Thursday, February 25, 2021

 

إلى جميع ألمراكز الثقافيّة و المنتديات الفكرية في العالم:

ألسلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

أما بعد .. أيها الأخوة ألأعزاء الذين إختاروا طريق المعرفة لتنوير ألنّاس و هو نهج الأنبياء و أوصيائهم, فليس من السهل أن تكون مبلّغاً أو كاتباً بشرطها و شروطها حتى لو كنت متخصصاً أو مرجعاً فكرياً أو دينيّاً لعشرات السنين لأنه يحتاج لمؤهلات خاصّة!
و إليكم
أدناه مواصفات و معايير المسؤول ألمُثقّف ألعادل بحسب منهج و معايير الفلسفة الكونية:

أقدّم لكم .. خلاصة جلسة من جلسات المنتدى الفكري بكندا/تورنتو كما وصلنا لدراسته و مناقشته في منتدياتكم و مراكزكم .. على أمل تطبيقه و لو في بيوتكم و مراكزكم و مدنكم و دولتكم، حيث تمّ مناقشة و بحث ألمبادئ الكونيّة العلويّة كمعايير  في السياسة و الحكم و مواصفات ألمسؤول المطلوب و المرشح للأنتخابات أو أي منصب و مسؤولية، بعد إنتشار الفساد المالي و الإداري و الأقصادي و الزراعي بسبب آلرؤوساء الفاسدين من الأحزاب المتحاصصة التي قسّمت المناصب كحصص و كأنهم بشأن تقسيم غنائم حرب بإسم الإسلام والوطن و الدّعوة و الدّيمقراطية و العلمانية و المحسوبية و المنسوبية و العشائرية و غيرها؛ حتى جعلوه بعد عقدين تقريباً إسيراً و رهيناً و مفلساً و لعبة بيد الأستكبار العالمي، و آلذي نأمله من الأخوة الواعيين المخلصين في جميع المراكز الثقافية و الفكرية و حتى الأليكترونية تكرار مثل تلك الجلسات في مراكزهم و منتدياتهم لبناء الفكر و تعميم الفائدة و توعية الناس على حقوقهم المهضومة, و على منهج العليّ الاعلى كأساس للعمل لتحقيق سعادة الناس بعد ما إتفق العالم بحسب تقرير هيئة الأمم المتحدة بأن حكومة الامام عليّ(ع) هي أفضل و أعدل حكومة في العالم يرجى تطبيقها, و ليس هذا فقط .. بل معرفة أصول هذا المنهج يُفيدنا على الأقل في كيفية التعامل مع أنفسنا وأزواجنا وعوائلنا وأصدقائنا, إذا لم يكن بآلأمكان على سبيل الفرض تطبيقه على مستوى دولة.

يقول سيّد العدالة الكونيّة: (من علامات زوال ألدّول هو الظلم ألذي يُجَسَّد من خلال أربع مُؤشرات) هي:

[ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقديم ألأراذل و تأخير الأفاضل]. و الحقيقة إن هذا الأمر واقع في أكثر بلاد العالم و منها العراق].

و حديث أورده الريشهري و آخر ورد في بحار الأنوار و غيره من المصادر يُبرز أهمية و عظمة العدالة عند الله, هو :
[
الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، و لا ينصر الدّولة الظالمة ولو كانت مسلمة].

و قد تحققت العلامات ألعلوية الأربعة(ترك الأصول و آلعمل بآلتكبر و تقديم ألأراذل و تأخير الأفاضل) التي وردت أعلاه في العراق بوضوح و تفصّيل بسبب الجهل و الأمية الفكرية و جشع النفوس و طغيانها, فكلّ حكومة جديدة كانت تأتي رغم إنتخابها "ديمقراطياً"و لعنة الله على الديمقراطية؛ كانت سرعان ما تزول, بل وصل الحال - بعد تمرّس قيادات الأحزاب على النهب السريع و الدقيق و بلا رحمة اليوم - لأجراء إنتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة بعد فشل 6 حكومات خلال الفترة الماضية آخرها بعد أشهر.
كما إن تحقّق آلنّصر للدّولة (الكافرة) مسألة طبيعية, لأنّها كانت عادلة وبآلمقابل لم تنصر الدّولة المسلمة لأنها ظالمة كدولة العراق.

