالع على التفاصيل, بما فيها مواصفات المسؤول العادل, عبر: [https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732887]. (2) أسباب زوال الدّولة عند الأمام عليّ (ع) يُحدّدها بأكثر من عشر علامات, لا يُمكن و لا يجوز التهاون بإحداها تحت أيّ ظرف, بل عدم العمل بواحدة منها تعني وقوع آلكوارث, وهي: ـ تضييعُ الأصول.. (و تعني: ضياع حقوق الفرد والمجتمع) بعدم مراعاة (المعايير الكونيّة) في تعريف و تعيين المسؤول أو الوزير أو الرئيس في المذهب السياسيّ الذي يسبب الطبقية. ـ التمسكُ بالغُرورِ.. (و تعني: الاستبداد و التفرد بالسلطة), و إستغلال الآخرين بشتى الوسائل و التهديدات و التعينات و التخصيصات. ـ تقديم الأراذل, و يتمّ نتيجة تفضيل آلأنتماء العشائري و الحزبيّ و القومي و المذهبي لكسب المال و المقام و إباحة المحاصصة و التوافق لسرقة الناس. ـ وتأخيرُ الأفاضل .. أيّ : (تقديم الفاسد الذي يُفضّل المحسوبيّة و المنسوبيّة على العدالة و المصلحة العامة.. و تأخير الصالح الأمين آلكفوء) ليتسبب بنشر الظلم والفساد والرشوة. ـ ضياع ألحقّ بسبب التحاصص و التوافق؛ و (لا يفلح قوم ضاع الحقّ بينهم) كما يقول الحديث الشريف عن رسول الله (ص). ـ ألفرقة : و تؤدّي الى آلخلاف و آلمؤآمرات و بآلتالي الضعف .. و الضعف يُؤدي بدوره إلى آلذُل .. و آلذُل يُؤدّي الى زوال الدّولة.. و ذهاب النعمة و إنتشار الجوع و القهر و المرض. ـ ألجّهل الذي يسبب الإستبداد و التمسك بآلسلطة.. و التفرد بالحكم والسلطة (اوتوقراطية). ـ روحية التكاثر و التّعلق بآلدّنيا .. و جمع الأموال لدى مسؤولي الدولة خصوصاً المسؤولين الكبار .. (أيّ تعاظم الفساد الماليّ عند المسؤولين). ـ سوء الظن و التشاؤم ببقاء الدّولة و ديمومتها. ـ عدم الاعتبار بالعبر والتجارب السّابقة, و عدم التعلم من الكشوفات و القوانين الجديدة .. كل ضمن إختصاصه, و للجّهل دور رئيسي في تعظيم هذا الأمر. ـ عدم مواكبة التطور و التكنولوجيا و المحاسبة الذاتية و الأداريّة الدائمة لتصحيح مسار آلعمل و تقويم آلنفس(السلوك), ولهذا أثر كبير في إستقامة الموظف والمسؤول و الوزير و حتى الرؤوساء لخدمة الوطن والمواطن والمجتمع, حيث كان الأمام(ع) يفعل ذلك(ترشيد المسؤوليين و الولاة) أكثر من مرّة في الأسبوع حسب الأمكان و الفرص من خلال المنابر و البيانات الرسميّة و الشرعيّة المختلفة ليكونوا على علم بما يجري حولهم .. لهم و عليهم, و هذا ما هو آلمفقود في عراق اليوم جملةً و تفصيلاً, بسبب الجهل و المحاصصة, فكل مسؤول يعتبر منصبه حقا و إستحقاقا له بقوة حزبه وقوميته والجهة التي رشحته ولا مجال للتنازل مهما كان, حتى لو ثبت فساده, بل لا يُحاول مرّة في السنة من مراجعة أفكاره و تطورات أختصاصه, بينما علوم التربية و التعليم الحديثة ؛ تؤكد بأن كل موظف و مسؤول و تدريسي عليه أن يجدد معلوماته مرة في السنة ليبقى فاعلاً و على دراية بكل ما يتم كشفه في مجال عمله. يقول الأمام عليّ (ع) في عهده لمالك الأشتر أحد وزراء حكومته و واليه على مصر: [إنما يُؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها]. ـ و [إنما يُعْوِزُ أهلها لإشرافِ أنفس الولاة على الجمع.. وسوء ظنهم بالبقاء.. وقلة انتفاعهم بالعبر]. (3) نعتقد بأنّ الحضارة الماديّة - ألمَدنيّة لوحدها - حتى لو كنت يا عزيزي تملك وسطها قصراً مُشيّدأً من آلمرمر و الياقوت و الزّمرد و الحرس و الثّمر و النعم مع الحور العين و الغلمان لا يُمكن أن تحقق بها رسالتك التي وجدت لأجلها, لأنها لا تحقق لوحدها سعادتك و هدف وجودك مهما كانت الحياة من حولك (نانويّة) و مُتقدّمة بل لا بُد من وجود القيم الكونيّة ألعزيزيّة بجانبها مع أساس بنيانها, و هو (التواضع مع الأدب و السخاء) والذي لا يتحقّق إلّأ بقتل الذّات - لأنّ التواضع و المحبة وآلأيثار بجانب المدنية و آلرّفاه تسبّب الوئام و نشر آلأمن و السلام و آلإيثار و بآلتالي وفرة الأنتاج و الأبداع, و عندها فقط تستحقّ أن تعيش و تتفاعل مع هذه الحياة و تتنعّم بخيراتها لتحقيق الهدف المنشود بخدمة و محبة الناس وسط الأنتاج الوفير و والكرامة و آلعزّة و آلحريّة بعيدة عن قيود التعبد للحاكم و المسؤول و الوزير وصاحب العمل لتأمين راتب من الحكومات أو القوى أو مساومة الأحزاب و المسلحين العلنيّة و السّرية بـ(المتحاصصة) التي تتحكم بمصير وحقوق الناس عبر لقمة الخبز وحتى قدح الماء الذي تشربه, و بذلك – بموقفك البطولي هذا؛ تُحقق عمق ذاتك التي محوتها لـ (المعشوق) ألحقيقيّ. (4) لمعرفة التفاصيل : راجع: [الحضارة الإسلاميّة أكبر حضارة عرفتها البشريّة] عبر الرابط التالي: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=260847 (5) للأطلاع على بعض ملامح و أطر الفلسفة الكونية العزيزية, يمكنكم من خلال الرابط أدناه: https://www.noor-book.com/en/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books