و تحقيق المبادئ (ألعلويّة الأربعة) أعلاه يكون بمعرفة الأصول و المبادئ الواردة أدناه و لجميع المستويات, بدءاً بمرشح رئاسة الجمهوريّة و البرلمان و الحكومة أو وزير أو عضو برلمان وحتى مدراء المؤسسات الأخرى؛ حيث يجب أن يحمل و يعرف كلّ رئيس و مسؤول الأختصاصات الأساسيّة ألتالية لإدارة ألوزارات و اللجان ألحكومية أو المحافظات أو مؤسسات ألدّولة أو حتى دائرة فرعية, لأنّ معرفة رئيس الجمهورية أو باقي الرؤوساء لتلك المبادئ من شأنها تحصينهم لدرء الفساد و الفشل الذي تكرر عشرات المرات و سرقة الأموال من خلالها بمشاركة المسؤول والوزير و النائب الفاقد لتلك الأختصاصات, لأن المعرفة ألواعية(1) يؤدي إلى التقوى , و بغير تلك الكفاءة و آلأمانة ؛ فإنّ الفساد سيستمر كما الآن و كما شمل جميع المرافق و المؤسسات و ما زال قائما و يتفاقم و لا يستطيع المستشارون ولا المعنيون و لا أكبر قوّة أنقاذ الموقف و الله يستر من المستقبل إن لم تطبيق هذه آلمواصفات الكونية وهي:

معرفة أسس و مبادئ الفلسفة الكونيّة
.
معرفة أصول العدالة العلويّة الكونيّة
.
قواعد ألأدارة الحديثة.
مبادئ الهندسة الصناعيّة و الزراعية.
إدارة و تنظيم القوى الأنسانيّة.
تنظيم ألميزانية و الأمور المالية و مراعاة الأولويات.
ألتخصص في التأريخ و معرفة السُّنن.
كيفية تنويع مصادر الأنتاج و تطوير الأنتاج و الأستفادة القصوى من السياحة و الموارد الأخرى
معرفة علم النفس الأجتماعي.
مبادئ ألسّياسة و الأقتصاد الأسلامي و فرقه عن الرأسمالي.
التخطيط و البرمجة ألأستراتيجيّة للخطط الخمسيّة والطويلة الأمد.
معرفة جواب (الأسئلة الأساسية ألستة) لترسيخ الأمانة بجانب الكفاءة.

نتمنى تحقيق و إيجاد تلك المواصفات ولو نصفها في المرشحين و المسؤوليين خصوصا رئاسة الجمهورية و الحكومة و البرلمان .. حتى لو كان ربعها .. لا و الله بل إثنان منها .. لقد كانت لحد اليوم مفقودة في شخصيّة كلّ مسؤول عراقيّ حكم في الدولة او البرلمان و القضاء و حتى الوزارات و المؤسسات .. ليستحق أن يكون رئيساً أو وزيراً أو برلمانياً أو محافظاً أو مسؤولاً لمؤسسة؟

لقد تمّ تقسيم المناصب بحسب الحصص .. لذا الجميع تقريباً نُصبوا و عُيينوا بآلمحاصصة و الواسطات و الحزبيات و العشائريات, فكانوا سببا في نهب العراق و تدميره!؟

إن نشر و دراسة و بحث و مناقشة تلك الأسس الكونية لمشخصات المسؤول و التي وردت أعلاه من شأنها لفت نظر الأكاديميين و وزارة التعليم العالي و تنبيههم لوضع برامج و مناهج لتحقيقها في الكوادر العلمية المتخرجة, ليحل وضعا جديداً يرضى الله و الشعب بدل المحاصصة و الواسطات التي حكمت و كما شهدناه عملياً في أفواج من الفاسدين الذين توالوا و شكّلوا الحكومات و البرلمانات و رئاسة المحافظات المختلفة و تصدّوا للمديريات و المؤسسات و الرئاسات والوزارات و البرلمان بعد 2003م, و لا نتحدث عن زمن حكومات البدو البائدة وثقافة القرية بقيادة حزب البعث الجاهل!

و فوق هذا أَ تَعَجَب .. كيف إن السّادة ؛ هاشمي؛ علاوي؛ حلاوي؛ جعفري موصلي؛ عبادي؛ مالكي نُجيفي؛ جبّوري؛ مشهداني؛ طالباني؛ بارزاني؛ صالحي؛ خزاعي؛ حلبوسي؛ كاظمي,؛ علّاقي؛ شبّريّ و أمثالهم من المتحاصصين مع أنواع و أشكال أخرى من الوزراء و آلنواب و معهم دعم من مراجع دين سمحوا و يسمحون لأنفسهم بتحديد المسؤوليين و المسؤوليات و هم يجهلون أسس و قواعد تلك آلمبادئ الكونية و حقيقة العلوم و فسفة الحكم التي أكّدها النهج آلكوني و القرآن المهجور لأدارة الدولة بل لإدارة حتى شركة أو بيت صغير لتلافي ألفساد و الظلم  الأقتصادي و الإجتماعي و غيرها, حيث رشحوا و تقدّموا .. بل و قتلوا أنفسهم عبر التآمر للفوز بقيادة الدّولة و الأحزاب و آلحكومات و الوزارات و المجالس النيابية بلا حياء و دين و أنصاف لنهب و سرقة دولة بأكملها لضرب (ضربة العمر) لعلمهم بأنهم لن يأتوا بعدها ؟

لذا كانت ألنتيجة كما شهدتم و ما كانت لتكون أسوء ممّا كان؛ حيث تسبب أخيراً في مسخ الشعب و فقدان الثقفة بينهم و حتى بين أنفسهمكل هذا بسبب فقدان المعرفة و الثقافة من بين أهل العلم .. فهناك بون شاسع بين الدكتور و المهندس و حتى عالم الدين و بين الثقافة, يعني العلم شيئ و الثقافة التي هي ألاهم شيئ آخر(للمزيد راجع الفلسفة الكونية):

و لذلك يعيش العراق كله اليوم:

خراب ؛ فساد ؛ ظلم ؛ نهب ؛ سلب ؛ قتل ؛ عمالة ؛ نذالة ؛ تكثير الدّيون المليارية ؛ تكثير الجواسيس؛ سرقة الاموال؛ تحطيم القوى الأنسانيّة؛ تشريد الفلاسفة و المفكريين و المختصين المخلصين؛ هدر طاقات الشباب؛ هدر الميزانيات, و هو الأهم و الأخطر من كل ذلك لأنه يتسبب في تخريب القيم الأجتماعية و تشويه ثقافة الناس و تسطيح فكرهم و كما حدثت البدايات من زمن صدام و قبله و بعده و سيستمر لو لم يعلن الفاسدين توبتهم و محاكمتهم لإرجاع الأموال المنهوبة!

يجب في خضم الأوضاع ألرّاهنة إبتداءاً : إجراء إختبار علميّ و عقليّ و روحيّ وإختصاصي مع إجراء جرد للأموال المنقولة و غيره المنقولة لمرشحي للبرلمان و آلحكومة و الرئاسة و الوزارات و غيرها و ضبط حساب جميع ممتلكات المرشح أو المسؤول قبل البدء و الموافقة حتى على التشريح و المشاركة لنيل منصب معين و العارف الحكيم لديه الأمكانيات و الآليات الفنيّة و الكونيّة اللازمة لعبور المرحلة الراهنة ولتحقيق المطلوب من خلال فريق متخصص يمتاز بآلأمانة و الكفاءة معاً ولا حول ولا قوّة إلا بآلله ألعلي العظيم.
بقلم - العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ألمعرفة الواعية: يعني بحسب تعريفنا؛ أنّ المسؤول لا ينقطع عن ربه لحظة, بل يجعله نصب عينيه كرقيب عليه في كلّ شيئ خصوصاً حين تستأسد قوى الروح(كقوة الشهوة)و(التسلط) فيرتكب جريمته, لأن الأنسان لا يسرق إلا حين ينقطع عن ربه ولو دقيقة.